بدأ لجنة الانتخابات الرئاسية بمصر اليوم تلقي طعون المرشحين بشأن العملية الانتخابية. في الأثناء نظم معارضو الانقلاب في مصر صباح اليوم مظاهرات رافضة للانتخابات الرئاسية التي أظهرت نتائجها شبه النهائية اكتساح المرشح عبد الفتاح السيسي.
وقال عضو اللجنة عبد الوهاب عبد الرازق إن عملية تقديم الطعون ستستمر يومين على أن تعلن النتيجة النهائية للانتخابات يوم الأحد أو الاثنين القادمين.
النتائج الأولية
وأظهرت النتائج غير الرسمية للانتخابات الرئاسية حصول السيسي على أكثر من 23 مليون صوت بنسبة فاقت 96%، مقابل حصول صباحي على نحو 740 ألف صوت بنسبة 3.1% فقط. وبلغ عدد الأصوات الباطلة أكثر من مليون صوت.
وبذلك تبلغ نسبة المشاركة الإجمالية نحو 47%، بما يعني أن أكثر من 25 مليونا أدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات، بحسب هذه الأرقام غير الرسمية. وكانت نسبة التصويت في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس المعزول محمد مرسي بلغت 52%.
وشكلت نسبة المشاركة في الاقتراع هاجسا كبيرا للسيسي الذي كان يعوّل على نسبة مشاركة تبلغ نحو 80% من أصل الناخبين البالغ عددهم 54 مليونا، في مسعى منه لتأكيد ما سماه التفويض الشعبي الذي ساقه لتبرير الإطاحة بالرئيس مرسي.
حمدين صباحي شكك في نتائج الانتخابات (الجزيرة)
وقد شكك المرشح الرئاسي حمدين صباحي -الذي أقر بهزيمته أمام منافسه السيسي الذي حصل على أكثر من 90% من الأصوات- شكك في نسب المشاركة المعلنة في الانتخابات.
وقال صباحي -الذي سبق أن تحدث عن حالات تزوير وسحب مندوبيه من اللجان احتجاجا على تمديد الانتخابات ليوم ثالث- إن الأرقام المعلنة لنسب المشاركة في الانتخابات ليس لها "مصداقية أو صدقية".
وشن المرشح الرئاسي الخاسر الخميس هجوما على وسائل الإعلام التي قال إنها اختارت طريق التعبئة بدلا من طريق التوعية، وفق تعبيره.
مظاهرات رافضة
في الأثناء نظم معارضو الانقلاب في مصر صباح اليوم مظاهرات رافضة للانتخابات الرئاسية حيث شهدت منطقة منيا القمح بمحافظة الشرقية مسيرات احتجاجية رفع المتظاهرون فيها شعارات رابعة. كما رددوا هتافات منددة بالانتخابات التي وصفوها بالباطلة وغير الشرعية.
وفي عين شمس شارك المئات في مسيرة أعلن المشاركون فيها رفضهم الانتخابات الرئاسية ونتائجها ووصفوها بالمسرحية.
وكانت قد خرجت في عدد من المدن المصرية مسيرات ليلية مناهضة للانقلاب العسكري.
ففي محافظة الشرقية انطلقت مسيرات ليلية مناهضة للانقلاب في مدينة العاشر من رمضان, وردد المشاركون فيها شعارات تندد بالانتخابات وتعتبرها باطلة.
وفي الإسماعيلية شارك مئات في مسيرة مناهضة للانقلاب طافت شوارع منطقة الجمعيات في المدينة. وردد المشاركون هتافات مناوئة لحكم العسكر وللسيسي, مؤكدين عدم اعترافهم بأي رئيس للبلاد غير الرئيس المعزول مرسي. ورفع المشاركون خلال المسيرة شارات رابعة، ولافتات تطالب بالإفراج عن المعتقلين كافة.
مـسيرات ليلية خرجت بعدة مدن مصرية تنديدا بالانتخابات ونتائجها (الجزيرة)
أسبوع ثوري
وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية المصريين دعا المصريين إلى أسبوع ثوري ضد الانقلاب.
وفي بيان أصدره أمس الخميس شكر التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الشعب المصري على ما وصفها بالمقاطعة المنقطعة النظير للانتخابات، معتبرا أن أصحاب خارطة الطريق هُزموا في ما سماها "معركة اللجان الخاوية".
وفي بيانه الصادر تحت عنوان "الموجة الثورية الثالثة لعام 2014"، دعا التحالف المصريين إلى "استكمال حلم الثورة في أسبوع ثوري هادر وحراك متتابع تحت شعار تقدموا ننتصر".
وطالب التحالف المؤسسة العسكرية "بالعودة للثكنات وإعادة تسليم سلطة الشعب التي اغتصبت تحت تهديد السلاح". كما طالب المصريين بالخروج إلى الشوارع "ولتكن انتفاضة في الميادين وبقيادة الشباب موازية لانتفاضة السجون الثانية ليرحل الانقلاب وظلمه".
كما طالبهم بحرق أعلام الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي ورفع أعلام مصر وشعار رابعة وصور الرئيس المنتخب محمد مرسي.
انتقادات
وفي ردود الأفعال الدولية والمحلية على العملية الانتخابية، علق رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في مصر ماريو ديفد قائلا إنها أديرت وفقا للقانون، ولكن في بيئة انتخابية لم تتفق مع المبادئ الدستورية.
وأشار إلى أن عمليات الاقتراع والفرز وجدولة النتائج جرت عموما بشكل جيد, لكن احترام الحقوق الأساسية التي وضعها الدستور الجديد لم يكن على نفس القدر المطلوب.
وفي السياق ذاته أعربت الخارجية الأميركية عن قلقها إزاء القيود السياسية التي سبقت الانتخابات الرئاسية في مصر. وقالت المتحدثة باسم الوزارة جان بساكي إن الإدارة الأميركية ستعلن موقفها الكامل عقب صدور النتائج الرسمية للانتخابات المصرية، ونوهت في المقابل بأن الديمقراطية تتجاوز إجراء الانتخابات.
من جانبها، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الانتخابات تأتي وسط حالة من "القمع السياسي"، وأن "استكمال المرحلة الثانية من خارطة الطريق -التي قدمها الجيش عقب الإطاحة بمرسي- فشل في إعطاء أي دلالات على توطيد الديمقراطية".
واعتبرت حركة 6 أبريل قرار التمديد مجرد "حلقة جديدة من حلقات العملية الانتخابية غير الديمقراطية".
وكانت مؤسسات الدولة وغيرها في مصر بذلت محاولات حثيثة لرفع نسب المشاركة في الانتخابات عبر ترغيب الناخبين في التوجه إلى لجان الاقتراع تارة، وترهيبهم بغرامات مالية تارة أخرى.