الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد:
أخي وحبيبي وصديقي وسيدي شهر رمضان!
من معتكَفي في مسجدي بعد صلاة فجر جمعتك الأخيرة أكتب إليك هذه الكلمات،
أملؤها بحبي لك وامتناني لله أن بلّغني إياك.
أخي الحبيب! وصديقي العزيز! وسيدي الكريم!
زرتنا ففرحنا بك،
واستبشرنا بمقدمك،
وأقمت عندنا فأنِسنا بك واستمتعنا بصحبتك.
كنت لنا نِعْمَ الصديق،
ونعم الجار، ونعم المعين.
وها أنت ترحل عنّا،
وكلّي يقين بأن أرواحنا بعدك لن تكون كأرواحنا فيك،
وأنفسنا بعدك لن تكون كأنفسنا فيك،
وأجسامنا بعدك لن تكون كأجسامنا فيك..
هكذا هي الحياة.
نودّعك أخي الحبيب! شهر الرحمة! بقلوب وَجِلَةٍ،
وعيون دامعةٍ،
وأيادٍ إلى الله ضارعةٍ أن يكون الله قد تقبلنا فيك،
وعفا عنّا، وتاب علينا، وأعتق رقابنا من النار.
أخي وحبيبي! سلام عليك أيها الذاهب!
سلام عليك ما أحييت قلوبنا،
سلام عليك ما أخذت بأيدينا إلى الله،
سلام عليك ما جمعتنا على الطاعة،
سلام عليك ما أحييت إيماننا،
سلام عليك ما أيقظتنا من غفلتنا،
سلام عليك ما أتيت بنا إلى المسجد،
سلام عليك ما جمعتنا في القيام وعلى مأدبة القرآن،
سلام عليك ما أجريت ألسنتنا بالدعاء،
سلام عليك ما وَهَبْتَنا من خشوع وخضوع، سلام عليك ما أسلت مدامعنا،
سلام عليك ما ملأت قلوبنا بحب الله العظيم،
وحب نبيه الكريم، وحب كتابه المبين، وحب عباده المؤمنين،
سلام عليك ما أطلقت أيدينا بالصدقات،
سلام عليك ما أعتقتنا من إسار الشهوات،
سلام عليك ما حررت قلوبنا من الأهواء،
سلام عليك ما شفيت أمراض قلوبنا،
سلام عليك ما يسرت لنا فعل الخيرات،
سلام عليك ما يسَّرت لنا ترك المنكرات.
سلام عليك، سلام عليك، سلام عليك.
أخي الحبيب!
إنْ أنت ترحل بعد قليل فكلنا يرحل.
إنْ أنت تمضي بعد قليل فكلنا يمضي.
إن أنت تفارقنا بعد قليل فقد أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم
(وأحبب من شئت فإنك مفارقه).
سنة الله ﴿فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً﴾.
أخي الحبيب! شهر القرآن!
حين تقدم على ربك؛
اذكرنا عند ربك، وأقرئه منا السلام،
وأخبره أننا نحبه سبحانه، ونشهدك على ذلك،
وأخبره أننا نحمده ونشكره،
ونثني عليه الخير كله؛
أن أرسلك إلينا،
وهدانا فيك إلى الطاعات وعمل الصالحات.
اذكرنا عند ربك، وقل له: إن عبادك يرجون رحمتك ويخافون عذابك،
ضعفاء يحتاجون إلى قوّتك فقوّهم،
وقوِّ إيمانهم،
فقراء يحتاجون إلى غناك؛
فاكفهم بحلالك عن حرامك،
وأغنهم بفضلك عمّن سواك،
مساكين يحتاجون إلى رحمتك؛
فارحمهم في الدنيا والآخرة.
اذكرنا عند ربك، وقل له: إن أمة حبيبك صلى الله عليه وسلم مغلوبة؛
فانتصر. إن أمة حبيبك محزونة؛ فأذهب حزنها، مهمومة ففرّج همّها،
مسها الضّرّ؛ فاكشف ما بها من ضر، مضطرة؛
فاستجب دعاء الصالحين فيها، واكشف عنها السوء.
أخي وحبيبي وسيدي!
زرتنا ضيفا فكنت كريما غاية الكرم،
ونحن، هل أكرمناك؟! هل أدَّيْنا حقّك؟! هل قمنا بواجب الضيافة؟! ربّما!
اجتهدنا ما استطعنا وقدّمنا ما ملكنا،
فإن كان من تقصير؛ فاعف وتسامحْ؛
فالعفو من شيم الكرام،
واشفع لنا عند ربك، أرجوك غاية الرجاء.
أخي وحبيبي!
