| رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 7:42 am | |
| ساعة تشير إلى الثانية عشر إلا ربعاً،الجو المظلم والسحب الداكنة تغطي السماء منذرة بهطول الأمطار الشديدة .. ومن بينركام المدينة التي أثقلت كاهلها الحروب، اندفعت فتاة وحيدة تركض مسرعة وهي تقفز فوقصخرة أو أخرى محاولة عدم التعثر في الأنقاض .. "يجب أن أسرع، سوف يفوتني قطار تلك السنة "
من بعيد لاح شبح القطارالذي يقف في المحطة التي تحطمت أجزاء كبيرة منها ، لم يكن هناك أي بشرٍ سواها،واقتربت كثيراً وما إن سمعت صافرة القطار العالية التي تنبيء عن الاستعداد للتحرك،حتى تعثرت وسقطت في الأرض الموحلة، لم تتباطأ للحظة عادت تحمل حقيبتها الصغيرةووقفت مجدداً لتمسك بمقبض الباب وتضع فيه تلك البطاقة الصغيرة ليفتح ... وعندما أقفل الباب، كان القطار قد بدأ في التحرك بالفعل ولهذا استندتبكتفها على احدى الاعمدة المعدنية بداخل القطار وهي تلتقط أنفاسها وتعانق حقيبتهاغير مصدقة بأنها لحقت بقطار منتصــف اليل
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 7:48 am | |
| (1)
اقترب أحد موظفوا القطار الذينيرتدون نظاراتٍ سوداء وتكلم قائلاً: - سيدتي ، لاتوجد غرفٌ شاغرة بالقطـار . ولكن ربما نعثر لك على واحدةبالمحطة المقبلة .
تساءلت في نفسها : " هذا غريب، لقد ظننت بأنه لن يكون مزدحماً .."
تابع الموظف وهو يشيرإلى كرسيّ صغير بالقرب من البوابة : - يمكنك الجلوس هناك حتى اقتراب المحطة ، سوف نصلُ بعد ست وعشرون ساعة .
مشت ببطء حتى الكرسي، وجلست بدون أنتقول شيئاً، أكثر من يومٍ كامل .. هو فترة طويلة بالنسبة لها لكي تجلس على ذلكالكرسي بدون تغيير وضعها!
نظرت من النافذة الزجاجية الكبيرة إلىالخارج، كانت الأمطار قد بدأت بالهطول بشدة، ظلت تنظر مودعة إلى بلدها التي عاشتفيها تلك العشرون سنة الماضية بأفراحها وأتراحها .. تذكرت كل شيء فقدته ، وكل الناسالذين ماتوا أمام ناظريها، لطالما أرادت الهروب بعيداً .. إلى حيث لا يجدها أحد .. ومع ذلك فكلما فكرت في هذا، شعرت بالخوف وأرادت أن تبقى في المكان الذي ولدت فيه .. بجانب الذكريات المتبقيّة.
لكنها اليوم ..
قررت أن تهرب، تهرب من نفسها ومن ذلك المكان المظلم .. من تلكالوحدة الرهيبة التي تحيط بقلبها والبرودة التي تعصف بحياتها فتجعلها بلا معنى ..
شاهدت أنعكاس وجهها الجميل على الزجاج، مع شعرها القصير المتناثربسبب الركض، ابتسمت وهي تحاول أن ترتب شعرها ثم أومأت لنفسها، نعم من الآن سوف تبدأبداية جديدة هادئة .
دخلت إلى دورة المياه وقامت بتنظيف ملابسهاالتي اتسخت من الوحل، كان يبدو القطار هادئاً، كيف يمكن لقطارٍ مزدحم أن يكون بهذاالهدوء؟ ذلك الهدوء القاتل، سبب الخوف لها .. فبدأت الوساوس تدور في رأسهاحول اشياء مرعبة يمكن أن تحدث لها وهي وحيدةبالقطار! حاولت طرد تلك الوساوس الغريبة وهي تجلس على مقعدها بصمت، كانتالساعة في القطار تشير بان ساعة واحدة قد مرت، تنهدت وتململت في مقعدها فأكثر ماتكرهه هو الانتظار ! وبعد مرور فترة طويلة ، تسلل النعاس إلى عينيهافغفت على المقعد . -------------- "يبدو المنظر رائعاً من هنا. هل هي بلاد الثلج؟"
جلس في مقعده وهو مأخوذ بالنظر من النافذة، كانت ملامحه تبدو هادئة لكنه كان مثاراً بشدة من داخله، شعر بالملل من البقاء داخل المقصورة الضيقة ، فأخذ يتطلع يمنه ويسرة محاولاً اكتشاف شيء جديد .. وضع رجليه فوق الطاولة وأسند رأسه على الكرسي وبينما يحدق في السقف بملل إذا به يرى شيئاً غريباً حول المصباح الصغير المثبت ! كان هناك سائل أخضرٌ لزج على وشك السقوط على رجليه الممدة بشكل قطرات ..
وقف على الأريكة الصغيرة وهو يمسك بالمصباح، ولكن يده اليمنى التصقت بذلك السائل الأخضر الذي كان ساخناً! "ماهذا! مقزز"
خرج على الفور وهو يركض لكي يغسل يده ولكنه توقف فجأة ينظر أمامه .. كانت هناك فتاة نائمة على الكرسي لوحدها، تضع يديها فوق بعضها ورأسها يميل قليلاً إلى الجهة الأخرى ، وقف يتطلع مشدوهاً .. "أليس لديها مقصورة، لماذا تنام هنا؟"
كان ينظر إليها وهو يفكر ولكنها فتحت عينيها ثم انتبهت على حقيبتها ونظرت نحوه فجأة! شعر بالخجل الشديد لأنه كان يحدق إليها أثناء نومها فاندفع يركض في الممر واتجه نحو دورة المياه ليغسل يده .. "أين حقيبتي؟! لقد !! سرقها ذلك اللص!!"
هذا الشيء الوحيد الذي تبادر إلى ذهنها عندما لم تجد حقيبتها في أي مكان، واندفعت تركض خلفه وهي تصيح : - توقف أيّها اللص!! توقف!
سمع صوتها وهي تناديه باللّص!! شعر بالذعر ودخل إلى دورة المياه الخاصة بالنساء بدون انتباه منه .. لم يكن هناك أحدٌ بالداخل ولكنه وقف ينظر حوله وقبل أن يقوم بفعل أي شيء دخلت وهي تكمل صياحها: - توقف هنا!! لن تتحرك قبل أن تعيد لي حقيبتي!! انها مهمّة جداً بالنسبة لي!
نظر لها وهو يفكر " يالها من مجنونة! كيف يعقل بأنني سرقت حقيبتها ويداي مليئة بذلك السائل الأخضر! " - لماذا لا تتكلم .. هل انت أخرس؟!
كانت تنظر إليه وهي تفكر " لا بد بأنه أخفى الحقيبة هنا، ولكن ماهذا السائل الذي يغطي يديه؟" نظرت حولها تعتقد بأن النجدة يجب أن تصل حالاً ، ولكن لم يتحرك اي شيء فالقطار ساكنٌ جداً! وقفت معتدة بنفسها وقالت : - هيّا، سلم لي حقيبتي وإلا .. نطق أخيراً بتلكؤ : - أ .. أنا لم أسرق شيئاً منكِ .. لقد كـ .. كنت فقط .. قاطعته بحدّة : - سوف أطلب الأمن ليعتقلوك، من الأفضل تسليمها بهدوء!
"لافائدة منها! إنها لن تصدقني ولو تكلمت لمائة عام .." هكذا كان يفكّر .. واقترب منها بسرعة وهو يلوح بيده في وجهها شعرت بالذعر وتراجعت بظهرها إلى الخلف .. كاد يهم بالهروب ولكنها مدت رجلها فتعثر وهو يمسك بطرف ملابسها ..! سقط الأثنان أرضاً ولكنها شعرت بالخوف وحاولت أن تقف فلم تستطع! كانت يده اليمنى ملتصقة بملابسها!!
"ماهذا الجحيم! " .. تحولت أفكارها لصرخات : - ماذا تفعل!! اترك ملابسي!!
رفع رأسه وجلس وهو ينظر لها باستغراب ، حاول أن يسحب يده ولكن بلا فائدة! فقد كانت ملتصقة فعلاً! .. وتكلم بصوتٍ خفيض : - إ .. إنها .. ملتصقة . - ماذا؟ سحبت طرف قميصها بقووة ولكن يده لم تتزحزح!
كان يفكر " هل كان نوعٌ من الغراء؟ أي نوع من الغراء هذا الذي يلتصق في ثانية واحدة؟" - اتركني ايها الوقح! هي تشعر بالخجل الشديد .. لقد نسيت امر الحقيبة واصبح همها الشاغل ان تبعد يد ذلك الفتى عن قميصها!!
مر بعض الوقت بينما كان الاثنان يقفان بصمت وكل واحد ينظر في جهة. هو لا يعرف ماذا يفعل .. بالنسبة له كا الأمر مخجلاً ، لا يمكن أن يفكر في أي حل ويخبرها به بسهولة! هي متضايقة جداً، تود ضربه وركله بعيداً لكنها لا تتحرك، كانت تشعر بالخجل أيضاً ولكنها تكلمت فجأة: - من الجيد حدوث هذا حتى لا تهرب قبل أن تعيد حقيبتي!
نظر لها ببطء وقال : - انا لم أسرق منكِ شيئاً فعندما خرجت من مقصورتي بسبب هذا الغراء كنتِ نائمة بدون أي شيء في يدك! - إذاً من سرقها؟ - لا أدري أنا لم أر أي شخص في الممر!
عاد الاثنان للصمت وعندما حاول أن يسحب يده اقتربت منه قليلاً فتفاجأ وقال : - آسف! صاحت بقهر: - لا تسحب يدك قبل أن تنبهني!!
شعر انه يريد ان يضحك، فالموقف كان مضحكاً حقاً، أدار وجهه للجهة الأخرة مجدداً وهو يكتم ضحكته وبعد برهة تكلمت قائلة : - أنت، سوف اتمسك بهذا الباب وانت اسحب يدك.. افعلها بقوة ! تساءل بخفوت: - ماذا لو انقطع قميصك؟
مجرد التفكير في الأمر جعلها تطلق صرخة مفاجئة فقالت : - إذا سأغسل يدك من قميصي! - لكن الجو بارد، كما أن هذا لن يفيد! - أليست لديك حلولٌ أخرى إذاً؟
صمت قليلاً ثم قال : - ليس لدي... ولكن يمكننا الجلوس في المقصورة حتى المحطة القادمـة، وبعدها نشتري أي شيء يمكنه ازالة هذا الغراء.
ترددت كثيراً .. وتساءلت بقلق: - ولكن علي البحث عن حقيبتي، بها أشياء مهمّة.. ماذا سأفعل ؟ - نبحث معاً! نظرت اليه .. من المقلق ان شخصاً غريباً يساعدها في البحث . وتكلم مجدداً : - الجميع مازالو بالقطار. يمكننا أن نجدها إذا تكلمنا مع الحراس . - لكن القطار يبدو فارغاً . - تعالي ..
مشىالاثنان على التوالي ، أطبق يده على طرف قميصها وكأنه من يمسك بها، ووصلا إلى مقصورة القيادة .. طرق الباب عدة مرات ولكن لم يجب أي شخص وعندها تكلم : - مرحباً، هل يمكنني الدخول؟ لم يسمع أي اجابة ولهذا، أمسك بمقبض الباب وبدأ يفتحه ببطء . نظر إلى الداخل ثم اخرج راسه فتساءلت بخفوت: - ما الأمر ..؟ - لم أر شيئاً! هناك ظلام حالك! يجب أن ندخل!
هزأت رأسها نفياً وقالت على الفور : - لا ! تساءل باستغراب: - لماذا؟ - لأن .. لأنه .. ! توقفت عن الكلام لفترة ثم قالت : - لأنه لايجب أن ندخل هنا! | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 7:49 am | |
| عادت بسرعة ومشى خلفها وهو يقول مدافعاً: - لكن لماذا؟ تريدين العثور على سارق حقيبتك! - سنجدهم في مكانٍ آخر! نعم ..
كانت تكلم نفسها وهي تتمتم بكلمات لم يفهمها ... بالأأحرى لم يسمعها! ولكنها كانت تبدو متوترة وخائفة، فكل ما حدث معها حتى الآن لم تتوقعه ولم تتخيله حتى!! تكلم قائلاً : - إذاً ، سنذهب إلى مقصورتي؟ - لا! ظلت تسير في الممر الطويل وتمر بالغرف الصغيرة، الواحدة تلو الأخرى ولم تتوقف أبداً لكي تتحدث أو تتناقش في الأمر، وصمت مستسلماً وهو يسير خلفها وينتظر ماذا ستفعل .. وصلا إلى نهاية القطار ثم رفعت يدها وضغطت على زر الطوارئ! بدأ الجرس بالرنين في انحاء القطار بصوتٍ مرتفع فصاح معاتباً: - يالهي! ماذا فعلتِ!؟ - لقد سرقت حقيبتي!! اليس هذا مدعاة للطواريء!
لم يجبها واكتفى بالنظر من خلال زجاج النافذة الخلفية للقطار، كانت واسعة جداً والمنظر رائعٌ من خلالها، كان القطار يسير بسرعة ويمر بالأراضي الثلجية البيضاء .. تكلم باستغراب : - لقد مرّت بضع دقائق وجرس الانذار يرن بلا مجيب!
بدأت تشعر بالخوف وهمست : - ربما القطار فارغٌ من الاساس! تذكرت فجأة وقالت : - لكن هناك شخصٌ ما التقى بي و ..
توقف القطار فجآة فارتطم الاثنان بالزجاج .. "ماهذا؟ يبدو بأن هناك شيء ما غريب في الأمر!" تساءل بسرعة : - هل انتِ بخير؟ استعادت توازنها وقالت بصوت متعب : - أجل.
سار للأمام وسارت خلفه وإذ بهم يرون ابواب القطار تفتح فجأة!! كانت الشمس قد بزغت تقريباً وامتلأت السماء بضوء النهار .. لكن لم تكن هناك أي محطات! علاوة على ذلك، عندما انفتحت الأبواب بشكلٍ مفاجئ، دخلت الرياح الباردة وجعلت المكان مثلجاً! عادت بسرعة وهي تقول : - سأضغط على زر الانذار مجدداً! ركض الاثنان بسرعة والهواء البارد يعيق حركتهما، ضغطت على زر الإغلاق ولكنه لم يغلق، حاولت أن تضغط بقوة ولكنه لم يجدي نفعاً ولهذا قام "هو" بضربه بقوة فعاد إلى مكانه وقفلت الأبواب ثم بدأ القطار في التحرك مجدداً!
" هل هذا يعني بأن القطار فارغ؟!" شعرت بأن دموعها على وشكِ النزول، قاومت نفسها ومشت ببطء .. لاحظ توترها فمشى بجانبها بدون ان يقول شيئاً .. توقفت عند الكرسي ثم نظرت إليه وهي تقول بعصبية وجزع : - ماذا؟ أليس هناك حلٌ لذلك الغراء!
نظر امامه وتكلم قائلاً : - لا أعتقد بان القطار فارغ، دعينا نفتح تلك الأبواب . ترددت وهي تقول بدون ان تتحرك : - ماذا؟ لكن بتلك الطريقة سوف نهتك خصوصية الآخرين . - سوف نجرّب فقط ..
سارت معه بقلق، بدأ يفتح ابواب الغرف واحدة بعد الاخرى . لكن جميعها كانت مغلقـة من الداخل ، ولهذا تكلمت وهي تحاول أن تبدو قوية : - لأنها مغلقة من الداخل، أي أن هناك أناسٌ نائمون، أليس كذلك؟
"ماهذا! حقاً غريب " .. كان يفكر ولم يستطع الإجابة على سؤالها، وبدلاً من هذا تكلم قائلاً: - سوف ندخل إلى الغرفة المظلمة، يجب أن نجد سائق القطار ليوضح لنا ذلك الشيء الغريب ..!
" لا! يا ألهي أنقذني! " دمعت عيناها، لم تستطع اخفاء خوفها وقالت : - لا يجب علينا ان ندخل إلى تلك الغرفة المظلمة .. - لكن لماذا؟ تجمدت في مكانها ورددت : - لا أريد الذهاب إلى هنـاك .
