ملاك الطيف
المراقبة العامة
عدد المساهمات : 14130
تاريخ التسجيل : 20/01/2011
 | | موضوع: مسلمو بورما وأبواب الأمل المؤصدة !! الخميس فبراير 28, 2013 7:40 pm | |
|  "أين المفر بل إلى أين المهرب؟".. سؤال لا يزال مسلمو بورما بل قُلْ من تبقى منهم ويجد وقتًا لكي يفكر ويتساءل، ليسألوا أنفسهم هذا السؤال, وليقدموه كأصعب سؤال وجد على ظهر الأرض لإخوانهم المسلمين في كل مكان, ويوجهونه أيضًا لضمير العالم الإنساني الذي بات بلا ضمير.
أين يذهبون؟ وإلى من يلجئون وقد أوصدت أمامهم الأبواب, والباب الوحيد الذي يسمح لهم بالولوج فيه هو باب قبورهم إن سُمح لهم أن يكون لهم قبور؟!
سيطاردنا التاريخ بحكمه على أمة لم تستطع حماية إخوانها من كل وسائل الذبح والحرق بكل صورة بشعة, فهل رأى التاريخ الإنساني صورة لجثة مسلمة تتفحم بعد ربطها على "شواية" مثل التي يشوي عليها أثرياء العرب والمسلمين الخراف والغزلان, ويتم ذلك بعد اغتصاب تلك المرأة المسلمة؟!
وهل توقف العالم المسلم وغير المسلم أمام صور أخرى لأطفال تم شواؤهم وقتلهم بنفس الطريقة والكيفية؟!
وهل تحرك ضمير العالم المسلم لصور أطفال رُضَّع يبكون ويستغيثون بجوار جثث أمهاتهم القتلى والحرقى؟!
وهل شاهد العالم من يُقتلون بآلة ثقب تثقب أجسادهم حتى تزهق أرواحهم؟!
وهل هناك جدوى من تلك الكتابة التي لا تزيد القلب إلا حريقًا، ولا تزيد العين إلا دمعًا, بينما لا تزال نفس تلك الأفعال تتوالى ولا يجد المسلمون هناك أي وسيلة للخلاص؟!
إن العالم الذي يتدافع الآن لإنقاذ بعض الطيور والحيوانات من خطر الانقراض، ويبذل جهودًا مكثفة وينفق أموالاً طائلة للإبقاء على تلك الأنواع.. إنه نفس العالم الذي يقف متفرجًا على ما يحدث لـ"المسلمين في بورما", ولقد وصل ببعض مثقفينا العرب المسلمين أن يقوموا بمناشدة العالم بكل حرارة للمحافظة على 17 نوعًا من الطيور في الكويت من خطر الانقراض! فيقول أحدهم: "في النهاية يتساءل المرء، لماذا لا تطالب جمعية حماية البيئة بحماية هذه الطيور من الانقراض لأنها الجهة الأهلية الوحيدة المسئولة عن هذا الأمر التي تمثل الشعب؟ هل ننتظر سماع خبر الانقراض كما انقرضت النعامة العربية من قبل".
فهل يتأسفون على انقراض النعامة العربية أكثر من تأسفهم وحزنهم على انقراض الإنسان المسلم في بورما؟!!
أليس الأمر مضحكًا حتى البكاء أم مبكيًا حتى الصراخ حين تكون اهتمامات صحفنا بكأس أوربا لكرة القدم أو الدوريات المحلية أو متابعة افتتاح حفل الأولمبياد؟!
فماذا يفعل ما تبقى من مسلمي بورما؟!
أثق والله أن مسلمي بورما لو أعلنوا تنصُّرهم اليوم لوقفت المذابح اليوم, فهل ندفع إخواننا لذلك؟!!
فليتق المسلمون -حكامًا ومحكومين- الله سبحانه في إخوانهم, وليهتموا بقضيتهم العادلة، وليقفوا معهم في كربتهم؛ فمن نَفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب الآخرة.
وفي حلٍّ أخير لهم حاول بعض أبناء بورما الفرار من إقليم أراكان في بورما، ووصلوا إلى مدينة كراتشي بباكستان عبر هجرة غير شرعية، بعد أن امتنعت كل من بنجلاديش والهند من السماح لهم بالنزول على أراضيهما، كما ذكرت ذلك قناة "آج نيوز" الباكستانية.
ويقيم هؤلاء الفارون في إحياء نائية من مدينة كراتشي، بينما تغض السلطات الباكستانية الطرف عنهم، وخاصة أنهم لا يزالون عدة مئات فلا يشكِّل عددهم أي خطر أو مشكلة.
ولكن الأسئلة التي يجب السؤال عنها: هل ستحل الهروب الصعب جدًّا إلى باكستان مشكلتهم؟ وإلى أي مدى ستتحملهم باكستان؟ وهل ستتعامل معهم كما تعاملت بنجلاديش؟
وهل يفيد المسلمين في بورما شيء حينما يتحقق أعلى سقف لمطالبة الشعوب للأنظمة الحاكمة في الدول العربية والإسلامية بطرد السفراء وغلق السفارات؟
حتى هذا ليس حلاًّ، وينبغي أن يكون هناك حل عاجل وقوي ومؤثر. | |
|
