زمن حزين يا أبي زمن الذئاب
أنا يا أبي في الدرب مصلوب اليدين
وزوابع الأيام تحملني ولا أدري لأين
والناس تعبر فوق أشلائي ودمعي بين...وبين
وبعثت تعبت يا أبي.....
لم لا تجيء لكي ترى
كيف الضمير يموت في قلب الرجل
كيف الأمان يضيع أو يفنى الأمل
لم لا تجيء لكي ترى
أن الطريق يضيق حزنا بالبشر
أن الظلام اليوم يغتال القمر
أن الربيع يجيء من غير الزهر
لم لا تجيء لكي ترى
الأرض تأكل زرعها
والأم تقتل طفلها
أتصدق يا أبي
أن السماء الآن تذبح بدرها
والأرض يا أبتاه تأكل نفسها


القلب يا أبتاه أصبح كالضرير
أنا حائر في الدرب لا أدري المصير
أنا في المدينة يا أبي مثل السحاب
يوما تداعبني الحياة بسحرها
يوما يمزقني العذاب
ورأيت أحلام السنين كأنها وهم جحود أو سراب

زمن حزين يا أبي زمن الذئاب
أبتاه لا تغضب إذا ماقلت شيئا من عتاب
أبتاه قد علمتني حب التراب
كيف الحياة أعيشها رغم الصعاب

حاسبت نفسي عمرها حتى يئست من الحساب
وضميري المسكين مات من العذاب
أبتاه مازال في قلبي عتاب
لما لم تعلمني الحياة مع الذئاب