| العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:30 pm | |
| v " لم امتطي جوادا رائعا مثل هذا المهر " v ورمقت المهر بشغف ثم اردفت تقول: v " احب رائحة الصنوبر انها نقية منعشة طلقة مثل ركوب الخيل السريع عبر الريح الباردة وكل شئ له لذعة قارصة " v وتطلعت الى مارك ورأت لمعان اسنانه وعلى شفتيه ابتسامة وادركت انهما وحدهما. انه زوجها ومع ذلك انه الشخص الوحيد الذي يستطيع ان يدغدغ اعصابها وقد بدا جسمه واضحا لها انه عريض المنكبين وتتراقص الرغبة تحت قميصه الابيض واطرافه طويلة واضاف حذاءه الذي يصل الى ركبته سمة القوة الى هيئته وكان لابد لها ان تمر بجواره كي تصل الى مهرها فأخذ قلبها يدق وهي تنهض واقفة واتخذت سبيلها نحوه. v مد يده في تراخ وجذبها نحوه ونفذت يده الاخرى في اغوار شعرها المتطاير وفجأة اشتدت قبضته عليها وهو يتحدث اليها: v " قبلتك تبدو وكأن الثلج يسري في عروقك بينما تبدو النار في نظرة عينيك ما من مرة يا رافينا خلال الاسابيع التي امضيناها سويا شعرت بالدفء في قلبك " v قالت والبرودة تشوب صوتها : v " منحتك كل ما يمكنني ان اعطيك اياه. اذا كنت تريد الحب يا مارك كان v الاحرى بك ان لا تجبرني على الزواج منك " v سألها وفي صوته نبرة سخرية: v " هل كنت تصيغين السمع لي لو غازلتك بالطريقة التقليدية؟ ماذا كان تفكيرك عندما التقينا في المرة الاولى ؟ " v احست بنبضات قلبها تخفق قريبا من قلبه وادركت انه يشعر بهذه الدقات المجنونة حينما قالت له: v " كنت ارجو ان تذهب بلا عودة " v لمس وجهها وراح يتحسس العظام الرقيقة اسفل بشرتها الناعمة وسألها: v " كأن الشيطان قام بزيراتك اليس كذلك؟ هل كنت ابدو شيطانا امامك يا رافينا؟ هل بعثت الشقاء في نفسك ؟ منذ لحظة وجيزة كانت عيناك تتألقان " v قالت: v " انا...انا احب ان امتطي مهري. من الافضل ان تعطيني جوادا استطيع ان امتطيه جيدا ". v "لا بد انك تعلمت ركوب الخيل منذ طفولتك". v " اجل..جاردي كان دائما يعاملني وكانني ابنته،وما تعلمه رودري لم يكن ضنينا على به. ذهبنا سويا الى مدرسة تعلم ركوب الخيل". v "هل عشتما مع بعضكما البعض فترة ". v وتطلعت اليه، ولمحت القسوة في عينيه وقالت له: v " كما اخبرتك من قبل يا مارك انني لا استطيع ان امحوذكرى رودري من عقلي كما عرفته كان مرحا انيقا في زيه العسكري وجذابا " v قال مارك بنبرة مريرة متسائلا: v " جذابا؟ هيا بنا دعينا نذهب لتناول طعام الافطار " v وقاما بامتطاء الجوادين وقفلا عائدين من غابة الصنوبر وكانت الشمس دافئة وهما يمضيان في الممر المؤدي الى الفندق الصغير القائم فوق التل v المطل على الشاطئ وكانت جدرانه الخشبية بيضاء وسطحه منحدرا قليلا وله حديقة تناثرت فيها اشجار الكروم والجميز وشجرة توت كبيرة صفت الموائد تحت اغصانها. قادهما شاب خجول الى احد الموائد وكان يتحدث بانجليزية ركيكة سريع الحركة اطاح الحركة وهو يفرد الفوطة ويضعها على حضن رافينا وقال: v " اجل...اجل يا سيدي..سيدتي السردين طازجا من البحر مباشرة " v وظهرت في الحديقة شابة حافية القدمين ترتدي ثوبا قرمزي اللون وتحمل فوق كتفها سلة مملوءة بالسمك منحت مارك ابتسامة سريعة ورمقت v رافينا بفضول ثم قالت: v "صباح الخير يا سيدي هل اتيت لتتناول السردين المشوي كما كنت تفعل في الايام الخوالي؟ " v " اجل يا سانتوزا. احضرت زوجتي لتأكل الذ طعام افطار موجود في كل ساردينيا " v قالت سانتوزا: v " لطيف منك ان تقول هذا يا سيدي " v ومنحته الشابة انحناءة احترام وادهش رافينا جرأتها ونظراتها الضاحكة وقد اضافت بلوزتها الزرقاء وتنورتها القرمزية الحيوية لشبابها كما لاحظت انها تنظر الى مارك كما لو كان بينهما صداقة قديمة. حملت سانتوزا السلة الى الفندق وطلب مارك كوبين من اللبن ليحتسياه حتى الانتهاء من طهي السمك واتت سيدة عجوز بالكوبين وكانت ترتدي وشاحا اسود اللون فوق رأسها شأنها في ذلك كل جيلها المسن. قالت بالانجليزية: v " اتذكر يا سيدي عندما كنت تحضر ابنك معك هذا الصقر الشقي ليحتسي لبننا"....ثم اضافت بالايطالية: v " كوزي ايستا لافيتا " v ثم طفقت تجوب بنظراتها لتتأمل رافينا فأدهشها لون شعرها الاحمر وبشرتها البيضاء واردفت تقول بالانجليزية : v " انها قطعة رائعة الجمال لابد انها تدير رأس اي رجل ولكن من الافضل ان تقترن بواحدة منا " v وراحت تتمتم وهي تغادر المكان وتركت وراءها رافينا مدهوشة وسألت مارك: v " انها تعني...هكذا هي الحياة " v وكأنما الكلمات التي تفوهت بها العجوز اعادت الزمن القهقري وتذكر مارك بوضوح عدد المرات التي جاء فيها الى الفندق بصحبة فتاته ذات الشعر الاسود لتتناول معه طعام الافطار وبعد مدة كان يأتي معهما ابنهما الصغير... الصقر الصغير الشقي. احتست رافينا رشفة من اللبن وراحت تبحث عن شئ تقوله...اوه لماذا اتى مارك بها الى هنا ؟ لماذا..... وهذا | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:31 pm | |
| v المكان يحمل ظلالا من الذريات وقد يحدث ان يسمع ضحكات طفل توارى وراء اشجار الكروم والجميز. قالت: v " مارك " v ولكنه قاطعها قائلا: v " كل شيئ على ما يرام رافينا. اشكرك على تلك النظرة التي تجول عينيك...الشفقة من اجل الطفل. كان يحلو له المجئ الى هنا والاختباء وراء الاشجار ورش الماء من النافورة العتيقة ولكن الذكريات لا يمكن محوها كما تقولين كما انه لا يمكن الاختباء منها. هاهي نتاليا تأتي بالسردين " v اقبلت رافينا على الطعام بشهية وهي تقول: v " لم اذق في حياتي مثل هذا السردين اللذيذ والخبز ما زال دافئا خرج لتوه من الفرن والزبدة تسيح من شريحته " v قال مارك: v " يبدو منظرك كتلميذة جائعة " v حقا كانت رافينا بشعرها المتطاير وقميصها المفتوح وهي ممسكة بقطعة الخبز المدهونة بالزبدة لا تكاد تبدو انها زوجة ولا يؤكد زواجها شئ سوى خاتم الزفاف الذي يزين يها اليسرى وادركت ان مارك يعقد مقارنة بينها وبين دوناتا. لابد انها كانت هادئة وفاتنة ورشيقة وشعرها الاسود ناعما وعيناها على استعداد لان تهبه ابتسامة خلابه وصوتها الناعم فيه سحر اغراء. v مسحت رافينا شفتيها ولابد انها كتمت الصرخة التي ندت من قلبها. لقد عرف مارك الحب ولكنه حرمها الفرحة الممتعة لهذه العاطفة كل ما لديه هو الرغبة فقط. سألها: v " ماذا تريدين الان ايتها العروس؟ هل تودين مشاركتي تناول فاكهة بيرسيفون ؟" v راحت تراقبه وهو يقطع الفاكهة مناصفة ورأت العصير يجري فوق يده التي كستها الندوب واردف يسألها: v " هل تعرفين اسطورة بيرسيفون؟ " v التهمت رافينا قطعة من الفاكهة اللذيذة وقالت : v " التقى بها ادونيس مصادفة وهي تقطف الزهور وحملها معه الى قصره. هل تسمح لي بعد مضية ستة شهور ان اعود الى عالمي مرة اخرى " v تطلع اليها مارك وقال: v " اذا كنت ترغبين في رؤية جاردي فلن اقف دون ذلك ولكن ان كنت ترغبين في رؤية رودري الجذاب فهذا شئ اخر " v " ارجوك هل من المحتم ان يدور حديثنا عنه ؟" v قفزت رافينا واقفة على قدميها واخذت تتجول بين اشجار الكروم والجميز v وكانت عناقيد العنب صغيرة ومرة وعثرت على عريشة تظلل مقعدا صغيرا من الحيد جلست عليه واخذت اصابعها تلوي بعنف منديلها ولم ترفع رأسها حينما اظلم المدخل بجسم مارك الفارع. قال: v " يجب ان نعود الى البيت " v وتذكرت بيتها في وطنها وتواردت الصور في عقلها عندما فكرت في العودة الى بيتها الى غرفتها في رافنهول بنافذتها الدائرية وشرفتها الممتدة وكتبها وخلوتها التي تطمئن اليها في احضان الجدران البيضاء . v قال لها : " تعالي " v وشعرت انها وقعت في شر ولا سبيل لها للخروج من العريشة الا الوقوع في احضانه فصرخت قائلة : v " اكرهك....لن اشعر بشئ سوى الكراهية نحوك والقلعة والريح التي تهز اشجار السرو انها تبكي في الليل لا شئ سوى النحيب في الكازا هل شعر هذا البيت يوما بالسعادة؟ " v قال لها: v " مازلت صغيرة "
v وجذبها نحوه ولما حاولت ان تفلت هاربة من بين يديه شعرت بقوته تجذبها ثانية فقالت له: | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:31 pm | |
| v " انت تحب ان تثبت لي انني لا استطيع الفرار منك. هذا ما تحبه...اليس كذلك؟ " v ضحك بمرح وجذب وجهها نحوه وتمتم: v " عيناك خضراوان وثائرتان " v اشاحت بوجهها وهي تقول: v " لا تفعل...." v وكانت تدرك انه يحاول تقبيلها فضحك ثانية وجرت يده التي تكسوها الندوب على طول شعرها الاحمر وقال: v " هيا بنا نعود ". v وصل ستيليو عقب الغداء ليواصل رسم صورة رافينا ولكنه بعد مضي ساعة القي بفرشاته وسار تجاه المائدة ليحتسي كوبا من عصير الاناناس المثلج الذي يحبه ثم قال بتجهم: v منتديات ليلاس v انني اتحدى يدي اليوم. هل ترغبين في كوب من العصير؟ " v هزت رأسها وهي تسترخي على سور الشرفة وقد تبين لهما ان الظبي لن يكون هادئا اثناء الرسم لذلك فضل ستيليو ان يرسمها وحدها بجوار السور وساعده ذلك على مواصلة عمله. القى عليها نظرة فاحصة طويلة ثم سألها: v " ماذا يزعجك؟ بدوت غريبة على الابتسامة. انني اصر ان ترسم ابتسامة الموناليزا على شفتيك وانا ارسمك " v قالت: v " المرء لا يستطيع دائما الابتسام انني...انني اشكو من صداع خفيف " v سار نحوها بقميصه الازرق الشاحب وتطلع اليها بعينين تتلألأ فيهما اضواء كهرمانية اللون وسألها: v " هل انت صادقة معي؟ ربما قلبك يسبب لك الما؟ " v اجفلت رافينا لنفاذ بصيرته ورأت ان عليها ان تكون حريصة مع ستيليو فهو شخص جذاب وعطوف وفي هذه اللحظة احست انها بحاجة الى قليل من هذا الحنان والى كتف تريح رأسها عليه لمجرد لحظات قليلة ولم تحتمل نظراته الغاوية التي تتلألأ في عينيه فأشاحت بوجهها بعيدا عنه وشخصت ببصرها نحو الجبال ومياه البحر التي تجري تحت البيت وكانت تنبض مثل نبض قلبها في موجات متتالية وكان الجومشبعا بالحرارة وكأن عاصفة تنذر بالقدوم. v قالت: v " الجو ثقيل يدفعني الى القلق " v لقترب ستيليو منها وقال: v " انها الرياح الشرقية الحارة التي تهب من افريقيا وهي تثير اعصاب اي شخص غريب " v قالت بحدة : v " كفى....يا ستيليو " v " اريد ان اقول انها اثارت اعصابك خلال الساعة الماضية. انت تعيسة يا رافينا وانا اعرف السبب " v ورسمت ابتسامة على شفتيها وهي تنظر اليه ثم قالت: v " لا تستطيع ان تعرف السبب بسهولة. ارجوك يا ستيليو اصحبني بجولة في السيارة " v قال والاضواء الكهرمانية تحترق في عينيه: v " على الرحب والسعة ولكن ماذا عن زوجك؟ " v " ان مارك في اجتماع مع صانعي الشراب ولن يعود قبل ساعات وانا اريد ان اشعر بالريح تلفح وجهي " v قال: " اذن هيا بنا " v امسك ستيليو بيدها ومثل اطفال المدارس انطلقا يهبطان درجات السلم ويخترقان الصالة ويغادران باب البيت. ولم يلحظ احدهما السيدة ذات الرداء الاسود وهي تتلصص عليهما واقفة في الرواق بنظرات تومض ومضا سريعا ثم هرعت لتفضي الى سيدتها بأن البادرونسيتا انطلقت تجري من البيت يحدوها مرح القبرة وهي ممسكة بيد الفنان الايطالي. v كان اون سيارة ستيليو اللوتس رماديا واخذت تسابق الريح عبر الطرقات التي تخترق الجبل وفي كل منحى كانت رافينا تمسك انفاسها وتشعر انها تطير في الهواء ولن تفكر في ركوبها مرة ثانية اما الان فهي ترغب ان تمتع نفسها وكان ستيليو يهلل كلما لفحته نسمات الهواء ويقول لها: v " انها منعشة اليس ذلك؟ " v ضحكت قائلة: v " انها رائعة من الافضل لك ان تكون سائقا لسيارات السباق " v قذفها بابتسامة سريعة وقال: v " ان الريح تلسع شعرك بالسيط. ما رأيك يا رافينا ان نتوجه الى الساحل..." v " لا..لا..انه بعيد جدا " v " ليست المسافة بعيدة وانت تركبين لوتي وفي وسعي ان اقدم لك شرابا مثلجا في مسكني وسأعود بك في الساعة السادسه. هل انت خائفة ؟ " v قالت ساخرة: v " منك..؟ " v " لا...وانما من زوجك " v ويبدو ان شيئا اعتصر قلبها ودفعها الشعور بالخوف من مارك الى التمرد فقالت بلا اكتراث: v " يمكنك ان تقدم لي شرابا باردا. انتظر...دعني افكر ثانية " v قاطعها ضاحكا: v " افلت الامر من يديك. لقد بلغنا الطريق المؤدي الى الساحل " v " كنت اود ان اقول انني افضل عصير البرتقال "
v واخذت السيارة تطوي الطريق الناعم المحاذي للشاطئ وانقضت فترة قبل ان يرخي الخوف اصابعه التي نشبت اظافرها في قلب رافينا. كانت تدرك | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:31 pm | |
| v انها ترتكب جرما تجاه مارك وقررت ان تخفي عنه زيارتها لفلا ستيليو ما يجهله مارك لا يسبب في قلقه...اخيرا وقفت السيارة امام فيلا رائعة الجمال تقع في ميدان يضم عددا من المنازل الفاخرة ورأت سلما ابيض اللون عربي التصميم يؤدي الى الشرفة كان المنزل يبعث على الشعور بالبهجة والمكان يناسب حقا فنانا غير متأهل. وضع ستيليو مرفقه على عجلة القيادة وسألها: v " حسنا...هل تدخلين الفيلا؟ " v قالت: v " كيف لي ان اقاوم " v وانزلقت تغادر السيارة واستدار هو من الجانب الاخر لينضم اليها وارتقيا السلم المؤدي الى الشرفة وفتح الباب ودخلا غرفة واسعة وباردة بها اريكة هلالية الشكل مكسوة بالقطيفة وبعض الزخارف النحاسية ودولاب للشراب فارسي التصميم ولوحات ايطالية تزين الجدران وولاعة على شكل بجعة فوق منضدة صغيرة. v قالت رافينا بابتسامة : v " انت مترف " v نظر اليها بجسارة وقال: v " كنت شابا محروما. ذقت الفقر والحرمان في مطلع حياتي. اجلسي من فضلك وسو اسكب لك شيئا " v قالت بخفة: v " اريد ان احتسي عصير البرتقال " v ثم جلست في احد المقاعد الوثيرة وامتزج لون فستانها الاصفر بلون قماش القطيفة البرتقالي الذي يكسو المقاعد ووضعت يدها على شعرها لتسوية خصلاته والقى ستيليو نظرة اليها قبل ان يتوجه الى دولاب الشراب وفتح احد مصراعيه وقال: v " لم يعد عندي عصير برتقال...الا تثقين بي؟ " v قالت: v " افضل ان احتسي مقويا ممزوجا بالثلج " v تطلعت الى خاتم الزفاف في يدها اليسرى ثم تفرست في ستيليو وسألته: v " هل تعيش وحدك هنا ؟ " v " اجل الا تشعرين بالاسف لي. هناك سيدة تأتي لتنظيف البيت وتلمعيه وتقوم بطهو الطعام اذا دعوت بعض الضيوف ولكني اعتدت ان اتناول عشائيفي المطعم " v قدم لها الشراب في كأس على شكل زهرة التيولب ثم سألته: v " دائما وحدك؟ " v جلس على الاريكة الهلالية الشكل ومد ساقيه حتى تقاطعا ورفع كأسه وقال لها: v " في صحتك..ان الرجل يعتاد على الوحدة ولكن يوجد علاج واحد لها. في اي حال هل ابدو لك انني من النوع الذي يستطيع ان يعيش حياة الرهبان؟ " v ابتسمت وهزت رأسها وقالت: v " كنت دائما اعتقد ان الايطاليون يتزوجون في سن مبكر ليكون لهم عائلات كبيرة " v قال: v " لكل قاعدة شواذ خذي نفسك مثلا انت فتاة جميلة...وتتزوج ضد رغبتها " v تجمدت الابتسامة على شفتيها وقالت : v " ما جئت هنا لنتحدث عن زواجي انما جئت...." v قاطعها قائلا: v " لتنسيه فترة. لا داعي للتظاهر معي رأيتك على حقيقتك وانا اقوم برسمك وكيف يكون شكلك عندما ينضم مارك دي كورزيو الينا ونحن على الشرفة في الكازا كأن الضوء يهرب من عينيك...وكأنك تتخلين عن نفسك " v وضعت كأسها على المنضدة وقفزت واقفة على قدميها وقالت: v " كفى ما جئت الى هنا لتقوم بتحليل زواجي او مناقشة مشاعري الشخصية ليس هذا من شأنك " v قال: " هل تظنين ذلك؟ " v ثم وقف بدوره ورأت سمة الجدية في نظراته ثم اردف يقول: v " التقين على الشاطئ وكنت جذابة والتقيت بك ثانية في بيت دي كورزيو ورأيت فيك فتاة تختلف تماما عن تلك الفتاة التي توجهت معي الى الكهف. في كل يوم منذ التقينا وانا احوال ان انقل الاضواء الضاحكة التي تتلألأ في عينيك الى اللوحة لكن هذا مستحيل! انها لم تعد هناك شئ غامض يحاول ان يقبعها" v وتجرع بقية الشراب ثم استطرد يقول: v " سيدتي هل تتصورين اني احمق؟ هل تظنين انني خبرت هذه الدنيا قليلا فلا ادرك حقيقة المرأة التعيسة عندما يقع بصري عليها؟ " v وهل تظن اني جئت الى هنا لتقدم لي العزاء؟ وهل هذا هو الاسلوب الذي يستجيب به زبائنك التعساء الى سحرك؟ " v قال لها: v " لكنك صرحت لي بأنك تعيسة " v وقام ليتناول سكارة ثم توجه ليغلق الابواب الزجاجية التي كانت تسمح بدخول نسمة حارة جعلت رافينا تلهث بأنفاسها ولما عاد وقف الى جوار كتفها شعرت بالتوتر ولم يكن سبب توترها خوفها من دافع غريزي منه وانما كانت تشعر بنوع من الود يضفيه عليها والحنان يعتبر اخطر عاطفة عندما تكون المرأة بحاجة اليه. v قالت: v " كل شئ يسوده الهدوء حتى جمع الحصاد هدأ والاشجار نسجت خيوطها بزرقة السماء الحارة " v تمتم قائلا: v " كم احب سماع بلاغة وصفك. لديك سمة تصيب المرء بالهوس لم اجدها من قبل في اي امرأة اخرى " v " هل عرفت نساء كثيرات يا ستيليو ؟"
v " انا في الثانية والثلاثين من عمري وفنان له مكانته لابد ان يتعرف بالناس" | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:32 pm | |
| v " انا اسفة انك تلقى المتاعب بسبب صورتي وربما تنفض يديك منها قريبا " v " يجب ان اتخلى عنك لأتخلى عن الرسم. لقد فتنت بجمالك يا رافينا ارجوك لا تغادري المكان انني لن المسك او اجبرك على مشاطرتي مشاعري انا اعرف انك فتاة وفية لزوجك حتى لو لم تشعري بالحب نحوه. ذات يوم...ربما...سوف تفضين لي بسبب زواجك منه " v تولتها رعدة خفيفة ربما كان السبب زمجرة الريح او وميضا في السماء دفعها الى ان تتراجع عن النوافذ وجعلها تقترب من ستيلو ليصتدما برفق. اغمضت عينيها واندفعت ذكرى جاردي الى عقلها. كان رقيقا وحانيا عليها واعتاد ان يقبلها على وجنتها حين عودتها من المدرسة طفرت الدموع من عينيها وانسابت على وجنتيها بينما كانت السحب تبرق خارجا وهدير المطر يتدفق من عنان السماء ويتطاير رذاذ منه على زجاج الابواب المفتوحة فسحبها بعيد واظلمت الغرفة وبدأ الهواء يهب بعنف. مسحت رافينا وجنتيها المبللتين وفتحت عينيها تشاهد العاصفة وقالت: v " ما كان يجدر بي ان اتي الى هنا. الى متى سيدوم هطول المطر وارغب v في العودة الى البيت يا ستيليو " v فنظر اليها مأخوذا وقال: v " لا استطيع ان اعود بك في مثل هذا الجو انت لا تعرفين كم هيسيئة طرق الجبل حينما يكسوها المطر اهدئي وكوني ظريفة ان المطر المنهمر لا يدوم طويلا وسأعود بك بأسرع ما يمكن " v راحت رافينا تقطع الغرفة جيئة وذهبا وهي تسائل نفسها: لملاذ وافقت على المجئ معه؟ ادركت انها اخطأت ووقعت في شراك العاصفة ويبدو ان غضب المطر لن يتوقف . v قال لها: " اجلسي " v وسكب لها شرابا طازجا احتسته وشعرت برأسها يسبح بخفة والحرارة تدب في اوصالها وزاد نحيب قلبها كانت خائفة على نفسها وعلى ستيليو. v قالت: v " مارك سيغضب. انني لن اخبره بمجيئي معك الى هنا " v مال ستيليو نحوها وقال: v " ماذا في وسعه ان يفعل؟ علام يغضب اذا علم الحقيقة..بأننا شربنا..بأننا تحدثنا..بأننا اصدقاء " v " من الصعب تعليل هذا التصرف " v " حاولي يا رافينا...دعيني افهم السبب الذي يدفع فتاة مثلك ان تعيش في خوف من رجل من واجبه ان يشعر بالحب نحوك وان يرغب في اسعادك " v حاولت ان تبتسم ولكن محاولتها باءت بالفشل. v سألها ستيليو: v " الا تخطئين فتتصورين الحب...جاذبية ؟" v قالت متسائلة: v " الحب؟! " v وحدقت في المطر المنهمر كأنه سياط تلهب ارضية الشرفة فسارع ستيليو الى غلق الابواب الزجاجية فتوقف تيار الهواء. قالت رافينا بهدوء: v " عندما يوجه القدر حياتك بقسوة يتوقف ايمانك بالحب. لم يطلب مارك مني حبي مطلقا ولم يسألني الزواج منه الا امتثالا لاسلوبه معي " v امسك ستيليو بيدها اليسرى وتحسس خاتم الزواج وقال: v " لماذا؟ الانك شعرت بالشفقة نحوه؟ الانك لا تحتملين ان تكوني سببا في ايلام رجل سبق ان لحق به اذى؟ رافينا ان زواجك منه يعد تضحية " v بدا وجهها في ضوء العاصفة مستغرقا في التفكير وعيناها مثل البرك v الموحلة بالطين. اجل انها تضحية ولا يمكن انكار هذه الحقيقة ومع هذا فانها لا تسمح لاستيليو ان يعزف على لحن حاجتها الى الحنان وعليها ان تحارب هذا الضعف الذي تشعر به في اعماقها والا سيصبح مصيرها الارتماء بين احضانه. v قالت: v " عندما كنت طفلة وكان المطر يحول دون خروجي اعتدت ان اردد اغنيى يا مطر...يا مطر...ارحل بعيدا وعد ثانية في يوم اخر. فهل تظن ان سحريسوف يفلح؟ " v قال واصابعه تقبض على اصابع رافينا: v "اعتقد ان هناك فرصا تتحقق فيه الامنية ولم يحدث ان التقيت شخصا في وسعه ان يلقي بسحره مثلما تفعلين " v وفي هذه اللحظة ترددت اصداء رنين اجراس الباب في ارجاء الفيلا وزمجرة الرعد وتألق البرق في عيني ستيليو عندما راح كل منهما يحدق في الاخر. كانت عيناها تنذران بهجوم مباغت تردد صداه عبر عيني رافينا " v 7-ليلة العاصفة
v سأل ستيليو متجهما: | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:32 pm | |