من نفحاتك وبركاتك أننا كنا نقرأ صباح اليوم في
"فوائد ابن القيم" وإذا فيها:
(لو عرفت قدر نفسك عندنا؛ ما أهنتها بالمعاصي، إنما أبعدنا إبليس إذ لم يسجد لك وأنت في صلب أبيك آدم فواعجبا كيف صالحته وتركتنا؟!).
وأنا أشهدك يا رمضان على صلحٍ مع الله،
وتركٍ للشيطان، ودعاءٍ لله بالثبات حتى الممات.
أخي وحبيبي شهر المغفرة!
إنْ قدَّر الله أن نلتقي مرةً أخرى؛
فذاك غاية المُنى ومنتهى الأمل،
وإن كانت الأُخرى؛
فالموعد الجنة بإذن الله،
حين ندخل برحمة الله من باب «الريّان»،
وحينها تكون شفيعا لنا أنت والقرآن،
وما ذلك على الله بعزيز.
أخي وحبيبي وسيدي!
أعدك وأعاهدك أن أكون وفيّا لك،
حريصا على الخير ما استطعت،
بعيدا عن الشر ما استطعت،
آمرا بالمعروف ما استطعت،
ناهيا عن المنكر ما استطعت،
أتدارك نفسي والموقف، وأشكر الله على حِلْمِه، وكرمه، وستره، وتوفيقه، وهدايته، وكفايته،
﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ولاَ تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾.
أخي وحبيبي وسيدي!
إن العين لتدمع،
وإن القلب ليحزن،
وإني على فراقك يا رمضان لمحزون جِدُّ محزون،
ولا أقول إلا ما يُرضي الرب،
إنا لله وإنا إليه راجعون.
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.
وإلى لقاء في هذه الدار أو تلك الدار
وبعد:
أخي وحبيبي وصديقي وسيدي شهر رمضان!
من معتكَفي في مسجدي بعد صلاة فجر جمعتك الأخيرة أكتب إليك هذه الكلمات،
أملؤها بحبي لك وامتناني لله أن بلّغني إياك.
أخي الحبيب! وصديقي العزيز! وسيدي الكريم!
زرتنا ففرحنا بك،
واستبشرنا بمقدمك،
وأقمت عندنا فأنِسنا بك واستمتعنا بصحبتك.
كنت لنا نِعْمَ الصديق،
ونعم الجار، ونعم المعين.
وها أنت ترحل عنّا،
وكلّي يقين بأن أرواحنا بعدك لن تكون كأرواحنا فيك،
وأنفسنا بعدك لن تكون كأنفسنا فيك،
وأجسامنا بعدك لن تكون كأجسامنا فيك..
هكذا هي الحياة.
نودّعك أخي الحبيب! شهر الرحمة! بقلوب وَجِلَةٍ،
وعيون دامعةٍ،
وأيادٍ إلى الله ضارعةٍ أن يكون الله قد تقبلنا فيك،
وعفا عنّا، وتاب علينا، وأعتق رقابنا من النار.
أخي وحبيبي! سلام عليك أيها الذاهب!
سلام عليك ما أحييت قلوبنا،
سلام عليك ما أخذت بأيدينا إلى الله،
سلام عليك ما جمعتنا على الطاعة،
سلام عليك ما أحييت إيماننا،
سلام عليك ما أيقظتنا من غفلتنا،
سلام عليك ما أتيت بنا إلى المسجد،
سلام عليك ما جمعتنا في القيام وعلى مأدبة القرآن،
سلام عليك ما أجريت ألسنتنا بالدعاء،
سلام عليك ما وَهَبْتَنا من خشوع وخضوع، سلام عليك ما أسلت مدامعنا،
سلام عليك ما ملأت قلوبنا بحب الله العظيم،
وحب نبيه الكريم، وحب كتابه المبين، وحب عباده المؤمنين،
سلام عليك ما أطلقت أيدينا بالصدقات،
سلام عليك ما أعتقتنا من إسار الشهوات،
سلام عليك ما حررت قلوبنا من الأهواء،
سلام عليك ما شفيت أمراض قلوبنا،
سلام عليك ما يسرت لنا فعل الخيرات،
سلام عليك ما يسَّرت لنا ترك المنكرات.
سلام عليك، سلام عليك، سلام عليك.
أخي الحبيب!
إنْ أنت ترحل بعد قليل فكلنا يرحل.
إنْ أنت تمضي بعد قليل فكلنا يمضي.
إن أنت تفارقنا بعد قليل فقد أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم
(وأحبب من شئت فإنك مفارقه).
سنة الله ﴿فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً﴾.
أخي الحبيب! شهر القرآن!