شعر بأنها خائفة ومتوترة، لذلك قرر التراجع وقال : - ماذا ستفعلين؟ هل ستقومين بالتخلي عن حقيبتك ..؟ - أ .. أجل . سأتخلى عنها ! توقف الاثنان عن الكلام .. وظلا يتطلعان من النافذة الكبيرة التي توجد بجانب الكرسي على منظر الثلج المتراكم . وعندها قال مبادراً : - الجو بارد هنا، لماذا لا ندخل إلى المقصورة ..؟
نظرت له بسرعة وقالت بفزع : - ماذا؟ معاً؟ تردد وهو يقول : - أ .. أجل ؟
أدارت وجهها وقالت بقوة : - سابقى هنا مهما كلف الأمر . - لكن تبقى أكثر من خمس عشرة ساعة حتى نصل إلى المحطـة ..!
" ماذا سافعل في تلك الورطة! لكن هو من بدأ، هو من ألصق يده بملابسي، يستحق هذا" .. كانت تتمتم لنفسها بعصبية وهي تشعر بالجزع والبرد . نظرت إليه بضيق وهي تقول : - هل تشعر بالبرد؟ أليست لديك ملابس ثقيلة ..؟
أجاب وهو ينظر نحو الغرف : - حقيبتي هناك، في المقصورة! على الأقل سأذهب لأحصل عليها قبل أن يقومَ احدٌ ما بسرقتها .
الخوف يعتصرها ، وهي تفكّر .. " من هو ..؟ لماذا هو الوحيد الذي لم يختفي على متن هذا القطار، هل يمكن أن يكون شبحاً ا وشخصاً مؤذياً؟ باي حال لا يجب أن أذهب معه إلى أي مكان مغلق .. نعم .. نعم هذا ما سأفعله " عندما رفعت عينيها كان ينظر إلى وجهها، شعرت بالارتباك وصاحت : - لا !! لن نذهب إلى مقصورتك!! كانت ترتجف .. الوقوف بدون فعل أي شيء، مع ذلك الخوف والقلق يجعلان من البرد أشد قسوة .. بدأ يمشي وتبعته على الرغم منها ، كانت مذعورة وحاولت أن تفلت ملابسها من بين يديه ولكنه كان يقبض عليها بإحكام ليسحبها نحو المقصورة .. - اتركني، أيها الوغد .. اتركني ... !!
لم يبال لصراخها وظل يسير نحو المقصورة، ولكنه ما إن حاول فتح الباب حتى توقفت عن الصراخ والمقاومة .. لان الباب لم يفتح معه ..!!
تأكد من الرقم على الباب وهو يفكر " انا متأكدٌ بأنها مقصورتي! .. لماذا لا يفتح الباب هل هناك طريقة ما ..؟" .. حاول أن يفتحه مجدداً ولكن لا فائدة!! ضرب الباب بعنف ولكنه لم يستجب!! كان هذا غريباً جداً وعندها تكلم قائلاً : - أنا متأكدٌ بانه باب مقصورتي! .. تطلعت إلى الباب باستغراب وهمست: - ولكن لماذا لا يفتح ..؟ أليس معك مفتاح لها؟ - لا، المفتاح موجود بالداخل .. لقد تركت المقصورة على وجه السرعة لكي أغسل يدي من الغراء .
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 7:49 am | |
| (2)
إنها تركض وتركض ... نظرت خلفها بسرعة، كانوا يلاحقونها .. هؤلاء الرجال الثلاثة .. نبضات قلبها ترتفع، تحاول أن تسرع ولكن حركتها تصبح بطيئة على الرغم منها ، لا تريد أن تستسلم، لكن في كل مرة تصبح حركتها أكثر بطئاً .. حاولت أن تختبيء خلف أحد الأبواب .. لكن أحدهم عثر عليها! امسك بها فصرخت!! سوف يقتلونني !! صرخت مرة أخرى!!
فتحت عينيها وفوجئت بضوء الشمس يملأ القطار فتنهدت " حمداً لله ، كان مجرد حلم غبي آخر .." . لكنها كانت ماتزال قلقة حول حلمها ..
تلاشت الأفكار حول حلمها فجأة عندما شاهدته، كانت تجلس على الكرسي، بينما نام جالساً على الأرض، وهو يستند بذراعه ورأسها على رجليها ، شعرت بالخجل الذي تحول إلى عصبية فضربته على وجهه بكل قوتها!! - آخ!
استيقظ وهو ينظر حوله باستغراب .. ، فتح عينيه جيداً وكانه بدأ في استيعاب مايحصل معه .. فكر للحظات "ماذا، أين أنا .. وماتلك الضربة .. امم يبدو أنها تلك الفتاة الغريبة " .. ابتعد عنها قليلاً ثم تكلّم قائلاً وهو يتحسس وجهه : - ماذا؟ ألم نصل بعد ..؟
نظرت إلى الساعة الكبيرة داخل القطار وأجابت: - إنه وقت الظهيرة .
تثائب وهو يقول : - أنا جائعٌ للغاية ... !! وانتِ؟ نظرت بعيداً بدون أن تجيبه على شيء، حاول نزع يده من قميصها ولكن بلا فائدة .. إنها ملتصقة بقوة . فتكلم بإحباط : - لم لانحاول فتح باب مقصورتي مجدداً . ربما يفتح تلك المرة !! وقف الاثنان ونظرا بشكلٍ تلقائي للنافذة .. كانت مناطق الثلج قد انتهت وبدأت قرى خضراء في الظهور .. فتساءل وهما يمشيان متجاورين : - إلى أين ستذهبين؟ كان السؤال مفاجئاً، فهي لم تفكر به من قبل، أرادت فقط الهروب من بلدها بدون أن تحدد وجهة معينة . وبدون أن تفكر قالت : - لا .. أعرف ! توقف عن السير، فتوقفت بدورها . كان ينظر إليها بصمت ، وبدأت تساورها الشكوك " لماذا ينظر إلي هكذا، ربما يظن بأنني فتاة وحيدة، ثم يقوم باستغلالي أو فعل شيء سيء لي .." .. تكلمت على الفور متداركة وهي تتعثر في كلماتها: - أنا .. أنا ذاهبة إلى .. إلى ... جـ .. جدتي . في الجبال .
لوهلة، كان يظن بأن هناك شخص ما يشبهه، هو أيضاً ، لا يعرف إلى أين يذهب، لقد ركب في قطار منتصف الليل هارباً من حياته السابقة . حول نظره بعيداً عندما سمع جملتها الأخيرة ، " أما أنا فسوف أهيم على وجهي بدون هدفٍ ما .. على مايبدو! " تابعا السير نحو المقصورة بدون أن يتكلما ..
وضع يده على مقبض الباب بتوجس، ثم أداره بهدوء فانفتح بسهولة !! .. همس لنفسه "غريب!" ، أما هي فبدأت تشعر بالخوف وهي تكلم نفسها " ماذا، هل كانت خدعة منه ليلة الأمس! بأي حال يجب ان لا أدخل معه .. نعم ، سوف أدافع.."
فتح الباب على مصرعه ونظر إلى الداخل، كل شيء يبدو كما هو! .. حتى حقيبته الي وضعها بحرص فوق رفٍ علوي كبير .. التفت إليها وفوجئ بتلك النظرة العدوانية على وجهها .. فخاطب نفسه " مابها ..؟ هل هي خائفة مجدداً؟ لابد بأنها تشك بي " تكلم ببطء وهو يحاول طمأنتها: - سوف احضر حقيبتي، فقط . حسناً؟
مشى ببطء وتبعته، فالتقط حقيبته بسرعة وقال: - استسلمي! بدأت في الصراخ ومحاولة الركض للخارج أما هو فقد انفجر في الضحك وهو يقول : - أنا أمزح فقط!
نظرت إليه وهتفت : - يالك من مزعج!! أنت حقاً مزعج، هيا اتركني! كان مايزال يضحك، لقد استطاع فعلاً أن يتأكد بأنها خائفة منه . خرجا معاً وتوجها نحو الكرسي الخاص بـها . وضع الحقيبة على الكرسي وقال : - معي طعام من الأمس، أنا آسف ولكن ليس لدي غيره ..
تناولا بعض المعلبات، لم يكن الطعام جيداً ، ولكنها تكلمت ببساطة : - إنه ليس سيئاً .. - كما أنه ليس جيداً . نظر لها وعلى وجهه ابتسامة ، فبادلته ابتسامة لطيفة .. ولهذا بدأ يفكر " بالنهاية تبدو مثل فتاة لطيفة " ، قاطعت أفكاره وهي تقول مترددة: - هل يمكنني أن اسألك عن شيء ما ؟ - بالتأكيد .. - من أي محطة ركبت؟ هـ . . هل كانت المحطة الماضية؟
كانت مترددة وهي تسأل، وأجاب بصدق : - لا ، لقد اخبرني رجل القطار عندما ركبت، بأن المحطة القادمة سوف تكون بلدة انتهت منها الحروب منذ وقت قصير، لذا أنا لم انزل عندما توقف القطار .
عادت تتساءل : - لكن ألم تر أحداً منذ ذلك الوقت؟ صمت قليلاً كان يفكر " إنها ماتزال خائفة، ولكن أليس هذا القطار غريب جداً بالفعل " ، أجاب بعد فترة صمت قصيرة : - لقد كنت في غرفتي، لذلك لم أقابل أحدهم ، وعندما خرجت .. فكر للحظة ثم قال : - لم أقابل احدهم أيضاً. | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 7:49 am | |
| نظرلها ثم قال مع ابتسامة : - انتِ الوحيدة التي قابلتكهنا! - هل استقبلكموظفواالقطار؟ - استقبلني واحد، يرتدي نظارات الشمسية بعد منتصفالليل!
"هذا ما حصل معي أيضاً، هذا غريب .." وقف الاثنان ينظران من النافذة،كانالقطاريسير على القضيب الحديدي بسرعة، الكثير من المناظر الخلابـة تمر أمامهم بعدأن تخطوا المنطقة الجليدية..
كانت هناك فكرة واحدة تراود عقله ولكنه خشي بأنها لن تقتنع ابداًبفعلها ، ولهذا قام بسؤالها أولاً : - ماهو اسم البلدة التي تعيش بها جدتك؟
ارتبكت كثيراً، ظهر ذلك في وجهها على الفور، " ياالهي ماهذه الورطة؟ أنا لا أعرف اسم البلاد التي يسيرحولهاالقطارالسنوي " نظرت بعيداً وهي تقول : - امم .. إنها في المحطة القادمـةبأي حال، لقد كان العنوان في حقيبتي التي اختفت . - آها! لذا قلتِ بأن حقيبتك تحتوي شيئاًمهماً؟
اومأت بالايجاب، وبدأ يفكر "إذا ضاع عنوان جدتها بأي حال ... لذا من الممكن بأنها ستوافق علىاقتراحي؟" تنحنح قليلاً ثم قال : - نزولنا في أي مكان بالقرب منالمحطة القادمة لن يؤثر على خطتك صحيح؟ " فيم يفكر هذا الشخص الغريب الأطوار، أنا لن اجيب على تساؤلاته مهماحدث!! " نظرت نحوه بعدوانية وقالت : - ماذاتقصد؟ نظر إلى وجهها وهو يضحك داخل قلبه " لا اصدق بانها عادت لأفكارها المخيفة مجدداً ، اقتراحي سيجعلها خائفةجداً، لذا .. هل يمكنني أن أغير الموضوع الآن " ، ولهذا ابتسم وقال: - لا بأس، كنت أظن أن هناك خطـة ما لوصول إلى جدتك بعض أن سرقت منكالحقيبة . بدأت تفكر " لايمكن، هل يكون هو من سرقها؟ إذا بما انه لم يعترف، علي إذا أنأجعله ينام ثم افتش حقيبته بأي طريقة " ..
وقفا لفترة طويلة وهما يحدقان أمامهمابصمت .. "هي" تفكّر كيف يمكن أن تستعيد حقيبتها من الشخص المخيف الذي يريد منهاشيئاً ما ، لا تعرف حقيقته ..
أما "هو" فيفكر بأن يضغط زر الطوارئوعندما يتوقفالقطار .. سوف ينزل في ذلك المكان الجميل ليستأنف رحلته منجديد!
إنهما يفكران بعمق .
ولهذا فقد كان ينظر لها بشكلٍ لا شعوري، حينما رفعت عينيها كانتنظراته غريبة ومليئة بالغضب والكراهية!! ولهذا شعرت بالذعر وبدأت تقول كلاماً غيرمفهوم : - ماذا؟ لا تستطيع التفكير بأنالقطارفارغ .. عندما نفتح البابسنجد قائدالقطار .. آآ .. آعني .. الشخص الذي يقودالقطارنحو الـ .. انت لا يمكنك أنتتفهم ..!! إنــ ..
"إنها خائفة جداً، ومذعورة .. هل يعقل بأنه بسبب وجودي ومحاولتيلقرآءة افكارها " تحولت نظرات التفكير الغريبةإلى نظرات دهشـة وعندها قال بسرعة وهو يحاول تهدئتها : - أعرف انه يوجد الكثير من الناس هنا، ربما هم نائمون فقط، لذا لا داعيللقـ ...
"ماذا سيفعل هذا الشخص بحلول المساء، عندما لا يظهرأحدٌ بداخلالقطارمجدداً، هل يمكن بأنه سيقلتنيأو يؤذيني؟ هل سيفعل هذا؟ " كانتتفكر حتى بدون أن تستمع لما يقوله ، ومن ثم نظرت إليه مستجمعة كل قواها وقالتمقاطعة كلامه : - سوف أضغط على زر الطوارئ وعندما يتوقفالقطارسوفأنزل هنا! ولا يمكنك الرفض!!
لم يستطع التفكير بأي شيء، وابتسم على الفور وهويقول: - إذا لم يكن لديكِ مخططات؟ هذا رائع! بدأت تفهم ان هذا ماكان يريده منذ البداية. ولهذا قالتبتردد: - هل يعقل أنك .. كنت تقصد ذلك ..! - أجل . إذا افعليها ..
توجها معاً نحو نهايةالقطار، وقامت بالضغط على زرالطواريء الذي أطلق صافرة الأنذار مرة أخرى، ومن ثم توقفالقطاربشكلٍ مفاجئ ، حمل حقيبته ونظر إليها وهو يقول : - الآن!
سارامعاً في الممر ولكنأحدهم قام بفتح بابه ونظر للخارجوهو ما أصابها بالذعر فتوقفا مكانهما ينظران للرجل الغريب .. من بعيداقتربأحدالموظفين اللذين يرتدونالنظارات وتساءل بهدوء: - ما الأمر أيّها السادة؟ لماذا أطلقتم جرسالأنذار!؟
"لا أصدق! إنهم يخرجون الآن!!" تكلم متداركاً الأمر : - لقد ، قامأحدهم بسرقةحقيبتها!
نظر موظفالقطارنحوها بتفحص وهو يقترب ثم عاد يتساءل : - متى حصل هذا؟ أجابت وهي تحاولاخفاء توترها: - بعد منتصف الليل، عندما كنت نائمةهناك!
أشارت نحو المقعد بجانب الباب ،نظر الموظف للخلف ثم تمتم : - هذا غريب .. تطلع نحوهما وقال علىالفور: - لكن ياآنسة نحن لا يمكننا المساعدة بما أنه من غير المسموحتفتيشالقطار ..
عاد الرجل الغريب إلىمقصورته وتكلم الموظف قائلاً: - من فضلكما، عودا إلى المقصورةالخاصة بكما! تكلمت معترضة قبل أن يغلق جرسالأنذار : - سوف ننزل هنا!
تبادلت نظرةمعه .. كانت تفكر " كان هذا اتفاقنا صحيح؟" وأومأ هو بالإيجاب ، ولكن الموظف كان ينظر لهما مندهشاً وتسائلباستغراب : - حقاً ستنزلونهنا؟ أجاب : - نعم .
