كثير من الناس يخلط بين مفهوم الحب ومفهوم الجنس ويتم التعامل بكلا المفهومين كشئ واحد بينما هناك اختلاف في المعنى ولكن كلاهما على صلة بالآخر.
الحب فيه مشاعر ,وأحاسيس,و وجدان.ودور الجنس هنا مكمل لهذه المشاعر والأحاسيس "هذا بالنسبة للعلاقة السوية",لكن "العلاقة الغير سوية " الجنس فيها عبارة عن تلاقي أو التصاق جسدين مع بعضهما فقط لاغير(علاقة آلية).
إذاً من الممكن أن يوجد الحب بدون جنس ولكن ليس هناك قبول للجنس بدون حب (طبيعياً كطبيعة بشرية).
-كيف يتكون الحب؟
الحب يبدأ باستلطاف (اعجاب),بعد ذلك يتطور الاعجاب إلى وجود أشياء مشتركة بين الطرفين ,بعد ذلك تنشأ أحاسيس ومشاعر مكوَنة الحب الذي يكتمل بعد الزواج بالجنس .أما إذا كانت العلاقة جنس فقط لاغير فهو بمثابة "البغي".
-ماهي الخيانة النفسية؟
هي خيانة مشاعر كأن يكون الزوجين معاً وأحدهما يعيش مشاعره فكرياً مع طرف خارجي .مثال:الزوج يعيش علاقة عاطفية في تفكيره مع الفنانه الفلانية...وهكذا.
-هناك علاقات زوجية ناجحة يكون فيها الحب والجنس ولكن مع ذلك نسمع أن خيانة حصلت!!ماتفسير ذلك ؟
لكل حالة هناك أسباب وكما يقال في علم النفس(ليس كل عرض مرض وإنما هناك الأسباب المؤدية لظهور هذا العرض) فقد يكون الحرمان أحد الأسباب مع ضعف الوازع الديني,الاختلاف بين الطرفين في مقابل الجهل بالتعامل السليم ....الخ
-هل هناك مايسمى بـ(النزوه)؟
نعم هناك مايسمى بالنزوه لكن السؤال الأهم ماهو سببها؟ بالتأكيد هناك مطب (أخطاء حصلت)من الممكن أن يكون حدث إهمال أو بُعد من أحد الطرفين أو كلاهما وسط الانشغال بالعمل أو الأولاد أو المشاكل ..الخ دون ادراك, أو قد يكون هناك اختلاف (تناقض)بين الزوجين.
لو نظرنا لمفهوم الزواج ماهو؟!بكل بساطة هو عبارة عن شركة تنشط عندما يكون هناك أشياء مشتركة بين الزوجين ,متجددة ,ودائمة. إذا لم يوجد شئ مشترك يربط بين الزوجين يكون الزواج فاتر,الحب شعور جميل لذا فتجديد الحب مهم جداً لأن الحب سيندفن بالفتور بعد فترة.
الزوجين يلعبان دور في تحريك وتنشيط الزواج بالكيفية الفعلية لإنجاح هذه الشركة,فهي مسؤلية مشتركة. لا بد أن يكون لدى الزوجين القدرة على فهم بعضهم لبعض لأن الانسان يتغير ومزاجه يتغير والحياة حولنا تتغير, مع كل هذه التغييرات كيف سيتعايشون معاً؟! ولهذا رغم الاختلاف أو التغيير أو الفتور الذي من الممكن أن يحصل إذا كان هناك بذرة حب جيدة ماعليهم إلا أن يسقوها لتنمو وتنتعش من جديد .
مشكلة مجتمعنا العربي أن الهدف من الزواج مع الأسف الشديد –في الغالب-هو الجنس ,أو الأطفال ,أو وضع اجتماعي ,أو أن البنت وصلت لسن معين ومن الضروري تزويجها!!!
-في الخيانة الزوجية هناك من يسامح لأبعد الحدود وهناك من يرد الصاع صاعين ,,فأيهم على صواب؟
لو نظرنا للأمر من ناحية الصواب فالصواب أن نرجع للأسباب التي أدت لحصول هذا المطب الخطير في العلاقة.
-إذا وقعت الخيانة فما الحل هنا؟
الخيانة هي انذار بوجود خلل(مطبات في العلاقة بين الزوجين),لذا أنصح أي زوجين قبل الوقوع في أي مطب أن يلجؤا لاستشاري العلاقات الأسرية ليفهم كل‘‘ منهما الأخر حيث يتعلما كيفية التعامل مع الأخر للوصول لفهم أفضل وبالتالي علاقة أفضل..إذاً من المهم استشارة ذوي العلم –وليس كل من هب ودب- وهذه بمثابة التدبيرات الوقائية الصحية .
أما بالنسبة للحل بعد وقوع الخيانة فيكون بالوقوف على الأسباب وعلاجها وبالتالي بناء نقطة بداية جديدة بين الطرفين في حالة موافقة الطرفين وذلك يكون بمساعدة مختص في العلاقات الأسرية مع تدريب الطرفين على الاسترخاء وتفريغ الضغوط لتعامل أكثر هدوء واستيعاب أفضل وهذا يحدث في حال كان هناك نية من الطرفين بالاصلاح في أنفسهم (ذواتهم)لمواصلة حياتهم الزوجية ..كما قال تعالى(لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
بقلم : المستشار الأسري د/ زهير خشيم