بحثت عن زاوية هادئة في تلك الغرفة.
فلطالما كانت تطل على أملاً بات مستحيلاً.
أخذت كتابي وقلبت صفحاته
نظرت إلى الافق البعيد بإنكسار.
تأملت القمر الذي ينير السماء بخوف وخجل.
نظرت إليه وهو يشق طريقه بصعوبة عبر الغيوم.
رأيت الأفق اللا متناه يخفي وراء أجنحته الألم.
فأخذ النور ينساب بهدوء إلى زاويتي الخافتة.
كما انساب ذلك الحب البريء إلى قلبي..
أعطاني ذلك الضوء دفئاً خفياً.
كما أعطاني الحب دفئاً حقيقياً.
تمنيت العودة والرجوع إلى الخلف ولو لبرهة.
فوجدت نفسي أسيرة بين زوايا الغرفة.
تمنيت استرجاع الماضي الغابر ولو للحظة.
فوجدت نفسي حبيسة خلف قضبان الشرفة..
أهرب من حب مازال ينفرد بكل أحزاني.
ويطرق بخفة كل أبوابي.
ويعيد ترتيب كل حساباتي.
ويجلس متأملاً كل تحركاتي
ويستمع بقسوة لكل معاناتي..
ويطرب شدواً بالرغم من كل آهاتي.
ويجمع أشلاء نفسه حتى من قلب أوجاعي.
فيهرب خجلاً من ألم نظراتي.
لم يكن الحب المستحيل مبتغاتي.
ولم يكن من بين أحلامي وأمنياتي.
ولم يكن لي سوى أملاً صغيراً يحقق لي ولو جزءاً من ذاتي..
نظرت بيأس إلى خواطري وكتاباتي
فقد كانت يوماً جزءاً من حياتي.
وكانت ملاذي الوحيد لكل عذاباتي
وجدت بداية القصة ونهايتها بين أحرفي وكلماتي.
ووجدت أسطري تتلون بألوان كانت في الماضي من أجمل ألواني
نفضت عنها برقة غبار أحزاني..........
ونظرت إليها بتعجب كأنها نسيت من كان سبباً في معاناتي
حاولت استرجاع لحظات ماضية من سعادة أيامي
ونظرت إليها بلهفة لأسترق من الأمل بعضاً من أمنياتي
نهضت من زاويتي الموحشة ونظرت بخوف من خلال نافذتي.
وشعرت بالغربة تملأ حتى خيالي
وصحوت على صوت نقر يكاد يحطم زجاج شرفتي.
ترددت لحظة بالنظر خوفاً من المجهول الذي لطالما رافق خطواتي.
فوجدت قلمي يرتعش بين أصابعي وأوراقي.
فكرت بما كان يجول في خاطري وعقلي
فأحسست بدفئ يسري في كل أجزائي.
تراه المطر الذي كاد يقضي على تأملي وشريط أفكاري
أم ان عيوني لم تعد تحتمل ماكان قلبي يخفيه خوفاً من سقوطي
أم انه الحب الوحيد الذي أودى بحياتي........
استجمعت قواي لبرهة قصيرة لأكتب المشهد الأخير لقصة أيامي.
فكتب قلمي من دون أصابعي في أخر سطر أوراقي.
كتبت هذه المرة لك أنت .....لتكف عن لومي وعتابي.
ولتعلم بأنني اكتفيت ألماً من كل جروحاتي.
ولتعلم بأنك رغم كل هذا بأنك أنت
كنت ومازلت.. دمعة على جدران ذكرياتي.
وستبقى دمعة تختبئ من خلف ابتساماتي.
وستبقى دمعة تحرق بنارها كل مشاعري واحساساتي.