- لكنكم لا تعرفون المكان ، يمكن أن يكون خطيراً .. - أي مكان من الممكن أن يكون خطيراًلذا اسمح لنا بالنزول . -------------
واثقة الخطى غير متواجد حالياً رد مع اقتباس قديم 09-28-2012, 06:40 PM رقم المشاركة : [6] واثقة الخطى مشرفة xxxxxxx الإسلامي وواحة القصص والروايات المنقولة الصورة الرمزية واثقة الخطى
واثقة الخطى عطاءه مستمرواثقة الخطى عطاءه مستمرواثقة الخطى عطاءه مستمر
افتراضي
تطلعا أمامهم إلى القطار الذي يسير مبتعداً، اختفى صوته الرتيب وسط أكوام الأشجار وآلاف الشجيرات التي تغطي القضيب وكأنه لم يكن موجوداً .. ولهذا تساءل : - إلى أين سنذهب الآن؟ أجابت وهي تتخذ خطواتها الأولى فوق القضيب الحديدي: - على مسار القطار نفسه!
مشى خلفها وهو يتسائل باستغراب: - لما هبطنا إذا ما دمنا سنسير على طريق القطار نفسه؟
نظرت إليه وقال والخوف ظاهرٍ على وجهها : - لأنه قطارٌ مخيف وأنا لن أتحمل أن يأتي الليل وأنا بداخله! - هل ستحبين الليل عندما يأتي علينا ونحن في تلك الغابة إذاً؟ | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 7:50 am | |
| نظرت حولها وهي تفكر بقلق ومن ثمقالت: - لم أفكر بذلك، ولكننا سنجد مدينة قريبة!
"هل تفكر بتلك الطريقة حقاً؟"كانيفكر وهو ينظر إليها، لكنها شاهدت تلك النظرة المخيفة مجدداًوصاحت: - ما الأمر..؟
تكلم وهو يحاول نزع يده للمرة المائة منقميصها : - كنت أفكر لماذا تعتقدي بأننا سنجد مدينة هنا؟ ألا يمكن أننا ضائعونوسط تلك الأحراش .. واننا لن نخرج منها أبداً ...؟ الاتستطيعين التفكيرهكذا؟
انتزعت قميصها وهي تقول بحدة : - لا يمكنني فأنا لستُ متشائمة! - لو لم تكوني متشائمة لما خرجنا منالقطارفيوسط الغابات! - كف عن توبيخي فقد كانت فكرتك أيضاً! - ولكنها لم تعد فكرتي بعد أن خرج الرجل! لقد تراجعتعنها! - وما أدراني بأنكتراجعت؟
ظلوا يتجادلون لفترة حتىبدأت قطرات المطر تهطل هطولاً خفيفاً! وعندها تمتم : - هذا ماكان ينقصنا!! نظر إليهاوقالبحدة : - اركضي معي، يجب أن نجد مكاناً نحتمي به منالبرد! كانت غاضبة، وخائفة .. ولهذا لم تتحركمن مكانها ، أما هو فقد شعر بتأنيب الضمير لانه قام بإخافتها والصراخ عليها بدلاًمن تهدئة الوضع ..
بدا متردداً وهو يقول : - أ .. اظن أنه كان علينا النزول منالقطاربالفعل .. لهذا لا تقلقي سوف أجد حلاً ما.. تبعته بدون أن تقول أي كلمة، أصبح الجو غائماً ومظلماً، وبالرغم منكل تلك الأحراش الكثيفة فقد كان وابل المطر قوياً واستطاع أن يضرب رؤوسهم ويبللملابسهم بالمياه الباردة ..
كان يمسك بقميصها ويركض، حتى انها لمتستطع مجابهة ركضه السريع وصاحت بعصبية: - توقف قليلاً لقد انقطعت انفاسي!! اخفض من سرعته قليلاً قبل أن يتوقف ونظرت إليه وهي تقول بحدة : - ألا يكفي ان يدك ملتصقة بقميصي الوحيد، ولكنك ايضاً تمسك به وتجرنيخلفك بتلك الطريقة!
ترك قميصها ولكن يدهانزلقت بعيداً، حتى ان الغراء لم يعد له وجود ..!!
نظر الاثنان بذهول إلىبعضهما!! وعندها هتف باستغراب : - الأمطار ،، لقد كان يزول بالماءفقط!! نفضت قميصها المبتل بالمياه وقالتبتذمر: - أشعر بالراحة الآن!!
نظرإليها، كان يشعر بانه فقد شيئاً مهماً، كانت نظرات الافتقاد الغريبة التي تشع منعينيه!! عندها نظرت إلى وجهه وهي تحاول أن تعرف فيما يفكر ..!!
"مابه ؟ لا يبدو سعيداً بزوال الغراء الذي كان يكبلحركته! " تكلمت ببطء: - ما الأمر هل هناك شيء ما؟
بدا متردداً وهو يقول محركاً اصبعه أمام وجهها : - الآن اصبحتِ حرة!! لكن لا يمكنك السير بعيداً عني فنحن في وسطالأدغال! - أنا لم أفكر في هذا .. ولكن .. كان ينظر لها بترقب وهي تقول : - لكن إذا وصلنا للمدينة سوف نفترق!
وقف صامتاً، فقد كان يفكر " لا بأس ان افترقنا الآن حتى،وكأنها مهمٌة بالنسبة لي" .. نظر اليها وهي تمسكذراعيها من البرد، انها تشعر بالبرد فعلاً فالأمطار الغزيرة بللتهما من رأسيهما حتىاخمص قدميهما ... فتح حقيبته واخرج معطفاً ثقيلاً رمادي اللون ثم وضعه فوق كتفيهاوهو يقول : - البسي ذلك، انه كبير قليلاً ولكنهسيجعلك تشعرين بالدفء!
نظرت اليهباستغراب وقالت : - وانت ..؟ لم يقل شيئاً وسار نحو احدى الاشجار فتبعته بصمت وعندها تكلم وهويبتسم : - أنا في الغالب لا اشعر بالبرد.
جلس الاثنان متجاورين تحت ظل شجرة كثيفة، كانت الأمطار مستمرةبالهطول .. وتكلمت بنفاذ صبر: - يبدو بأن الأمطار لن تتوقف،والليل سيهبط هنا قريباً!
نظر لها بصمتوتنهد بدون أن يقول شيئاً!
" مابه؟ لا يبدو مثل ذلك الفتىالمزعج الذي عرفته في اليوم السابق! " .. كانتتفكر وهي تنظر إليه، لكنه كان هادئاً بشكلٍ لا يصدق ونظر أمامه بدون ان يتكلم كلمةواحدة .
شعرت ببعض الخوف بسبب الظلامالذي هبط فعلياً على المكان وأصبحت شرارات البرق تضيئه بطريقة موحشـة، حتى أن كلشيء حولها يبدو كالظلال .. ولكن فجأة لمست رأسه كتفها ..
تحركت بقلق وهي تشعر بالخجل ونظرت إليه بصعوبة وهي تتمتمبجزع: - يا الهي أهذا وقت النوم!!
لم يتحرك، كانت انفاسه ساخنه جداً ولهذا وضعت يدها تتحسس رأسه لتفاجأبأن درجة حرارته مرتفعه للغاية!
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 7:50 am | |
| (3) شهقت بخفوت وقالت وهي تبعده عنكتفها برفق: - انت!! هيه! هل انت بخير؟ ما الذي جرى لك؟
اسندته على جزع الشجرة ، ووقفت تنظر أمامها وهي لاتعرف ماذا تفعل؟! لكن أفكاراً من الماضي كانت تراودها ..
" كانت تتذكره عندما مرض وبدأ المرض يتعب جسده ، .. كانت تنظر إليه بلاحول ولا قـوة .. غير قادرة على فعل شيء ما .. يتنفس بصعوبة شديدة ، جلست بجانبه وأمسكت يده بعينين دامعتين وهمست : "جدّي" نظر إليها بعينين هادئتين ولم يستطع التكلم ، فانهمرت دموعها وشدتوثاقها على كفي جدها وهي تقول بصوتٍ مرتجف : "جدّي، أرجـوك .. لا تتركنيوحيدة"
كانت تحبس دموعهابينما تتذكر هذا، وعندما عادت إلى الواقع .. في تلك الغابة المظلمة نظرت نحوهوالأمطار قد بدأت في التوقف، كان فاتحاً عينيه ينظر إليها .. ارتبكت قليلاً ثم قالت : - هل انت بخير؟ - أجل . - لكنك .. كنت .. لقد أيقظتك ولم تنتبه لي!
تثاءب وهو يقول : - آه لأن نومي ثقيل بعضالشيء!
فكرت بتوتر " نومه ثقيل؟ لكن أنا متأكدة بأنه مريض" .. وقف باعتدال وحمل حقيبته وهو يقول معابتسامة: - يبدو أن المطر قد هدأ، لذا دعينانمشي قليلاً قبل أن يهبط الليل بالكامل ..
توقف المطر جعل السماء منيرة بعض الشيء بألوان الغروب الحمراء،ولكنها قالت بحسم: - لا يمكن، لن تتحرك من هنا قبل أنتنخفض درجة حرارتك! انت مريض !
تساءلبنبرة استغراب: - أنا حقاً لست مريض، لكن .. كيفعرفتِ بأن .. درجة حرارتي مرتفعة؟ "ياالهي ماهذا الموقف؟ ماذا سأقولالآن، لستُ مهتمة بذلك الشخص الغريب المزعج! لقد كانت مجرد صدفة!" التفتت وسارت امامه وهي تقول : - إذاً لا بأس! سوف نمشي ..
"ايه؟ مابها غضبتفجأة!" لحق بها بصمت وهو يضع يديه في جيبيه،كانت تنظر اليه بين الحين والآخر للتتأكد ما إن كان يسير جيداً، وفي داخلها كانتتشتعل غضباً وهي تقول لنفسها " ذلك الفتى الطويلالأحمق! لقد أجبرني على معاملته بتلك الطريقة! كيف يسألني سؤالاً مثل هذا، لقد شعرتبالخجل حقاً"
قطع صوته افكارها وهو ينظرإليها و يقول : - لماذا انتِ غاضبة؟ ملامح وجهك تتغير كلثانية! ضحك ضحكة قصيرة فتوقفت ولوحت بأصبعهافي وجهه هاتفة : - لقد سئمت من صحبتك حقاً! فأنت .. أنت .. أنت .. توقفت لتفكر للحظة وهي تعقدحاجبيها ، ثم أكملت بسرعة : - أنتبغيض!
ضحك وقالمعقباً: - أنا بغيض؟ وماذا أيضاً ..؟
"تلك الابتسامة .. ! تجعلني اضحك أيضاً"حاولت منع ابتسامتها وهي تقول : - ومزعج ! قال باندهاش وهو مايزال يضحك : - اوه! انكِ تبتسمين، هيا اضحكي لماذا تمنعين نفسك!! يالك منحمقاء!!
أمسك بكتفيها ودفعها للأمام بقوةفقالت بعصبية: - توقف يالك من مزعج! أنا لست حمقاء .. انت هو الأحمق كيف تدفعني هكـ .. آآآآه! توقف عن دفعي ..!!
- لكن عليك ان تركضي بسرعة ! ايتهاالحمقاء! - توقف ايهاالمزعج!
ركض وهو يمسك بكتفها ويدفعهاامامه مما يضطرها للركض وهي تحاول ابعاد يديه وتصيح "مزعج! بغيض" .. أما هو فكانيضحك ويستمر في الركض بلا مبالاة!
بعد فترة قصيرة توقف فجأة وهو يقول : - حسناً وقت الراحة! كانت تلتقطانفاسها ونظرت أمامها فشاهدت من بعيد اضواء مدينة خافتة، يتوسطها قصرٌ أبيض اللونمحاطٌ بالشعلات الكبيرة المضيئة .. كان المنظر مدهشاً وهتفت وهي تبتسم : - لقد وصلنا إلى المدينة فعلا! انظر !
التفت خلفها وتابعت هتافها بفرحة : - انظر يا ..! نظرا إلى بعضهماللحظة ، ولكنه قال بسرعة مع شبح ابتسامة : - عماد .
ابعدت عينيها بسرعةوقالت بتوتر وهي تهز كتفيها : - أياً يكن، سوف تظلمزعجاً!
لقد نسيت في تلك اللحظات أنهاكانت سعيدة برؤية المدينة، وحتى الجو البارد قد أصبح ساخناً فجأة ، فتساءلبهدوء: - ماهو اسمك إذاً؟ نحن معاً منذ يومين ولم أعرف اسمك .. كانت مرتبكة وقالت بدونتفكير: - لن اخبرك اسمي أبداً! سوف نفترق وانت لاتعرفاسمي! - انتِ خجولة جداً،صحيح؟ أصبح وجههاً احمر اللون فاستدارت وقالتوهي تنزل الجرف بحذر : - يجب أن نصل للمدينة بسرعة فأنامتعبة جداً! ابتسم وهو ينزل الجرف بسرعةويجرها خلفه فتبدأ بالصياح .. - غبي! مزعج ! مزعج! اترك يدي سوفنسقط! ------------ كانت هذه أول خطواتهم في المدينة الكبيرة، الجو البارد، الضباب يغطي الأفق ويتخلل الشوارع الضيقة، والظلام يملأ الجزء الأكبر من النوافذ في البيوت، وعندها همس قائلاً: - هل الوقت متأخر أم انها مدينة أشباح!
سرت ارتعاشة في جسدها وقالت بصوتٍ عالٍ : - بالتأكيد الوقت متأخر!!
رن صدى صوتها في الأرجاء وتطلع عماد حوله لثوانٍ ثم قال وهو يدخل يديه في جيبه: - أعتقد بانها مدينة أشباح! - ليست كذلك ..! استدارت وهي تنظر حولها وتتدقق في البيوت الخشبية المتراصة، والظلام الدامس وعندها تكلم بالهمس مجدداً: - لا توجد هنا أية انارة، ليست هناك مصابيح في الطريق، أيضاً ...
نظر إلى الأرضية وتابع : - الأرض ترابية وغير ممهدة، علاوة على أننا لم نتأخر كثيراً لقد غربت الشمس منذ ساعة واحدة أو أقل .. لماذا الكل نائمون برأيك؟ ليس هناك أي متجر حتى!
كانت تشعر بخوفٍ شديد وقالت بصوتٍ مرتجف وهي تحدّق أمامها : - لـ .. لكن، فقد كانت تبدو منيرة وعامرة من أعلى الجرف، لماذا لاتتوقف عن تحليل الأمور بتلك الطريقة وحسب؟
سمعا صوت خطواتٍ تسير من مكانٍ مجهول فقفزت مرتعبة وأمسكت بذراعه .. لكن توقف صوت الخطوات فجأة وعندها بدأت تتمتم : - يبدو أنني اتخيل! - لكن انا ايضاً سمعته! انها صوت حوافر خيل!
" لقد كان هناك قصر صحيح؟ لكن لا يجب علي قول هذا فهي قد نسيته وانا سوف اثير ذعرها أكثر" وعندها تكلمت بخفوت وهي ماتزال متشبثة في ذراعه : - اسمع! لقد كان هناك قصر في نهاية المدينة، وكان مضيئاً لم لا نذهب إلى هناك؟
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 7:50 am | |
| نها تتذكره فعلاً! ماذا سأخبرها الآن؟ هل اخيفها لنخرج من هنا؟ أم اوافقها ونستمر في السير بجانب تلك الأطلال الغريبة!" كان يفكر بعمق بدون أن ينطق بكلمة وعندها سمعا صوت حوافر الخيل التي تطرق الأرض بسرعة مقتربة منهم ..
بدأت تتلفت حولها في خوف، يميناً ويساراً .. أما هو فقد تساءل بقلق: - لكن! من أين يأتي الصوت؟ لا يمكنني تحديد مصدره! قالت بذعر وهي تشير إلى الصف الأيمن من المنازل : - إنه آتٍ من بين البيوت! اعتقد أنه من هنا!
لم تكمل جملتها حتى ظهر من بين احد الشوارع الصغيرة، رجلٌ يمتطي صهوة جواد أسود، نظر الى الاثنين اللذان ظهرا أمامه، يرتديان ملابس غريبة .. " انهما بالتأكيد ليسا من تلك البلاد! " تحرك بحصانه يمنة ويسرة ثم سحب اللجام نحوه برفق ليوقفه عن الحركة ..
شاب وفتاة يبدوان متشابهين إلى حدٍ ما، تساءل " هل هما اشقاء؟" الشاب، طويل القامة بشعرٍ بني قصير وعينين داكنتين يحدق امامه ببرود ،، يرتدي قميصاً خفيفاً أبيض اللون، وبنطالاً رمادي اللون، أما الفتاة فقد كانت تنظر بخوف لديها شعر قصير أسود وعينان واسعتين وملامح جميلة .. كما أنها ، ترتدي معطفا كبيراً،، فقط أطراف اصابع يدها تظهر من أكمام المعطف ..
"يبدو أن المعطف لشقيقها الذي يحمل حقيبة متوسطة الحجم سوداء اللون على ظهره .. لكن الفتاة جميلة جداً، انها تعجبني" تساءل الشاب الملثم : - هل انتما غرباء عن تلك المنطقـة؟ تكلم عماد متسائلاً: - من أنت، هل هذه المنطقة مهجورة ..؟
إنه يجيب على سؤالي باستفسارات!" تكلم بحدة: - لقد سألتك هل انتما غرباء؟ من أينجئتم ..؟ أجابت بذعر : - نعم نحن من منطقة الحروب! قدمنا بواسطةالقطارالسنوي! قال عماد بعصبية : - لماذا لا تتكلمين عن نفسك! - مـ . ماذا هل ستتركني هنا؟؟
نظر عماد إلى وجهها،لقد كانت خائفة بالفعل على الرغم من أنها تحاولكتم الأمر .. ولهذا تكلم عماد قائلاً: - لماذا لا تجيب على تساؤلاتنا، هل انت من تلكالأطلال؟ - هل تسخرمني؟
قامت بضربه على ذراعه وقالتبالهمس : - لا تقُم باستفزازه ايها المزعج! اجاب عماد بسرعة: - لا، انا فقط اتساءل ..!
أشار الشاب الملثم الى الناحية التيجاء منها وقال: - المدينة من هنا، ذلك حي القبيلةالخائنة، وقد تم حرق البيوت كلها .
تساءل عماد مجدداً:
- اتعني انه ليس مدخل المدينة ..؟ - هذا صحيح . "سوف اثير الذعر فيقلبيهما" تابع كلماته قائلاً : - أي شخص يمكن ان يشك الملك بأمرهفإنه يحرق على الفور، الأمر ينطبق على الغرباء أيضاً فاحذرا .
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 7:51 am | |
| ركض بحصانه الاسود إلى الطريق خارجالبلدة بدون أي كلمة وتركهما وحيدين يفكرا .. وعندها تكلم فجأة وهو يضيق عينيه بلؤم : - انتِ ايتها الحمقاء! مازلت مصرّة على الذهاب للمدينة ..؟ احتشدت الدموع في عينيها وقالت بصوتمرتجف : - لـ .. لكن .. إلى أين سنذهب؟
أمسك بذراعها وقال وهو يتقدم : - دعينا ندخل إلى تلك المدينة فأنا أتضورجوعاً!
سحبت ذراعها وقالت بصوتمنخفض: - لا، دعنا نعود! - إلى أين؟ - إلى .. لا أعرف ، لكن ماذا إن كانوا يحرقونالبشر!! أغرورقت عيناها بالدموع وكادت علىوشك أن تنزل لولا أنه بدأ يضحك على شكلها المرتعب، مما جعلها تشعر بالغضب وتقولبعصبية : - ما المضحك في الأمر! لقد حذرنا رجلٌ من البلدةنفسها!
عاد يسحبها خلفه وهو يقول ببرود : - لمرة واحدة يجب أن تستمعي لما أقوله وتطيعي الأمر، نحن ليس لدينامكانٌ آخر . - اتركني أيها المزعج! اذهب لوحدك!
توقف فجأة بدون ان يلتفت اليها. فتساءلت في نفسها " ماذا هل هو مصدوم؟ " ، ولكنه أجابعلى سؤالها بتحريك ذراعيه ثم قال وهو يسير للأمام : - لا بأس، سوف اتقدم إذاً ..
نظر نحوها أخيراً وقال بابتسامة : - كانت الرحلة ممتعة بصحبتك!
صاحت وهي تحاول أخفاء خوفها : - ماذا؟ هل سترحل لوحدك حقاً؟
توقف عن السير وعاد ينظر إليها مجدداً على بعد خطوات وتكلم : - ألستِ من طلب ذلك؟ تريدين العودة إلى الغابة المخيفـة؟ افعلي إذاً . كانت مترددة الخوف يتملكها من كل شيءحولها، فهي لم تعتد على هذا النوع من الارتباك الدائم! نظرت إلى الأمام، لقدكانيبتعد فعلاً .. سوف يختفي في ضباب تلك الليلة وسوف تكون وحيدة مرةأخرى!!
"ماهذا الصوت ياأمي؟ فقطأركضي!! انه مخيف .. مخيف .. ماهو .. ؟ ماهو ياأمي .."
تلك المرة، اختفى "عماد" بالفعل وسط الضباب. أطلقت ساقيها للريح وركضت وهي تحتضن نفسها، ولكنذلك النوع من الركض .. عندما تركض من أجل حياتها، بينما هي خائفة وتسمع دقات قلبهاالذي يتناقز بداخلها، هذا النوع من الركض الذي يحرق الأنفاس، ويجعلها تتلاشى، ثميبدأ الألم ينتشر في رئتيها وصدرها ، لأنها عاجزة عن التوقف لكي تستريح لحظات .. لقد أعاد إليها الذكريات .. عندما نظرت أمامها كان يقف امامها بشكل قريبللغاية حتى إنها كادت تصطدم به،
توقفت فجأة وهي تلتقط أنفاسها وعندها تسائلبنوع من التذمر : - هيه! لماذا تلحقين بي ..؟ "ماذا سأقول له؟ أنا حقاً خائفة منالبقاء لوحدي! " قالت بتعب : - أنت ... أنت ...
انخفض إلى مستوى وجهها وهو يفكر " كنت اعلم بأنها ستلحق بي" ، نظرتبعيداً وهي تشعر بالخجل وصاحت فجأة وهي تضرب رأسه : - يالك من أحمق لقد نسيت معطفك معي!
اصطنعت ضحكة قصيرة ثم سارت نحو الأمام مشية غريبة متسارعة، لحق بهاوقال وهو يلف ذراعه حول كتفها : - بالنهاية سوف ندخل المدينةمعاً! أبعدت ذراعه بسرعة وتقدمت في مشيها وهيتقول : - لاتفكر أننا أصدقاء او شيئاً من هذا القبيل!! هلفهمت؟
أصدر همهمة لاتدل على شيء ووضعيديه في جيبيه وسار بجانبها وهو يبتسم .. نظر إلى وجهها بينما يسيران ، كان ينظرإليها بين الحين والآخر، ولكنها كانت تنظر بقلق أمامها وهي تسير بثبات .. ولكنهاتساءلت فجأة: - هل انت بخير .. الآن؟
نظرنحوها مجدداً وتساءل : - ماذاتقصدين؟ - انت! لقد كانت حرارتك مرتفعةصحيح؟
بدأ يفكر " إنها تبدو لطيفة جداً الآن .. " ابتسم وقال : - لكن انا بخير الآن.
تنهدتبراحة وبعد فترة سير قصيرة وصل الاثنان إلى مشارف المدينة .. كانت مدينة جميلة،وهادئة .. المحلات بدائية ومضاءة بمصابيح الفتيل،، حتى البيوت، اغلبها من طابقواحد، ولكنها كانت فريدة وجميلة، وتكلمت قائلة وهي مبهورة وناسية لخوفها تماماً : - آه كأننا عدنا بالزمن إلي العصور الوسطى!
قال بنبرة ساخرة: - ومالجيّد في العصور الوسطى؟ مدينةبدائية قاحلة لن تجدي فيها النقود نفعاً! نظرت إلى مبنى من طابقين كتب عليه "استضافة" ثم اشارت وهي تقول : - ايها المزعج، دعنا نذهب إلى هناك ..
دخل الاثنين إلى المبنى، كانت هناك ردهة صغيرة بها عدة نوافذ مغطاةبالستائر الحريرية الزرقاء المنقوشة بالتطريز الأبيض،، وفي المنتصف درجٌ صغير يصعدللطابق الثاني، على اليمين هناك ممرٌ واسع يقود إلى داخل المبنى، أما اليسار فيوجدمكتبٌ خشبي ،، يجلس خلفه شابٌ يافع يرتدي زيًا أنيقاً أمامه بعض الأوراق وجرسٌ ذهبييدق باليد .. وخلف ظهره لوحة خشبية عليها الكثير من المفاتيح النحاسية عتيقة الطراز ..
اقتربت ولوّحت بيدها وهي تقول : - يبدو مثل فندق!
ركضت نحوالشاب الذي يقبع خلف مكتب الاستقبال وتسائلت : - هل هذا فندق؟ ابتسم الشاب وقالوهو يحاول اخفاء نظرة الاستغراب من على وجهه الوسيم : - هل يمكنني مساعدتكِ آنستي؟
اقتربعماد وقال وهو يدفعهاجانباً: - هل يوجد غرفٌشاغرة؟ - أجل سيدي. - ماذا عن السعر ..؟
أخرجمحفظتة البنيّة وقال وهو يعطيه فئة من النقودويتساءل: - هل تتعاملون بتلك العملة ..؟ ظهر الاندهاش على الرجل ولمس الورقة النقدية وهويتساءل: - هل هذه "كينتات" من امبراطوريةالجليد؟
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 7:51 am | |
| نظرت إليه متسائلة وتكلمتبالهمس : - الجليد؟ لا عجب انك بهذا البرود! بادلها نظرة باردة وعاد يقول للشاب: - هل يمكننا التعامل بها هنا؟ فنحن قادمون معالقطارالسنويّ .
- بالتأكيد يا سيدي. - هل تعدّون الطعام أيضاً؟ - نعم سيدي. - حسناً نريد غرفتان .. وأيضاً، العشاء. - حاضر سيدي.
الرقم "ثلاثةعشر" كان رقم الغرفة الأولى، ولهذا قذف عماد بالمفتاح إليها وهو يقول : - لا أحب هذا الرقم، اسكني في تلك الغرفة .
- اسكن؟
ضحك ضحكة شريرةوفتح الغرفة المجاورة ثم دخل بدون أن يقول أي شيء. دخلت إلى غرفتها ببطء وهيتنظر حولها، الستائر حمراء داكنة، والشموع تضيء الغرفة وتهز الظلال على الحائطالأبيض. همست :
- مخيف! هل سأبقى لوحدي هنا؟
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 7:52 am | |
| (4) نظرت حولها، كانت الغرفة مرتبة، هناك سريرٌ كبير في المنتصف،مغطى بمفرشٍ أبيض ومطرز بنقوش ورود ملونة . حاولت أن تنسى خوفهاوقالتوهيتبتسم وتلقي نفسها فوق السرير : - آه! لطيف! أدارت رأسهاوهيتتأمل بقية الغرفة .. إلى طاولةدائرية خشبية حولها أريكتان صغيرتان حمراوتا اللون . عادت تقول بصوتٍ عالٍ لتشجعنفسها : - يالها من غرفة جميلـة ..!
خلعت المعطف الرمادي الخاص بعماد، أمسكت به منالكتفينوهيتتأمله جيداً، ثم أمتعض وجهها فجأةوقالت : - أيها المزعج! أنت مزعج .. أيضاً من امبراطوريةالجليد .. ياللبرود! أوف! طوته على ذراعها وخرجت من غرفتها بسرعةوهيتفكر "ماذا لو استيقظت في الصباح ولم أجده فيالغرفة المجاورة؟ ماذا سأفعل ..؟" .. طرقت بقوةعلى باب الغرفة رقم "أربعة عشر" ..
فتح عماد الباب فجأة، ونظر باستغراب، عندما نظرت أمامها شاهدتهعاري الجذع مما جعلها تصرخ وترمي بالمعطف في وجهه وهتفتوهيترجعإلى غرفتها : - يالك من منحرف! أمسك بالمعطف ولحق بها وهو يقول معتذراً : - لـ .. لقد ظننته العشاء! خلت بأنه جاء سريعاًبالفعل! لم تستدر ودخلت إلى غرفتها وأغلقت الباب بقوة ... كانت تتنفسبسرعة وضربت الأرض برجلها اليمنىوهيتتمتم بعصبية : - ياله من منحرف! كيف يفتح الباب وهو عارٍ هكذا! حتى ولو كان العشاء! فكرت " مـ .. ماذا؟ ماذا لو أحضرتالعشاء فتاة مثلاً ..؟ ياله من أحمق ومزعج وبغيض .." .. فجأة سمعت طرقاً على باب غرفتها، ولهذا جفلتوهيتقول: - من هنـاك؟ سمعت صوت فتاة تقول : - إنه العشاء،آنستي! فتحت الباب بسرعة وركضت إلى الغرفة رقم "اربعة عشر" وهيتضربالباب بقوة، فتح مجدداً، تلك المرة كان يرتدي قميصاً بلا أكمام وعندها زفرتبارتياحوقالت : - لم أقصد أن أطرق على بابك القبيح . " ما الأمر؟ هل هي مريضة..؟ " تأملهاوهيتبتعد، وشعر ان هناك خطباً ما،وعلى الفور رأى فتاة ترتدي فستان كحلي اللون وتدفع عربة خشبية انيقةأمامهاوقالتوهيتبتسم : - العشاء سيدي . نظر لها عماد وقال: - هل حصلت الآنسة في الغرفة ثلاثة عشر علىعشائها؟ - أجل. فقط شعر انه يريد التفكير بتلك الطريقة، أنها خائفة بشكلٍ ما .. "ربما، من الأفضل أن أذهب تلك المرة" .. ابتسم للفتاة وشكرها ثم حمل عشاءه وتوجهإلى غرفتها وضرب الباب بقدمه .. - من هناك؟ - إنه أنا ، افتحي . فتحت الباب وأخرجترأسهاوهيتنظر بعدوانية متساءلة بعينيها عن مايفعله ، ولكنه أجاب حيرتها بسرعة وهويتساءل : - هل تسمحين لي بتناول العشاء فيغرفتك! " هل يجب علي أن اوافق؟ هل سيظن بأنني فتاةمتساهلة .. لكن أنا لا استطيع احراجه بالرفض .. " كانت تفكر فدفع الباب بقدمه وقال: - هيّا دعيني أدخل ! يالكِ منبخيلة. دخل الى غرفتها ووضع الطعام على سريرها وهو يتأمل السقف ويقول : - لماذا تبدو غرفتك أفضل! لقد ظننت بأن الرقم ثلاثة عشر رقمٌمنحوس! بدأ يضحك وجلس بجانب طعامه وهو ويقول: - لكنه يظل سيء الحظ بوجودك معه ... قالت بعصبية : - أ .. أنت!! من سمح لك بالجلوس على سريري! بدأ يتناول شطيرته وهو يقول : - الطعام ليس سيئاً! جلست على احدى الاريكتين وكشفت عن عشائها الموضوع على الطاولة بدونان تقول شيئاً ، وهكذا تناولا عشائهما بدون تبادل الأحاديث وعندها تساءل عماد وهويحمل طبق التقديم ويقول : - ألن تخبريني عن اسمك ..؟ هل هو محرمٌ أن يعرفاحد اسمك .. حتى .. انني سجلت الغرفتين باسمي . نظرت له بهدوء ولم تقل شيئاً ، وعندها نظر بلؤم وقال مع ابتسامةمضحكة وهو يضيّق عينيه : - أو .. هل يمكن أن يكون اسمك قبيحاً ! ظهر الامتعاض على وجهها فبدأ يضحكويهتف : - شيء مثل "عنزة" ؟؟ وقفت واقتربت منه ثم بدأتتدفعه خارجاًوهيتقول : - ايها المزعج! أنا لا أريد اخبارك اسميوحسب! - عنزة! - لا تنادني هكذا .. ضحك وفتح الباب وقبل أن يخرج شاهدتسماعة داخل أذنه، لم تشاهدها من قبل، مما دفعها للسؤال : - أيها المزعج، ماهذه السماعة في أذنك؟ تحسس اذنه وقال : - هذه لأنني لاأسمع. - لاتسمع! - أجل فقد ولدت أصماً . كانت متفاجأة، وحدقت إليه بدون قولشيء .. إنها بالأحرى لم تعرف ماذا تقول، وعندها تكلم مع ابتسامة : - امممـ .. حسناً أيتها العنزة، تصبحين على خير . نظرت إليهوقالتووجنتيها تحمر خجلاً : - انت! أيها المزعج ... توقف وتساءل: - ما الأمر؟ - شكراً على كل شيء. كنت اتسائلماذا سيكون حالي إذا لم أقابلك في قطار منتصف الليل. ابتسم بهدوء، ولأنه شعر بالخجل الشديد .. انصرف بدون قول أي شيء . | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 7:53 am | |
| مع بزوغ أول ضوء النهار قفز عماد من سريره، هو في الحقيقة شخصٌ لايحب النوم، ويحب ان يركض هنا وهناك طوال اليوم . قبل أن يخرج من الفندق ، كان هناك شابٌ مختلف خلف مكتب الاستقبال.. وسأله بسرعة : - هل تعرف أين تباع معاطفالفتيات؟ - المعاطف؟ ليس هناك سوى متجر آل همام . ولكنهاباهظة الثمن . - وأين عنوانها ...؟ ركض متجولا في المدينة بسعادة وكان الجميع يحدجه بنظرة استغراب، معقميصه الأسود بلا اكمام وبنطاله من قماش الجينز الرمادي وحذاءه الرياضي الابيض .. بدا غريباً للناس الذين يرتدون ملابس كلاسيكية ثقيلة، ملفتٌ للنظر وكأنه قادمٌ منالمستقبل . كانت هناك عرباتٌ تجرّها الخيول وسأل عماد أحد الرجال الذينيقودونها، كان رجلاً اسمر البشرة غليظ الشارب يرتدي عمامة وثوباً فضفاضاً : - من فضلك، أين تقع متاجر آل الهمامي .. أوه ان كان اسمهاهكذا! - هل تريد منيايصالك؟ - من فضلك ..