| v " من يطرق الباب في مثل هذه العاصفة ؟" v ونهض واقفا عندما دق الجرس مرة اخرى واردف يقول: v " لابد ان اجيب على الطارق يا رافينا " v قالت: " بالطبع " v والتقت عيناهما وراودهما سؤال واحد فهز ستيليو كتفيه باستخفاف وخطا خطوات واسعة وارهفت رافينا سمعها علها تلتقط صوت الزائر حينما يفتح ستيليو الباب. وشعرت انها مذنبة فالاتهام الذي سيوجه لها ولستيليو بأنهما عاشقان. وان مارك جاء سعيا وراءها. وشخصت ببصرها نحو الباب حينما لاح لها شبح طويل بلله المطر وقد وقف عند المدخل وتحققت مخاوفها العميقة. v منتديات ليلاس v قال صائحا: " رافينا " v وكانت قطرات المطر تتساقط من فوق شعر مارك الاسود لتستقر على عينيه وطفقت نظراته تفحص جسمها النحيل الغارق في المقعد الواسع المكسو بالقطيفة. ولم تستطع رافينا ان تحرك ساكنا وتركزت عيناها على وجهه الصارم. لم تصدق عينيها في بادئ الامر ولكنها كانت حقيقة واقعة ان مارك جاء بحثا عنها . v سار الى الغرفة يتبعه ستيليو الذي بدا صبيا الى جوار مارك ونفر عصب في احد صدغيه عندما استدار ليواجه الرسام قال مارك بصوت بارد تشوبه مرارة الغضب: v " احب ان تقدم لي تفسيرا لهذا الموقف...ماذا تفعل زوجتي هنا؟ " v كسا المطر الشرفة ودقت الساعة معلنة الوقت كأنها تريد ان تنبه رافينا بأن مكانها في هذه اللحظة يجب ان يكون في بيتها وليس الاستكانة الى فنان فاسق. سألت مارك: v " ماذا تفعل هنا؟ هل رأني احدهم وانا اغادر الكازا مع ستيليو؟ هل جئت الى هنا لتأخذني بعيدا؟ " v رمقها بنظرة سوداء وقال: v " لا...تعطلت عربتي في مكان ليس ببعيد من هنا واعرف ان فابريزي لديه هاتف فجئت استأذن منه الحديث الى الكراج. ولم يكن لدي ادنى فكرة انني سأجد زوجتي مع السنيور " v مضت لحظة من لحظات الصمت التي تبدو فيها البراءة وكأنها اثمة ولم يقطع الصمت سوى صوت المطر المنهمر ولم تستطع رافينا ان تقاوم رغبتها في ان تختلس النظر الى ستيليو ولما حاول ستيليو الكلام بدت نبرته وكأنها تؤكد كل مظاهر الاثم. قال ستيليو: v " كان الجو شديد الحرارة والرطوبة فرأينا ان نقوم بنزهة في السيارة. انني السبب في دعوة رافينا الى المجئ الى هنا لتناول بعض المشروبات ولما وصلنا فاجأتنا العاصفة وحاولت ان اقنعها بأنه من الجنون قيادة السيارة عبر الجبال وسط هذا السيل المنهمر. لو ان العاصفة لم تحدث....." v قاطعه مارك قائلا: v " لكنت حملتها الى البيت دون ان اعرف انها كانت هنا بصحبتك " v ونظر الى رافينا بنظرات مبهمة مدركا انها كانت ستكتم ما حدث وعندما تقدم خطوة نحوها تراجعت والذعر يتملكها وكأنها تخشى ان يلمسها وقالت له بتحد سافر: v " هل نخلق من هذا الامر مأساه؟ احتسيت كأسا ولم يكن سوى مقو بالثلج " v ولمح مارك كأس التيوليب فوق المنضدة الواقعة الى جوار المقعد الذي تجلس عليه فالتقطها وراح يتشممها واعاد الكأس الى مكانه وسأل ستيليو: v " هل فرغت من رسم صورة زوجتي ؟ " v اجاب ستيليو: v " فشل الرسم فشلا ذريعا. ظننت في البداية ان رافينا موضوع سعيد يصلح للرسم ولكني الان عرفت انها امرأة تعيسة ولست استطيع ان انقل الى القماش حقيقتها. ليس في وسعي ان افعل المزيد من الرسم مثلما عجزت انت على ان تستحوذ على قلبها يا سنيور دي كورزيو " v واجه الرجلان كل منهما الاخر حينما تألق بريق ضوء عبر الغرفة فتطلع مارك اليه وقال ساخرا: v " هل تتصور انك استحوذت على قلبها ؟ انت تخدع نفسك يا سنيور. ان الرجل الذي يستحوذ على قلب رافينا بعيد من هنا. يمكنها ان تغفر له خطاياه والمرأة تستطيع ان تفعل ذلك من اجل الرجل الذي تحبه " v وتطلع ستيليو نحوها وبدت الحيرة في عينيه وقال: v " رافينا! " v قالت وهي تتطلع الى مارك: v " اريد العودة الى البيت. لن اخشى طرقات الجبل اتصل بالكراج هاتفيا ودعهم يصلحون سيارتك " v قال ستيليو بصوت حاسم: v " خذ سيارتي اليك المفاتيح سوف استأجر زورقا يحملني غدا الى الكازا لاجمع ادوات الرسم وسوف اعود بسيارتي الى بيتي " v وكان ستيليو يتحدى مارك في ان يقود السيارة اللوتس في خضم العاصفة ويخترق بها الطرقات التي تتعرض لانهيار التربة نتيجة للسيل المنهمر ثم انتقل ببصره الى رافينا وكانت عيناه جامدتين ولم تتفوه رافينا بكلمة. كانت واثقة ان مارك سوف يقبل التحدي اذ قال لستيليو: v " هل لك ان تعير زوجتي معطفا ؟ " v واحنى الرسام رأسه بالايجاب وغادر الغرفة ليحضر معطفا. وحرك مارك مفاتيح السيارة بيده وسأل رافينا: v " هل انت عصبية؟ " v وحملق فيها وبرق ضوء غريب في عينيه وقال: v " انا معجب دائما بشجاعتك الامر الوحيد الذي لا يمنع دهشتي هو ان فتاة لها مثل شجاعتك تقع في حب جبان " v وتوقف مارك عن مواصلة الكلام حينما عاد ستيليو وهو يحمل معطفا واقيا من المطر وكانت عيناه مضطربتين وقال:
v " سنيور الا تمكث هنا حتى تهدأ العاصفة. هناك طعام في الثلاجة " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:32 pm | |
| v امسكت رافينا المعطف وقالت: v " ستيليو عندما يصدر مارك قرارا لتنفيذ امر ما فلا احد يمكنه ان يثنيه عن عزمه. اذا سألت يا مارك...كلا لن اتوسل شيئا...." v وسارت الى الباب وبدت نحيلة وهي ترتدي المعطف الفضفاض الطويل وقالت: v " الا نذهب يا مارك؟ سرعان ما يهبط الظلام " v واستمر هطول المطر بينما اخذت عجلات السيارة تغادر ارض الفيلا وحدقت رافينا بنظراتها عبر النافذة التي راحت المساحات تزيل الماء اللاصق فوق سطحها وكان مارك يمسك عجلة القياة بثقة تامة ولم يتفوه بكلمه وانما كانت نظراته مثبتة على الطريق الممتدة امامه. وسار بالسيارة نصف ساعة توقف بعدها عند مكان يجاور ارضا مزروعة بالحشائش يقع تحت الجبال ثم استدار نحو رافينا وتلألأء الضوء على وجهه المشوه بالندوب وقال بوحشية: v " لا استطيع ان افعل ذلك " v وتطلع الى يديه اللتين تقلصتا على عجلة القيادة فبدت الحروق واضحة واستطرد يقول: v " سيكون من الجنون في مثل هذه الليلة " v وتركز بصر رافينا فوق وجهه وادركت اي ذكرى مخيفة تسيطر عليه بضراوة وتحول دون مواصلة قيادة السيارة فقد تذكر دريستي حينما وقع في شراك تحطم السيارة الاخرى. وفجأة جذب المعطف عنها فبدا جسمها صغيرا وضائعا في ثناياه وقال لها: v " يجب ان نمكث هنا قليلا. لا...تذكرت الان يوجد كوخ راع على مقربة من هنا. تعالي يمكننا ان نتناول عشاء من لحم الضأن المسلوق اذا اسعدنا الحظ" v وراحا يقطعان الحقل بسرعة تحت وابل المطر المنهمر وقد التفت ذراعه حول وسطها بينما كان المعطف يتطاير في الهواء. ثم توقفا امام كوخ يتكون من غرفة مستطيلة لها قبة مخروطية الشكل كالصنوبر وعالج مارك الباب فانفتح بسهولة. كانت النار خابية ولا يوجد اي قدر فوق v المدفأة وكشف وميض البرق عن وجود اريكة خشبية عريضة عليها ربطة من فرو الغنم وكرسي مستدير بثلاثة ارجل وهراوة مستندة الى الجدار وهبت الريح فاهتزت لها الهراوة وسقطت على الارض مما دفع رافينا لان تقفز بعصبية. v قال لها مارك: " ادخلي " v وهو يشعل عودا من الثقاب. وطفق يتجول في الكوخ المهجور ورأى شمعة في فتحة زجاجية فأشعلها وتطلعت رافينا الى مارك وقد وقف يحمي لهب الشمعة بيديه من تيار الهواء . v قال لها: v " اقفلي الباب " v قالت وهي ترتجف: v " هل تنوي المكوث هنا؟ " v تركها ليغلق الباب بنفسه ثم قال: v " ليس هناك بديل لذلك في الوقت الحاضر. انه مكان غريب يصلح لايواء اثنين في ليلة عاصفة كهذه. يمكننا ان نشعل النار...هل تخشين من وجودك وحدك معي في حين واتتك الجرأة للذهاب بالسيارة وسط العاصفة؟ " v " انني اخاف من وجود الفئران " v قال بابتسامة ساخرة: v " فئران الحقل لا تؤذيك " v وعثر على كوة في الجدار وضع فيها الشمعة التي راحت تلقي بضوءها على مارك وهو يسعى نحو المدفأة ليوقد فيها نارا وقال: v " الخشب جاف وسوف يحترق جيدا تعالي يارافينا سوف نتمتع بدفء عائلي قبل ان ينبلجنور الصباح " v ودس يديها المضطربتين في جيوب المعطف فلم يحدث لها من قبل ان انفردت تماما بمارك حقا انه زوجها ومع ذلك فهو الرجل الذي يجعلها تشعر بالخجل وتدرك انها امرأة وانتابها الوهن فاستندت بجسمها الى الباب الذي كان يهتز تحت وطأة عصف الريح. v قال لها مارك: v " لا تقفي هناك في مواجهة تيار الهواء تعالي رافينا " v امتثلت لامره وكأنها مسلوبة الارادة واحست بيديه تلمسان شعرها. v فقال لها: v " شعرك مبتل من المطر. سأشعل النار حالا " v وكانت خصلات شعره تنسدل مبللة فوق عينيه واحست باغماءة خفيفة وعندئذ ادركت ما يريد منها في هذا المكان الغريب الذي يقع في البراري وعندما بدأت ساقاها تتهاويان قام سريعا يرفعها الى الاريكة وارقدها فوق فروة الغنم وازاح خصلات شعرها من فوق جبينها وقال: v " حسنا...انا لست غاضبا منوجودك مع فابريزي انت طفلة مسكينة ممزقة الاعصاب " v " مارك..." v " ولا كلمة...استريحي قليلا حتى اشعل النار " v وتوجه الى المدفأة وبدأ في قطع الحطب وراح يبحث عن ورقة في جيبه يضعها تحت الحطب حتى تساعد على اندلاع النار ولمحت رافينا انه يسحب خطابا من جيبه ويطلق زفرة حارة من صدره ثم كوره ووضعه تحت الخشب واضرم النار فيه وبينما كان الخطاب يحترف سمعت الحطب يصدر طقطقة وكان مارك يحدق في اللهب المشتعل وقد ران عليه السكون. v فجأة استوت رافينة جالسة على الاريكة وارادت ان تعرف فحوى الرسالة التي كانت تحترق في المدفأة. سألته: v " مارك ما هذا الخطاب؟ ارجوك انظر الي واخبرني " v انتصب قوامه مشدودا وعندما استدار كان قناعا اسود اللون يكسو وجهه وقال بصوت خلا منه الدفء: v " غدا اخبرك " v " كلا اخبرني الان " v ونظرت الى النار التي تحرق الرسالة وحولتها الى رماد واحست بدقات قلبها تتدافع بسرعة وقال لها مارك بخشونة: v " انه خطاب مرسل الى رودري برينين ععرت عليه في غرفتك منذ فترة. خطاب لم تبعثي به اوردت فيه مقابلتك له يوم زفافنا. هل اردد على مسامعك كلماته؟ " v رفعت رافينا يدها وتحسست رقبتها وسمعت صوت مارك رقيقا تشوبه نبرة خطرة : v " احترق الخطاب ولكن الكلمات لم تحترق. كانت تقول...( ارغب في رؤيتك مرة اخرى وانا لست اسفة حتى لو غضب مارك ان تلك الساعات التي امضيتها معك ساعدتني على مواجهة موقف بالغ الخطورة ان روابط الحب بيننا تتطلب السرية التامة انني اتعلق بها كلما احسست انني اغرق في عمق الماء الذي اتردى فيه... ) صمت ثم اردف يقول: v " هنا توقفت الرسالة...لم تحاولي اتمامها هل شعرت بانك لا تتحملين ارسال خطاب اليه في حين كنت تتوقين دائما الى صحبته؟ ان الكتابة عن تلك الساعت التي امضيتها معه يوم زفافنا لابد انها عذبتك حتى انك كورت الرسالة والقيت بها ولم يتطرق الى ذهنك ان زوجك قد يعثر عليها فيلتقطها ويفضها من باب الفضول " v حدقت رافينا ببصرها الى مارك وادركت سوء الفهم الذي التبس عليه عندما قرأ عبارة ( تلك الساعات التي امضيتها معك ) كلمات تحمل معنى واحد عند مارك فقد ظن انها ورودري عاشقان. لابد من سبيل لنفي هذه التهمة ولكنها رأت صورة المررة التي ارتسمت على فمه وانه على استعداد لان يزدري اي شئ تقوله وانتابتها رجفة حينما زمجرت الريح حول الكوخ.