حين تقدم على ربك؛
اذكرنا عند ربك، وأقرئه منا السلام،
وأخبره أننا نحبه سبحانه، ونشهدك على ذلك،
وأخبره أننا نحمده ونشكره،
ونثني عليه الخير كله؛
أن أرسلك إلينا،
وهدانا فيك إلى الطاعات وعمل الصالحات.
اذكرنا عند ربك، وقل له: إن عبادك يرجون رحمتك ويخافون عذابك،
ضعفاء يحتاجون إلى قوّتك فقوّهم،
وقوِّ إيمانهم،
فقراء يحتاجون إلى غناك؛
فاكفهم بحلالك عن حرامك،
وأغنهم بفضلك عمّن سواك،
مساكين يحتاجون إلى رحمتك؛
فارحمهم في الدنيا والآخرة.
اذكرنا عند ربك، وقل له: إن أمة حبيبك صلى الله عليه وسلم مغلوبة؛
فانتصر. إن أمة حبيبك محزونة؛ فأذهب حزنها، مهمومة ففرّج همّها،
مسها الضّرّ؛ فاكشف ما بها من ضر، مضطرة؛
فاستجب دعاء الصالحين فيها، واكشف عنها السوء.
أخي وحبيبي وسيدي!
زرتنا ضيفا فكنت كريما غاية الكرم،
ونحن، هل أكرمناك؟! هل أدَّيْنا حقّك؟! هل قمنا بواجب الضيافة؟! ربّما!
اجتهدنا ما استطعنا وقدّمنا ما ملكنا،
فإن كان من تقصير؛ فاعف وتسامحْ؛
فالعفو من شيم الكرام،
واشفع لنا عند ربك، أرجوك غاية الرجاء.
أخي وحبيبي!
من نفحاتك وبركاتك أننا كنا نقرأ صباح اليوم في
"فوائد ابن القيم" وإذا فيها:
(لو عرفت قدر نفسك عندنا؛ ما أهنتها بالمعاصي، إنما أبعدنا إبليس إذ لم يسجد لك وأنت في صلب أبيك آدم فواعجبا كيف صالحته وتركتنا؟!).
وأنا أشهدك يا رمضان على صلحٍ مع الله،
وتركٍ للشيطان، ودعاءٍ لله بالثبات حتى الممات.
أخي وحبيبي شهر المغفرة!
إنْ قدَّر الله أن نلتقي مرةً أخرى؛
فذاك غاية المُنى ومنتهى الأمل،
وإن كانت الأُخرى؛
فالموعد الجنة بإذن الله،
حين ندخل برحمة الله من باب «الريّان»،
وحينها تكون شفيعا لنا أنت والقرآن،
وما ذلك على الله بعزيز.
أخي وحبيبي وسيدي!
أعدك وأعاهدك أن أكون وفيّا لك،
حريصا على الخير ما استطعت،
بعيدا عن الشر ما استطعت،
آمرا بالمعروف ما استطعت،
ناهيا عن المنكر ما استطعت،
أتدارك نفسي والموقف، وأشكر الله على حِلْمِه، وكرمه، وستره، وتوفيقه، وهدايته، وكفايته،
﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ولاَ تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾.
أخي وحبيبي وسيدي!
إن العين لتدمع،
وإن القلب ليحزن،
وإني على فراقك يا رمضان لمحزون جِدُّ محزون،
ولا أقول إلا ما يُرضي الرب،
إنا لله وإنا إليه راجعون.
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.
وإلى لقاء في هذه الدار أو تلك الدار
)
الجمعة أغسطس 09, 2024 11:00 pm من طرف ملاك الطيف
» "حمــال أفقه منك يا حســن
الجمعة أغسطس 09, 2024 10:54 pm من طرف ملاك الطيف
» المسلسلات لا تمثل قيما الدينة
الجمعة أغسطس 09, 2024 10:46 pm من طرف ملاك الطيف
» فتفقدوا أحبابكم.
الجمعة أغسطس 09, 2024 10:20 pm من طرف ملاك الطيف
» اتركوا المنتدى حالا
الأربعاء يوليو 17, 2024 5:06 pm من طرف ملاك الطيف
» اب يرسل ابنته للدعارة !!!
الثلاثاء يوليو 16, 2024 2:57 pm من طرف ملاك الطيف
» | صلـــة الرحـم |
الثلاثاء يوليو 16, 2024 12:48 am من طرف ملاك الطيف
» ما سبب ارتفاع نسب الطلاق
الثلاثاء يوليو 16, 2024 12:40 am من طرف ملاك الطيف
» لســت مجبـــراً أن أفهــم الآخريــن مـن أنـــا..
الثلاثاء يوليو 16, 2024 12:33 am من طرف ملاك الطيف