في ذلك الوقت استيقظت في غرفتها بالفندق ، نظرتحولها باستغراب للحظة، ثم تذكرت على الفور. ولهذا وقفت واتجهت إلى ملابسها التي قامت بغسلها وفردها علىالاريكتين والطاولة في الليلة الماضية،، تحسستها لكي تتأكد من جفافها . بعد انلمستها قالت لنفسها بقلق " ما تازال رطبة، ولكنلا بأس .. يجب أن اذهب قبل ان يستيقظ عماد ، لن احتمل رؤيته مجدداً، فأنا محرجة .. محرجة بشدة" .. ارتدت ملابسها الرطبة، كانت تشعر بالبرد وبأن عظامها تؤلمها .. تجاهلت ذلك ونزلت إلى الاستقبال ثم وضعت مفتاح غرفتها على المكتب الخشبيوهيتقول : - من فضلك، أنا راحلة، هذا مفتاح الغرفة الثالثةعشر. ابتسم موظف الاستقبال وقال بتهذيب : - رحلة موفقة آنستي . ترددت قليلاً قبل أن تقول : - هل يمكنك إخبار السيد عماد بأنني رحلت ..؟ وأن تشكره على استضافتي . - بالتأأأكيد آنستي . - شكراً لك.
كانالجو بارداً وكئيباً، حاولت أن تلهي نفسها بالنظر إلى المنازل والمتاجر والمارةوبائعوا القماش .. كان هناك الكثير من الخيول التي تحب النظر إليها .. ومع ذلك فقدكانت متجمدة وتشعر بالبرد حتى إنها لم تقدر على الابتسام .. ومن بعيد شاهدت موكباً يتقدم،، وبدأ الناسيبتعدون عن الطريق وبدلاً عن السير يقفون للمشاهدة،، النساء والأطفال، حتى الرجالوالعجائز .. الكل يلوّح بيده بسعادة، فسألت امرأة تقف بجانبها : - من فضلك ، لمن هذا الموكب الكبير ..؟ - إنه وليّ العهد، الأمير سامي . - أمير ..؟ لمعت في عيناها الفرحة وهتفتلنفسها : - يا إلهي أمير سوف يمر من هنا بعد قليل ... عاد عماد إلى الفندق وهو ينظر بداخل العلبةالورقية ويبتسم، ولكنه سمع صوت موظف الاستقبال ينادي : - سيد عماد . التفت خلفه وتساءل : - ما الأمر ..؟ - لقد تركت لك الآنسة في الغرفة ثلاثة عشر رسالة .. " تركت .. رسالة !! هل رحلت أمماذا؟ " تابعالموظف كلامه إلى عماد الذي تغيرت ملامح وجهه : - لقد رحلت .. وهيتشكركعلى استضافتك . تركه عماد واندفع إلى الخارج، وقف في الشارعينظر يمنة ويسرة وتكلم لنفسه وهو يشعر بالضيق : - مـ .. ماهذاالزحام! حاول أن يمشي وسط الناس اللذين بدؤوا يلوحونللموكب الملكي .. وتطلع عماد وتساءل وهو يدخل رأسه وسط الناس : - ماهذا؟ هل هوالحاكم؟ أجاب أحدهم : - إنه ولي العهد .. زفر عماد وأخرج رأسه وهو يتمتم : - كل هذا من أجل ولي العهد .. مشى وسط الزحام وهو يدقق في وجوه الناس وتساءللنفسه " هل سيعجبهاأن تقف وتشاهد الموكب الملكي؟ هل تحب تلك الأشياء يا ترى .. أم أنها استمرت بالسيرفي طريقها إلى بلدة جدتها ... " ولكنه بالنهاية كان يشعر بأنها تقف لتشاهد الموكب الملكي .. بدأ يبحث عن فتاة مميزة، بشعرٍ قصير .. ترتديقميصاً وردياً لطيفاً وبنطالاً أسود اللون .. لكنه لم يصادف أي فتاة ترتدي قميصاًوردياً، جميع الفتيات يرتدين الفساتين .. ولهذا دخل في الزحام وبدأ يمشي نحو الصفوفالأولى وهو يتمسك بالعلبة جيداً . وقف عند حافة الحاجز الذي وضعهالجنود ونظر يمنة ثم يسرة، وعندها شاهدها .. " أوه! إنها تلوّحأيضاً " انتابتهضحكة قصيرة وصاح باعلى صوته : - أيتهاالعنزة! مرّ موكبٌ من الجنود وأحدثوا ضجة مما جعل صوتهيذهب أدراج الرياح، وعندما بدأ الصوت في الخفوت مع اقتراب الموكب الملكي نادى مرةأخرى : - أيتها العنزةالحمقاء!
- توقف! | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 7:53 am | |
| توقفت احدى عربات الموكبالملكي وتوقفت بعدها بقيّة العربات . كان الناس متعجبون كثيراً، وأخرجت فتاة غريبةرأسها من داخل العربة المذهبة التي تجرها الخيولوقالتوهيتشيرنحو عماد : - أحضروا ذلك اللعين إلىهنا! نظر الجنود نحو عماد وتكالبوا عليه! "ماهذا انهم لايقصدونني بالتأكيد!" .. ولكنه مشى معهم إلى العربة بهدوء وعندما وصل كانت الفتاةتحدجه بنظرات الكراهيةوقالت: - كيف تجرؤ على أن تسب أميرة؟! أميرة البلاطباكمله! " يبدو بانها سمعت العنزةالحمقاء " .. تأملفي وجهها ببرود .. كانت غريبة الشكل، لديها حاجبين دائريين وعينان خبيثتان وملامحمستفزة .. فقال وهو يرفع صوته قليلاً : - ولكنكِ تشبهين العنزةفعلاً! ضج الناس بالضحك ، فاشتاطت الأميرةغضباًوهيتقول : - سوف أزج بك فيالسجن! شاهدت ذلك الموقف .. كانت تضع يديها علىفمهاوهيتراقب بجزع " ماذا سيفعلون به الآن! ذلك المزعجالأحمق! " أشارت الأميرة الفضولية نحو العلبةوقالت: - وماهذه؟ أجاب عماد : - هديّة .. ولكنها ليست لكِ بالتأكيد ، فالعنزاتلا يرتدون مثل تلك الأشياء! صاحت الأميره : - خذوه إلى السجن ..
- يالها من فتاة متعجرفة ومثيرة للمشاكل! كيفتجرؤ على تخريب موكبي بتلك الطريقة! كان عليها تجاهل الأمرفقط!! قالها الأمير سامي الذي كان يستقل العربةالمجاورة بضيق، وعندها تكلم مستشاره بسرعة : - سوف انزل وأحل الأمر، لا تقلق أبداً يا سيدي . تابعت الأميره : - اضربوه أولاً حتى تسمعوا تحطمعظامه! " لا .. لا .. سيضربونهحقاً!" صرختوهيتزيح الحاجز : - ارجوكِ لا تفعلي ذلك ، انه .. انه لم يكن يقصد،لقد كان يناديني أنا! - ابعدوها .. قالتها بتعجرف، ونظر عماد نحوها بقلق وصاح : - ابتعدي من هنا! انهلاشيء! اقترب الأمير ونظر من النافذة يراقب الأمر،وعندها تكلم في نفسه "هذان الاثنان ..!" وبدأ يتذكر : من أنت، هل هذه المنطقة مهجورة ..؟
لماذا لا تجيب على تساؤلاتنا، هل انت من تلكالأطلال؟
لا تقم باستفزازه ايهاالمزعج!
ضحك ضحكة خافته وهو يتمتم " لقد تحدث مع دعاءبذلك الاسلوب المستفز، جعلها تغضب .. يجب ان اكافئه على هذا حتى اجعلها تموتقهراً " .. نظر إلىنائبه وقال : - ادعو هذان الاثنان إلى القصر . - حاضر سيدي . اتجه المستشار نحوهما ولكن اقترب أحد الجنودوضربها بقوة فأسقطها أرضاً! ترك عماد العلبة لتسقط واندفع نحوها ولكن الجنود أمسكوا به .. " كيف يجرؤ علىضربها!! كيف .." كان يغلي من الغضب ، وتركه الجنود فجأة عندما تكلم مستشار الأمير : - اتركوه ! اقترب عماد منها وحملهامن فوق الارض فبدأت بضرب كتفهوهيتقول بصوتٍ مهتزٍ بالبكاء : - دعني انزل ! انا لست طفلة لكي تحملني ..! دعني ! مزعج! تساءل وهو يتجاهل ضرباتها : - هل انتِ بخير ..؟ نظرت إليه وأومأت بالايجاب، ولهذا جعلها تقفعلى الأرض برفق . تكلمت الاميرة دعاءوهيتنظرإليهما بغيظ : - ماهذا أيّها المستشار! هل تقبل بشخصٍ يرميالسباب إلى أفراد العائلة المالكة ..؟! تكلم المستشار قائلاً : - ولكن، سيدي ولي العهد يدعوهما إلى القصر . ثم فتح باب العربة الثالثة وقال : - تفضلا، سيدي الأمير يدعوكما لزيارة القصر وحلالخلاف! | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 7:53 am | |
| (5) قال عماد وهو يلتقط العلبة ثم يمسك بذراعها : - ليس هناك خلاف بيننا. - لكن، يجب عليك قبول الدعوة شئت أم أبيت ! اقترب حاجبا عماد وهو يتمتم لنفسه بضيق، وعندها تكلمت قائلة بصوتخفيض : - أنت يجب أن تقبل! هل تريد التسبب في مشاكل أخرى أيها البغيض ..؟
تنهد وقال : - إذا أركبي . ساعدها على الركوب ثم جلسبجانبها. عندما بدأت العربات بالتحرك كانت تنظر بعينين لامعتين وهتفت : - هل تصدق هذا؟ إننا نركب في عربات الموكب الملكي.. انظر إلى الناس منحولنا والحرآس والجنود و ... قاطعها عماد وهو يرمي بالعلبة على حجرها : - ارتدي هذا.
" تلك العلبة .. التي قال بانها هدية .." نظرت إلىالعلبة وقامت بفتحها بحرصوهيتقول ساخرة : - ماهذا؟ الهدية التي لا تستطيع العنزات ارتدائها ..؟ أدار وجهه إلى الجهة الاخرى وقال بنبرة معاتبة : - لماذا ..؟ تركتِ الفندق؟! لقد أصبحت غاضباً وافتعلت مشكلة مع تلكالتافهة!! أخرجت المعطف الأبيض من العلبة ،، كان جميلاً جداً .. تطلعت إليهوتمتمت بابتسامة : - شكراً، يبدو جميلاً . نظر إلى وجهها . كان سعيداً لأنه أعجبها، أمسكت به ونظرت نحوهفشاهدته ينظر إليها وعلى وجهه ابتسامة ممتنة، عادت تنظر إلى المعطف بسرعةوهيتشعربالخجل، ثم تسائلت بحدة: - لماذا كنت تناديني بالعنزة! يالك من مزعج . تكلم على الفور : - هذا لأنك لم تخبريني باسمـ .. - لينا . نظر إليها مجدداً، لم يستطع قول أي شيء .. لقدكان يريد التحدث ولكنها قالت اسمها فجأة مما جعلهكالأخرس. وأخيراً وصلا إلى القصر، بدأ عماد يتشاجر مع لينا حتى ترتديالمعطف، واستطاع أن يجبرها في النهايةوهيتصيح "يالك من مزعج" .. وبعد ذلك، صحبهما بعض الخدم إلى غرفة استقبال الأمير ..
عندما دخل الاثنان كان الأمير يجلس على أريكةخضراء داكنة ومنقوشة بالنقوشات الذهبية . كانت الغرفة الملكية واسعة وجميلة للغاية،الستائر مفتوحة والثريّات الذهبية تتدلى من السقف الأبيض .. كان الأمير يجلس مبتسماً وعينيه متركزة على وجه لينا، مما جعلعماد يشعر بالغضب من أول ثانية ! ولكنه سرعان ما شاهد دعاء تجلس على أريكة فيالجانب الأيسروهيتحدق في وجهه بغيظ ، فرفع حاجبيهبطريقة مستفزة ووضع يديه في جيبيه .