v فقال لها: | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:32 pm | |
| v " انا اسف ليس لدينا اي طعام نأكله او شراب نحتسيه وخير لكان تكوني جائعة من ان نتورط في حادث على طريق الجبل " v وبحث مارك في جيبه ةاخرج علبة تبغ واستطرد يقول: v " ان واحدة منها سف تصيبك بدوار..هل يضايقك ان دخنت لفافة؟ " v قالت بصوت يشوب نبرة اليأس: v " لا..يمكنك ان تدخن " v اخرج سيكاره واشعلها ونفث الدخان دون ان يرفع بصره عن عينيها ولم تحتمل قوة نظراته التي تحاول ان تقرأ ما يدور في عقلها وسارت الى المقعد المستدير ذو الثلاثة ارجل وسحبته قريبا من النار وجلست عليه وراحت تدفء يدها. قالت: v " انا لست جائعة انما اريد احتساء كوبا من الشاي " v وتصاعدت حلقات الدخان في الهواء وكأنها علامات تساؤل وقال: v " لانونا سوف تقلق علينا. اماذا لم تمكثي في البيت. كان في وسعي ان اعود الى البيت وحدي لكن الامر لا يهم كثيرا " v قالت رافينا: v " سوف تغامر بحياتك؟ " v هز كتفه باستخفاف وقال: v " ولن اغامر بحياتك يا عزيزتي! لا تنظري بانزعاج لست بصدد ان اعلن مدى حبي لك. انت صغيرة ودريستي كان صغيرا والحياة حله حتى لو امتزج اللوز المر بالقرنفل " v سألته : v " هل كان دريستي يشبهك؟ " v لم يسبق لها ان طرحت عليه هذا السؤال من قبل ولكنها الان تشعر بدافع قوي لان تعرف ذلك وتطلعت الى وجهها وبالرغم من الندوب الرهيبة التي تشوه وجهه الا انه بدا لها انيقا في ضوء النار المشتعلة. v هز رأسه بالايجاب: v " اجل كان يشبهني يجب ان اريك صورته " v وشد على شفتيه وهو يخرج محفظته ويفتحها ويسحب منها صورة صغيرة ويناولها اياها. وراحت تتفحص صورة الطفل ذي الشعر الاسود عيناه تتلألأن مرحا, وصفحة وجهه تعكس صورة وجه ابيه قبل ان يصيبه الحادث. وطفقت رافينا تتأمل الصورة فترة طويلة وراحت تكافح الدموع التي اوشكت ان تنهمر من عينيها. الان فقط اركت السبب الذي يدفعه الى البحث عن الفتاة القريبة من قلب رودري ليجبرها على الزواج منه هو . v منذ ان بدأت الحياة منذ امنا حواء ومنذ عهد هيلين كان على المرأة ان تدفع الثمن ففي وسعها ان تتذوق المرارة مع حلاوة الحب وعندما اعادت له الصورة تلامسة ايديهما وتذكرت انهما وحدهما في الكوخ . v قال له: v " يبو ان الريح بدأت تهمد في الخارج " v ولكن العاصفة كانت لاتزال تصفق الباب فابتسمت بعصبية وطفقت تهز كتفيها باستخفاف. v قال مارك: v " انت متعبة اخلدي الى النوم ان الاريكة تصل للنوم. هي خشنة ولكنها نظيفة " v لم تنهض رافينا من فوق المقعد وسألته: v " ماذا عنك يا مارك؟ انا مستريحةهنا بجوار النار " v قال: v " الحطب اوشك على ان يذوب وعندما تخمد النار سيزداد البرد في المكان وافضل ان تتدثري وانت نائمة فوق الاريكة. تعالي " v ومد لها يدها ليساعدها على النهوض فقالت له بتردد: v " لا يمكنك الجلوس على المقعد انه منخفض وانت طويل " v " سأكون بخير...النساء يتمتعن بنعمة القلق " v قالت: v " اننا نستطيع ان نجلس سويا على الاريكة " v توردت وجنتاها بحمرة الخجل وكأنها عروس في ليلة زفافها واستطردت v تقول: v " لا تستطيع ان تتجول في الكوخ طوال الليل لن يطرق النوم اجفاني وانا اراك لا تقوى على الرقاد " v قال ضاحكا: v " هل انت الانسانة التي تفكر فيََََّ ؟" v وفجأة انتصبت ورفعها بذراع واحدة واستطرد يقول: v " لا استطيع ان اقاسمك الجلوس على الاريكة فسرعان ما ينتابك الذعر وحتى الان مازلت عصبية من لمسة يدي " v ادخت رافينا قدميها في فروة الغنم لتشعر بالدفء والقى مارك بأخر قطعة من الخشب في المدفأة وفي هذه اللحظة انطفأت الشمعة وعلى ضوء النار v المشتعلة عاد وجلس الى جوارها وجذبها الى كتفه وراحا يتطلعان الى النار الذي اخذ لهيبها يخبو تدريجيا. وبدأت اصوات الريح تتلاشى بينما استغرقت رافينا في النوم ورأسها مستقر فوق كتفه العريضه وامضيا ليلة غريبة وعندما استيقظت رافينا عند الفجر وجدت نفسها بين ذراعي مارك ووجها يتمتع بدفء عنقه وظنت وهي نصف حالمة انهما ببرج الفارس ولكنها ادركت الحقيقة عندما افاقت تماما ورأت كوخ الراعي وبقايا الرماد في المدفأة . v تركت بصرها يعود ليستقر على وجه مارك الذي ان مستغرقا في النوم وقد استند بظهره الى الاريكة ولما كان البرد الشديد قد زحف الى الكوخ اثناء الليل فانه جذبها بذراعه وضمها الى صدره ليلتمس الدفء فلم تشعر بأدنى خوف منه. والان ادركت فقط كيف يكون الرجل غير محمي وهو في قبضة النوم. كان شعره مشعثا وذقنه التي كساها الشعر زرقاء وقوية وشفتاه صارمتان ووجنتاه تبرزان التجاويف تحتهما اما ندوبه فلم تنتقل الى ابه وانما ورث عنه الكبرياء والعناد. تملكها الذعر فأسرعت تسبل رموشها عندما شعرت بذراعيه تشتدان حولها عندها بدأ يستيقظ واطلق زمجرة واستدار بوجهه وهمس قائلا: v " يا حبيبتي " v لم يسبق له استعمال هذه الكلمة من قبل نفدت من فمه ناعمة تشوبها الالفة والمودة وعرفت انه نصف حالم ولا يتفوه بها انسان الا للمرأة التي احبها ثم فقدها. فتح عينيه وتطلع الى رافينا وفي الحال بدت فيهما نظرة الحارس الذي يذود عن املاكه وفجأة تبين المكان الذي يحيط بهما فأطلق سراحها بسرعة وانتفض واقفا على قدميه وقال: v " يا له من مكان كئيب هيا بنا يا رافينا المطر قد توقف وحان الوقت كي v نعود الى البيت " v تركت رافينا الاريكة ومدت ذراعيها امامها ثم قامت بتسوية شعرها بيدها وقال: v " اشعر بالفوضى في مظهري " v وطفق مارك يجيل ببصره عليها ولاح التجهم في شفتيه ثم قال: v " يبدو عليك وكأنك امضيت ليلة مضنية فوق سطح قرميدة " v قالت ضاحكة: v " انظر الى نفسك " v وسبقته الى مغادرة الكوخ لتستقبل هواء الصباح. رأت السنة من اشعة الشمس في الافق وسمعت الطيور تشدو على الاغصان. سارا فوق الحشائش المبتلة ووجدا السيارة مغطاة بقطرات المطر. مسح مارك الزجاج قبل ان يتخذ مكانه وراء عجلة القيادة ويستقر الى جوار رافينا واتجها صوب اشعة الصباح المشرقة. بدأت نسمات الفجر تهب عبر النافذة وبدت الزهور متفتحة وامتزج شروق الشمس بأمواج البحر ليصنعا معا لوحة رائعة التكوين وعندما سألها مارك اذا كانت تحب ان يكشف غطاء السيارة ابتسمت موافقة والتقطت انفاسها عندما اخذ الهواء يداعب شعرها المتطاير. انهما يستحقان مثل هذه الرحلة الصباحية بعدما اقتسما سويا ليلة غريبة امضياها في الكوخ الكئيب وناما على اريكة خشبية. v وفجأة رأى مارك شجرة اقتلعتها الرياح من ارضها تعترض الطريق فأوقف السيارة سريعا وكان من الواضح انه لابد من المرور بمحاذاة حافة الطريق الشديدة الانحدار اذا ما فكر في ان يدور بالسيارة حول الشجرة. ومال نحو رافينا وفتح له الباب المجاور لها وقال: v " من فضلك اذهبي وحدك سيرا على الاقدام لن اعبر بالسيارة حول الشجرة ومعي راكب " v " ولكن يا مارك...." v " لن اناقش الامر " v ودفعها خارج السيارة واستطرد يقول: v " سيري حول الشجرة وانتظريني على بعد خطوات منها " v قالت: v " انت السيد " v وامتثلت لامره. لم ينسى مارك حطام السيارة الاخرى والمخاطر التي اجتازها ولن يجرؤ على ان يجتاز مخاطرة اخرى. وعندما سارت رافينا
v واستدارت حول الشجرة تبينت ان المسافة التي ستعبرها السيارة بالغة الضيق وعلى مارك ان يجتازها بحذر شديد فقفز قلبها بين ضلوعها وراودتها الرغبة في ان تعود اليه وتتوسل له الا يخاطر بحياته وفي وسعه ان يترك السيارة مكانها ويغلق ابوابها ويطلب من ستيليو الحضور لاستعادتها من هذا المكان لكنها ما كادت تبدأ بالعودة حتى رأت مارك يدير محرك السيارة ويسير بها بين نهاية اغصان الشجرة وحافة الجبل . | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:33 pm | |
| v تسمرت قدما رافينا وبدت كالتمثال الاصم لا يتحرك منها شئ سوى شعرها الاحمر المتطاير وتوقفت انفاسها وهي ترى السيارة تنسل من الممر الضيق لتنطلق الى الطريق الواسع وتتوقف الى جوارها ويفتح مارك لها الباب وينظر اليها نظرات متسائلة ويقول لها: v " ادخلي " v وقفت جاحظة العينين ولم تتصور انه يخاطر بهذه الطريقة فانتابها غضب شديد هزها من رأسها الى اخمص قدميها قالت له: v " لماذا تشدني الى حياتك؟ اذا كنت ترغب ان تعيش مع اشباحك فلماذا لم تتركني مع جاردي؟ انه سوف يهتم بي " v " رافينا......" v وراحت تبتعد عن السيارة ثم بدأت تجري في كل اتجاه ولم تكن تكترث بما قد يحدث وسمعت وراءها صوت خطوات تقتفي اثرها واحست بحشرجة في حلقه عندما اطبق مارك على عنقها وامسك بها: v " رافينا...انني اسف لاني افزعتك " v القت بنفسها عليه وقالت: v " انت لم تفزعني ولكنك اريتني كيف يبدوزواجنا في صرة مسرحية هزلية ساخرة جوفاء. لم يكن شيئا غير ذلك...ليس هنالك حب ولا عاطفة لاشئ البتة سوى الذكريات التي التي نحياها..اوه...لماذا لا تتركني وحدي؟ هل تعرف يا مارك ماذا فعلت بي؟ هل يهمك ذلك كثيرا؟ " v هزت رأسها وانعكست اشعة اشمس على شعرها فبدا متألقا بينما كانت عيناها قد فقدت ظلالهما واستطردت تقول: v " عرفت الان الى اي مدى تهتم بي لن اغفر لك...مطلقا " v وتخلصت منه...وعادت الى السيارة واستقرت في مقعدها ولم تعد ترى زرقة السماء او المياه الفضية للمحيط ولم تكلف نفسها مشقة التطلع الى مارك وهو يتخذ مكانه بجوارها ليقود السيارة. كان وجها باردا ولم تعد شفتاها ترتجفان تملكها تحفظ بارد فلم ترغب في التحدث او حتى سماع اي حديث. واحترم مارك صمتها وهو يتخذ طريقة الى منزل السرو v مرت الايام بعد ذلك خاوية فلم يأت ستيليو الى البيت وخلال النهار كانت تقوم رافينا بجولة حول القرية وترتقي التل حتى تبلغ قمته او تستلقي في تكاسل على الشاطئ وتسلمت رسالة من جاردي واجابت عليها فوصفت له كاسيل مونتي باستفاضة ولكنها كانت مقتضبة في الكتابة عن حياتها مع مارك وسوف يعزو سبب اقتضابها الى خجلها الطبيعي وفي ختام الرسالة بعثت تمنياتها الطيبة الى رودري ولن تستطيع الكتابة اليه بعد تلك الرسالة التي وقعت في يد مارك. v ولم يحاول مارك الاشارة الى الرسالة الناقصة ثانية وكانت تدرك انه قرأها مرارا قبل ان يلقي بها في النار وانه يقتبس منها عبارات كتبتها كاملة من بينها عبارة ( تلك الساعات التي امضيتها معك ). كيف تستطيع ان تقنع مارك بأن الحديث وحده هو الذي ملأ هذه الساعات التي امضتها معه. v اتخذت رافينا طريقها الى مكتب بريد القرية لتبعث برسالتها وفي طريق عودتها للبيت مرت بمنزل جلست بباه سيدة ترتدي شالا اسود اللون وتصنع احدى شرائط الزينة فتوقفت لتبدي اعجابها بالشريط وسألتها ان كان بوسعها شراؤه..دعتها السيدة الى داخل البيت لتلقي نظرة على عينات مختلفة من صنع يدها فاشترت باقة جميلة وزوج من الاساور. وقالت المرأة ان اسمها فيرتيويللا وطلبت من رافينا ابتسامة ان تمكث قليلا وتتناول فنجان من القهوة معها وكان ارتياد طرقات القرية جعلها تشعر بالظمأ فجلست الى مائدة تكسوها المرأة بوشاح من الحرير الازرق وانطلقت المرأة بسرعة تجول مطبخها الصغير وتعو بالفطائر لتقدمها لرافينا فكانت لذيذة. v قالت رافينا: v " يجب ان تعلميني طريقة عمل الفطائر اعتدت طهو بعض الاطعمة قبل زواجي ويجب ان اعيد المحاولة ثانية وتحدوني الرغبة في غزو المطبخ في الكازا ولكن دونا جوكاستا تدير كل شئ وانا لا احب ان اتدخل في شؤنها" v وحدقت فيرتيويللا في وجه رافينا وانتابتها الدهشة لهذا النبأ الجديد ثم قالت ببطء: v " انت تختلفين عن سينيورا دوناتا فهي كانت تدير كل شئ ولم تحاول ان v تشتري مني احد الشرائط لتزين بها ثوبها بل اعتادت ان تشتري ثيابها من روما وكانت انيقة ومحبوبة جدا " v قالت رافينا بهدوء: v " رأيت صورتها كانت فاتنة " v قالت فيرتيويللا: v " كانت تبدو سيدة عظيمة " v واحست رافينا بنبرة ساحرة في صوت فيرتيويللا كما ان نظراتها كانت تدعو الى التساؤل وفتحت المرأة صندوك سكائر موضوعا فوق المائدة وتناولت علبة اوراق الكوتشينة: v " انها سيدة عظيمة مثلك هل تحبين ان اقرأ لك طالعك؟ " v وضعت فيرتيويللا الورق وانكفأت الصور على وجهها فوق المائدة فدق قلب رافينا وهي تقول: v " انت تعنين انك تريدين قراءة حظي؟ " v هزت المرأة رأسها بالايجاب وبدت في صورة امرأة غجرية بوجهها الذي لفحته اشعة الشمس وشالها الاسود الذي يكسو رأسها وكانت عينيها مسلطتين على وجه رافينا وقالت لها: v " الا تخافين من قراءة الورق ومما قد يكشفه لك؟ والا يراودك الشك فيما يقوله لك؟ " v هزت رافينا رأسها بالنفي وقالت: v " ابدا انا سلتية وهذا معناه اني لا اسخر من السحر واؤمن بوجود اشخاص لهم القدر على قراءة الغيب " v " اذن اقلبي ثلاثة ورقات لتبدو صورها امامي " v امتثلت رافينا لطلبها وقامت مضيفتها بفحص الاوراق وكان الهدوء يسود البيت الامن بعض الاصوات التي تأتي من حفيف الحطب الموجود فوق السطح وبين لحظة واخرى كان الاتان يرفس المربط وكأنه يتململ من صحبته واخيرا قالت فيرتيويللا: v " اه...هناك احتفال ينتظرك يا سنيوريتا. هل ترين؟ هناك مهرج في اول ورقة وقع اختيارك عليها وهو مستغرق في الضحك. اجل احتفال...وقت طيب لك " v ابتسمت رافينا وقالت: v " ربما يكون احتفال مادري روزاريا الذي سنقوم بمشاهدته " v " انت والسنيور..." v " اجل. انه يرغب في ان نذهب الى هناك هذا العام " v هزت المرأة رأسها ثم ركزت عينيها السوداوتين على الورقة الثالثة وكأن الوقة الثانية لم تثر اهتمامها كثيرا وتمتمت قائلة: v " هناك طائر بأجنحة سوداء..اه انه نذير نحسيا سنيورا! من المحتمل ان يعني....." v وتمهلت قليلا لتفحص وجه رافينا التي سألتها: v " ماذا يمكن ان يعني؟ اجوك اخبريني " v راحت فيرتيويللا تخلط الورق ثم قالت: v " اوه. وقت غير سار ربما اخبار سيئة..اوه..ولكن هذا مجرد تسلية ويجب عليك ان لا تأخذي الامر باهتمام بالغ " v وقفت رافينا وقالت وهي شاردة الذهن: v " ابدا...يجب ان اعود الى البيت..اشكرك على شرائط الياقة والاساور ستبدو جميلة على ثوبي الاخضر " وفي طريق العودة الى الكازا اخذت الافكار تطن في ذهنها حول ما قالته اوراق الكوتشينة وحاولت ان توحي لنفسها انها مجرد تسلية | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:33 pm | |
| v ولكنها ما كانت تقترب من منزل السرو حتى حلق طائر موحش اسود اللون في كبد السماء. كان نفس الطائر الذي رأته في الورقة التي قلبتها امام فيرتيويللا. وعندما دخلت فناء البيت وجدت مارك يقف في ظلال احدى فجوات المنزل ينفث لفافة تبغه فأسرحت نحوه وهي تمسك بالطرد الصغير الذي يحتوي على شرائط الزينة وقالت له: v " مرحبا " v وارادت ان يضع ذراعه حولها وان يطرد دفء رجولته البرودة التي تملكتها منذ لحظات وجيزة ولكنها كانت تشكو من البرودة نحوه لعدة ايام مضت ولم يبذل اي محاولة لكي يلمسها .منتديات ليلاس v سألها: v " اين كنت؟ " v " ذهبت الى القرية واشتريط بعض شرائط الزينة " v واحست بشئ يعتصر حلقها ويخنقها وبدا لها انه يدرك حاجتها الى الراحة ثم استطردت تقول: v " اشتريتها من سيدة تدعى فيرتيويللا جلست معها واحتسينا فنجان من القهوة " v قال وهو ينفض رماد السكارة: v " حسنا انا سعيد لانك اقمت علاقات صداقة مع بعض الناس " v ارخت رافينا جفنيها واحست بالدموع تطفر من عينيها فدخلت وعبرت v الصالة التي تؤدي الى درجات السلم وفي هذه اللحظة لم يبدو لها منزل السرو غريبا عنها او وحيدا فوق الجبال! " v 8- خيانة في العيد v كانت اشجار الكروم مثقلة بعناقيد العنب وكان عصيرها حلوا ولكن رافيناه احست بمرارة عندما تذوقته لان العناقيد لم تكن معدة بعد لعصرها. v منتديات ليلاس v الجميز اينع فوق الاشجار وحدائق الليمون تفوح برائحة نفاذة كل شئ مفعم بالحياة يحمل رافينا على الهروب الى المغارة حيث تقرأ كتابا او ترطب اصابعها في النافورة وتتأمل مليا في المستقبل. واحيانا تمر بها ساعات تستمتع فيها بوحدتها قبل ان يقطع عليها خادم خلوتها ليدعوها الى تناول طعام الغداء او تناول الشاي مع زائر. وعندما تأتي زوجات شركاء مارك في العمل لزيارتها كن يلمحن لها انها تمتلك المقدرة على ان تسوس قياد رجل قهار مثل مارك وكانت تضحك قائلة: v " انني لا اقوى على ان اسوس مارك والا كنت مثل الهرة الصغيرة التي تحاول ان تروض نمر " v وكانت بعض النسوة يسألنها: v " وهل تطرق حديثه معك الى الكلام عن دوناتا؟ كانت فتاة جميلة ولكنها لم تكن هرة صغيرة " v ولم تشهد دونا جوكلستا مثل هذه الزيارات التي كانت تطرح فيها النسوة مثل هذه الاسئلة ولكنها كانت تحب ان تسمع مادار في هذه اللقاءات وتدعو رافينا من حيت لاخر الى صالونها لتتناول معها كأس من الشراب. v وفي احدى المرات كانت تهز كأسها وهي تستمع للحديث الذي دار بين رافينا وضيوفها ونظراتها مسلطة عليها ولكن رافينا هربت من نظراتها ليستقر بصرها على الشراب الذي يتراقص في كأسها وانتابتها رغبة مفاجئة في ان تمتطي جوادها وتنطلق به. اسرعت الى غرفتها بعد ان ودعت دوناجوكاستا وبدلت ثيابها وارتدت سروالا وقميصا وعقصت شعرها وطوته تحت قبعتها وبعد عشر دقائق امتطت صهوة جوادها وانطلقت الى رحاب الشمس التي كانت لا تزال تفيض على الكون بأشعتها. v كانت هذه الايام حارة وطويلة ولكن الريح كانت دائما تهب عبر السهل الواسع المعشب المطل على البحر وكان من دواعي البهجة ان يرتاض المرء بجواده ليتنسم الهواء النقي واحست رافينا ان الجواد يطير بخيلاء تحدوه سعادة لا تقل عن سعادتها وهو ينطلق الى رحاب الهواء الطلق حتى بلغا حدود السهل وعلى حين فجأة طارت قبعتها من فوق رأسها وكان لزاما عليها ان تترجل لتستعيدها ولكن الهواء حمل القبعة بعيدا حتى استقرت عند اكمة حشائش تقع على حافة المنحدر الصخري الشاهق وعندما انقضت على القبعة تمسكها بيدها لمحت عند المنحدر رجلا وفتاة يتجاذبان الحديث وكانت الفتاة ذات شعر اسود اللون يتطاير مع نسمة الهواء وتتحدث باهتمام شديد معه وفجأة احاطت عنقه بذراعيها ودفنت وجهها في وجهه ولم يدفعها عنه وانما اخذ يضمها الى صدره . v كان العشب يبدو اطول من الاثنين فركعت رافينا وراحت تحدق فيهما بعينين شابتهما برودة الثلج انها تستطيع ان تتعرف على الرجل في وسط اي زحام ولا يمكن ان تخطئ شخصيته وهو واقف مع الفتاة. نهضت رافينا وابتعدت وتذكرت اين رأت الفتاة التي كانت بين ذراعي مارك انها الفتاة الحافية القدمين التي شاهدتها في المطعم حيث قامت على خدمتهما بتقديم اطباق السردين. احنى الجواد رأسه يلتهم العشب وحينما اراحت رافينا رأسها على سرجه ادار رأسه ووهبها نظرة حنان وكأن بهجتها الموؤدة انتقلت اليه. v لم يكن شعورا بالغضب او بالصدمة هو الذي انتابها وانما شعور بالحزن لأن مارك اجبرها على الزواج منه بينما كان في وسعه ان يجد سعادته او ربما يستطيع ان ينسى ماضيه مع فتاة من بنات اهله ولدت وترعرعت هنا وتحب الجزيرة كما يحبها هو وتعرف تقاليد اهل ساردينيا وعاداتهم . v تنهدت رافينا وتنهد جوادها بدوره وادارت رأسه ليتخذ طريقه الى الكازاتشيبريسو عائدة الى المنزل مرورا بحقول الكروم واعتذرت عن الهبوط لغرفة الطعام لتناول الغداء وعللت اعتذارها انها تناولت بعض عناقيد العنب الفجة فأصابتها بألم خفيف في معدتها. v ترك مارك ربطة عنقه غير معقودة واقترب من فراشها وانحنى عليها وتحسس جبينها بيده وقال لها: v " انت تعانين من حمى خفيفة سوف استدعي لك الطبيب " v اجفلت وقالت: v " لا ارجوك لا تفعل يا مارك سأشعر بتحسن حالا. كل ما في الامر انني لا اشعر بأدنى رغبة بتناول الطعام " v قال مقترحا عليها: v " ربما وجبة خفيفة تناسبك " v هزت رأسها بالرفض لانها لم تكن تشعر بادنى شهية للطعام وكانت كل ما رغبت فيه هو ان يدعها وحدها والقى المصباح بضوءه عليها فبدت رافينا ضائعة وحزينة. v سألها: v " هل ترغبين في ان امكث بجوارك؟ " v ندت من فمها كلمة: v " لا...لا...سأكون بخير " v " ما بك يا رافينا؟ " v تطلعت اليه فرأت ربطة عنقه المحلولة وشعره الاشعت وبدا لها كأنه كان مستعجلا في ارتداء ملابسه وشعرت بطعنة نجلاء تخترق ظهرها عندما ابدى رغبته في المكوث معها وودت لو ابدت له احتقارها لرغبته في الوقت الذي يكرس فيه كل افكاره واشواقه للفتاة الاخرى . v قالت له: v " اريد ان انفرد بنفسي...اشعر بألم خفيف "
v " لانك تناولت الحصرم ؟" | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:33 pm | |
| v اشاحت بوجهها عنه ولكنه جلس الى جوارها على الفراش وامسك برأسها المتوج بالشعر الاحمر وانتشرت خصلاته فوق الوسائد البضاء وتلألأت عيناها الخضراوان وسط امتقاع لون وجهها. v سألها: v " لم كل هذا العبوس؟ هل قالت لانونا شئ اثارك؟ لدي انطباع بأن وشائج الصداقة بدأت تربط بينكما " v " هل من الضروري ان اقدم لك تفسيرا لكل حالة نفسية امر بها؟ الا تدعني انعم بالهدوء؟ " v " انت في حالة نفسية غريبه وهذا ما يقلقني يا رافينا " v " لا تبالي البتة يا مارك ولا تفسد طعام غدائك بأمري " v شاهدت نظرة عتاب في عينيه وتساءلت هل يجرؤ على ان يعاتبها؟ v توسلت اليه قائلة: v " اتركني وحدي انا...انا لا احتمل ان يلمسني احد الليلة " v سألها بهدوء: v " ايهما تكرهين اكثر...ندوبي ام قبلاتي؟ " v وشعرت مرة اخرى بطعنة من الالم تخترق جسمها وارتسمت صرخة v مكتومة على فمها سرت في اوصالها فأطلق مارك صراحها وتركها ترقد ساكنة فوق الفراش ثم غادر غرفتها الى غرفته واغلق الباب وراءه بهدوء. ولم يقم بزيارتها ثانية وبعد نصف ساعة جاءتها صينية عليها شريحة من البطيخ وقطعة لحم وبطاطا والى جوار كل هذا رأت ورقة مطوية واحست رافينا باهتزاز اصابعها وهي تقوم بفضها فقرأت: v { استدعيت في مهمة عمل وارجو ان اعود في نهاية الاسبوع مع موعد الاحتفال بعيد مادري روزاريا ربما نكون حينئذ في احسن حال . مارك } v حدقت رافينا في الخط الاسود الفاحم الواضح وضوح الفتاة ذات الشعر الاسود الفاحم التي كانت في احضان مارك وبهدوء سحقت الورقة كان يعلم تماما ان زواجهما يشوبه التوتر الحاد ومع هذا اجبرها للرضوخ لرغبته ورغم الشك الذي راوده في علاقتها برودري فانه هو السبب في ان حياتهما لا تطاق. تناولت طعامها دون ادنى احساس بمذاقه ثم جلست اتجاه النافذة وراحت تتطلع الى القمر وهو يعتلي قمة اشجار السرو وكانت اشعته الفضية والنجوم المتلألأة تغسل صفحة السماء كما تعني هي وحدتها !!! · * * * * * * v استيقظت رافينا في صباح يوم العيد يحدوها الاحساس بالاضطراب والامل الذي يخالج كل شابة. انها سوف تستمتع بيوم كامل تهرب فيه من الكازا....يوم كله مرح وانطلاق. عاد مارك متأخرا في الليلة التي تسبق يوم العيد واستطاعت ان تسمع حركاته في الغرفة المجاورة لغرفتها وهو يفتح الدولاب ويسقط حذائه ربما نتيجة اضطرابه بقدوم اليوم التالي. v اخذت رافينا حماما وساعدتها وصيفتها في ارتداء ثوبا اخر من اثواب الجدة ديمليزا وكانت الوصيفة فرحة بالعيد وعلمت رافينا منها ان القرية بأسرها تنطلق الى التلال في هذا اليوم. كل اسرة تركب عربة مزينة اروع زينة ومزدانة بالشرائط الملونة وحت الاتان يكون مكسوا بالورد. v ابتسمت رافينا وقالت: v " اظن انه احتفال ديني " v " اجل يا بادرونسيتا. تتقدم صورة مادري روزاريا الموكب الذي يحمل المشاعل بينما يقوم الكاهن بتوزيع البركات على كل انسان ثم يبدأ المهرجون بأداء العابهم النارية على انغام الموسيقى . v ارى مدى لهفتك يا روزيتا على الذهاب الى هناك. هل سيذهب صديقك معك؟ " v توردت وجنتا روزيتا بحمرة الخجل وخفضت جفنيها وقالت: v " تونيو سيصحبني معه على ظهر جواده انها الطريقة التي يذهب بها المحبون الى الاحتفال " v قالت رافينا: v " ياله من تقليد جميل " v ثم فتحت صندوق مجوهراتها وتناولت صليبها ووضعته على صدرها فوق بلوزتها البيضاء ولاحظت وجود قرط كانت نادرا ما ترتديه اخذته وامرت روزيتا ان تقف ساكنة حتى تثبته في اذنيها فزاد تورد خدي الفتاة وهي تقول: v " بادرونسيتا....هذا القرط لي انا؟ " v " اجل..كم هو جميل في اذنيك. والان انطلقي واستعدي للذهاب الى الاحتفال مع صديقك تونيو " v امسكت الفتاة بيد رافينا وراحت تقبلها وقالت لها: v " انت طيبة القلب..انني سعيدة الحظ لانني اقوم بخدمتك يا بدرونسيتا " v " انطلقي الان ولا تجعلي صديقك يطيل انتظاره "
v وهزت الفتاة رأسها لتشعر باهتزاز القرط المتلألئ في اذنيها وبابتسامة سعيدة اسرعت تغادر الغرفة وعندما ثببت رافينا الصليب حول عنقها تساءلت لماذا لا يحدوها الاحساس بأن تكون خالية البال مثل وصيفتها التي انطلقت الى الاحتفال بصحبة شاب يحبها. | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:33 pm | |
| v كان الهدوء يسود الغرفة المجاورة وحدست ان مارك هبط الى الدور الارضي لتناول طعام الافطار وشعرت بطعنة الم لأنه لم يأت لرؤيتها وهي ترتدي ثوبها الجميل الذي قدمه لها. راحت تتأمل نفسها في المرآة الطويلة المثبة في الخزانة وحاز مظهرها على اعجابها. كان الثوب اخضر اللون بحافته اهداب قمحية اللون تلائم بشرتها اما شعرها فقد عقصته في تسريحة بديعة واشرأب عنقها من بين ثنايا فتحات البلوزة وتألقت عيناها بخضرة الجواهر وبالرغم من تجاهل مارك لها والاضطراب الذي اجتاحها الا ان عزمها اقر على الاستمتاع بكل لحظة من لحظات الاحتفال. v وتساءلت: هل تتوقع وجود ستيليو في الاحتفال؟ افتقدت مداعباته وتمنت ان تراه. وبشعور اشبه بشعور فتاة تعيش في اوائل القرن جمعت اطراف ثوبها في يدها واتخذت سبيلها وراحت تهبط درجات السلم ولم تقابل احدا في طريقها فالخدم نالوا اجازة للمشاركة في الاحتفال مما اشعرها بأن v منتديات ليلاس v الكازا اصبحت مهجورة. عبرت رافينا البهو ودلفت الى غرفة المعيشة حيث وجدت طعام افطارها معدا على المائدة...القهوة, والخبز, والعسل وتساءلت وهي تحتسي القهوة الى اي مكان توجه مارك الان..ربما يكون بصحبة لانونا التي ذكرت في الليلة السابقة بأنها كانت تحرص على مشاهدة الاحتفالات ولكن عظامها الان لم تعد تساعدها الان على مغادرة المنزل. v انتاب رافينا القلق فلن تستطيع المكوث اكثر في الكازا فانطلقت الى الفناء حيث وقفت تستمتع باشعة الشمس وراحت تتناول قطعة من الخبز المقدد عليه طبقة من العسل وبينما كانت تمسح شفتيها تناهى الى سمعها صوت حوافر حصان تقعقع في الارض ولاح الجواد ادونيس في الفناء وعلى ظهره مارك. v هز الجواد عرفه وبرزت عضلاته تحت سرجه المصنوع من الجلد الاسود وكان مارك يرتدي بنطلونا قصيرا اسود اللون وصديري مطرزا فوق قميص مكشكش واكدت حافة قبعته تألق عينيه. كان يبدو في كل شبر منه واحدا من اهالي سردينيا او فارسا متكبرا ينطلق للصيد بصحبة الصقور وكلاب الصيد. v قال مارك لرافينا: v " تعالي اصعدي واجلسي امامي فوق الجواد " v لم تكن هذه هي المرة الاولى التي تشدها عيناه وتسحرها وبحركة قوية رفعها واجلسها امامه واقشعر بدنها قشعريرة خفيفة مقترنة بسرور خفي وامسك بها بشدة بينما اخذ الجواد يبارح الفناء لينطلق الى عرض الطريق. وبعد لحظات اصبحا ضمن الموكب المرح الذي كان يسلك طريقه متجها الى الجبال حيث كنيسة مادري روزاريا وكانت البغال محملة بأكوام من الفراش والاطفال الهازجين والعربات المطلية باللونين البرتقالي والازرق. تطايرت اشرطة الزينة في الهواء وامتطا العشاق الجياد العربية الذين راحوا يطلقون اصواتهم بالغناء على انغام الات الاكورديون v كان المنظر كالحلم الجميل ورافينا تبدو كالطفل المأخوذ الذي لا يجرؤ على الحديث او الحركة خشية ان يتبخر سحر الحلم وشعرت بمارك يختلس النظر اليها ولم تقو على التفكير في الايام الثلاثة التي امضاها بعيدا عنها فكانت مأخوذة بسحر اللحظة التي تعيش فيها. وتطلعت اليه وغط رأسها بوشاح حريري تتقي به حرارة الشمس وقالت له: v " المنظر بديع اليس كذلك؟ انظر الى هؤلاء الصبية الاربعة الذين يمتطون البغال وهذه المرأة التي تحمل الطعام فوق رأسها...على فكرة يا مارك v نسينا احضار الطعام لنا " v وضحك مارك وبدا خالي البال مرحا ولم تستطع ان تمنع دهشتها من رؤية هذا التألق الذي لاح في عينيه وقال: v " قدمت زوجين من الغنم للحفل الذي سيقام هذا المساء واما عن طعام الغداء فاننا سنجد العديد من الناس الذين سيسارعون الى تقديم الفطائر والجبن والفاكهة ولا ادري كيف سنأكل كل ما سيقدمونه لها " v ازدادت عيناها عمقا وسوادا عندما راح يتفرس في رافينا ثم اردف يقول: v "لم اشهد الاحتفال منذ مدة واخشى ان يغمرنا الناس بكرمهم " v وبينما كان مارك يتحدث الى رافينا اطلت مرأة من عربتها وقالت: v " انه حدث جميل ان يشاركنا البادرون وزوجته هذا العام فالتبارككما مادري روزاريا " v " وانت ايضا يا سنيورا وزوجك الطيب واولادك الصغار " v واحست رافينا بذراع مارك وعندما تطلعت اليه رأت في وجهه هذا الجمال الاسمر الذي اشارت اليه السيدة فيرتيوللا يوم اشترت منها اشرطة الزينة اذ قالت: v " انه اشبه بأمير بل رجل تعشقه الفتيات! " v واليوم يبدو مارك للمرة الثانية وهو يرتدي الثوب السردي وعيناه فرحتان بين موكب الاطفال والجمال المتوحش للجبال كما رأت فيه رجلا لا يتحرق الى الانتقام لنفسه فرفعت يده المكسوة بالندوب في ايماءة تنم عن عاطفة وكأنها تريد ان تخفف من ذكرى الالم الذي اعتصر عظامه وبشرة يده التي احترقت ولم يتبادلا الحديث ثانية حتى توقف الجميع لتناول طعام الغداء في مكان يقع عند منصف الطريق المؤدي الى الجبل وما كاد مارك يرفعها من فوق الجواد ويهبط بها الى الارض حتى احاط بها العديد من افراد العائلات الذين راحوا يقدمون لهما الوانا من الطعام. انها نزهة تتسم بالمرح جلسا على العشب وراحا يلتهمان الخبز مع شرائح اللحم والزيتون الاسود ويحتسيان كوؤس الشراب وكانت الاغاني تتردد على انغام الموسيقى عندما حان الوقت للعودة سارا | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:33 pm | |
| v الى حيث كان يقف ادونيس بجوار الجدول وشعرت بيدي مارك تكتنفهما قسوة خفيفة فندت منها صرخة قائلة: v " مارك! " v قال لها: v " ايتها الساحرة الصغيرة عيناك في خضرة اوراق الشجر يتلألأ فيهما سحر يحطم قبضتي او يحيلني الى تمثال اصم " v تلاحقت انفاسها عندما جذبها بعيدا عن الجواد واختفى بها وراء صخرة كبيرة تتاخم الجدول وهناك اجفلت وغطت عينيها بيدها ومال مارك نحوها وارتكز بمرفقه على الصخرة وراح يتطلع اليها وتهدلت خصلات شعره الاسود فوق عينيه حيث تألق فيهما حيوية الشباب المتوحش وقام بحل جدائل شعرها واخذ يلف خصلاته حول عنقها الابيض وسألها عن رودري من جديد فقالت مدافعة: v " هذا موضوع ليس له مكان في يومنا هذا ارجوك انسى امر رودري وانا سأنسى امر تلك الفتاة " v وتوقفت عن مواصلة الحديث عندما ضاقت عيناه وازدادت حده وسألها: v " اي فتاة تقصدين ؟ " v قالت: v " انت تعرف ما اعنيه. الجميع شرعوا في الاستعداد للرحيل وخير لنا ان نرحل معهم " v القت رافينا نظرة متعجلة على وجهه المتجهم وحينما خطا خطوة واحدة اخذت في الدوران حول الصخرة هاربة منه وسارت حيث كان يقف ادونيس وكان الناس مستعدين لقطع نصف المسافة المتبقية التي تؤدي الى الكنيسة فوق الجبل وكانو يرددون ان الريح وحدها هي التي تدق اجراسها وبلا تفكير اسرعت نحو الجواد ووضعت قدمها على الركاب وسمعت صرخة عاجلة: v " رافينا..." v ظنت انها صرخة غاضبة فأمسكت بعرف ادونيس ليساعدها على امتطائه عندها تراجع الجواد الى الوراء ليلقي بها عن ظهره وقد تعلقت قدمها بالركاب وشعرها اللامع يتجرجر على الارض. تعالت الصرخات تنبه الى الخطر المباغت فأسرع مارك الى الجواد الذي ارتفعت ساقاه الاماميتان عاليا فأمسك باللجام ليكبح جماحه ويهدئ من روعه وفي الوقت نفسه سارع شاب لانقاذ رافينا التي كانت تعض شفتيها من شدة الالم. v اطلق مارك صراح قدم رافينا من قبضة الركاب ولم تستطع ان تكتم صرختها من الالم الذي نجم عن التواء كاحلها فناولها البعض قليلا من الشراب وقام البعض الاخر يغمس قطعة قماش في ماء بارد ثم عصبوا بها الكاحل. ابعد مارك خصلات شعرها عن وجهها الشاحب ثم قال: v " سأعود بك الى البيت " v امسكت بذراعه وقالت: v " لا..انني اريد ان احضر العيد " v قال غاضبا : v " عيد سعيد " v بينما كانت الوجوه تطل من فوق كتفه تمتمت امرأة تسأل البادرونسيتا ان تركب معها ومع اطفالها عربة العائلة. حاولت رافينا ان ترسم ابتسامة فوق شفتيها المرتجفتين ثم قالت: v " ارجوك يا مارك تخلص من الاضطراب الذي يكسو وجهك انت تخفيني اكثر مما فعله ادونيس بي " v قال: v " كان يمكن ان يسحقك الجواد بحوافره. ماذا كنت تحاولين عمله؟ هل كنت عازمة على الهروب ثانية! " v عضت شفتها وقالت: v " مارك...كل واحد منا يعترض طريق الاخر " v " هل تعترضين طريقي؟ " v حدثته بعينيها الخضراوان قائلة: v " اذا كنت ترغب في ان اقول لك نعم اذن هي نعم " v قال مارك: v " يوما ما سوف اصفعك يا رافينا " v وكان احدهم يعرف الانجليزية فأطلق ضحكة خافتة كسرت حدة التوتر الذي ساد الموقف فرفعها مارك فوق ذراعه وحملها الى عربة يقودها اتان هزيل تتطلع من فوقها روؤس اطفال صغار دفعتهم امهم جانبا قائلة لهم: v " افسحو المكان للسنيور " v وقدمت بطانية لتجلس عليها رافينا ثم اردفت تقول: v " ضعي قدمك فوق هذه الوسادة..يا سنيورا " v ابتسمت رافينا في وجه الاطفال الاربعة وقالت: v " شكرا انتم اكثر طيبة مما كنت اتصور " v وراحت رافينا تتطلع الى وجه مارك وبعد بضعة كلمات تبادلها معها استدار وسار الى حيث يقف ادونيس الذي نكس رأسه نحو الارض ورأته يعتلي السرج وعندما جالت ببصرها في العربة رأت طفلة صغيرة ترفع يدها الى وجنتها وكأن عيناها تسألان رافينا سؤالا فأجابتها برقة: v " السنيور...زوجي جرح وجهه في حريق " v قالت الطفلة: v " مسكين وجهه "
v واشاحت رافينا بوجهها عندما احست بالدموع تكاد تطفر من عينيها وطفقت تقول لنفسها: اوه يا مارك اريد ان افهم السبب الذي يشدنا الواحد للاخر والدافع الذي يدفع الواحد الى الابتعاد عن الاخر! . | |
|
| |
ملاك الطيف المراقبة العامة
عدد المساهمات : 14130 تاريخ التسجيل : 20/01/2011
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:34 pm | |
| يسلام عليك رويات وقصص متسلسلة روعة
سلمت الايادي ودايما في تالق مستمر وانتظار مهو جديد منك تقبل احترامي وتقديري | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:36 pm | |
| v اخذ الاتان يسعى ويرتقي الممرات في الارجاء دقت الاجراس التي نصبت في برج الكنيسة . v قالت ام الاطفال الاربعة: v " اوشكنا على الاقتراب من الكنيسة " v ولاحت لهم جدران الكنيسة والبرج المخروطي الشكل والابواب المفتوحة ورأت رافينا جوادا اسود اللون فوق التل وفارسه جالسا على ظهره في هدوء تام يقف وحيدا تكتنفه العزلة وقد نأى بعيدا عن ضجيج الموكب ودقات الترحيب التي تعلنها الاجراس. تساءلت رافينا وهي تراقبه فيم يفكر هذا الفارس وهو جالس هناك هل يفكر في اخر مرة شاهد فيها الاحتفال ام المرة الاولى التي حضر فيها لاحتفال بصحبة دوناتا لابد انهما جلسا سويا فوق السرج وهما يرتقيان الطريق المؤدي الى الكنيسة ولابد انه كان يهمس لها على انغام دقات الاجراس: احبك يا دوناتا...سأحبك دائما. وفجأة ادار رأس جواده واقترب من العربة التي توقفت عند جانب الطريق وقال: v " مرحبا بك في كنيسة مادري روزاريا. سندخل فيما بعد لنشعل الشموع. اخبرني كيف حال كاحلك؟ " v انزلق مارك من فوق الجواد وبادر الى مساعدتها على مغادرة العربة وسمعا سويا صوتا هادئا يقول: " هالو.. " v التفت مارك نحو صاحبة الصوت فوجد الطفلة الصغيرة تتعلق بالتنورة الحريرية التي ترتديها رافينا فابتسم لها وقال: v " يجب ان اخذ السيدة معي! " v فاهتزت الابتسامة على شفتي الطفلة وقالت: " أوه.." v مال بجسمه على الطفلة ولمس برقة خدها وقال: v " انت ترين يا صغيرتي ليس معي احد يشاركني الاحتفال بالعيد سأكون وحيدا عندما يطلقون العابهم النارية " v " ليس عنك اطفال يا سنيور؟ " v " لا..ليس عندي اطفال ولكن السنيورة زوجتي تريد ان تشاركني مشاهدة الالعاب النارية هل تسمحين لي بذلك؟ " v ابتسمت الطفلة الصغيرة وهزت رأسها بالايجاب وتركت يدها التي كانت ممسكة بالتنورة الخضراء وحمل مارك رافينا وحينما تطلعت اليه وجدت v الابتسامة غامضة من وجهه وتحولت الى كآبة. لا شك ان الامر لا يمكن تجنبه كان وجود طفلة ساحرة لابد ان تذكره بابنه الذي فقده وعندما لوح بيده عادت النظرة المظلمة الى عينيه وقال: v " تعالي...يجب ان نجد مكان نمضي فيه الليلة ونقيم فيه الفراش حتى يدرك الاخرون اننا حجزنا مكاننا. هل تعرفين انه من الضروري ان نمضي هذه الليلة في احضان التل؟ " v هزت رافينا رأسها بالايجاب ورأت المصابيح بدأت ترسل اضواءها ودقات الاجراس راحت تدوي وتتردد اصداءها فوق الجبال وتلمس كل قلب بلمسة ساحرة وبعد قليل سوف تشتعل الاف الشموع فتبدد الظلام الذي يسود مدخل الكنيسة ولابد من مرور موكب حاملي المشاعل الذي تتقدمه صورة مادري روزاريا ويحملها احدهم عاليا حتى يتاح للجميع رؤيتها وسوف تخترق الالعاب النارية كبد السماء وتقام الموائد وتعزف الموسيقى. v كانت التلال شاهقة الارتفاع حتى لامست قممها النجوم التي كانت اضواءها تتألق في عيني رافينا. v 9- المكتوب...هو المكتوب v تطايرت الالعاب النارية وانفجرت ثم امطرت وابلا من الاضواء الملونة على الوجوه المشرئبة دهشة وكان الشواء محملا في اسياخ تتقلب فوق فحم متأجج بالنار. وكان الاطفال يمرحون وهم ممسكون بالبالونات بينما اخذ بائع متجول يعرض على الجماهير الحلى الصغيرة وقام اخر ببيع الدمى المكسوة بالثياب في حين وقف غراب اسود على كتف غجري وراح يلتقط اوراق الكوتشينة من رف صغير وحينما قرأ الغجري المستقبل لاثنين من الفتيات انفجرتا بالضحك .منتديات ليلاس v وانهمكت رافينا في التطلع الى كل شئ حتى كادت تنسى الم كاحلها كانت ترتدي ثوبا تقليديا جعلها تشعر بأنها مثل هؤلاء الفتيات الضاحكات وكانت ذراع الرجل السردي تحيط بوسطها فانتابها الاضطراب ازاءبالسعادة التي تشبثت بها كما يتشبث هؤلاء الاطفال ببالوناتهم الملونة التي قد تتعرض لشرارة فتنفجر. v سألها مارك: v "هل تأخذين حلية صغيرة او دمية او ترغبين في معرفة المستقبل يمكنك ان تنالي الثلاثة اذا شئت " v قالت مبتسمة: v " الحلى الصغيرة لا تناسبني وعرفت مستقبلي ولكنني اظن انني اريد دمية" v اومأ مارك للبائع للمجئ لأن رافينا سوف تضطر الى ان تمر وسط الجماهير لتصل اليه وعندما وصل اليهما البائع اختارت دمية ترتدي ثوبا قرمزي اللون الصدر مطرز والتنورة مكشكشة وشريط زينة رفيع الثنية. v قال مارك: v " اعطني الدمية ذات الرداء الوردي ايضا " v والتقطها وناولها لرافينا ثم اردف يقول: v " هذه الدية للطفلة الصغيرة ذات العينين الكبيرتين ربما نراها ثانية بمحض الصدفة " v شعرت رافينا بالسعادة لان تجد مارك يتذكر صديقتها الصغيرة التي كانت تجلس معها في العربة. ةاخذت تتأمل الدمى بينما كان مارك يدفع ثمنها. v سألها مارك: v " قلت انك عرفت مستقبلك من اخبرك بحظك؟ " v قالت: v " انها امرأة تعيش في القرية تدعى فيرتيويللا " v " تقولين فيرتيويللا ! آه تلك المرأة التي هجرها ابنها ماركو راعي الغنم ابن الثمانية عشر ربيعا الذي ضجر من حياته وانضم الى عصابة قطاع الطرق بغية رغد العيش " v " الا تستطيع فعل شئ لمساعدته ؟ ان امه امرأة طيبة تعمل بجد وقلقة على ابنها " v " يجب ان يترك ماركو العصابة قبل ان يمد المرء يده لمساعدته ويتكفل بأمره. ان المشكلة يا رافينا تكمن في اننا نجد الناس غير مستعدين دائما للعطاء عندما نطلب منهم بذل جهودهم. حاولت في اليوم الاخر ان اشرح السبب....ولكن....انظري....هاهي ذي الطفلة الصغيرة ذات الشريط المعقود في شعرها " v كانت الطفلة تجلس مع عدد كبير من الاطفال امام مسرح العرائس تحدق v باهتمام فيما تؤديه الدمى. v تمتم مارك قائلا: v " الاطفال يحبون مشاهدة مسرح العرائس " v واحست رافينا بالحزن يشوب صوته وحدست انه كان يقف هنا مع ابنه منذ سنتين وكان يضحك مثل هؤلاء الاطفال الضاحكين وعيناه تتألقان بمثل الصدق والسعادة اللتين تنبعثان من عيون الاطفال . v قال مارك: v " اعطها الدمية "
v واشاح بوجهه الذي اضاءته شعلة من عود الثقاب الذي اشعل به سكارته وارخى الدخان ستاره فوق التغيير الذي بدا في عينيه وهما يبارحان سويا بعيدا عن صوت ضحكات الصغار. | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:39 pm | |
| v اقبل الليل...وبعد الانتهاء من مشاهدة الالعاب النارية جلس الناس جماعات والتفت كل جماعة حول النار التي اضرمت في الهواء الطلق وراحوا يتناولون شرائح اللحم المشوي وقطع الخبز واديرت اكواب الشراب بينما راح المنشدون ينشدون اغاني سردينيا القديمة على الات الماندولين. v كان مذاق الطعام طيبا وكان كتف الرجل مكانا مريحا كي تريح رأسها بينما تلاعبت السنة اللهب فألقت ظلالها على الوجوه التي بدت عليها القوة والجمال والوقار. عكس شعر رافينا تألق النار وتلألأت عيناها بخضرتهما v وهي تستمع الى اغنية سردينيا تروي قصة حب راعي غنم وسرها ان تدرك معنى الكلمات التي تتردد بالهجة المحلية وكانت تقول: الحياة تجعلني اصرخ..واضحك..واتنهد. احبها كلها..اما انت فأحبك اكثر من اي شئ اخر! v ودفعها شئ مبهم الى التطلع لمارك. بينما كانت الموسيقى والكلمات تخفت تدريجيا وظنت انها ترى ومضة حنان في عينيه وسرعان ما ادركت السبب اذ دخل فجأة قوام نحيل الى دائرة ضوء القمر لها شعر اسود, حافية القدمين تمسك بيدها دفا صغيرا. انها فتاة المطعم التي راحت تبتسم وهي تدور بين الناس ثم خطت خطوات سريعة حتى تطايرت تنورتها الحمراء في الهواء وتوقفت امام مارك وزوجته وشوهدت ابتسامة على شفتيها يشوبها اليأس ثم قالت: v " بادرون؟ ! " v كانت كلماتها تحمل نبرة التوسل وتشبثت نظراته بعينيها ثم بدأت من جديد ترقص رقصة الدف. توترت رافينا وهي جالسة الى جوار مارك خلال v الرقصة وودت ان تلوذ بالفرار ولكن كيف لها السبيل وكاحلها يعوقها عن السير وسوف تبدو كبرياؤها مهانة اذا هي فرت من فتاة ترقص لزوجها وحده. v رأت رافينا ان الرقصة لن تنتهي واصبح فوق احتمالهل ان تجلس هكذا الى جوار مارك وشعرها يحك ذقنه ودفء كتفه ينفذ خلال بلوزتها الحريرية. v وكانت رعشة الدفء وظلال الفتاة تطوف بكل مكان في دائرة ضوء النار واخيرا غربت الفتاة ولكن ظلها بقي في المكان فأشاع سحابة من الكآبة على رافينا ولم تستطع الفكاك من اسرها. v بدأ الناس يتثائبون واخذوا يسعون للنوم اما في خيامهم او في عرباتهم وتبادلوا القبلات وهم يرددون التهنأة بالعيد السعيد. شعرت رافينا بيد مارك فوق كتفها ونظرت اليه بوحشية عندما جذبها الى صدره ولكنها سحبت نفسها دون ان تبادله قبلته. v قال بنبرة باردة: v " انها عادة ان يتبادل الناس القبلات في العيد الم يدخل المهرجان السعادة الى قلبك؟ " v قالت: v " انا...انا امضيت وقتا طيبا " v ابتسم ساخرا وقال: v " وقت طيب؟ متى تتعلمين ان تكوني منا وتشعرين بالعاطفة نحو شئ ما؟ تبدو عليك القسوة حتى يباغ بك الامر ان تنتزعي الاقراط من اذنيك. هل تدعين فتاة اخرى تسرق منك حبيبك؟ " v قالت ببرود: v " انا لا اضع اقراطا في اذني ومرحبا بالفتاة التي تستطيع ان تسرقك " v وحاولت ان تفلت منه ولكن الم كاحلها افسد عليها المحاولة وكادت ان تتهاوى ولم تجد امامها الا ان تستعين بساعدة مارك في التوجه الى خيمتهما. كانت ليلة مخملية يتألق فيها ضوء النجوم وكانت رافينا قد اعتادت في رحلاتها المدرسية ان تنام في المخيمات التي تقام في الهواء الطلق اما الليلة فان الامر مختلف تماما انها تسمع صوت الريح تشدو اناشيدها عبر الاشجار التي تكسو الجبال وعندما تخلد الى النوم فنها سوف تشارك مارك التدفئة ببطانية من جلد الغنم لتواجه برودة هواء الجبل. v قال مارك: v " الرباط يجب ان يخفف قليلا حول كاحلك. اجلسي على هذه الشجرة المتهاوية وسأفعل ذلك بنفسي " v وكان مستحيلا على رافينا مناقشة مارك وامتثلت لطلبه وشعرت بقوة لمسة اصابعه وهو يحل الرباط الحريري ويعيد تثبيته خفيفا حول كاحلها حتى لا تشعر بالخدر اثناء نومها . v " هل الرباط مريح؟ " v " اجل شكرا لك " v وقف ثم استدار بظهره الى شجرة وقال: v " قلت شيئا قبل اصابة كاحلك ولكنني نسيته حتى الان. لقد اشرت الى فتاة..." v قالت: v " ليس الوقت او المكان مناسبين لمناقشة الموضوع انا متعبة جدا ويوجد هناك اناس بالقرب منا " v " بالطبع ولكن اجيبي فقط على سؤالي يا رافينا هل تظنين انني على علاقة بامرأة اخرى؟ " v وقع عليها السؤال واقعا مفاجئا قاسيا فقالت: v " اذا كنت تبغي امرأة اخرى فمن الخير ان تدعني ارحل " v ووقفت على قدميها لمواجهته واردفت تقول: v " لا تحتفظ بي معك يا مارك. انت تعلم بانتفاء السعادة بيننا وحياتنا تسير هكذا " v منتديات ليلاس v واستدارت لتبتعد عنه وترقد فوق السجادة وودت لو تخلد للنوم قبل ان يلحق بها ولكنها سمعت وقع اقدامه تقترب منها وتوتر جسمها عندما نام الى جوارها وانتظرت الى ان يلف ذراعه حولها كعادته الا انه رقد بعيدا عنها . v استيقظا مبكرين في الصباح وطويا فراشهما وغادرا المكان متجهين الى منزل السرو وبدت لهما الجبال خالية من الناس ولم يبق احد سواهما وخيل لهما ان هذا الحدث لن يتكرر ثانية وحدثت نفسها قائلة : انني لا اشعر انني انبض بالحياة او انني امرأة بصحبة رجل كما اشعر الان. مارك...اوه لو استطيع ان اعرف حقيقة قلبك...كما اعرف شكل وجهك . v وصلا البيت قبل الظهر وكانت رافينا سعيدة ان تدخل غرفتها وتغسل جسمها وترتدي ثيابا خفيفة فضفاضة وتناولت الطعام وحدها وامظت فترة بعد الظهر وحيدة وشعرت ان مارك نأى بعيدا عنها لأن لديه شيئا على v جانب من الاهمية يخص مستقبلها يريد ان يفضي به اليها. واستبدلت ثوبا حريريا بثوبها وهبطت درجات السلم لتنتظر مارك في غرفة الاستقبال حيث كانت تلتمس الهدوء لقلبها....وعقلها !. اخيرا جاء مارك وبدا لها رجلا مختلفا وهو في بدلته الرمادية. كان صارما طويلا متحفظا وليس في صورة السردي الذي حملها فوق جواده لمشاهدة الاحتفال بالعيد. واستقرت عيناه على قدميها التين استراحتا على مقعد مستدير صغير وقال: v " كيف حال كاحلك؟ " v " يؤلمني. ولكنني سأعيش. الا تجلس يا مارك..انت تثيريني بقوامك الفارع وهو يطل علي " v غاص مارك في احد المقاعد الوثيرة وراح يبحث عن صندوق لفائفه وسألها: v " هل يمكنني التدخين؟ " v قالت: v " طبعا يمكنك التدخين انت تعرف انني احب رائحة الدخان " v قال v " رافينا..." v ردد اسمها وشعرت ان ما سيقوله مارك سوف يحدد مصير مستقبلها وحتى هذه اللحظة كان قلبه لا يلين امام اي شئ كان صارما عندما قال لها ستتزوجينني وستتعلمين كيف تعيشين مع وجهي هذا . v استقرت عيناها على وجهه وكان غريبا ان تشعر بأن ندوبه لم تعد تثيرها كثيرا. الأنه لم يتعود ان يطأطئ رأسه ليخفيها عن الناس واحست انها توارت عن بصرها واصبح ما يعنيها منه قوته وسحر عينيه. v سألته: v " ما الامر يا مارك؟ " v وتقلصت يدها وفكرت في الكلمات التي تفوهت بها وهما فوق الجبل حينما قالت له ان السعادة الحقيقية لن تعرف مكانها بينهما . v قال بصوت حاسم المخارج قاطع النبرات : v " سأغيب عن البيت اسبوعا لن اخبرك بالسبب او المكان الذي سأتوجه اليه ولكن عندما اعود ستكون لدينا امور يجب مناقشتها وحقائق يجب ان نواجهها " v برزت عيناها وسألته: v " الا نستطيع مناقشتها الان...هل يجب علي الانتظار اسبوعا اخر؟ " v نهض مارك واقفا على قدميه وقال:
v " اجل...لقد طلبت منك الشئ الكثير يا رافينا والان اطلب منك الصبر " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:42 pm | |
| v " تطلب مني الصبر يا مارك؟ ان امضي اسبوعا كله انتظار وتساؤل بينما تذهب انت اينما تشاء هل هي رحلة عمل ايضا؟ " v قال مترددا: v " ليس تماما " v " هل لها علاقة بتلك الفتاة صاحبة الشعر الاسود التي رقصت لك ليلة امس؟" v توهجت عيناها لتلتقيا بعينيها وقال: v " رقصت لي؟ هل تظنين.... ؟ " v شعرت رافينا بالبرود يكتنفها واستجمعت شجاعتها وقالت له: v " انني اعرف انك تورطت في علاقتك مع هذه الفتاة ومن اجلها تتغيب كثيرا عن البيت. اسمعني يا مارك ليس من المحتم ان انتظر اسبوعا اخر نناقش فيه امر مستقبنا يمكننا مناقشته الان. اذا اصررت على الذهاب فلا تتوقع ان تجدني هنا حينما تعود " v بدا التجهم على وجهه وتقدم نحوها وقال: v " بل يجب ان تكوني هنا. انني اصر ان تعديني بالبقاء حتى اعود " v وارتجف صوتها وسألته: v " لماذا تصر على وعدي؟ دونا جوكاستا تستطيع ان تحتجزني في غرفتي " v برزت الندوب جلية في وجهه وهو يقول: v " لا تكوني طفلة. كل ما اطلبه هو ثقتك لمدة اسبوع واحد فقط. هل يمكنك ان تمنحيني اياها على الاقل؟ " v قالت مترددة: v " على الاقل؟ ظننت اني اعطيتك كل شئ طلبته مني...اني اسفه...كل شئ تراه يعد قليلا في نظرك في الوقت الذي يعني عندي المزيد من الالم. انني اعاني من الشقاء وانا بعيدة عن وطني وانت تأتي بي الى هنا الى بيت الاشباح والذكريات. هل تظن انني امضيت يوما سعيدا هنا؟ هل تظن انني اكترث كثيرا في ان تفضي الي الان او بعد اسبوع بأن لعبة التأثر انتهت ؟ " v نهضت واقفة وراحت تجيل طرفها فيه فلم تأبه لقوته اذا ما قورنت بنحالة اقدامها فقال لها: v " اجل ان لعبة التأثير انتهت. هناك بعض الكلمات التي لم تقل بعد ولكن بحق الشيطان لن اتفوه بها الان. لا اظن انني لا استطيع ان اقولها " v وتنحى جانبا فبدت صورته الجانبية باردة متكبره ثم قال: v " كم اود ان اجعل تفهمين بأن هذه الحالة هامة وغير هامة في الوقت نفسه وعلي ان اذهب لانني وعدت بالذهاب...الا يمكنك ان تعديني ؟ " v قالت ببرود: v " لا...لا يا مارك " v هز كتفيه العريضين باستخفاف وقال: v " المكتوب هو المكتوب " v حملقت رافينا فيه وهو يغادر غرفة الجلوس وقد تجمدت كلماته (المكتوب هو المكتوب) على شفتيها واحست ان الرباط الضاغط الملفوف حول كاحلها قيودا تغل حركتها ان المكتوب هو المكتوب ولن تستطيع ان تفعل شيئا لتغيير مجرى الاحداث. ووقفت مكبلة بالكبرياء والدموع تنهمر على وجنتيها وتركته يذهب الى الفتاة الاخرى . · * * * * * v لانونا لابد ان تكون راودها الشك في حدوث صدع في علاقة حفيدها بزوجته ولكنها لم تشر الى رحيله المفاجئ من المنزل عندما التقت بها في صالونها هذا المساء وانما تحدثت عن تلك الايام التي امضتها في الجزيرة وتفحصت رافينا ببصرها مليا وهي جالسة على السجادة بجوار المدفأة وقالت لها: v " يمكنك ان تعتبري نفسك امرأة يوم ان تفهمي السردي. انت تجلسين تماما كما جلست في تلك الليلة الاولى التي اتيت فيها كنت طفلة ورحت اتطلع الى شعرك في ضوء النار وقلت لنفسي: أه...هذه الفتاة ذات الشعر الاحمر والعينين الخضراوين ستتسبب في اثارة متاعب كثيرة. v قالت رافينا: v " كنت تريدين فتاة مطيعة سهلة الانقياد! " v قالت الجده: v " اريد السعادة فقط لماركوس بعد طول الحزن بعد ظننت ان الحزن سوف يقضي عليه او سيقوده الى الجنون...اخبريني يا رافينا متى تفضين له بوجود جنين في احشائك؟ " v نظرت رافينا اليها وودت ان تنكر ما حدسته لانونا ولكنها اصدمت بالامنية الدفينة التي تتراقص في عينيها فوجدت انه من الحماقة الانكار فقد رأت لانونا الكثير من هذه النيا وتشعر بما يتمناه مارك. نزلت الدموع فجأة من عيني رافينا وقالت: v " وماذا يهم في الامر؟ كنت محقة من البداية يا لانونا قلت لابد للانسان ان يتزوج من قريته...وانا راحلة " v قالت وهي مصدومة: v " لا تستطيعين هناك طفل...ربما يكون ابنا لماركوس " v " لا يهمني...انني ماجئت الى هنا لاقدم الى مارك ما يريد مني دون اي اعتبار لمشاعري ان احاسيسي لم تعد تعنيني فهو واقع في غرام فتاة اخرى" v اقتربت لانونا من رافينا ولمست دموعها التي انحدرت على وجنتيها وكأنها اعتادت ان تؤمن بما تشعر به. قالت: v " ما هذا الذي تقولينه؟ كيف تكون فتاة اخرى؟ ماركوس تزوجك انت " v اطلقت رافينا ضحكة مريرة وقالت:
v " ولكنه يأسف الان على هذا الزواج. زواجنا انتهى يا لانونا وانا راحلة " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:42 pm | |
| v قالت الجدة: v " هنا بيتك. كل اطفال دي كورزيو ولدوا في منزل السرد وهنا سيولد طفلك" v قالت: v " سيولد طفلي في رافنهول " v ووقفت على قدميها واستطردت تقول: v " الا تعلمين ان مرك يمضي هذه الليلة بصحبة امرأة اخرى؟ انها من بنات الجزيرة لها شعر اسود مثل دوناتا ربما يجد لديها كل ما فقده " v " انه طفل...كوني عاقلة " v " كنت عاقلة اكثر من اي انسان اخر ولكنني لا استطيع ان اتمسك بالتعقل تجاه علاقة مارك بفتاة " v وبدت لانونا فجأة امرأة عجوز طاعنة في السن بالغة الاعياء وقالت: v " لا توجد اي علاقة على الاطلاق. زوجك يا طفلتي ذهب للبحث عن v ماركو كريستي. وهذا معناه ان يذهب الى الجبل حيث يختفي قطاع الطرق. لم يرغب مارك في ان تعرفي بالامر وانما افضى به الي وطلب مني ان اكتم السر. انهم رجال خارجون عن القانون وقد توسلت له الفتاة ان يبحث عن فتاها. وقال انه سيسرك اذا استطاع ان يقنع ابن فيرتيويللا بالعودة الى امه ويسلك حياة شريفة " v شيئا.. فشيئا.. اخذت الكلمات تخترق قلب رافينا وسألت: v " لماذا لم يخبرني؟ لماذا احتفظ بالسر؟ " v قالت الجدة: v " ربما ظن انك ستقلقين عليه او ربما خشي ان لا تسمحين له بالذهاب " v واخذت يدها تهتز واومأت لرافينا قائلة: v " الا تسكبين لي كأسا من الشراب يا طفلتي؟ اشعر في انني بحاجة اليه. ومن طلعة وجهك ارى انك يجب ان تشاركيني باحتساء كأس سوف يساعدك على النوم " . v وبعد مضي يومين سمعت طرقة على باب غرفة نومها ففتحته ورأت رينزو امامها ومعه رسالة لها وصلت لتوها وشاهدت طوابع انجليزية على ركن الظرف وبدا عليه خط رودري في غير تناسق. v سألها رينزو وعلى وجهه علامات قلق واضح: v " هل تريد سيدتي فنجانمن القهوة؟ " v " اجل احضره لي في غرفة الجلوس سأقرأ الرسالة هناك " v وقفت في غرفة الجلوس فترة طويلة تحاول فض الرسالة ولكن اصابعها لم تطاوعها على فتحها وكانت تخشى ان تحوي في طياتها انباء سيئة. ولكنها تحاملت على نفسها في النهاية وفتحت الرسالة بأصابع باردة ومتوترة. v كتب رودري لها يخبرها بعودته الى استراليا واقنع اباه بالذهاب معه وانهم سيستقلون الباخرة واخبره الطبيب بأن الرحلة البحرية سوف تفيد جاردي وحيث ان رافينا تزوجت واستقر بها المقام فيسردينيا فلا يوجد اي مبرر للابقاء على رافنهول فأعلنوا عن بيعه. v جلست رافينا على مقعد لانها شعرت بوهن يسري في اوصالها . v انها لا تصدق ان جاردي يبيع رافنهول وسوف يذهب مع رودري الى نيوساوث ويلز انه مكان بعيد يصعب عليها بلوغه وشعرت ان اقرب الناس هجروها. v وتذكرت طفلها! قالت منذ ليال قليلة مضت انه سيولد في رافنهول لكن البيت الذيامضت فيه طفولتها سيصبح ملكا لانسان غريب واحست برغبة v في البكاء فلم يعد هناك اي شئ تتعلق به لا جاردي ولا بيت ولا احد يمكن ان تركن اليه وعندئذ سمعت اقدام تقترب منها وتقول: v " ان فنجان من القهوة افضل من لا شئ " v وتطلعت ببصرها لتأخذ الفنجان فوجدت انسان طويلا يقف عند الباب وبدا عليه الاجهاد وفي نظراته علامات الفضول فصرخت قائلة: v " مارك!!!" v فقال مبتسما : v " ظننت انك رحلت " v قالت: v " لانونا اخبرتني بسبب ذهابك للجبل " v عقد مارك ما بين حاجبيه وكسا التراب حذاءه ورأت مزقا في قميصه. v قال: v " لا تقولي انك كنت قلقة علي؟ " v سألته وهي تمزق رسالة رودري قطعا صغيرة: v " هل وجدت ابن فيرتيويللا؟ هل تحدثت معه؟ " v " اجل كان في حاجة الى من يقو له [ انت فتى احمق] وان امه وفتاته في انتظار عودته الى البيت ليمنحاه حبهما هذا الحب الذي لا يستطيع ان يطلبه او يستدينه او يسرقه. انني احسده " v ورفعت رافينا عينيها عن الرسالة الممزقة وتطلعت الى مارك وقالت: v " الا من الفتاة التي تحبه؟ " v " اجل على الرغم من الاذى الذي اصابها منه فانها تحبه....انت تمزقين هذه الرسالة يا رافينا" v نظرت الى قطع الرسالة في دهشة وقالت: v " انها رسالة من رودري " v انتصب مارك واقفا وقال: v " برينين؟ وتمزقين رسالته؟ لماذا؟ " v " انا...انا لم الحظ ابدا انه سيذهب الى استراليا مرة اخرى وبصحبته جاردي...لقد باعوا رافنهول " v " اذن لن يكون امامك اي مكان تهربين اليه؟ " v " اوه مارك" v ووضعت وجهها بين يديها لانه لا يشعر بما تشعر وتمنت...ولكن تمنت ماذا؟ وسرت رعشة في اوصالها عندما خطا نحوها ولمست يداه كتفيها. سألها: v هل تريدين الذهاب الى استراليا ؟" v شعرت بقربه الى جوارها وادركت تماما ماذا تريد..انها تريده هو...هو فقط. v هزت انفاسه شعرها وسألها: v " رافينا هل تريدين ان احررك مني؟ " v تطلعت اليه وادركت انها لن تتحرر منه ولن تهرب من الحب اذا نبض القلب به. وفي هذه اللحظة شعرت انها لا تستطيع ان تختار حريتها كما انها لم تعد تقوى على العيش معه دون حبه. سألته: v " هل ستدعني ارحل؟ " v " لن ادفعك الى البقاء. هذا اذا لم تكوني راغبة في ذلك " v ولاول مرة رفع مارك يده ليغطي وجنته المشوهة وقد بدت سحب الالم في عينيه واستطرد يقول: v " كيف لي ان اسألك ان تحبيني كيف لي ان اطمع في قدرتك على الاحتمال؟ انني لا املك حديقة ورد اقدمها لك. وكل ما املكه منزل اشباح وذكريات "
v واستعد ليغادر الغرفة عندما استوعبت فجأة كل ما قاله لها فقفزت واقفة على قدميها وصرخت تنادي اسمه: | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الثلاثاء يونيو 18, 2013 11:43 pm | |
| v " مارك..مارك..لا تذهب حبيبي! " v فوقف ساكنا تماما رأسه شامخ بالكبرياء ولم يستطع ان يلتفت ليتطلع اليها فأسرعت وشخصت ببصرها اليه وقالت برقة: v " انني لا اكره قبلاتك او ندوبك " v واشرأبت بجسمها وجذبت رأسه اليها وكانت شفتاها ناعمتان وهي تطبع قبلة على وجنته التي تكسوها الندوب واردفت تقول: v " ان الحب اعمق من الندوب الغائرة يا مارك " v سألها والشك في نظراته: v " كم يطول هذا الحب؟ " v اشارت باصابعها الى المزق في قميصه وقالت: v " لا اعلم...ولكنني كنت دائما اشعر انني احبك " v " كنت تكنين لي الكراهية " v امسك بيدها وشعرت بنبض قلبه واردف يقول: v " انت تزوجتني وانت تعرفين بأنني لن اقوى على الحاق الاذى بصديقك الغالي رودري انك توجهت الى مقابلته يوم زفافنا v قاطعته قائله: v " جاردي كان مريضا وكنت خائفة من نتيجة ما سيحدث لو ان رودري افضى له بحادث السيارة. كان رودري يريد ان يعترف لابيه واستغرق الامر مني فترة لكي يعدل عن اصراره على الاقرار بجريمته " v " كان اعترافه سيحررك من اي التزام نحوي الم تراودك الرغبة في ان تكوني حرة؟ " v جذبها وهو يتحدث اليها فوضعت ذراعيها حول عنقه ونظرت الى عينيه و في خجل ضغطت وجهها على صدره وقالت: v " لم اكن اعرف حقا ما اريد حينئذ ولكنني الان اعرف ما اريد. انني اريد ان اسعدك يا مارك سعادة تفوق ما قدمته لك دوناتا " v التفت يداها حول وسطها وندت زفره من فمه وقال: v " تزوجت دوناتا لارضي اسرتي ولكني تزوجتك لارضي نفسي. كنت على استعداد لان ازيح من الوجود اي انسان يعترض طريقي باستطاعتك القول انه الحب من اول نظرة. كنت اطالبك بدفع الثمن للطريقة التي فقدت بها ابني درستي اما الان فلا اتصور انك تقدمين لي حبي " v وقفت رافينا على اطراف اصابع قدميها وهمست في اذنه بسر معين ومضى وقت طويل قبل ان يعود كل واحد منهما الى الحديث. v وسرعان ما غابت الظلال من منزل السرو وترددت ضحكات طفل في ارجائه وراحت رافينا تراقب بحب زوجها وهو يرفع ابنهما الى كتفه وينظر اليها بعينين تتألقان حبا ولسان حالهما يردد: v " المكتوب...هو المكتوب " v ***تمت بحمد الله***
| |
|
| |
ملاك الطيف المراقبة العامة
عدد المساهمات : 14130 تاريخ التسجيل : 20/01/2011
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الأربعاء يونيو 19, 2013 12:47 am | |
| | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة الأربعاء يونيو 19, 2013 8:40 am | |
| شكرااااااا ليك لمرورك الكريم وازادك الله وازادنا علمنا نافعا ينتفع الجميع | |
|
| |
| العروس الاسيرة..فيوليت وينسبير..من عبير القديمة | |
|