في حياتنا اعتدنا على أن لكل مكان جو خاص به


نشاط ومرح أصوات مختلفة ومتنوعة



فالسوق مثلا ضجيج ازدحام و أشخاص كثيرة


والمسجد صلاة وعبادة المولى وتلاوة القرآن


أما المدرسة فتلاميذ وفوضى



كذلك المنزل أسرة فرحة تارة وتارة أخرى حزينة


ففي كل مكان حياة مستمرة


لا تتوقف فيها الوقائع و الأحداث


أما وقد دخلت لمكان فحسبت أننني في الليل


رغم اشراقة الشمس وأشعتها


ووضوح النهار فيه



تقدمت خطوة خطوة


فلا أسمع الا خطواتي




فقط صمت مريب و مخيف وكلما تقدمت زاد قلبي خفقانا



توثرت أعصابي


فسالت دموعي على خدي



جلست كي أفكر و أتدبر الأمر فوجدت نفسي وحيدة بينهم





وضعت نفسي مكانهم



ربما أو بالتأكيد كنت لأسمع تلك الخطوات





وهي فوق رأسي




تتقدم خطوة طوة



لكن ما كنت لأدري لمن ستكون والى أين هي ذاهبة




نعم أحبتي وأحبائي



عشت معهم



عالما آخر



نظرت الى الأرجاء


استرجعت ذاكرتي



وقلت:



لقد كنتم جميعكم أحياء و ها الآن و أنتم تحت التراب ولقد كانت تلك خطواتي أنا




فربما أو بالتأكيد سأكون معكم في احدى الأيام




فأسمع خطوات و خطوات


لن أعلم ولن أدري لمن تكون



؟؟؟؟؟




لأمي؟لأبي؟أخي؟أم أحبابي؟



لا أدري



وربما يفكر ذاك الشخص مثلي ويتألم كما أتألم الآن




أم انه

لن يفكر ولن يتدبر في الأمر


بل ستكون خطوااته قوية فتتحرك فوق رأسي بقوة


من يدري؟


فاستيقظت أخيرا من طول التفكير والغياب عن الحياة



واستغفرت المولى العظيم القادر على كل شيء


لا إله إلا الله


محمد رسول الله




فآخر كل إنسان حيوان ونبات فناء



والدوام لله



فكم هو جميل أن تفكر


وتتأمل

لتصنع وتعمل خيرا تلقاه


مسحت دموعي وزرت قبر جدي ودعيت له المغفرة والرحمة



فخرجت من عالم الأموات هذا


فوجدت حياة في الخارج


لا علاقة لها بالعالم الآخر

فأيقنت أن لكل مكان


نمط عيشه