روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: مازال عطـــره في يدي / قصة قصيرة الأربعاء يونيو 05, 2013 9:36 pm | |
| نقدم لكم قصة
[b]كــان الطريق موحشا..... ونسمات الشتاءالباردة تطوف فوق رأســي وذكريات اللقــاء العابر ترسم صورة الزمــن الجميل الذي يزرونا أحيــانا ويمضي كأنه البرق يملأ الحــياة ضياءً وسرعان ما يغيب كان وجهــه يطل في عيني وبريق عينيه الحزين يصافح خيالي لم يكــن بمقدورنا أن نبقى معا دقيقة واحدة فكل شيء بيننا بحساب....
ـ هــي....لاتملك قدرها .... ـ وهو.... لايملك قدره....
ولكــننا نحاول دائما أن نجد وسط الظلام نقطة ضوء تتسرب داخلنا ونشعر معها أننا قهرنا المستحيل وتجاوزنا حدود الصعـــب والتقينا رغم قسوة الظروف كانت الدقائق تمضي مسرعة بيننا ،،،، لم أكن أتصور يوما أننا بدأنا معا يوما واأن الأقدار حملتنا بعيدا إلى هذا الطريق الصعب وأننا اخترنا المستحيل وراهنا على التحدي وكان طريقنا صعــبا للغاية...
في كل شيء حالت بيننا الظروف.... في كل خطوة يقف بيننا سد منيع.... وشعرنا يومها أننا نصارع زمنا وظروفا وواقعا أليما في كــل شيء،،،،،، ليس لدينا ما نقاوم به إلا المشـــاعر ..... وماذا تفعل المشاعر في أزمنة الانكسار؟؟ وحاول كلامنا أن يطوي مشاعره في صمت... حاولنا أن نترك الشجرة بلا ماء وهي في بداية العــــمر حتى لا نبكي عليها كثيرا حينما تدوسها الأقدام ،،،، حاولنا أن نغتال ومضــة الإحساس فينا وأن نُطفيء قناديل أيامنا التي أضاءت حاولنا أن نغلق الأبواب التي فتحناها وتسلّل الهواء النقي منها واحتوانا بصفائه ونقائه وصــــــدقه حاولنا ذلــــك وأكثر،،،،، واكتشفنا أن الشجــرة كبرت رغم أننا بخلنا عليها أحيانا بالدفء والماء والرعاية وسرعان ما وجدناها تقف شامخة بيننا ،،،، ورأينا القناديل التي حاولنا أن نطفأها قد زاد عددها في اعماقنا ودادت ضياءً وبهــــاءً وجمالا ،،،،،، وشعرنا أن الهواء النقي الذي تسرب إلى جوانحنا قد طهّرنا من أشياء كثيرة فأصبحنا أكثر تجردا وإحساسا وصدقا مع أنفسنا ومع غيرنا ،،،
واكتشفنا أن الطــــريق الذي حاولنا الهرب أن نهرب منه حملنا إلى نفس البداية وأن كل الطرق توصلنا إلى شيء واحد وإحساس واحد ذاب في كيان واحد واستسلمنا لأقدارنا ومشاعرنا وحاولنا أن نرضى بالقليل ،،،، ثم اكتشفنا ان ما تصورناه قليلا أصبح قادرا على أن يمنحنا الدفء والامان والاستقرار والراحة وعرفنا أن المشــاعر ليست بمساحاتها الواسعة ولكنها تُقاس بدرجة الصـــدق فيها.... قد تمتلك مساحة صغــيرة من الزمن والعمـر مع من تحب وتشعر أنها تغنيك عن كـــــل الدنيا ،،،،،، طافت في راسي كـــل هذه الأشياء والصور وأنا أسرق معها من الــزمن بعض الـلحظات ويمضي كل منا في .... طــــريق كانت أشجار النخيل توّدعه في حزن ،،، وأنا أراقبه من بعيد،،، وكان عطــره في يدي آخــــر ماترك لي من لقاء عابر قصــير وكما جاء على غير موعـــد .... رحــل على غير موعد مثــــل كل الأشياء الجميلة في حياة الإنسان ومع الرحـــيل بدأنا رحــلة أخرى مع حلم جميل يزورنا عادةً على غير موعد أن يجمــــعنا اللقـــاء رغم قســـوة الظروف. [/b]
، ~~~~ مازال عطـــره في يدي~~~~ | |
|