الأمير سامي، شاب فائقالوسامة، لديه شعر أسود وبشرة بيضاء، عينيه صافيتين يشع منهما الذكاء، وابتسامتهساحرة ، إنه فارس احلام كل فتاة في البلد باكملها ... كان يرتدي حلّة حمراء داكنة،تبدو من الأنواع العسكرية، فعلى كتفيه تتركز قطعتان ذهبيتان، وأزارر الحلة ذهبية،وحزامٌ أسود أنيق في المنتصف، ويرتدي بنطالاً أسود ضيق بعض الشيء وحذاء عال الرقبـة . قالت لينا داخل قلبهاوهيتتأمله بسعادة " انه أميروسيم ، مثل القصص الخيالية، ياللروعة" .. تكلم الأمير عندما توقف الاثنان أمامه : - تفضلا بالجلوس . جلس الاثنان على يمين الأمير، الذي تكلم بلطف : - هل يمكنني ان أتعرف على الشقيقان؟ من أنتما ومن أين جئتم ..؟ " لماذا يظن ذلك الوقح بأننا شقيقان ! " " هل يظن باننا أشقاء ..؟!" هكذا تسائلعماد ولينا داخل قلبيهما ، وقبل أن تتكلم لينا قال عمادبفظاظة: - ولكننا لسنا شقيقان، إنها زوجتي. شهقتلينامفزوعة، وبدت الصدمة على وجه الأمير فقالت : - هذا غير صحيح! إنه شاب أخرق تعرفت عليه في القطار السنوي ، ولكنهيمزح .. ضحكت ضحكة قصيرةوهيتضرب بكوعها في خصر عماد ليتوقفعن سرد الاكاذيب،، فتساءل الأمير مع ابتسامة : - إنها طرفة جميلـة، ولكنني لم أصدقها بالتأكيد، فانتما متشابهينجداً، بدوتما مثل الأشقاء. ابتسمت لينا بينما حدق عماد ببرود ، وعندها عادالأمير يقول : - ولكن ملابسكما لا تدل على أنكما من هنا،صحيح؟ أجاب عماد : - نعم، نحن لسنا من هنا، لقد جئنا مع القطارالسنوي . "أعرف هذا! ولكن كيف .... " تساءل الأمير باستغراب : - لكن كيف وصلتما إلى هنا، بينما لا يتوقف القطار السنوي في أي منمحطاتنا .. ؟ تبادل عماد ولينا نظرة ، فأجابت لينا : - لأننا طلبنا من القطار التوقف في منتصف المسافة . كان الأمير مستغرباً، واصبح يشك بأمرهما .. " إنهما شقيقين،ويخفيان الأمر .. أيضاً من المستحيل أن يتوقف القطار السنوي سوى في المحطات .. هليعقل بأنهما لصوص ..؟ لقد افتعل ذلك الشاب المشكلة مع دعاء لكي أدعوه للاعتذار ثم ... " قاطعت لينا أفكارهوهيتقول : - ولكننا ممتنون جداً لدعوتنا. وتابع عماد قائلاً بسرعة : - لذا علينا الذهاب للبحث عنالجدة! فكر الأمير وهو يحدق في وجوههما "هل هي خدعة ..؟أيجب ان أسمح لهما بالانصراف؟ أم أقوم بسجنهما؟ " نظر عماد إلىوجهه وهو يفكر " هليشك بأمرنا؟ بالتأكيد أصبح يفكر الآن في رمينا بالسجن، أو إعدامنا ، مثل ماقاله لناالفارس الملثم عن حرق الخونة، لهذا يجب علي أن أخرج لينا من الأمربسرعة " .. تكلم عماد قائلاً : - سوف تذهب للبحث عن جدتها في بلاد الجبال، أليسكذلك؟ ابتسمت لينا بتوتر، وهمهمت بالموافقة، وعندها فكر عماد " لماذاهي متوترة، يجب أن تكون مبتسمة وواثقة! " نظرت إليه فرأته ينظر إليها بتلك النظرةالمخيفة .. " انهاالمرة الثالثة! لماذا ينظر لي بتلك النظرة الغريبة ؟" تكلمت دعاء فجأةبغرور: - إذا كانت تلك الفتاة ستذهب ، فأنت لن ترحل من هنا قبل أن تعتذروتقبّل قدمي، وإذا لم أسامحك سوف آمر بسجنك لعدة أعوام . نظر عماد بقرف وهمس : - انتِ تجعلينني مضطراً لأن اناديك عنزة في حضرةالأمير! كبت الأمير سامي ضحكة مباغتة، وقال بهدوء مصطنع : - أنا لن اترك تلك الفتاة تذهب قبل أن تعتذر للأميرة دعاء . - أميرة؟ " أم عنزة؟ حقاً ياللسخرية " قالها عماد بسخرية،فتكلمت ليناوهيتسحب اذنه وتهمس في داخل السماعة : - يجب أن تعتذر وتدعنا نرحل. هل تريد ان تصبحمسجوناً..؟ - إذا كان عليّ الاعتذار فأنا افضل السجن . | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 8:24 am | |
| (5) قال عماد وهو يلتقط العلبة ثم يمسك بذراعها : - ليس هناك خلاف بيننا. - لكن، يجب عليك قبول الدعوة شئت أم أبيت ! اقترب حاجبا عماد وهو يتمتم لنفسه بضيق، وعندها تكلمت قائلة بصوتخفيض : - أنت يجب أن تقبل! هل تريد التسبب في مشاكل أخرى أيها البغيض ..؟
تنهد وقال : - إذا أركبي . ساعدها على الركوب ثم جلسبجانبها. عندما بدأت العربات بالتحرك كانت تنظر بعينين لامعتين وهتفت : - هل تصدق هذا؟ إننا نركب في عربات الموكب الملكي.. انظر إلى الناس منحولنا والحرآس والجنود و ... قاطعها عماد وهو يرمي بالعلبة على حجرها : - ارتدي هذا.
" تلك العلبة .. التي قال بانها هدية .." نظرت إلىالعلبة وقامت بفتحها بحرصوهيتقول ساخرة : - ماهذا؟ الهدية التي لا تستطيع العنزات ارتدائها ..؟ أدار وجهه إلى الجهة الاخرى وقال بنبرة معاتبة : - لماذا ..؟ تركتِ الفندق؟! لقد أصبحت غاضباً وافتعلت مشكلة مع تلكالتافهة!! أخرجت المعطف الأبيض من العلبة ،، كان جميلاً جداً .. تطلعت إليهوتمتمت بابتسامة : - شكراً، يبدو جميلاً . نظر إلى وجهها . كان سعيداً لأنه أعجبها، أمسكت به ونظرت نحوهفشاهدته ينظر إليها وعلى وجهه ابتسامة ممتنة، عادت تنظر إلى المعطف بسرعةوهيتشعربالخجل، ثم تسائلت بحدة: - لماذا كنت تناديني بالعنزة! يالك من مزعج . تكلم على الفور : - هذا لأنك لم تخبريني باسمـ .. - لينا . نظر إليها مجدداً، لم يستطع قول أي شيء .. لقدكان يريد التحدث ولكنها قالت اسمها فجأة مما جعلهكالأخرس. وأخيراً وصلا إلى القصر، بدأ عماد يتشاجر مع لينا حتى ترتديالمعطف، واستطاع أن يجبرها في النهايةوهيتصيح "يالك من مزعج" .. وبعد ذلك، صحبهما بعض الخدم إلى غرفة استقبال الأمير ..
عندما دخل الاثنان كان الأمير يجلس على أريكةخضراء داكنة ومنقوشة بالنقوشات الذهبية . كانت الغرفة الملكية واسعة وجميلة للغاية،الستائر مفتوحة والثريّات الذهبية تتدلى من السقف الأبيض .. كان الأمير يجلس مبتسماً وعينيه متركزة على وجه لينا، مما جعلعماد يشعر بالغضب من أول ثانية ! ولكنه سرعان ما شاهد دعاء تجلس على أريكة فيالجانب الأيسروهيتحدق في وجهه بغيظ ، فرفع حاجبيهبطريقة مستفزة ووضع يديه في جيبيه .
الأمير سامي، شاب فائقالوسامة، لديه شعر أسود وبشرة بيضاء، عينيه صافيتين يشع منهما الذكاء، وابتسامتهساحرة ، إنه فارس احلام كل فتاة في البلد باكملها ... كان يرتدي حلّة حمراء داكنة،تبدو من الأنواع العسكرية، فعلى كتفيه تتركز قطعتان ذهبيتان، وأزارر الحلة ذهبية،وحزامٌ أسود أنيق في المنتصف، ويرتدي بنطالاً أسود ضيق بعض الشيء وحذاء عال الرقبـة . قالت لينا داخل قلبهاوهيتتأمله بسعادة " انه أميروسيم ، مثل القصص الخيالية، ياللروعة" .. تكلم الأمير عندما توقف الاثنان أمامه : - تفضلا بالجلوس . جلس الاثنان على يمين الأمير، الذي تكلم بلطف : - هل يمكنني ان أتعرف على الشقيقان؟ من أنتما ومن أين جئتم ..؟ " لماذا يظن ذلك الوقح بأننا شقيقان ! " " هل يظن باننا أشقاء ..؟!" هكذا تسائلعماد ولينا داخل قلبيهما ، وقبل أن تتكلم لينا قال عمادبفظاظة: - ولكننا لسنا شقيقان، إنها زوجتي. شهقتلينامفزوعة، وبدت الصدمة على وجه الأمير فقالت : - هذا غير صحيح! إنه شاب أخرق تعرفت عليه في القطار السنوي ، ولكنهيمزح .. ضحكت ضحكة قصيرةوهيتضرب بكوعها في خصر عماد ليتوقفعن سرد الاكاذيب،، فتساءل الأمير مع ابتسامة : - إنها طرفة جميلـة، ولكنني لم أصدقها بالتأكيد، فانتما متشابهينجداً، بدوتما مثل الأشقاء. ابتسمت لينا بينما حدق عماد ببرود ، وعندها عادالأمير يقول : - ولكن ملابسكما لا تدل على أنكما من هنا،صحيح؟ أجاب عماد : - نعم، نحن لسنا من هنا، لقد جئنا مع القطارالسنوي . "أعرف هذا! ولكن كيف .... " تساءل الأمير باستغراب : - لكن كيف وصلتما إلى هنا، بينما لا يتوقف القطار السنوي في أي منمحطاتنا .. ؟ تبادل عماد ولينا نظرة ، فأجابت لينا : - لأننا طلبنا من القطار التوقف في منتصف المسافة . كان الأمير مستغرباً، واصبح يشك بأمرهما .. " إنهما شقيقين،ويخفيان الأمر .. أيضاً من المستحيل أن يتوقف القطار السنوي سوى في المحطات .. هليعقل بأنهما لصوص ..؟ لقد افتعل ذلك الشاب المشكلة مع دعاء لكي أدعوه للاعتذار ثم ... " قاطعت لينا أفكارهوهيتقول : - ولكننا ممتنون جداً لدعوتنا. وتابع عماد قائلاً بسرعة : - لذا علينا الذهاب للبحث عنالجدة! فكر الأمير وهو يحدق في وجوههما "هل هي خدعة ..؟أيجب ان أسمح لهما بالانصراف؟ أم أقوم بسجنهما؟ " نظر عماد إلىوجهه وهو يفكر " هليشك بأمرنا؟ بالتأكيد أصبح يفكر الآن في رمينا بالسجن، أو إعدامنا ، مثل ماقاله لناالفارس الملثم عن حرق الخونة، لهذا يجب علي أن أخرج لينا من الأمربسرعة " .. تكلم عماد قائلاً : - سوف تذهب للبحث عن جدتها في بلاد الجبال، أليسكذلك؟ ابتسمت لينا بتوتر، وهمهمت بالموافقة، وعندها فكر عماد " لماذاهي متوترة، يجب أن تكون مبتسمة وواثقة! " نظرت إليه فرأته ينظر إليها بتلك النظرةالمخيفة .. " انهاالمرة الثالثة! لماذا ينظر لي بتلك النظرة الغريبة ؟" تكلمت دعاء فجأةبغرور: - إذا كانت تلك الفتاة ستذهب ، فأنت لن ترحل من هنا قبل أن تعتذروتقبّل قدمي، وإذا لم أسامحك سوف آمر بسجنك لعدة أعوام . نظر عماد بقرف وهمس : - انتِ تجعلينني مضطراً لأن اناديك عنزة في حضرةالأمير! كبت الأمير سامي ضحكة مباغتة، وقال بهدوء مصطنع : - أنا لن اترك تلك الفتاة تذهب قبل أن تعتذر للأميرة دعاء . - أميرة؟ " أم عنزة؟ حقاً ياللسخرية " قالها عماد بسخرية،فتكلمت ليناوهيتسحب اذنه وتهمس في داخل السماعة : - يجب أن تعتذر وتدعنا نرحل. هل تريد ان تصبحمسجوناً..؟ - إذا كان عليّ الاعتذار فأنا افضل السجن . | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 8:25 am | |
| وقفت الاميرة دعاءوقالت : - يالك من وقح! تريد ان تسجن وتعذب بدلاً منالاعتذار لي!؟ انصرفت دعاء بعد ان قامت بتحية الامير، وعندهاقال الأمير سامي : - كما ذكرت، سوف تسجن حتى تقرر الاعتذار للأميرةدعاء. فهي سوف تكون الملكة في يومٍ ما. تساءل عماد بدونتهذيب: - هل يمكن أنك ستتزوج بتلك الفتاة القبيحـة ..؟
"ياألهي انه فتى بذيء! كيف سأجيب عليه الآن، من الأفضل أن أزج به في السجن حتى أستطيعأن أتحدث مع تلك الفتاة الجميلة بمفردنا ." ابتسم سامي وقال : - سوف أسمح لك بالهرب إذاً، وسأجهز عربة جنود تقلك إلى خارج البلاد . تساءل عماد بحدة : - وماذا عنلينا؟ تساءل الأمير متجاهلاً سؤال عماد : - هل أسمك هو لينا؟ ياله من أسم لطيف . " ياله من شاب مهذب ولطيف" ابتسمت لينا بخجلوقالت : - شكراً لك .
وقف الأمير سامي وقال : - سوف تبقين في القصر لعدة أيام، إذا أحببتِ فمارأيك ..؟ قال عماد معترضاً : - لا، هي لن تبقى هنا، سوف تأتين معي، أليسكذلك؟ نظرت إليه لينا بدون قول أي شيء. وابتسم الأمير ابتسامة منتصرة
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 8:25 am | |
| ثم قال : - إذاً؟ هل ستبقين؟ عاد عماد يقول : - ألا تريدين البحث عن جدتك؟ سوف أساعدك في هذا ..! قال الأمير بسرعة : - يمكنني مساعدتك أفضل. فانا أعرف أمراء الدولالآخرين .
زفر عماد بضيق ونظر إليها، كانت تفكر بحيرة .. ثم تجاهلت عماد وابتسمت قائلة : - أنا سوف أكون سعيدة باستضافتك لي . عاد الأمير يبتسم بسعادة، وأشار أمامه ثم قال : - تفضلي معي من هنا . سارت لينا متقدمة،ولكنها توقف للحظة ثم ابتسمت لعمادوقالت : - شكراً لك على كل شيء. وداعاً . انصرف الاثنان ببطء،أما عماد فقد كان يبدو هادئاً، ولكن من داخلهكان هناك بركان على وشك الانفجار، وتدفقت الحمم الساخنة داخل صدره فتمتم لنفسه : " وإن يكن، لا بأس .. أنا سأرحل في طريقيالخاص" .. ولكنقوله بتلك الطريقة .. لم يخفف من وطأة حزنه، فقد كان غاضباً ولكنه لم يعرف حتىلماذا هو متضايق بتلك الطريقة ..! شعر بالألم يجتاح صدره . حاولكتم الألم ولكنه لم يستطع .. جلس على الأريكة وهو يضرب صدره ببطْ بقبضة يده ويدعو بأن يتوقفالألم بسرعة .. لكن هذا شيء مستحيل .. فقلبه مريض ويحتاجإلى الدواء الذي تركه في حقيبته بالفندق .
دخل أحد الجنود ورمقه بنظرة قاسية وهو يقول : - أنت، تعال معنا الآن . نظر عماد إليه ولم يقل شيئاً،كان العرق يتصبب من جبينه، ووقف بصعوبة فأمسك به الجندي واقتاده إلىالخارج. ------------------ " ماهذا المكان السخيف؟ الم يقل بأنه سيجعلنياهرب من هنا ..؟ يبدو بأنه انشغل بـ لينا ونسي أمري " .. كان يتأمل تلك الغرفة الصغيرة المدعوة بـالسجن. مد رجله فاصطدمت بالحائط ولهذا تأفف وهو يهمس بتذمر : - هل يعقل ان تلك العلبة تكون سجناً ..؟
في تلك الأثناء توجه الأمير مع لينا نحو المتحف الذي يقبع بداخلالقصر،، كان مليئاً بالرسومات الأثريّة والتحف القديمة النادرة .. ومع أن لينا لمتكن تعجبها تلك الأشياء إلا أنها كانت تبتسم بمودة وتظهر اندهاشها .. وعندها تكلم سامي بالنهاية : - أنا يمكن أن اهديكِ إحدى تلك القطع، لذا اختاريما يعجبك . كان يبتسم بوّد، وأصبحت لينا متوترة فهي لا تريد حقاً اختيار أيمنها ، وعندها بدأ عقلها يفكر .. " هل يجب علي ان اقبل شيئاً كهذا ..؟" ابتسمتوهيتقول : - شكراً على لطفك ، ولكن .. نظر لها متسائلاً ، فقالتبسرعة بوجه جامد : - انا ليس لدي اهتمام في الآثار القديمة .
كان سامي ينظر لها مأخوذاً .. " يالها من فتاة صادقة .. حتى إنها لا تستطيعمجاملتي في شيء لا ترغب به، اجابة بسيطة.. لكم أردت أن أصرخ بأنني لا أحب تلكالخردة التي أحتفظ بها في قصري !! " تعلقت لينا بنظرة عينيها ولكنها أخفضتهمابسرعةوهيتتساءل " هل من الممكن بان يكون مصدوماً من ردة فعلي؟ هل يجب علي الاعتذار أم ..." قاطع صوتهأفكارها وهو يقول : - لا بأس. إذا كانت لا تعجبك فانا لن أرغمك علىقبولها . ابتسم بصدق وأشار لها لكي تبدأ بالمسير معه ،، فتمتمت بخجل : - شكراً لتفهمك .. وقبل أن يخرجا من الباب، كانت الأميرةدعاء تدلف بسرعةوهيتحمل مقدمة فستانها الضخم أمامهاكي لا تتعثر، ورمقت سامي بنظرة مستفسرة، ثم قالت : - ألن تذهب تلك الفتاة مع شقيقها ..؟ إذاً عليكِ أن تستعدي لأن شقيقكسوف يعذب وسوف يحتاج من يجره من رجليه! قال سامي بنبرة توبيخ : - دعاء! لا يحق لكِ قول هذا فهو تحت رعايتي . - لكنه لم يعتذر لي! أمسك سامي بذراع لينا وتجاهلوجودها وهو يقول : - بأي حال ليس عليك مضايقة ضيفتي . فهي ليست شقيقته . | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 8:26 am | |
| قالت بنبرة عالية : - تلك الشحاذة ضيفتك؟ احتقنت لينا بالغضب ولكن ساميتوجه نحو دعاء وقام بتوجيه صفعة ... اصبحت لينا مندهشة، وعندها تمتم سامي بانفعال : - إياك ان تتكلمي بتلك الوقاحة في حضرة ضيوفي ! ركضت دعاء بعيداًوهيتبكي، وبدأت تشعر بالغيرة والحقد " تلكالفتاة!! يجب ان ابعدها بأي طريقة!" شاهد عماد البوابة تفتح وامامها حارسٌ يقول : - انت، تعال معي . مشى عماد خلفه في ممر طويل مؤدي الى خارج القصر .. وعندما اصبحا في الخارج، قال الحارس وهو يسلمه ورقة صغيرة : - هذا قرار الافراج عنك من الامير سامي. يمكنك ان تذهبالآن. انصرف الحارس وراقبه عماد ببطء وهو يفكر " علي العودة إلىالفندق من أجل العلاج ولكن .. هل سأتركها هنا وأذهب بسهولة؟" أصبح قلقاً ومتوتراً بشكلٍ لا يطاق، وجر رجلية بتثاقل وهو يبتعد عنالقصر، فما عساه أن يفعل ..؟ بعد أن سار مسافة كافية توقف مستنداً على جذع شجرةوضرب رأسه وهو يقول بصوت عالٍ محدثاً نفسه : - أحمق! توقف عن التفكير .. ألم تخبرني بأنكستمضي في طريقك الخاص! لماذا تراجعت .. وصل إلى الفندق مثقلاً بالتعب .. ولهذا ابتلع قرص الدواء وغط بالنوم .
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 8:26 am | |
| كاد رأسها أن ينفجر عندما سمعتمن الحارس بأنه رحل . " كيف يعقل أن يفرج سامي عنه قبل أن يعتذر لي!! هو ليس شقيقها فعلاً..؟" .. دارت حول غرفتهاوهيتفكر " يجب أن اجدحلاً لأبعادها .. " كان سامي قد توجه إلى اصطبل الخيول،، فرحت لينا فرحة غامرة لرؤيةتلك الخيول الجميـلة،، واقترب من حصانٍ أسود وتكلم قائلاً : - هذا حصاني الخاص، يدعى جناح . ابتسمت لينا بفرح، فسحب ساميحصانه من اللجام وقربه منها وهو يقول : - يمكنك ان تلمسيه .. تود لينا فعل ذلك، ولكن وجنتيها صبغت باللون الأحمر وصارعت نفسها " لا تخافي، فقداقتربي وتحسسي وجهه بلطف" .. اقتربت وتحسست وجهه الأدهم ثم ابعدت يدها بسرعةوهيتقولبصوتٍ مرتجف : - إنه حصانٌ جميل . - هل ترغبين بامتطائه ..؟ لوحت لينا بيدهانفياًوقالت : - لا استطيع فأنا لم اركب ظهر حصانٍِ من قبل . ابتسم الأمير سامي وهو يعرض الأمر بشكلٍ لبق : - لا بأس سوف اساعدك ... " انا بالفعل خائفة! ايا كان لا استطيع ركوبهلوحدي ،، لذا يجب ان ارفض بلباقة واغير الموضوع " كانت تفكر لينا بتلك الطريقة وبحثت عن الكلمات اللائقة بينما كانسامي يفكر " اشعر بانها سترفض،ايضاً لا استطيع ان ادعوها للركوب معي فربما تظن بأنني شخص منحرف .." .. نطق الاثنان في نفس الوقت فقالت لينا : - آسفة .. - لا بأس، ماذا كنتستقولين؟ التقت عيونهما للحظة وشعرت لينا بالحرج فابتسمت قليلاًوقالتوهيتبعد عينيها : - شكراً على عرضك، لكن اتعلم ..؟ جذبته طريقة حديثها، فنظر لها وتساءل باهتمام : - ماذا؟ - لقد رأيت فارساً يمتطي حصاناً أسود له لجامٌفضي،، يشبه هذا الحصان تماماً. " لا يمكن أن تكون قد تعرفتإليّ!" كانتالأفكار تعصف برأسه وعاد يتساءل : - أين شاهدته؟ - على مشارف بلدتكم .. و .. - ماذا؟ - أخبرني أنا وعماد كلاماً مخيفاً، عن قرية حرقأهلها بالكامل .. ابتسم سامي ابتسامة رقيقة ثم قال وهو يتحسس شعرحصانه الحالك السواد : - هذا غير صحيح، لقد كان يحاول إخافتكمفقط! لمعت عيني لينا وتساءلت بسرعة : - هل تعرف هذا الفارس ..؟ - لماذا تسألين ..؟ شبكت لينا يديهاوقالتبخجل : - لقد كان شكله مهيباً، ورائعاً .. حتى إنني ظننت بأنه حلم .. اوماشابه . تراقص قلب سامي بين ضلوعه وهمس : - هل تريدين مقابلته ..؟ ابتهجت لينا ثم همست بنفس الشيء : - لا، ولكنني كنت أخبرك رأيي فقط . كان سامي يشعر بسعادة لامحدودة، أراد أن يخبرها ولكنه تراجع لأنه لم يكن الوقت المناسب .. وبدلاً من هذاقال وهو يترك لجام حصانه الذهبي : - ما رأيك ان تتناولي الغداء معي ..؟ ---------------------
كانت دعاء تراقب ذلك .. سامي .. ذلك الشاب الذي تحبه وتعشقه من كل قلبها وهو يتحدث إلىتلك الفتاة الغريبة بودية ويعرفها على حصانه ثم ... شهقتبفزعوهيتشاهدهما يتوجهان معاً إلى قاعة الطعام المخصصة للضيوف ..! | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 8:26 am | |
| ضربت جذع الشجرة بيديها في حنق وغيظ، ثملمعت فكرة في رأسها، وركضت بسرعة إلى السجنوهيتسأل رئيس الحرّاس : - أين هو الشاب المحجوز ..؟ في أيزنزانة؟ تكلم رئيس الحراس على الفور وهو يخرج ورقة من بين الأوراق على مكتبة : - سيدتي! لقد حصل على اذن بالخروج من سيدي الأمير . صرخت دعاءبقسوةوهيتضرب الورقة بيدها لتطير في الهواء وتسقط على الأرض : - لماذا جعلته يخرج! لقد أمرتكبسجنه!! - لكن أنا آسف سيدتي، علينا الاستماع لرأي ولي العهدأولاً! - أنا سأصبح الملكة يوماً ما! كيف تتجرأ على قولهذا! صمت الحارس ولم يستطع أن يقول شيئاً واندفعت دعاء تركضخارجاًوهيتغلي من الغيظ والقهر، عادت إلى جناحها في القصر وارتمت على الأريكةوهيتفكروتخطط .. " ذلك الشاب ، سوف يرجع ليأخذ شقيقته وعندها سوف اسجنهما معاً بدونعلم سامي، وسوف أجعلهم يتعذبون حتى الموت! " تنهدت ثم نادت احدى الخادمات بصوتٍ عالٍ .. عندما حضرت الخادمة تكلمت معها دعاء بازدراء كعادتها : - انتِ، استدعي لي حارسي الخاص بسرعة . - حاضر سيدتي . انصرفت الخادمة تركضوهيخائفة، وعندما حضر الحارس الخاص بها تكلمتوهيتضع رجلاً فوق الأخرى : - إذا رأيت ذلك الشاب الذي عبث معي في الموكب، اسمح له بدخول القصرواحضره إلى هنا، هل سمعت ..؟ - عُلم . انصرف الحارس وابتسمت دعاءبرضى . في الفندق، استيقظ عماد بعد مرور ساعة وهو يتضور جوعاً، ولهذا ارتدىسترته وجمع اغراضه بداخل حقيبته وانصرف وهو يسير في الشارع ببطء .. " هل ستتركها؟ ماذا إن حاول أحدٌ ما استغلالها، بأي حال تبدو فتاةطيبة .. هل ستتركها أم ماذا؟ لكن .. هي طلبت ذلك، ربما إذا راتنيمجدداً سوف تغضب أو أي شيء من هذا القبيل! لا يهم .. عليك ان تذهب وتحاولايصالها إلى جدتها، على الأقل سوف تطمئن بأنهابإمان! لماذا انت مهتمٌ بأمرها؟ فالتتركها.. انها مجرد فتاة صادفتها فيالقطار السنوي وحسب، لو لم تقابلها لسارت وحيدة في طريقها.. انت لا تعرف شيئاً سوىاسمها، كيف تكون بهذه الودية مع فتاة غريبة؟ ولكن ... انها فتاة طيبة،ومهذبة .. تبدو أيضاً بأنها رحلتها الأولى ! فهي تخاف من كل الاشياء حولها .. لكنها لا تثق بي ابداً، ايضاً تكرهني، فقد انصرفت بدون علمي منالفندق. حسناً، في النهاية، بعد كل هذا الجدال قلبي يؤلمني. أشعر بأنني اريدالعودة إليها .. لا أريدها ان تكون خائفة أبداً ولماذا؟ لا اعرف .. سأعود وحسب .." | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 8:27 am | |
| زفر بتعب بعد ذلك الصراع مع نفسه .. ثم ركلحجراً على الأرض فطار لعدة امتار قبل ان يسقط .. ،، وبهذا قرر أن يستدير ويعود إلىالقصر، مع انه يعلم ان هذا من الممكن أن يتسبب في سجنه . مشى بسرعة وثبات حتى انه نسي أمر الطعام، ولم يشعر بنفسه إلا عندماشاهد القصر يقبع امامه ! تسلل من بين الأشجار، حاول أن يصل إلى السورالخارجي،، كان هذا شيئاً صعب التحقيق لأن الحراس والجنود يحيطون بالقصر بشكلٍمرعب! "وكأنهم يتوقعون عودتي! أم ان القصور عادة تكون محاطة بالحرس هكذا ..؟ " تنهد بحرارةوهو يشعر بالجوع، فهو يدور حول المكان منذ ساعة بدون العثور على أيةثغرة! اقتربت الشمس من المغيب، وبدأ الحرس بتغيير نوباتهم، الفرقةالصباحية تذهب ، المسائية تأتي، وبين ذلك التغيير السريع كان هناك ثلاثة دقائقاستطاع أن يقفز فيها من فوق السور بسرعة وقلبه يضطرب بدقاتٍ متتالية من السعادةوالشعور بالانتصار !
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 8:27 am | |
| (6) توجهت لينا برفقة الأمير سامي إلىالجناح الخاص بالضيوف، لقد أعد المكان خصيصاً لها ، وعندما شاهد ابتسامتها الممتنةتكلم قائلاً : - شرفيني بمبيتك هنا الليلـة . لقد أعددتهذا الجناح خصيصاً لكِ.
تأملت لينا الستائر الرمادية والخضراء الداكنة ، ومنأعلى السقف كانت تنزل الثريّات المطلية بالذهب،، والأرضية الخشبية اللامعة المفروشةبالسجّاد المنقوش ..
كانت متوترة جداً، ولهذا سرعان ماتسائلت : - لماذا تفعل كل هذا معي ..؟ لقد استقبلتني اليوم كأميرة .
" ياله منسؤالٍ محرج ...! " ابتسم سامي بهدوء وقال : - لأن ابتسامتك منحتني شيئاً من الثقة .
" لم أفهم شيئاً .. " تركت أفكارها التي ظهرت بتساؤلات على وجهها الجميل، وعندها تابعكلامه : - كما أنكِ تبدين مثلَ أميرةحقيقية!
شعرت بالخجل، ثم هزت رأسها بالنفي وقالت : - ليس هكذا، فقد نشأت في بلد مليئة بالحروب .. - لكن شخصيتكَ بارزةفعلاً.
كاد الخجل أن يفتك بها، ولهذا نظرت بعيداًوهيتحاولتغيير الموضوع : - سوف أرحلُ بالغد . حافظسامي على ابتسامته لكي يمنع مشاعره المتأججة وقال : - كيفماتريدين ، لكنك لن تذهبي قبل أن تركبي جناح . ابتسمت ابتسامة واسعة وقالت : - حسناً . - بالمناسبة، معطفك جميلٌ جداً.
تحسست المعطف وسرحتوهيتفكر" أين انت الآن ياعماد ..؟ هل يمكن أنك تركتالمدينة ورحلت ؟ هل غضبت مني ..؟ كيف اخبرك إذاً بأنني لا أملك أي شخصٍ في هذهالدنيا وأن جدتي لم تكن سوى مجرّد كذبة! " - آنسة لينا !؟
أفاقت من شرودها وحاولت أنتبتسموهيتقول : - أ .. اسفة .. "لماذا شردت فجأة؟ هل تذكرت ذلك الشابمجدداً؟ لاحظت بأن هذا المعطف هو سبب المشكلة اليوم ..."تكلم ببرود ليحاول اخفاء انزعاجه : - لا بأسيبدو بأنك في حاجة للراحة، سوف أنصرفُ الآن ،، سوف تخبرك المرافقة بكلشيء! " أليس الأمير لطيفاً ..؟" ودعته بابتسامة باهتةوهيتحاول نسيان أمر عماد، اقتربتالمرافقةوهيتقول بلهجة رسميّة : - العشاء سوف يصل إلى غرفتكفي الساعة السابعة مساءاً سيدتي.
أومأت لينا بالايجابوهيتقول: - فهمت . - منفضلك، اتبعيني . --------------------------
غربت الشمس وهاهي الساعة تشير إلىالساعة السادسـة مساءاً ،، أصبح الجو بارداً ولهذا سار عماد في الحديقة ببطء حتىوصل إلى إحدى بوابات القصر المظلمـة ..
كان الهواء دافئاً بالداخل، رغم انذلك القطاع من القصر يبدو غير مستخدمٍ حالياً. فالأضواء مطفأة ولا يوجد أي شخصٍوعندها تمتم لنفسه وهو يضبط حقيبته على ظهره : - أليسهناك شخصٌ على قيد الحياة هنا ..؟
مشى بين الأبواب والسلالم وعثرفي النهاية على غرفةٍ مضاءة .. عندما اقترب أكثر ،، لم يكن سوى بهوٍ صغير يربط بينأجزاء القصر، ركض في البهو بسرعة ثم اختبأ خلف احدى البوابات الكبيرة ومن ثم سمعصوت احدى الخادماتوهيتتكلم مع الأخرى : - تلك الفتاة!! لقد حظيت باهتمامالأمير! - أحسِدُها! - أيضاً طلب منها أن تبقىفي الجناح الخاص بالأميرات! - توقفي عن الكلام حولهافذلك يشعرني بالقرف!
" هذا جيّد، وأين إذاً جناحالأميرات ذاك ..؟ " مشى خلفهنّ بحرص على أطراف حذائهالأسود،، وخرجت الخادمتان ثم تشعبتا في أرجاء القصر وأصبح من الصعب السير خلفهنبدون أن ينكشف .. لكنه علم بأنه يقترب من المعامل ..!
خرجت احدى الطاهيات من المطبخ الملكي الكبير ووضعت الكثير منالأطباق المغطاة فوق الطاولة ثم طلبت من احدى الخادماتوهيتقولبتهكّم واضح : - انه الطعام الخاص بالأميرةالمزيّفة!
