اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا الأكرم سيد الخلق وخاتم النبيئين والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الغيـــــــــــــــرة هل هي دليل على الحب أم نار تحرق الحياة الزوجية لاشك أن كل علاقة عاطفية بين رجل وامرأة تحت غطاء مؤسسة الزواج تذهب في اتجاه توطيد اواصر المحبة والتوادد بين طرفيها مهما بلغت درجة المشاكل التي قد يعيشها الاثنان سواء داخل أو خارج بيت الزوجية. ولا شك أيضا أن العلاقات الزوجية قد تتأثر سلبا او إيجابا بمؤثرات الغيرة بمختلف تجلياتها وعلى اختلاف درجة الحب بين الطرفين وطول العلاقة الزوجية وغيرها من العوامل الأخرى. ومن الطبيعي أن يكون للغيرة نتائج تختلف من علاقة لأخرى وتتحدد آثارها بعوامل سيكولوجية مرتبطة أساسا بالشخص " الغيور " سواء الرجل أو المرأة، ومن هنا يتضح أن مسألة الغيرة تتفاوت تجلياتها بين كونها دليل على الحب من جهة أو قنبلة موقوتة قد تأتي على الأخضر واليابس في العلاقة الزوجية من جهة ثانية. فمنا من يعتبر أن الغيرة تشبه السوط الذي نمسكه بأيدينا لجلد العلاقة الزوجية فيصبح الطرف الثاني في موقف اتهام دون أن يرتكب ما يستوجب ذلك بمبرر انعدام الثقة، وهذه مسألة أخرى أخطر وأشد وطأة من الغيرة نفسها ما دامت العلاقة الزوجية تنبني أساسا على عامل الثقة بين الطرفين. ومنا من يعتبر أن الغيرة مفتاح الحب وأمر طبيعي في العلاقة الزوجية ما دام التوادد والمحبة هما الخيط الذي يجمع طرفيها، فلا وجود للحب في غياب الغيرة، وستعيش العلاقة الزوجية نوعا من الفتور في ظل غياب هذا العامل " الغيرة ". وهناك من يرى أن الأمور إذا زادت عن حدها ستنقلب لا محالة إلى ضدها، ويشبه الغيرة بالملح الذي يضفي نكهة على الطعام، ففي غيابه يبدو طعم الأكل سيئا لكن في حالة الإفراط في استعماله فلن تتمكن من اكله. والنتيجة إذن أن مفهوم الغيرة تتجاذبه مجموعة من الآراء أهمها : الرأي الأول : الغيرة في العلاقات الزوجية دليل على انعدام الثقة وهي أول مسمار يدق في نعش بيت الزوجية وحكم بالإعدام عليها مع وقف التنفيذ. الرأي الثاني : الغيرة في العلاقات الزوجية أمر محتوم ولا بد منه، وفي غيابها ستصبح العلاقة الزوجية مجرد ارتباط على الورق فقط، بل هي دليل على الحب الذي يجمع الطرفين. الرأي الثالث : خير الأمور أوسطها ولا تفريط ولا إفراط، وقليل من الغيرة لن يفسد العلاقة الزوجية ما دامت في حدود المعقول ولا يجب أبدا أن تصل إلى درجة ربطها بانعدام الثقة. - فأي الآراء صحيحة بالنسبة إليك ؟؟ - هل أنت شخص غيور ؟