رجال من نوع مختلف
ثلاثة واربعين سنبلة يابسة مضت من عمري وانا انتظر ان تمارس امتي العربية ادنى درجات الخجل.
ثلاثة واربعين سنة غير مأسوف على شبابها افنيتها في ازقة الكرامة بحثا عن بارقة امل تعيد لنا تجميع اشلاء امتي الممزقة , وهاهو يقترب يوم مولدي وما زال البحث جار عن الخيط المفقود في معادلة الحياة التي وصلت حد الأرتطام في جدار اليأس.
عذرا يا قدس فلم يعد لدينا الوقت لنمارس طقوس العبادة على ادراج معابد الشرفاء فنحن امة لفظت اخر انفاس الرجولة لديها ونحن امة تتقن فن العزف على اوتار التباكي وتتقن اكثر فنون الارتماء في احضان الرذيلة.
عذرا يا حبيبتي بغداد فلون الدم النازف من رحمك الممزق من اثار الاغتصاب وكل تلك القهقهات المتعالية من افواه المغتصبين القذرة لم تحرك مكامن الشهامة لدينا.
عذرا يا شام واي عذر لنا وانتي تقتلين بخناجر المجوس ورائحة الموت منك وصلت عنان السماء .... عذرا .
لقد سقطت منا الكلمات ومنذ زمن بعيد سقط السيف وسقط كل شيء يغطي عوراتنا وسقطت فينا اخر حصون وقلاع العنفوان , شباب ضائع وشيب متهالك وارحام مقيدة بكل انواع منع الحمل فلا الموجود يريد استرجاع شيء مفقود وليس هناك امل ان تلقي الارحام ما في جوفها ,كل شيء يحيط بنا يدل على الأستسلام والكل غارق في وحل الملذات وليس هناك ثمة امل في عودة عناوين الرجولة من جديد ..
. وفي هذه الاثناء تسقط قطرة ماء من سقف بيتنا العتيق لأفيق من حلمي الكابوس فأنظر حولي فأذا بي رجل مجنون فكل ما ذكر هو غير صحيح وما تلك الا اطغاث احلام قذرة .... فالحقيقة اننا امة لا تقبل الضيم وان فلسطين عادت وان بغداد طهرناها من رجس المجوس وهاهي الفراشات تتراقص فوق شامنا الغالية وتغرد فوق كل بلادي طيور العشق وتنساب من غيث المزن امطار الكبرياء ومن شقائق النعمان تخرج رائحة الرجولة .. في بلادي العربية ايها الصيد من الرجال تعزف النساء وتضرب على الدفوف وتزغرد فخرا بنا فنحن رجال من نوع مختلف اصواتنا عالية جدا ولكن عند التنفيذ فأننا الى حد ما نشبة لون النعاج....