زفرت الخادمةوهيتسير بالعربة وتسلل عماد خلفهامرة أخرى،، ثم شاهدهاوهيتطرق على باب الجناح وتدلف إلىالداخل ..
"إنها هنا إذاً " انتظر خروج الخادمة ثم اندفع إلى الداخل، كان باب غرفتها مغلقاً،فوضع اذنه ليتجسس ولكنه لم يستطع سماع شيء ،، لا يستطيع حقاً سماع الأصواتالخافتة!!
ابتسم ابتسامة ماكرة وهو يتمتم " غيرُمهم ،، سوف أدخل ببطء حتى إذا قامت بتوبيخي " فتح بابالغرفة الضخم المليء بالنقوش والرسومات، ادخل رأسه ببطء فشاهد طاولة الطعام، لم تكنلينا حولها ..
لم يستطع رؤيتها فدخل وأغلق خلفه الباب ببطء،، نظر في ارجاء الغرفةفلم يجد أي اثرٍ لها، ربما هي في دورة المياه، فكر في عمل مفاجأة مخيفة واختبأبالجانب الغير ظاهر من السرير ووضع حقيبته بحرص، مرّت دقائق حتى سمع صوت باب الحماميفتح فأخرج رأسه بخفوت ونظر ، وتعالت الصدمة على وجهه عندماشاهدها!
" العنزة! لا أصدق .... " كتم انفاسه وعاد إلى مكانه وهو لايصدق بأنه دخل إلى الجناحالخاطئ، كل هذه الشتائم هل كانت موجهة حقاً إلىدعاء؟ بالتأكيد .. فأمر لينا لمينتشر بعد في ارجاء القصر.
"ماذاسأفعل الآن، علي ان اخرج من هنا اشعر بالاختناق" اخرجعلبة الدواء من جيبه وتناول حبة واحدة وهو يسمعها تمتم بتأفف واضح : - ماهذا العشاء! لم يسألوني حتى عن الطعام الذي أرغببتناوله!
اخرج عماد رأسه قليلاً وشاهدهاوهيترفع الاغطية وتتأمل الطعام بشيءمن الانزعاج، فعاد بسرعة وهو يقول في نفسه من الغيظ "لو كان معي سيف لقتلتها في اللحظة، على الأقل أنا الآن أتضور جوعاً" اسرعت تنادي احدى الوصيفات، ومن ثم بدأت توبخها وطلبتمنها ان تصنع طعاماً خاصاً .
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 8:28 am | |
| رت ساعتان، حتى بدأ عماد يشعر بالضجر والتعب .. وعندهادخلت خادمتان اخذت احداهما العشاء، أما الأخرى فقد بدأت بمسح الأسطح الخشبيةوالطاولات بمنشفة صغيرة ،، وصلت الى حيث يختبأ وعندما شاهدته بدا الجزع على وجههافوضع اصبعه على فمه وهو يقول بخفوت : - شششش
صرختالخادمةوهيتشيرنحوه وركضتدعاءوهيتنظرمفزوعة اليه بينما حدق اليهن ببرود . " لا أصدق! لقد عاد فعلاً" تكلمتدعاءبسرعة : - انت اخرجي ولا تفتحيفمك!
خرجت الخادمة ممتثلة للاوامر، وعندها تفرستدعاءفي وجه عماد وعقدت يديها أمام صدرهاوهيتتكلم بنبرة الانتصار : - لقد عدت إذاً؟ هذا جيد .. انت لن تتركشقيقتك بأي حال.
ابتسم عماد ببرود ووقف أمامهاوهييقول : - أيتها العنزة ، نحن لسنا شقيقان .
قالت على الفور : - أياً يكن، يجب أن تأخذهاوتخرج من هنا، قبل أن أسجنكما وأعذبكما هل فهمت ..؟ - لقد كنتقادماً لأاخذها بالفعل ولكنني .. ضللت طريق الغرفة على مايبدو .
انتبهتدعاءفجأة وتساءلت : - منذ متى وانتهنا؟ اقترب عماد منها وهو يضيق عينيه بشيء من الاستفسار وقال : - انتِ شخصية سيئة صحيح؟ هل أخبر ولي العهد بما فعلتِ؟فقد سمعت كل شيء!
شهقتدعاءوتراجعت للخلفوهيتتساءل : - ماذا تقصد؟ أ .. أنا لم أفعل شيئاً .
"الغبية، يبدو أنها فعلت شيئاً مابالفعل " كتم ضحكته واستمر بالتقدم نحوها وهو يقولبنبرة مخيفة : - بدأتِ بالانكار؟ أنا سوف أخبره فعلاً،هل تظنين بأنني أمزح؟
توقفت وصاحت مدافعة : - منذ متىوانت هنا؟! - لن أخبرك بأيشيء!
تركها وتوجه نحو الباب فأسرعتوهيتتشبث بذراعه، وقالت : - ماذا تريد؟ سأفعل أي شيء ولكن لاتخبره! " لقد فعلت شيئاً ، يالي من ذكي .. عرفتبأن ورائها مصيبة ، لكن مانوع الفعل الذي قامت به؟ تحريض؟ او اي شيء من هذاالقبيل؟ " .. استدار نحوها ونظر جيداً إلى نظراتها التيتغلي من الغيظ، وعندها تكلمت : - هل تريد المال؟ سوف اهديكمالاً فتأخذ اختك وترحل.
سمح لضحكته بالخروج ،، نظر لها بصعوبه وقال بسخرية : - المال؟ هل تظنين أنني هنا بسبب المال؟ أنا فقط هنا منأجل أن أخرّب سمعتك! جحظت عيناها بذعر وصرخت : - من! من أرسلكأخبرني؟! - أرسلتنفسي!
دفعته بقوة فرجع للخلف بضعه خطوات واشارت بأصبعها السبابةإليهوهيتتوعد : - هل تظن أنه بإمكانكتهديدي؟ سوف أزج بك في السجن وأجعلهم يعذبوك حتى الموت . حكرأسه وتطلع إليها بهدوء وهو يفكر ، ثم قال : - حسناً،لكن أختي ستبقى وسوف يقع ولي العهد في حبها .. فهي فتاة رائعة ..
كزت على اسنانها بغيظ وصرخت : - إذاً، ماذاتريد؟
توجه نحو السرير واخذ حقيبته ثم اتجه ناحية الباب وفتحه ثم قال قبلأن يخرج : - أريدك أن تتحولي إلى عنزة ..
خرج وهو يضحك ضحكة قصيرة، ولكنها فتحت الباب ولحقت بهوهيتقول : - أنت! إلى أينستذهب؟ - سأبحث عنأختي. - وكيف أعرف أنك لن تخبر سامي بشيء؟ هلتريد أن تدمر خطوبتنا؟ أنا سأوقف كل شيء! صدقني ..
التفت نحوها وقال : - سوف آخذها ونرحل، نحن لمنكن نهدف للبقاء في تلك البلاد. " إلام يخطط ذلك الشرير ،إنه يريد الحصول على ثروة مني ومن سامي بتلك الطريقة " كانت تفكر بغضب والصراعات تظهر على وجهها وعندما نظرت حولها، لم يكن عماد في محيطناظريها، فقد اختفى . ------------------
ابتسمت لنفسها في المرآة بعد أنانتهت من تمشيط شعرها، ثم توجهت إلى السرير الضخم وارتمت فوقهوهيتحركرجليها إلى الأعلى والأسفل بمرح، وعندها وقعت عينيها على مكتبةٍ صغيرة مليئة بالكتب .
" لا أصدق! هناك كتب؟ .. أخيراً سوفأتوقف عن الشعور بالخوف هنا، سأبحث عن قصة أو ... رواية ربما " بحثت في الكتب، وجدت رواية طويلة، فسحبت الكتاب من بين الكتبالأخرى وابتسامة عريضة تظهر على وجهها ..
عادت إلى السرير بسرعة وقفزت فوقه ثمفتحت الكتاب بسرعة وشرعت في القرآءة، تأخر الوقت وازدادت احداث الرواية تشويقاً! فلم يعد باستطاعتها النوم دون أن تكمل ماتبقى ..
تثاءبت وفتحت عينيها بصعوبة ، إنهاحقاً لا تريد النوم .. يجب أن تعرف ماذا حصل للفتى بعد أن سُرقت منه النقود و ..،بالأحرى هي خائفة جداً من أن تنام في هذا المكان الغريب .. لماذا وافقت منذ البداية ..؟
انتهى المطاف بها نائمة فوق الكتاب .
وصل عماد إلى باب غرفتها، إنه متأكدٌ الآن، فكل الغرف مغلقةوفارغة .. لايوجد في جناح الأميرات سوىدعاءولينا .. فتح البابببطء ونظر إلى الداخل .. كل شيء مرتب وهادئ، وهناك فتاة تتمدد على السريربإهمالوهيترتدي حذائها!
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 8:29 am | |
| "آه لاأصدق! أخيراً عثرتُ عليها!" أغلق الباب خلفه بحرصحتى لايصدر صوتاً، اقترب ونظر إليها، كانت نائمةوهيتمسك الكتاب بقوة، مرتدية ثيابهاالكاملة والمعطف الأبيض وحتى حذائها وكأنها سوف تخرج بعد برهة! ضحك بخفوت وهو يتمتملنفسه: - لماذا تنام بتلك الطريقة؟ هل هي خائفةجداً؟
اخذ الكتاب من بين يديها ببطء وهدوء شديدين، ثم سحب الغطاء فوقها . كانيضحك على وجهها الذي بدا مثل الأطفال الصغار، أغلق الأضواء واطفأ الشموع، ثم جلسعلى الأريكة وهو ينظر إلى الكتاب ويتفقده " رائع! هل هيرواية؟ لم أكن أعلم أنها تحب القرآءة " فتحالصفحة الأولى وبدأ يقرأ هو الآخر حتى غلبه النعاس .
في الصباح سمع عماد طرقاً على باب الغرفة وصوت الخادمة : - آنستي؟ هل يمكننيالدخول؟
سمع صوت لينا تقول بصوت يغلبه النعاس : - أجل. بالطبع . انتبه على وجوده فوق الاريكة بتلكالطريقة فارتمى على الأرض وتدحرج تحت الأريكة بسرعة وسحب حقيبته والكتاب .
دخلت الخادمةوهيتقول : - يجب أن تتجهزي من أجل الأفطار مع وليالعهد. تكلمت لينا : - حسناً.
شعر عماد بالحنق وقام بعض جلدة الكتاب وهو يتمتم بغيظ " وافقت أن ترآه بأسرع مايمكن! سوف أقتلها" نظرت لينا حولهاوهيتفكر " أين الكتاب؟ لم يتبق سوى القليل من الصفحات، يجب أن أعرف ماذا حدثبالنهاية" عادت تنظر حول السرير وعلى الأرض. لكن لمتعثر له على أثر فسألت الخادمة : - هل أخذتِ الكتاب بينماكنتُ نائمة ؟ - لا أعرف شيئاً عن الأمر ،آنستي.
أومأت لينا موافقة وابتسمت قائلة : - سوفأتجهز حالاً، يمكنك الذهاب . - ألا تحتاجين أية مساعدةآنستي؟ - لاشكراً.
خرجت الخادمة ومر بعض الوقت حتى سمع طرقاً على الباب مرةأخرى! فتحت لينا الباب وعندها شاهدتدعاءتقفوهيمتجهزةبالكامل وترتدي فستاناً من الستان الأزرق وترفع شعرها إلى الأعلى . نظرت لينا ثمقالت بابتسامة : - مرحباً، تفضلي .
دخلتدعاءوأغلقت الباب خلفها بشكلٍعنيف، ثم قالت بطريقة غير مهذبة : - أين هوذلك الوغد؟ نظر عماد من تحت الأريكة عندما سمع صوتها، ولكنه لم ير سوىرجلي لينا وحذائها وأطراف فستاندعاء، شعرت لينا بالاستغرابوتساءلت : - من تقصدين بالوغد ..؟ - شقيقك!
فكرت لينا لوهلة، ثم قالت : - انتِ تقصدين عماد؟ صحيح؟ - هل هو ذلك الفتى الذي افتعل معي شجاراً ونعتني بأقبحالالفاظ! ياله من عديم التربية! أين هو ..؟أين..؟
تجولتدعاءفي الغرفة بحريةوهيتبحثبعينيها، وعندها قالت لينا بغضب : - إنه ليسشقيقي، والأمر الآخر لقد رحل بالأمس في طريقه الخاص، وأيضاً أنا لن أسمح له بالبقاءفي غرفتي!
التفتتدعاءونظرت لها بنظراتٍ ساخرة : - أتعلمين؟ أنتما تلعبان لعبة مكشوفةحقاً! أنا أعلم أنكما هنا من أجل ان تحصلا على المال! فما رأيك أن أعطيكما ماتريدان لترحلا فوراً ..؟
كانت لينا تنظر لها بذهول " من تكون؟ أي مكشوفة واي مال؟" ،قامت بفتح الباب بسرعةوهيتقول : - اخرجي! أنا لن أجيب على شخصٍمثلك.
زمتدعاءشفتيها بغيظ وقالت بصوتٍ عال : - كيف تجرؤين علىطردي؟!
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة الثلاثاء يونيو 04, 2013 8:29 am | |
| "اتمنى أن تصفعك وتركلكخارجاًو ......."ظلعماد يتمنى، وعندما مرتدعاءمن جانب الاريكة رمى الكتابفي طريقها فتعثرت لتسقط أرضاً!
امسكتدعاءبالكتاب وقذفت به إلى الجدار بحنق، ثم خرجت بسرعةوهيتشعربالاحراج . " مابها تلك الفتاةالغريبة! أنها شخصية بذيئة ومستفزة" اغلقت ليناالباب،وهيتزفر من الغيظ والتقطت الكتابوهيتتصفح آخر ورقتين لتعرف ماذاجرى، ثم اعادت الكتاب في مكانه وعماد يراقب حركة رجليها ،
بعد أن تجهزت خرجت من الغرفة فتدحرج من اسفل الاريكة وخرج يمشي خلفهاببطء . لم تلتفت لينا خلف ظهرها حتى وصلت مع الخادمة إلى قاعة الطعام الخاصةبالأمير سامي. زفر عماد بضيق لانه لم يستطع النظر للداخل وعندها سألته احدىالخادمات :
- من أنت سيدي ..؟ تكلم عماد وهو ينظر نحو الغرفة :
- ألاتعلمين من سيحضر الافطار مع ولي العهد..؟ - الاميرةدعاءوالآنسة لينا .
ابتسم بسعادة وهو يقول لنفسه " جيد، لنيكونا بمفردهما.." نظر أمامه، فرأى الخادمةماتزال تحدق بوجهه، لهذا ابتعد بعيداً وهو يضع يده في جيبيه ولكن الخادمة لحقتبهوهيتقول : - سيدي، أنت شقيق الآنسة لينا صحيح..؟لماذا لا تحضر الإفطار معهم ..؟ قال عماد وهو يتابع سيره للخارج : - أنا حقاً لم آكل شيئاً منذ الأمس ولكن شقيقتي لا ترغببحضوري . - لماذا ..؟
التفت عماد ولكنه فوجئ بعدد كبير من الخادمات يقفن خلفه. وعندها تكلمبقلق : - مـ .. ما الأمر ..؟
ابتسمت احدى الخادمات وقالت : - لقد قمتبإهانة تلك الأميرة المزيفة أمام الناس! لهذا نحن نود شكرك . قالعماد وهو يتابع طريقه : - أنا لم أقصد أهانتهالكنها كانت تشبه العنزة فعلاً .
ضحكت الخادمات وتابعن سيرهن خلفه،واحداهن تقول : - سيدي تناول الفطورمعنا - لا أريد . - أرجوك،ارجوك! ...
تسائل في نفسه " هل أنا بحاجة للهرب مرةأخرى ..؟ " التفت إليهن مرة أخرى وقال : - حسناًولكن أخبروني ، كيف يمكنني مراقبة غرفة الطعام وسماع أصواتهم بدون أن ينتبه لي أيشخص ..؟
التوقيع
| |
|
| |
| رواية قطار منتصف الليل للكاتب ايرومي كاااملة | |
|