كيف تكسب زوجتك
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد الله القائل (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة){سورة الروم}.والصلاة والسلام على من قال (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) رواه الترمذي وغيره.
وبعد:
فإن المتأمل لحياة الناس في هذا الزمان تتكدر نفسه ونصيبه اللوعة ولأسى، حيث انتشرت المعاصي والمنكرات والذنوب والسيئات، فنقلبت المفاهيم عند بعض الناس فأصبح المنكر معروفا والمعروف منكرا وتبدلت الأعراف والقيم وتأثر الناس بأفكار((الحضارة)) الغربية الكافرة فافتتنوا بها، وأثرت عليهم الأفلام الرديئة الخبيثة التي تجعل من الخيانة حبا ومن الانحلال حرية ونفتاحا ومن طاعة الزوج والتقرب إليه رجعية وتعقيدا، ومن تفاهم الزوج مع زوجته ضعفا وخورا فكثرت المصائب وعمت النكبات فأصبحت حياة بعض المسلمين متكدرة ومتنغصة.
فالزوجة لاتؤدي حق زوجها !!
والزوج مقصر وظالم لزوجته !!
ولأبناء عاقون لوالديهم !!
والأباء يهملون تربية أبنائهم!!
وكل ما حصل يرجع إلى بعد المسلمين عن طاعة أمر ربهم.
ومساهمة في بناء البيت المسلم المثالي جمعت هذه الرسالة:
(( كيف تكسب زوجتك?!))
وهي ضمن سلسلة الأسرة المسلمة السعيدة، والهدف إجاد أسرة مسلمة متماسكة متناصحة متفاهمة يسودها التقدير والاحترام والود والالتزام، والراحة النفسية والسعادة الإمانية.
شعارهم : الدين نصيحة.
هدفهم: تربية الأبناء تربية صحيحة.
مرجعهم: الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة.
أمنيتهم: أن ينادي المنادي يوم القيامةتكسب زوجتكأدخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون،يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ماتشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون){الزخرف}
وقدوتهم : المصطفى عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا.
ومن أسباب جمع هذه الرسالة أيضا انتشار الطلاق وكثرة المشاكل الزوجية، وتقصير كل من الزوجين بحق صاحبه، وإهانة بعض الأزواج لزوجاتهم حيث أن بعض الرجال - هداهم الله - لايؤدي حقوق زوجته ولايسأل عنها ولا يهتم بها، فيرفع الصوت عليها لأقل الأسباب. ولا يشاركها في حلو الأمور ومرها، ويقدم السهر مع رفقاء السوء والسفر إلى السياحة على العناية بأسرته ولاهتمام بزوجته.
فجعل زوجته في هم وبلاء وعم وشقاء، وحطم نفسية تلك الوردة الطيفة، وجعلها تتجرع الأسى واللوعات فإلى ذلك الرجل أكتب هذه الرسالة.
وأقول:
إن المرأة ضعيفة، حنونة، عاطفية لاتحتاج منك إلى رفع الأصوات وإبراز العضلات، فإنها مسكينة محتاجة إليك في كل وقت، تحتاج إلى الحنان والرأفة والابتسامة والحب الصادق، تحتاج إلى التوجيه السليم والنصح القويم تحتاج إلى الدعوى بالحكمة واللين والأسلوب الصحيح، فهي أم أولادك ومربيتهم، وهي المدرسة التي قيل عنها:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا
بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الأ لى
شغلت مآثرهن مدى الأفاق
وهذه الرسالة موجها أيضا
لمن أراد أن يعيش حياة هادئة سعيدة، حياة هادفة هانئة.
وهي موجهة لمن أراد أن يجعل حياته الزوجية طريقا إلى الاستقامة طريقا إلى الجنة.
إلى من أراد أن يجعل بيته ساكنا نفسيا فعلا لا قولا.
إلى من أراد أن يجعل بيته مثالا للسعادة الزوجية ومدرسة لإنشاء الذريه الصالحة الفتية.
إلى من أراد أن يجعل بيته منبعا ثقافيا يشع بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فحري بنا أن نحسن أخلاقنا مع زوجاتنا ونمنحهن ماأوجبه الله علينا بكل أمانة وإخلاص، أسأل الله أن يرزقنا وإياكم السعادة في الدنيا والآخرة والله الموفق وصلى الله على نبينا محمد.
***** التوصية بالمرأة*****
قال تعالىتكسب زوجتكوعاشرهن بالمعروف) {النساء}
وقال عليه الصلاة والسلام: (استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن
تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء) متفق عليه
وفي بعض رواية هذا الحديث (( إنالمرأة خلقت من ضلع لن تستقيم على طريقة، فإن استمتعت بها، وفيها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها)) رواه مسلم.
وقال عليه الصلاة والسلامتكسب زوجتك(ألا وستوصوا بالنساء خيرا فإنما هي عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذالك...)) رواه الترمذي وغيره.
لقد سمع كثير منا بقصص رجال يسيؤن إلى زوجاتهم كأنهن إماء لدى سيد جبار، فنراهم يتفننون في تعذيبهن وشتمهن حتى يصل الأمر في كثير من الأحيان إلى ضرب الوجه مما يجعل البيت جحيما لا يطاق))
وكل ذلك ليس من صفاة الرجال الصالحين، وقد نهى الإسلام عن مثل هذا السلوك، وكان من آخر وصايا الرسول عليه الصلاة والسلامتكسب زوجتك(...ألا واستوصوا بالنساء خيرا)) متفق عليه.
وعن معاوية بن عبيدة قال: قلت لرسول الله ماحق زوجة أحدنا عليه قالتكسب زوجتك(
أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه، ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت)) رواه أحمد وأبو داودوابن ماجه. ومعنى لاتقبح أي لاتسمعها المكروه ولا تشتمها ولا تقول لها قبحك الله ونحو ذالك.
أخي المسلم
إنني أذكرك بلزوم الرفق بزوجتك وحسن معاملتها وحترام مكانتها وخاصة أمام أولادها فإن في إضعاف شخصيتها محاذير ومساوئ كثيرة(( وإن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله)) رواه الترمذي وحسنه.
***** أخي الرجل*****
لاتطلب الكمال في هذا الكون، بل اطلب أحسن الموجود! وهلا فكرت في نفسك فيما إذا كنت كاملا خاليا من العيوب.
الحق أن الكل تحت الغربال فلا داعي لطلب الكمال من الغير والكل في العيوب غارقون منتهزين فرصة ضعف المرأة وفقرها فإن كان الرجال أقوياء عليها فإن الله أقوى منهم عليهم.
جاء في الحديث الشريف (لايفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر) رواه مسلم.
وسأل رجل الحسن بن علي رضي الله عنهما: إن لي بنية، وإنها تخطب فممن أزوجها؟ فقال: زوجها ممن يتقي الله فإن أحبها أكرمها، وإن أبغظها لم يظلمها.
*****حقوق الزوجة*****
للزوجة على زوجها حقوق كثيرة:
قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) {سورة البقرة }
وقال عليه الصلاة والسلام: (إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا) رواه الرمذي وصححه.
قال رجل من الصحابه: يارسول الله: ماحق زوجة أحدنا عليه؟ قال: (أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا كتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت ) رواه أبو داود وغيره.
وقال عليه الصلاة والسلام: ( المقسطون يوم القيامة على منابر من نور على يمين الرحمان (وكلتا يديه يمين) الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا) رواه مسلم.
وقال إبن عباس: إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي.