لا تروا القمر كما اراه !!!
تعالت الضحكات على ذاك الطفل الصغير
الذى يعد عمره على ثلاثة أصابع
عندما اراد برجليه الدقيقتين ان يركل الكرة فتهاوى ....
لتشوب ملامح وجهه الجميلة طين الأرض الخضراء...
و شتان بين وجهه قبل السقوط و بعده
على الرغم من ان المادة واحدة وهى الطين
وعجبا لقدرة الخالق فهو ابدع وسوى ونحن
شاكرون لحسن صنيعه......
كان اليوم هو فسحة العائلة و الخروج عن المألوف من أعباء العمل،
خرجنا نحن ...أبى وأمى ,
عمى وزوجته و ابنيهما الذى تربى على يدى
وانا الذى أكبره بحوالى عقدين من الزمان ،
فأمرح معه و ألاطفه وأشاكسه عوضا عن حنان أبيه المريض،
فانا أبوه الذى لم يلده...
و لا اخبىء عليكم انى أجد المتعة كل المتعة فى اللعب معه
و كانى انا الطفل و هو الكبير.
المكان اليوم جميل جدا ..خضرة...قمر فى بدر التمام ...ليلة فى ابهى الصور،
و بعد أن ازلت عن الطفل أثار العدوان ...
فاذا بوجهه يعود لسابق عهده و عاودنا اللعب بكل صوره ...
و بعد طول لعب ،
وجدت نفسى ملقى على تلك الحشائش غير مهتم باتساخ ملابسى
لأتابع القمر الذى سارت بينى و بينه علاقة ..علاقة حب وود ...
فكنت ارى فيه حبيبتى المنتظرة و التى سأهدى لها ورود العالم
و أرسم معها ملامح عمرى
و سنينى........وتذكرت الطفل ..
فوجدته بجانبى يتابع القمر عن كثب
فتعجبت لما يبدو عليه من الانشغال ...
فانا أحلم بمليكتى التى سأكمل معها حياتى ..
فما حال الطفل ذى الثلاث سنوات ...
فيما يفكر و فيما هو منشغل....
كلها اسئلة فى صمت الطبيعة؟ .
و اذا بصوته المتلعثم...الذى تعودت عليه
و انا الذى اترجمه و افهمه اكثر من والديه ..
يجيبنى واصفا لى القمر
و أنه جميل مشير بأصبعه الصغير الذى لم أكد أراه
فى تلك الظلمة لولا قربى الشديد منه ...
أن الله خلق هذا و أنه قد تعلم ذلك فى حضانته الصغيرة
و كان سعيد ا جدا بأنه راى ما تعلمه ...
واحقاقا للحق فهو تعلم فى حضانته الصغيرة ما لم أتعلمه أنا فى حياتى الكبيرة
و جاء ليعلمنى ...و اذا بغرور الكبار
يلح على لأقاطعه و انتشله من دور الأستاذية..
وعدت لأمرح معه ،
فانا لا اصلح سوى فى اللعب و المرح ...
فغير ذلك سأتوه و سيلعب بى الطفل الصغير.
ودارت الأيام و الشهور....و اذا بالمكان يتكرر زيارته
و لكن قد نقص مننا والد الطفل ،
فقد توفاه الله ليكون الطفل يتيما و أتولى انا رعايته المطلقة ...
وأخذنا نلعب و نلهو ...حتى ارتمى الطفل ووجدتنى أقلده ،
و سرحت فى مشاكلى و همومى و اذا بالطفل يبكى ..
و يدير بعينيه فى كل الاتجاهات ..
فكان يبحث عن القمر ..ولكن اليوم لا يوجد قمر..
فنحن فى نهاية الشهر العربى و لكن كيف سيفهم الطفل ،
و كيف سأقنعه ...فأخبرته ان القمر سوف ياتى مرة أخرى و أن هذا ليس ميعاده ..
فازداد بكاءه و تعالت صرخاته و جرى ليتعلق بامه و كانى قد اخفته ...
و فقدت كل ابوتى له التى أصنعها منذ سنين ....
فجريت وراءه لأنتزعه من امه ،
و أخذت أحنو عايه و امسح على راسه ..
لأأستفهم عن سبب بكاءه ،
فاذا بالطفل استاذا كبيرا و أنا فى مدرسته ..
فٍسأل عن أبيه ..فلم استطع ان أرد ..
و تابع السؤال بالسؤال عن القمر ؟
و انه لن يراه مرة اخرى مثل أبيه.
فوجدت الطفل الصغير يربط بين أبيه و القمر ،
وهدانى تفكيرى الى الاستنتاج
فقد خلق الله الوالد و القمر و كانوا معنا و اليوم راح الأب و لا نجد القمر ...
فمن سيكون معنا فى المرة القادمة
و من سينقص ؟!!...
وهل سيتسنى لى انا ارى القمر مرة اخرى ؟
و هل اذا كنت اعلم ان الاجابة لا و انى لن أراه سوى مرة واحدة ...
هل سأنظر اليه لأرى حبيبتى
أم لأتامل عظمة الخالق مثل الطفل الصغير
الذى يشك فى انه سيرى [القمر
و هو الذى لا يحاسب على تصرفاته ..فما بالى انا!!
بالطبع لو أنى أعرف انها اخر مرة فٍسأكون مثل الطفل الصغير..
و بما اننا لا نعرف متى ستكون نهاية أجلنا
ان كان تلك أخر مرة أم لا ..
فلابد أن نرى القمر مثل الطفل
و لا ترو القمر كما أراه.
ربنا يحميكي يا مصر
الجمعة أغسطس 09, 2024 11:00 pm من طرف ملاك الطيف
» "حمــال أفقه منك يا حســن
الجمعة أغسطس 09, 2024 10:54 pm من طرف ملاك الطيف
» المسلسلات لا تمثل قيما الدينة
الجمعة أغسطس 09, 2024 10:46 pm من طرف ملاك الطيف
» فتفقدوا أحبابكم.
الجمعة أغسطس 09, 2024 10:20 pm من طرف ملاك الطيف
» اتركوا المنتدى حالا
الأربعاء يوليو 17, 2024 5:06 pm من طرف ملاك الطيف
» اب يرسل ابنته للدعارة !!!
الثلاثاء يوليو 16, 2024 2:57 pm من طرف ملاك الطيف
» | صلـــة الرحـم |
الثلاثاء يوليو 16, 2024 12:48 am من طرف ملاك الطيف
» ما سبب ارتفاع نسب الطلاق
الثلاثاء يوليو 16, 2024 12:40 am من طرف ملاك الطيف
» لســت مجبـــراً أن أفهــم الآخريــن مـن أنـــا..
الثلاثاء يوليو 16, 2024 12:33 am من طرف ملاك الطيف