الحوار الذي دار بين النجاشي ملك الحبشه الذي كان نصرانياً
فهداه الله تعالى الى الاسلام وبين المهاجرين اليه من مكة .
:
عن أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت:
أرسل النجاشي إلى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعاهم فلما جاءهم
رسوله اجتمعوا ، ثم قال بعضهم لبعض ما تقولون للرجل إذا جئتموه ؟ قالوا : نقول والله ما
علمنا ، وما أمرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم كائنا في ذلك ما هو كائن فلما جاءوا ، وقد
دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله سألهم فقال لهم ما هذا الدين الذي قد
فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ، ولا في دين أحد من هذه الملل قالت فكان
الذي كلمه جعفر بن أبي طالب ، فقال له أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام
ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا
على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى
الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا
بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا
عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات وأمرنا أن نعبد الله وحده - لا
نشرك به شيئا - وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام قالت فعدد عليه أمور الإسلام - فصدقناه
وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من الله فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا ، وحرمنا ما
حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ، فعدا علينا قومنا ، فعذبونا ، وفتنونا عن ديننا ، ليردونا
إلى عبادة الأوثان عن عبادة الله تعالى ، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث فلما
قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا ، وحالوا بيننا وبين ديننا ، خرجنا إلى بلادك واخترناك على
من سواك ، ورغبنا في جوارك ، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك . قالت فقال له
النجاشي : هل معك مما جاء به عن الله من شيء ؟ قالت فقال له جعفر نعم فقال
النجاشي : فاقرأه علي قالت فقرأ عليه صدرا من سور مريم:
بسم الله الرحمن الرحيم .
(كهيعص {1} ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا {2} إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً {3} قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ
الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً {4} وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن
وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً {5} يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ
رَبِّ رَضِيّاً {6} يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً {7} قَالَ
رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً {8} قَالَ كَذَلِكَ قَالَ
رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً {9} قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ
أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً {10} فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن
سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً {11} يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً {12} وَحَنَاناً مِّن
لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً {13} وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً {14} وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ
يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً {15}.
قالت فبكى والله النجاشي ، حتى اخضلت لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم
حين سمعوا ما تلا عليهم ثم قال النجاشي : إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من
مشكاة واحدة انطلقا ، فلا والله لا أسلمهم إليكما ، ولا يكادون .
اللهم ارزقنى توبة قبل الموت
. وشهادة فى سبيلك
. فى بلد حبيبك
اللهم انى اسالك باسمك الاعظم الذى اذا دعيت به اجبت واذا سئلت به اعطيت ان تملىء قلبى بحبك وخشيتك حب كل عملا يقربنى اليك
اللهم اعفو عنى وتجاوز عن سيئاتى بجميل عفوك وعظيم رحمتك وانت اكرم الاكرمين امين
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين