الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا
الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا
وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً
وهو الذي جعل الليل والنهار خلفةة لمن أراد أن يذكر
أو أراد شكورا
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وكفى بالله شهيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بين يدي الساعة
دعياً إلى الله وسراجا منيرا
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد، إخوة الإيمان أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العظيم والسير على هدي حبيبه ورسوله محمد الصادق الأمين
يقول تعال
اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
إنها غرارة كذابة تضحك على أهلها من مال عنها وتركها
سلم منها
إنها كالحية لين لمسها قاتل سمها
أيامها سريعة الزوال وساعاتها تمضي كالخيال
آجالنا فيها محدودة وأنفاسنا فيها معدودة
يقول عليه الصلاة والسلام ما لي وللدنيا
إخوة الإيمان والإسلام، إن الله تعالى خلقنا وأمرنا بعبادته وفرض علينا طاعته وحذرنا من معصيته
ولم يخلقنا عبثا وسدى بل لنأتمر بأوامره ونسلك درب التقوى التي فيها فلاحنا ونجاتنا يوم القيامة
يقول تعالى أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون
أحباب رسول الله إن خير ما أوصيكم به لآخرتكم هو التزود بالتقوى فهي سفينة النجاة
يقول الله تعالى فإن خير الزاد التقوى
فما هي التقوى يا اخواني واخواتي
إنها الخوف من الجليل واتباع التنزيل والاستعداد ليوم الرحيل
إن التقوى هي أداء الواجبات والفروض واجتناب المحرمات
فمن التزم بها كان من أحباب الله
وأحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول الله تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم
واقرئو قول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام
إن أولى الناس بي يوم القيامة المتقون من كانوا وحيث كانوا
اخواني اخواتي
إن تقوى الله تعالى هي سفينة النجاة يوم القيامة
إنها التزام طاعة الله وطاعة رسوله إنها سلوك طريق نبينا المصطفى ووضع الدنيا على القفا
إنها علم وعمل والتزام بأداء ما فرض الله واجتناب ما حرّم الله سبحانه وتعالى فهذا هو طريق الفلاح والنجاح
احباء رسول الله
إن الله سبحانه وتعالى يكرم عباده المتقين عند الحشر وفي مواقف القيامة، فهم لا يخافون عندما يخاف الناس ولا يحزنون عندما يحزن الناس فهم يحشرون وهم لابسون راكبون طاعمون يأتيهم رزقهم من خالقهم ومالكهم
يقول الله عز وجل يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا
كما قال تعالى ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون
لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة
جعلنا الله وإياكم من الذين يسلكون طريق التقوى
والطاعة حتى نكون من الفائزين
امين
اخوكم الفقير لله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته