| قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 5:50 pm | |
| قناع من الخداع ــــــــــ
سارا وود
الملخص
أنه ماهر في انتقاء الازياء ... جذاب ومثير . قوي ومخادع في شخصيته . لسنزو كذلك يؤمن ان جدة ميرديث قد ابتزت زبونه ، الثري ، من عائلة كورزيني .
قررت ميرديث ان تبرهن لليسنزو أن إدعاءه كاذب ... لتصل الى حقيقة ما طالبت به جدتها ... لكن اولاً كان عليها الاختيار بوضوح بين ان تدفع ليسنزو داخل القناة الكبرى او ان تقبل ببرودة عناقه ...
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 5:51 pm | |
| قناع من الخداع 1
" أتمنى ان لا تتخيل انك تستطيع ان تستفيد مني . "
" اريد ان احاول . "
نظرت اليه غير مصدقة ، وهي تشعر باحساس غريب . لابد انه التعب . وهذا هو سبب الارهاق البسيط ، ايضاﱟ .
ترنحت قليلاﱟ ، واغمضت عينيها الزرقاوين المشعتين .
تلعثمت قائلة : " اه ، انني متعبة جداﱟ . "
قال بصوت ناعم وهو ينظر اليها : " جملة جميلة ، حان الوقت كي ننام ، الا تعتقدين ذك ؟ " وبدأ ، يحدق بها باهتمام .
2 قناع من الخداع
سارا وود
ــــــــــــــــــــــــــــ
الطفولة في بورتسموث تعني ، بالنسبة إلى " سارا وود " ، ركبتين قذرتين وجدائل متطايرة في الهواء ، وسعادة لا تضاهى . وقد جعلها الفقر تتحول من طابعة على الآلة الكاتبة ومؤجرة غرف على شاطئ البحر ، إلى معلمة ، إلى أن منحتها الكاتبة ، أخيراً ، الحرية التي يسعى إليها دمها الغجري .
سعيدة في زواجها ، ولديها ولدان وسيمان ريتشارد ، وهو متزوج ، هادئ ، وجدير بالثقة ، ويعمل سائق شاحنة . وسيمون وهو صائغ فضة متنقل ، وباني سقوف ولحام اوكسجين . وتعيش سارا في كورنيش في المنطقة الريفية . وأوقاتها تتناوب بين حياة الكاتبة المتألقة ، وحبها المحموم للعمل في الحديقة والذي يسمح لها بالرجوع إلى قذارة الركبتين والخلو من المسؤولية ، مرة أخرى .
قناع من الخداع 3
عبير 1114 Abir 1114
قناع من الخداع
سارا وود
دار مؤسسة النحاس للطبع والنشر والتوزيع بيروت - لبنان
4 قناع من الخداع
العنوان الأصلي لهذه الرواية بالانكليزية : MASK OF DECEPTION Copyright © by Sara Wood 1993 ISBN 373-11628-4 Mills & Boon first edition October 1992 | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 5:52 pm | |
| قناع من الخداع 7
الفصل الأول
" اعذريني ... عفواﱟ . " ابعدت ميرديث نظرتها الحسودة عن العائلات التي تسلم على بعضها البعض في المدخل الطويل واستدارات نحو الرجل الذي كان يتكلم مع انها كانت متأثرة جداﱟ ، ثار انتباهها الرجل الواقف امامها . هناك انسجام رائع الجمال به من رأسه حتى قدميه . كان يرتدي معطفاﱟ من الصوف الناعم يناسب لون عينيه الداكنتين اما الشال الحريري الانيق لونه فاتح كلون شعره . وهذا ، ما فاجأها ، كان يشبه لون الذرة . الوان متشابكة منسجمة . امر مذهل . سألت : " هل يمكنني ان اساعدك ؟ " محاولة ان لا تجعله يشعر بدهشتها الواضحة في عينيها الزرقاويين . تحدث بالانكليزية معها لأنه نظر الى قبعتها المصنوعة باليد ، ومعطفها الرخيص الثمن . فهي مما لاشك فيه غير ايطالية ، قرر ذلك بوضوح ، لابد ان هذه المرأة هي انكليزية ! ابتسمت له ، فأنارت الابتسامة وجهها . قال بنعومة : " هل هذه الطائرة آتية من لندن ؟ " لم يعجب ميرديث ردة فعله لأن الناس عادة لا تبقى عدائية مع نظراتها الصديقة . كان يتكلم بلهجة محايدة ... لكي يخفي تحتها غضب قوي يسيطر عليه . اقتربت منه اكثر ، وقالت : " هذا صحيح . لقد عمت الفوضى في برنامج الطيران ، اليس
8 قناع من الخداع
كذلك ؟ لقد تأخرنا في الوصول في الموعد اكثر من يوم بسبب عاصفة ثلجية عنيفة . " حاولت ان تعادل بأوزان الحقائب الست التي تحتوي ثيابها ، شعرت بمسكات الحقائب تترك اثراﱟ على يديها . ادار الرجل الايطالي رأسه ، من الواضح انه كان يتذكر طباعه قال بحدة : " شكراﱟ لك . " كان يمسك بيده بطاقة وهو ينظر الى باب الخروج للقادمين وكأنه يتوقع ان يدخل منه ألد اعدائه . سألت ميرديث : " لا اعتقد انك كنت بانتظاري ؟ " متمنية بحرارة ان لا يكون . قال براحة : " اه ، حسناﱟ، لم افكر بذلك . " وهي تشعر بعدم الارتباك بسبب تصرفه الوقح . كان من المفروض ان ينتظرها احد ما من قبل مصرف دو أورو ، وهذا الشاب الاشقر بالتأكيد لا يشبه موظف في مصرف ... مع انه قد يكون السينيور كورزيني . اصبح وجهها حزينا فجأة ، وتطلعت الى الغرفة الخالية بقلق ، وتذكرت سبب مجيئها المعيب . الابتزاز . انه عمل مشين . مجرد التفكير به ، جعلت قدميها ترتجفان والحقائب تسقط من يديها المتعبتين . حاولت ميرديث يائسة ان لا تسقط ثيابها من الحقائب لتجد ان قدميها تنزلقان بسبب الثلج الذي دخل الى القاعة . " انتبهي ! " شعرت للحظة او اكثر بحماية يدين قويتين ثم سقطت فوقه وهي تشعر بالصوف الناعم لمعطفه . رفعت رأسها ، وهي تشعر بدفء في وجهها من جراء الصوف الناعم في معطفه ، احست على الفور بنفس بارد
قناع من الخداع 9
كالثلج على جبينها . لابد انه مليء بالعضلات تحت تلك الهالة من الاناقة المفرطة . قالت معتذرة : " آه ، كم هو مخجل ! إنني آسفة . " اصطدمت عيناها بنظراته الباردة : " معطفك الجميل ... " ارتجفت رموشها ، وابتعدت عنه لتلتقط اغراضها المتبعثرة ، وهي تعلم كم تبدو مرتبكة . سألت بقلق : " اعذرني ... هل يحتاج معطفك لتنظيف ؟ " متمنية ان لا يرسل اليها الفاتورة . فلديها ما يكفي من المشاكل أمامها ، من دون التفكير بصرف اية اموال اضافية من مدخراتها القليلة . زاد وجهه تجهماﱟ ، وقال بلهجة غاضبة : " نعم . " واخذ يدفع ببعض ثيابها في الحقائب . رأت ثيابها امامه فقالت : " ارجوك ، يمكنني ان افعل ذلك بنفسي ... " وهي تشعر بالوضع السخيف الذي اوقعت نفسها به . نظر اليها بتعالٍ ، لكنه استمر في حزم اغراضها ، وبدا وجهه ينم عن استخفاف واضح بها . قال محذراﱟﱟ: " راقبي اين تضعين قدمك في المستقبل . " وقف وهو يسند حقيبتين الى قدمه . انحنى يلتقط البطاقة التي كان يحملها ثم قال غاضباﱟ وهو ينظر حوله في القاعة الفارغة : " هل انت اخر القادمين ؟ " " نعم ، لقد مزقت حقيبتي بسبب الحزام الحديدي . " ارادت ان تفسر له سبب توزع امتعتها على عدد كبير من الحقائب الصغيرة . ابتسمت وهي تتذكر كم ساعدها المسؤول ثم قالت : " اعطوني هذه الحقائب ، وقدم لي رجال الجمارك فنجاناﱟ في القهوة ، ومسحوا دموعي و ... "
10 قناع من الخداع
قاطعها الرجل بخشونة ، ليوقف كلامها فجأة : " آه ، لقد انتظرت من اجل لا شيء ." قال ميرديث متعاطفة معه : " اه ، ما هذا الحظ السيء . " كان يبدو عليه انه يستطيع تحطيم كل ما يقف في طريقه . تنهدت قائلة : " حسناﱟ ، من الافضل ان اجد قارباﱟ يقلني الى فنيس . " بعد ان تاكدت انه لم يحضر احد ليصطحبها . جمعت الحقائب المبعثرة ، كانت قد اقلت نصفهم الى باب المدخل لأنها وجدت من الصعب السير وحملهم معاﱟ . سيدة الحقائب تصل الى فينس ، هذا ما فكرت به ، وهي تحاول ان ترفع من معنوياتها الى ما ستصادفه في هذه الرحلة . " توقفي مكانك ! " رفعت ميرديث حاجبيها من المر السريع الذي سمعته . استدرات لترى الايطالي المغرور يسير على الثلج باتجاهها . سألت بقلق : " هل سأنتظر طويلاﱟ ؟ فهذه الحقائب ستمزق ... " " ليس هناك اي قوارب ، فالمياه متجمدة وهي غير عميقة . عليك الذهاب بالتاكسي . " رأى مظاهر الخيبة في وجهها فاضاف : " لكن لا تقلقي ، فالانتقال في القتال ما زال عادياﱟ ... وبذلك يمكنك متابعة الطريق بمركب . " قالت مازحة : " انا أذهب في تاكسي ؟ " تجاهلت جملته الاخيرة . " شكراﱟ كثيراﱟ على هذه المعلومات ، لكن فتيات مثلي لا يستأجرن تاكسي . الا تعلم ذلك من تصميم قبعتي ؟ انها فقط للفتيات اللواتي ينتظرن النقل العام . " ابتسمت له ابتسامة كبيرة والاحساس بالفرح من قلبها جعله يخفف من طبعه السيء قليلاﱟ | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 5:52 pm | |
| قناع من الخداع 11
" ابقي هنا في هذا الوقت من الليل ، وسترين ما لا يفرحك . " حدق الرجل الايطالي بعينيها الواسعتين اللتين اصبحتا قلقتين وتابع : " خذي تاكسي في الحال ، انك تبدين وكأنك بحاجة لواحدة . " قال ذلك وهو يشير الى حقائبها . " لا استطيع ... " قال مقترحاﱟ بنعومة : " شاركيني سيارتي . " ندمت ميرديث بسرعة على احساسها الطبيعي بالصداقة ، مذكرة نفسها انها ليست في بلادها ، وها هي تتحدث مع غرباء وتصعد اية سيارة تدعوها . عليها الحذر من اشخاص كهذه . الترتيب في تصفيف شعره الى حذاءه اللماع ، مما لا شك فيه انه انسان مهم . انه ينتمي الى عالم آخر عن الناس التي تعيش معهم في وادي ويلاش . اجابت بلطف ، محاولة ان لا تصده : " انك حقاﱟﱟ لطيف ، لكن لا ، شكراﱟ . فأنا لا اعرفك ، اليس كذلك ؟ كان يجب ان لا اتكلم معك . لكن من الصعب تذكر امور كهذه وقد نشأت في قرية ، وتعودت ان تتحدث مع كل من يصادفك ... ، كم الطقس بارد ! " ارتجفت من الرياح الباردة وشدت قبعتها اكثر حول اذنيها . رفع حاجبيه متعجباﱟ : " انك ترفضين عرضي ؟ " ابتسمت وقالت : " لا اعتقد ان ذلك يحدث معك عادة ، اليس كذلك ؟ " راقبت ميرديث الصراع الظاهر على وجه الرجل وهو يحاول ان يسيطر على تعجبه ، وتساءلت لما لا يضحك بينما يظهر بوضوح انه مستمتع بصراحتها . قال ببساطة : " لقد تأخر الوقت ، انك تشعرين بالبرد وربما متعبة مثلي أيضاﱟ. ونحن الاثنان ذاهبا الى فنيس ... "
12 قناع من الخداع
قالت تذكره بما عليه من اعمال : " لكن هناك شخص ما عليك مقابلته . " هز كتفيه غير مبال ، واخ1 البطاقة م جيب معطفه ورماها في سلة المهملات . " لقد عنيت الامرين . " وعلى الرغم من صوته العادي ، تفاجأت ميرديث من تعاليه وكرهه للشخص الذي كان ينتظره . تابع : " هل انا مصاب بلعنة إمضاء ساعات عدة من وقتي الثمين بانتظار كل طائرة تهبط ؟ سأترك المتطفل يذهب الى فينس لوحده . " قالت تخفف عنه : " يبدو انك تنتظر منذ وقت طويل . " " بالطبع ذلك ، طوال حياتي وانا انتظر . " ضحكت ميرديث من المبالغة في كلامه وقالت : " ياه ، هذا وقت طويل جداﱟ ! لا عجب ، انك كبرت ! " نظرت اليه وهي تفكر انه بلا شك سيضحك ايضاﱟ . لكن تهجمه زاد فتوقفت عن المزاح وتابعت بلطف : " ربما صديقك ... " قال : " بل عدوي . " وكأنه عض شفته على زلة لسانه . شعرت بعدم الراحة من غضبه لكنها قالت : " اه ، حسناﱟﱟ ، مهما يكن . انت تعلم ان الطقس مخيف في انكلترا ... والثلوج تقطع كل الطرقات . ربما ضيفك قد علق بعاصفة ثلجية . " قال بفرح : " الان هذه فكرة مفرحة . " لم تكن تعابير وجهه واضحة ، لكن شد على قبضتيه بقوة مما جعل ميرديث تندهش من قدرة الرجل على ابقاء عضلات وجهه حيادية . تساءلت ما الذي حدث حتى اصبح هذا الايطالي مليء بالحقد . قالت ، وتعابير وجهها تظهر كل ما تفكر وتشعر به كالعادة : " انت لا تقصد ذلك . " احست انها بمشكلة . فالتكلم مع
قناع من الخداع 13
الغرباء قد يكون عملاﱟ متهوراﱟ ، لكنها فكرت به وهو ينتظر متعباﱟ لشخص لا تعرفه . وشعرت بالأسف نحوه . قالت : " ارجوك ، ضع نفسك في مكانه ... " برم شفتيه تذمراﱟ : " لقد فعلت ، وهذه هي المشكلة . ولهذا هو هنا . لكنني مسيطر جداﱟ على الوضع . " باهتمام واضح ، درس قلقها ، ووجدت انه تجاوب في النهاية مع ابتسامتها لكن ابتسامته كانت باردة . كان هناك شيء في تصرفه الهادئ جعلها تشعر بالثقة نحوه وان هناك نوع من الانسجام بينهما . فهي لم تتعرف على رجل من قبل يتحدث بهذه النعومة ... او بهذا التأثير . ابتعدت عنه خطوة بعد ان اكتشفت انها تقف بالقرب من اكثر مما هو مقبول اجتماعياﱟ . قالت بقلق : " من الافضل ان اذهب ... كنت اتمنى ان اجد احداﱟ بانتظاري ، لكنني لا استطيع لومهم لأنهم لم ينتظروني كل هذا الوقت . لو انني اعرف كيف انتقل بجوار المطار كي استطيع الوصول الى فينس . " ما افن فتح فمه ليعترض على ما تقوله ، رفعت يدها لتمنعه وضرب كوعها بالبطاقة التي رماها . سقطت على الارض ، ورأت ما كتب عليها " ليسنزو سلفياتي ، بنكو دو اورو . " بدت الدهشة واضحة على وجهها وهي تقرأها ببطء مجدداﱟ ، انه اسم الشخص الذي كان يفترض ان ينتظرها . ابتسامة من الفرح والراحة ملأت وجهها . قالت والسعادة تظهر على وجهها : " هذا جنون ! لقد ادركت للتو من تكون ! " بقى بارداﱟ ، لكنه سأل بقلق : " انت ماذا ؟ "
14 قناع من الخداع
هزت رأسها بفرح . لقد نسيت كل ما سمعته ما عدا انها رأت من يساعدها في حمل حقائبها والتكلم معها . قالت بنصر : " انت كاتب في البنك ؟ " قال غاضباﱟ ، ومن بين اسنانه : " صاحب البنك . " ابتسمت ، مدركة انها جرحت كبرياؤه : " صاحب بنك ، ام كاتب فيه ، لا فرق عندي . سيسعدك ان تعلم ، سيد ليسنزو سلفياتي ان رحلتك لم تكن بلا طائل . " زاد غضبه ، وقال مصححاﱟ لها : " ليشنزو ، وكيف يكون ذلك ؟ " قالت بسعادة : " لأنني ، انا ميرديث وليمز . " قال ليسنزو : " ميرديث ... ! " واطبق فمه ، لم يعد هناك اي اثر للاحترام . بدا وكأنه صدم باسمها . اسقطت ميرديث يدها الممدة لمصافحته بدهشة . الغضب من رؤيتها كان قوياﱟ لدرجة انه كان يرتجف ، قال بحقد واضح : " هذا مستحيل ! " صرخت ، غير آبهة لغضبه : " لا ، ليس كذلك ! لما يجب ان يكون مستحيلاﱟ ! " قال بسرعة : " لأن ميرديث وليمز هو رجل ، اعلم ذلك بالتأكيد . " قالت بحزم : " حسناﱟ ، ميرديث هذه هي امرأة ، من القبعة على رأسي حتى حذائي ، اعلم ذلك ... " قاطعها بصوت حاد كزئير الاسد : " لا تمازحيني ! من انت ؟ " غضبه الصارخ جعلها تتراجع خطوات الى الوراء . قالت مستغربة من شدة غضبه : " لقد اخبرتك ، ميرديث . انني الشخص الذي اتيت لاستقباله . ادا وليمز هي جدتي . " بدت الدهشة واضحة على وجهه : " انا لا اصدق ذلك . " قال | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 5:53 pm | |
| قناع من الخداع 15
بصوت غريب : " امرأة ؟ " شتم بصوت خفيف : " المدعية ... " توقف عن تكملة ما يريد قوله وتنفس بعمق ، مسيطراﱟ على الغضب الذي في داخله الذي بقى يظهر جلياﱟ في لمعان عينيه . قال فجأة " لديك اخوة ؟ " حاولت ميرديث ان تجمع افكارها المشتتة . لم تكن تعلم لما ليسنزو كهتم بذلك ، ولما ينتظر باهتمام واضح اجابتها . " انني الطفلة الوحيدة في عائلتي . ليس هناك احد غيري ... " تمتم كلمات غير مفهومة بعدها بدا عليه قليلاﱟ الراحة . قال : " انت سيئة بما يكفي . " فجأة توضحت المسألة وعلمت ميرديث لما كان يتجول في المطار كالاسد الغضبان . ليس ذلك بسبب الانتظار الطويل ، ولا بسبب البرد القارسي الذي عاناه . ان الامر اسوء من ذلك . فهو يعلم كل شيء عن الابتزاز . شعرت بأن عينيه تغمضان ، وكأنهما تريدان ان تمحوان كل شيء : الاحراج ، والصدمة والشعور العميق بالخجل . لا عجب انه يبدو وكأنه يريد دق عنقها . تأوهت . كل ذلك الكره المخيف للرجل الذي ينتظره كان لها . قالت منزعجة : " هذا مخيف ، لقد ادركت انني هنا بسبب ... الابتزاز ؟ " لم تستطع ان تتفوه الكلمة الاخيرة بلا تعلثم . رفع حاجبيه بانتقاد ، وقال بحدة : " حسنا ، انت لا تخفين ما تضمرين له ، اليس كذلك ؟ " احمرت على الفور من الاهانة الموجهه لها : ماذا تعني ؟ هل تعتقد انني اتيت ... ؟ اكمل ليسنزو ، ما تريد قوه ببطء بوضوح ، ليبرز لها اكثر
16 قناع من الخداع
قلة احترام ممكنه : " لتكملة الابتزاز الذي بدأت به جدتك ؟ نعم ، هذا ما اعتقده . والا لما ازعجت نفسك المجيء قاطعة نصف قارة اوروبا خلال طقس مثلج كهذا ؟ قالت ، غير مصدقة : " اه ، كيف تجرؤ ؟ واجبك يقضي عليك ملاقتي ، لا ان تعطي الاحكام ... وهذا ما لا يحق لك به . هذه القضية هي بيني وبين كورزيني . " قال بهدوء : " لا ، انها بينك وبيني . " حدق بها بقوة . قالت : " انا لا اعامل مع الوسطاء . " ادركت للتو انه انزعج جداﱟ من الاهانة ، لكن الوضع خطير جداﱟ ولا تستطيع ان تتعامل معه بلباقة . " لقد قلت في رسالتي الاسبوع الماضي انني اريد منك ان تحدد لي موعداﱟ معه ، غداﱟ . " تابعت بكبرياء وكرامة : " وحتى ذلك الوقت ، دعني أمر ، استطيع ان اصل بنفسي الى اي فندق . " صممت ميرديث بكل قوتها ان تريه انها تستطيع تدبر امرها بدون صاحب بنك وقح سمع نصف الحقائق ووصل الى نتائج خاطئة . بسرعة قصوى مرت امامه ، مجبرة نفسها على السير بقوة وبارادة فوق الثلج المكوم نحو اقرب موقف للباص . قال آمراﱟ : " تعالي الى هنا . " تجاهلته ، فتابع بغضب : " انك تتصرفين بحماقة . " استدرات ميرديث نحوه ، بغضب كبير : " لا اعتقد ذلك ! انت من يتصرف بحماقة . الناس التي تصل الى احكام متسرعة مبنية على بعض الاقاويل وبراهين واهية هي الحمقاء . انت وكورزيني مخطئان تماماﱟ . بالنسبة لجدتي ولي حتى بالنسبة الى وجودي . " هزت رأسها وتابعت : " حتى ان
قناع من الخداع 17
مخليتكما لم تعتبر ان ممكن ان تكون ميرديث هي امرأة ! " " انت من . " وتوقف عن الكلام محدقاﱟ بها بإحباط لأن ما تقوله صحيح . " ليس هناك شيء في رسالتي يوحي بأنني رجل . هذا خطأ قمت به . لما لا تعترف انه يمكن ان يكون لك اخطاء اخرى ؟ " ادارت وجهها عنه ، وامسكت بالبرنامج من حقيبتها وهي تنظر اذا كان هناك باص يمر من هنا قبل ان تتجمد من البرد . سمعت وقع خطواته على الثلج تبتعد بسرعة وشعرت بأن اعصابها ترتاح . ذهب ليسنزو بعد مرور لحظات ، ثم توقفت تاكسي بالقرب منها واخرج رأسه الاشقر من النافذة . قال بكبرياء : " اصعدي . " قالت : " من تكون ، حاكم ، مدير ! " تأوه بغضب مخيف ، لكنها بقيت واقفة مكانها ، وهي تقول : " لن اصعد مع انسان يفكر انني هنا وراء ابتزاز ما . سأتدبر الامر بنفسي . " استعادت هدؤها وتابعت : " لكن ما عليك الانتظار ، ليسنزو سلفياتي ! وستتمنى انك لم ... " فتح الباب على الفور وقفز ليسنزو من السيارة كالعاصفة ، ممسكاﱟﱟ بيدها بقوة ، وجهه مليئاﱟ بالغضب . صرخت ميرديث ما ان شدها بقوة نحوه . قال : " لا تهدديني ابداﱟ ، ولمعلوماتك ، لقد تمنيت كثيراﱟ انني لو لم اسمع بك او بجدتك الماكرة . لكنك ستصعدين في هذه التاكسي وتتوقفي عن هذه التصرفات السخيفة ، حتى لو اضطررت لحملك ورميك مثل حقائبك السخيفة . انني اعني ذلك . اذن قرري هل ستصعدين بنفسك ، ام تريدين مساعدتي . "
18 قناع من الخداع
غضبه الصارخ أثار رعبها ز لكنها محقه بما تفعله لذلك بقيت واقفة ، ورفعت وجهها له بغير اهتمام مع انها كانت يتنهمر دموعها من الغضب . " انت تعتقد انني حفيدة مجرمة ... " قاطعها بسخرية : " انا لا اعتقد . انا اعلم ذلك بكل تأكيد . لديك عشر ثوانٍ فقط . " حدق بها بعينين ثاقبتين . فبدأت ترتجف ، لا تصدق كل هذا الوضع . لم يكن امراﱟ معقولاﱟ ان تدان بهذا الشكل بدون اسباب حقيقية . قالت بتأثير : " انك مخطئ . لقد كنت دائماﱟ امينة . رباني والدي على ... " " الكذب ، الغش ، السرقة ، خمسة ... اربعة ... " شقت طريقها لتبتعد عنه : " اه ! دعني أمر ، والا ... " صرخ ليسنزو ، وهو يضع يده بقوة على ذراعها : " والا ماذا ؟ لا تكوني سخيفة . " نظر الى عنادها القوي وتمتم شيئاﱟ بالايطالية ، تابع بقوة : " الا تعلمين انه لا يوجد نقل عام حتى الفجر ؟ " قالت بخيبة امل : " الفجر ؟ " استغل خيبة أملها . وبدون اية كلمة ، التقط الحقائب ورماهم في السيارة فسمحت له بيأس ان يجلسها في السيارة . نظرت اليه بقلق وارتجفت من غضبه الصارخ . تمتمت بتهذيب واضح : " شكراﱟ لك . " قال بين اسنانه : " لا تقلقي ، اكره ان تظني انني افعل ذلك بسبب طيبة قلبي . لقد حدث اننا في ذات المكان ، واشعر انني مهان بسبب انتظارك كل هذا الوقت . لم يتسن لي النوم الا | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:01 pm | |
| قناع من الخداع 19
فترة قصيرة في اليومين الماضيين بسبب تأخر موعد الطائرة ، كما وانني مرهق ، وهذا هو سبب دعوتي لك وليس هناك من سبب آخر . مفهوم ؟ " قالت بهدوء : " بالتمام . " بدت وكأنها غير متأثرة بكرهه الظاهر لها فقالت : " لكنني اريد الحفاظ على استقلاليتي . اصر على دفع نصف الاجرة . " نظر اليها متفاجئاﱟ وهز كتفيه : " حسناﱟﱟ . لما علّي ان أفقر نفسي لأجلك ؟ " شحب وجهها ، وبالكاد سمعته يصرخ بالسائق لينطلق . سارت السيارة ببطء في الليل المظلم بينما جلست ميرديث بدون حراك ، تتذكر بألم متى سمعت هذه الكلمات من قبل : " افقر نفسي . " لقد حدث ذلك منذ سنة تقريباﱟ ، عندما اوصل ساعي البريد رسالة من فينيس الى كوخ صغير في وايلز كانت تتشارك بالسكن فيه مع جدتها . قرأت جدتها الرسالة ، صرخت بألم وسقطت منهارة . شعرت ميرديث ان الذكرى تجلّدها حتى العظم ، متذكرة كم عانت لتخفف عن جدتها خلال الانتظار الطويل لوصول سيارة الاسعاف لنقلها الى المستشفى ، وهي تعرف ان جدتها تتعرض للمرة الثالثة لأزمة قلبية . بعد فترة طويلة قرأت تلك الرسالة . انها مرسلة من شخص يدعى كورزيني ، طالباﱟ منها ان تعي له المفتاح ومهدداﱟ بأنه سيتقدم بشكوى ضد جدتها مدعيا عليها بالابتزاز . وانهى رسالته بالقول : " لقد افقرت نفسي لأجلك لسنوات طوال . ولن استمر بذلك ابداﱟ . " حتى الان ، مجرد تذكر الامر ، يملأها بشعور أليم يحز داخل
20 قناع من الخداع
قلبها . كان اتهامه خطأ غير معقول . كانت ترغب بمراسلة الرجل لتعترض عما قاله ، لكنها لم تكن تملك عنواناﱟ له ، وفقط عندما امتلكت الوكالة الكاملة بالتصرف عن جدتها وجدت صلة وصل بين فينيس وبنك دو أورو . والان هي وجهاﱟ لوجه مع الرجل الذي يعتقد حقاﱟ ان جدتها مذنبة . اخذت نفساﱟ عميقاﱟ لتستجمع قوتها . وسألت بهدوء : " ما هي العلاقة بينك وبين كورزيني ؟ " نظر اليها بعينيه الغامضتين للحظة ثم ابعد عينيه وهو يقول : " ان لديه حساب في البنك . " على الرغم من دقات قلبها السريعة ، حاولت ان تهدأ نفسها وان تكون منطقية : " لقد فهمت ، ومن الطبيعي ان تقف بجانبه ، اذا كان من احد زبائنك . استطيع ان افهم تجهمك علّي . " قال بسخرية قوية : " هذا كرم منك . اولاﱟ حاولت تضليلي بأنك ستدفعين نصف الاجرة والآن تخبريني انك تسمحين لي باحتقار المجرمة . " صرخت وهي ترفع نظرها نحوه : " المجرمة ! لا ، لا ... اعطني فرصة لاشرح لك . " " سأعطيك ذات الفرصة التي اعطيها لثعلب جائع في قفص للأرانب ، لا تحاولي ان تتملقيني . انني محصن ضد النعومة والتصرف بخفة . " قالت بكبرياء واضح : " اه ، هل تدينني بكل بساطة ؟ " تنهدت بقوة وهي تحاول التخيف عن نفسها . بسرعة امسك وجهها بيديه : " نعم ، انا افعل ذلك . " واخذ يدرس وجهها باهتمام . نظر الى عينيها ، وكأنه يسلط عليها اشعة ليزر لتصل الى دماغها .
قناع من الخداع 21
تعجبت ميرديث من شدة تأثرها به وسألت بصوت اجش : " ما الذي تنظر اليه ؟ " " البراءة . " " وماذا ؟ " ساد صمت غريب في السيارة . ابتعدت عنه لتجلس في زاوية السيارة بينما ابعد يديه عنها ليفك ازرار معطفه ، وليظهر بدلة مخططة انيقة وثمينة . تمتم قائلا : " انني ادرس الوقائع باهتمام . " قالت ببطء : " انت لا تملك اية وقائع . " امسك بربطة عنقه الذهبية ليخفف من شدتها حول عنقه وعندما شاهدت قميصه ذات اللون الكريم الشاحب ووجدت نفسها تشعر بتشوش غريب في داخلها . ابتسمت من نفسها ، على تفكيرها السخيف . فهذا ليس ابن مزارع في قريتها ، يهتم ليقترب من الفتاة الوحيدة الجميلة على بعد عشرين ميلاﱟ ! تمتم يائساﱟ : " انت لا تشبهين بشيء الرجل الذي كنت اتوقع قدومه . " قالت بقسوة : " شكراﱟ لك ، اعتقد ان هذا مديح لي . ان تخيلاتك الواسعة جعلت من ميرديث وليمز عضو في عصابة مشهورة . " ابتسمت ابتسامة مقتضبة ، تريد ان تخفف عنه ببعض المرح : " وعوضاﱟ عن ذلك لقد وجدت امرأة شابة تضع قبعة على رأسها كغطاء لإبريق الشاي . اتمنى ان لا يكون قد خاب ظنك ؟ " لم يجب ، لكنه حرك شفتيه بطريقة كأنه سعيد بشيء ما ، فتمنت ان يكون ذلك بسبب طبعها المرح الشجاع . ربما
22 قناع من الخداع
تستطيع ان تربحه لجانبها في النهاية لكن كلماته التالية قضت على كل آمالها . " خاب ظني ؟ اجل ، انني كذلك . كنت اتمنى لو انك علقت بعاصفة ثلجية . " احمر وجهها من كثرة الاحراج ، وصرخت : " هذا امر غير لطيف البتة . " " كذلك الابتزاز . " قالت بحزن : " أوافقك الرأي ، وسنعمل على توضيح سوء التفاهم هذا ، اذن اخبرني ماذا تعتقد انك تعرف عني . " اصبحت عيناها الزرقاوان غامضتين ، وهما تنظران اليه بتحد . فهناك عواصف قوية في عيني ذلك الرجل ، وقد تسقط كلها على رأسها . اشارات صغيرة تخفي وجود الخطر المسيطر عليها . وجهه القاسي ، الخيوط البيضاء حول شفتيه . والاعصاب المشدودة واضحة في جسده لكن ، مهما كان ذلك خطراﱟ لها ، عليها العمل على وضع كل شيء في نصابة . قال بصوت قاسٍ : " اعلم كل شيء ، انا من أستلم رسالتك الى البنك ، متسائلة عن الحساب الشهري الذي يصل الى حساب جدتك . " قالت متلعثمة : " نعم ، وهذا ما يدهشني ، اذ قد يكون هناك
علاقة بين هذه الاموال واتهام كورزيني . لم تجب ابدا على رسالتي . " قال بسرعة : " هذا أمر لا يعنيكِ . " اجابت تدافع عن نفسها : " بالطبع يعنيني ! قلت لك ان لدي وكالة تتعلق بكل اعمال جدتي . " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:02 pm | |
| قناع من الخداع 23
" لكن لماذا ؟ " " لقد تعرضت الى ذبحة قلبية واصيبت بشلل كامل . " سأل بتوتر واضح : " ولا ... كلمة ؟ " لم تفهم ميرديث ردة فعله ، همست : " عزيزتي المسكينة ، حتى انها لم تتمكن من كتابة رسالة لتقول فيها ما تريده . لقد حاولت ايضا ، بصعوبة بالغة ... " تمتم بنعومة : " اراهن على ذلك . " صرخت مندهشة من فقدانه الاحساس بالرأفة : " انك رجل كريه . اعلم انها قد تعرضت سابقاﱟ لأزمة قلبية ، لكنني ألوم كورزيني بالتأكيد على ما اصابها . اذا كنت سأكره احدا ما ، سيكون هو بالتحديد ، وسأخبره بذلك ، عندما أقابله . " لمعت عينا ليسنزو على الفور لكن ميرديث على تتأثر بذلك . " الابتزاز حقاﱟ ! كيف يمكن ان تكو سيدة عجوز بريئة لا تعمل الا بأبرتها ، وتصلك رسالة كهذه ؟ " " انها بريئة ! " عادت ميرديث تجلس في آخر المقعد ، لا تهتم لشيء الا ان توضح للرجل ، كم ان جدتها امينة وصادقة . قالت وكأنها تنفجر من شدة الغضب : " كلامك سخيف ! كيف يمكن لامرأة لم تترك بلدها يوما ان تتعرف على شخص من فينيس ؟ حتى انها لا تحب الغرباء ! فهي من وايلز ، كما وانها لم تكن تعترف بباقي الشعب الانكليزي ، فكيف بها مع الايطاليين . " قال معترفا : " انت تدافعين عنها بقوة ، ولو كانت على خطأ . اكاد ان اعجب بك بسبب شدة ولائك . " قالت بحماس : " انا ادافع عن اي شخص من عائلتي يتعرض للتحدي وللاهانة . الا تفعل ذلك انت ايضاﱟ ؟ "
24 قناع من الخداع
ضاق وجهه حتى بدا وكأنه مصنوع من رخام وليس من لحم ودم . قال " بالطبع ، افعل ذلك . فعائلتي هي حياتي . " لمعت عيناه بحرارة واضحة وهو يتابع : " سأعمل على تحطيم اي شخص يهدد سلامتهم . " بدأت بالقول ، محاولة ان تجد امراﱟ مشتركاﱟ بينهما : " يسعدني انك تشعر كذلك ... " " اذا ، ليس من الحكمة ان تفرحي . لأن ما اشعر به يجعلك في وضع خطر . " قال هذا بصوت ماكر وعيناه تهزآن من غضبها " لا تحاولي ان تفهمي ما اقوله على طريقتك . اخبريني . لما انتظرت كل هذا الوقت لتحضري الى هنا ؟ " شد بيده على ركبتها وهو يسأل بكبرياء : " هل احتجت لكل هذا الوقت لتخترعي هذه القصة ولتختاري ثيابك من مركز للاحسان ؟ " صرخت : " ايها الوحش ! كيف تجرؤ لتسخر من ثيابي ؟ لا استطيع ان افعل احسن من ذلك . اما بالنسبة لتأخري عن الكتابة ، اليس لديك فكرة كم يتطلب منك الوقت ، للعناية بشخص متعرض لأزمة قلبية ؟ " رفعت رأسها بتحد ، لأنها لا تريد ان تقدم له اي احساس بالتفهم ، قالت ببطء : " لم يكن لدي وقت للتفكير ، حتى انتهت مراسيم الدفن . " اذا كانت تتوقع اي احساس بالضيق او حتى اعتذار ، فمن الواضح انها اخطأت . سحب يده عن ركبتها وبدا الارتياح على وجهه . همس ببطء : " اذن لقد توفيت . " فكر للحظة ، وطال الصمت بينهما .
قناع من الخداع 25
حدقت ميرديث بالظلام ، متمنية ان تنتهي هذه الرحلة المؤثرة للاعصاب . " قضى الاحساس بالذنب عليها في النهاية . " شهقت وانهمرت الدموع من عينيها : " لم اسمع شيئاﱟ باطلاﱟ كهذا يوما . " قال بسرعة : " انها الحقيقة ، لقد كانت تأخذ مالا ليس لها منذ عشر سنوات . " صرخت ، مرتعبة : " عشر سنوات ؟ " سأل بحدة ، واصبحت عيناه السوداوان باردتين كالحجر : " ألم تتأكدي من حساب البنك ؟ فالابتزاز الذي قامت به جدتك لابد انه أمن لك مستقبل زاهر . " احمرت خجلا لكنها لن تسمح له ان يسبب لها الاحباط : " لقد ادركت الان ان لدى غران مبلغ من المال . ولقد اصيبت بصدمة كبيرة عندما عرفت كم يبلغ . قال ليسنزو ساخراﱟ : " انني متأكد من ذلك . " عندها ميرديث خطر بفكرها أمر غريب ، اتسعت عيناها من انذار ما . لقد مضى عشرة سنوات على وفاة والديها ، في حادث اصطدام القطار ، ومن الواضح ان الدفع قد بدأ حينها . رجفة قوية احست بها . ما معنى كل هذا ؟ هل هذا تعويض ام اجر ؟ هل كانت جدتها تعرف بأمر المال ... او انها كانت تطالب به ؟ عضت على شفتها ، محاولة ان تبعد الشك الذي كان يزحف في فكرها كالمرض . كانت جدتها ايضا لديها احساس العدالة الطبيعية . قد يكون ذلك بسبب من كان وراء الحادث . وقد يكون ذلك كورزيني . قالت ميرديث : " علّي ان الاحق زبونك . "
26 قناع من الخداع
شد على شفتيه وقال ساخراﱟ : " بالطبع ، فالبيت الصغير الذي لك ليس كافياﱟ ، اليس كذلك ؟ لقد وجدت جرة الذهب ، واصابعك الصغيرة الجشعة تريد كل ما فيها ... " انكرت بسرعة : " لا ! " " لا تقاطعيني ! فأنا لست معتاداﱟ على الاحاديث الملفقة . وان كان لديك اي احساس بالمنطق ، لن تقومي بالاستخفاف بي . الفينسيون يعرفون كل شيء عن الخداع . فكل ما تقومين به وتقولينه هو كلعب الاطفال . " قالت بامتعاض : " اذن قل لي ما هي مخططاتي ، اذن . " " لقد قلت لك . لتتابعي عادات عائلتك بابتزاز كورزيني . " شعرت ميرديث بتشنج اعصابها وبشحوب وجهها . همست : " كيف يمكن لأفكارك الخاصة ان تستنتج دوافعي ؟ " ارتجفت ما ان امسك باصابعه القاسية ذقنها ورفع وجهها وهكذا اجبرت عيناها الخائفتان للنظر اليه . قال بسرعة : " توقفي عن هذه المسرحية السخيفة . لقد حذرتك ، لا تلعبي دور الفتاة البريئة معي . انا احتقر جدتك على كل ما فعلته وعلى كل ما سببت لكورزيني من ألم . وانا لا اصدق للحظة واحدة انك كنت حقاﱟ تجهلين انك غنية . ماذا كانت تفعل ؟ تعيش على الخبز والجبن ؟ " صرخت ، وهي تحاول التخلص من هزئه : " في الواقع ، لم يكن لدينا ابداﱟ مالٍ كاف ! كنا نعيش في كوخ مستأجر في وادي وايلز بدون اية رفاهية . ولقد اصبحت الحياة اكثر قساوة عندما اضطررت للتخلي عن عملي من اجل الاعتناء بها ... " قاطعها بنعومة واستهزاء : " اه ، توقفي ، الان ، انت لا تتوقعين مني ان اصدق هذه القصة الحزينة ! " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:03 pm | |
| قناع من الخداع 27
قالت بكبرياء : " انها ليست " الحزينة " وأنا لست اطلب الشفقة . انا بالكاد اشرح لك ... " " لكنني اعرف تماما ان مركز الخدمات الاجتماعية كانت وضعتها في اماكن خاصة ، ان كانت فقيرة كما تدعين ... " صرخت على الفور : " ما كنت حلمت بترك الغرباء يهتمون بصحة جدتي . " نظر اليها غير مصدق : " اه ، الحفيدة المثالية ، لا يستطيع المرء الا ان يتخيل انه يجري في عروقك دماء زرقاء ، مع صفات نادرة . " احست ميرديث بلهجة الازدراء في صوته ، فنظرت اليه بحدة ، وسألته : " ما الذي تعرفه عن عائلتي ؟ " ربما كان يدرك ان أمها فنانة ، لذلك هو يهزء منها ، ازداد تسارع نبضات قلبها . اذا كان كذلك ، فكيف له ان يعرف ؟ لا ، قالت بحزم لنفسها . لا يمكن ان يعرف ... لأنه ليس هناك اي اتصال بينها وبين كورزيني . لا ، لا ! بدأت اعصابها تنتفض وهي تجمع هذه المعلومات مع بعضها البعض وقد بدأ قلقها بالتزايد . لقد أخذ والدها اسم عائلة أمها عندما تزوجا . قال ذلك بسبب شهرة أمها وبقى يستعمل هذا الاسم طوال عمره ، السيد وليمز . هل كان هناك سبب آخر ؟ بدأت يداها بالارتجاف . لاحظ ليسنزو ذلك فقال بنعومة : " كان لدى جدتك المال الكافي لشراء منزل خاص بها لو ارادت ذلك . " قالت باحباط : " لكنني لم اكن اعلم بذلك ! ليس قبل ان استلم اعمالها . و ... في كل الحالات ، كنت سأبقى اهتم بها ... " قال من بين اسنانه ، بغضب وببطء شديد : " امر مقنع جدا . "
28 قناع من الخداع
اعتذر منك ، اعتذر منك ! أمر مؤسف انه ليس هناك مشاهدين كثر لرؤية فقرك وولاءك . لكن لقد ولدت هكذا ، اليس كذلك ؟ " همست بخشونة : " ولدت ... ؟ لا اعلم ماذا تعني ! " ونظرت الى وجهه لتفهم الغموض الذي يحيط به . قرب وجهه منها اكثر ، وقال : " لا ، فكري بالامر . انت لا تعلمين الكثير عن الفينسين ، اليس كذلك ؟ " قالت بشجاعة : " لست متأكدة انني اريد ان اعرف . " " لو كنت تعرفين لما كنت تحاولين ان تنزعي الغطاء عن عيني . " قال ذلك وشد قبعتها على وجهها اكثر ، فرأى الخوف في عينيها . تابع قائلاﱟ : " من الحكمة ان تخافي . لأنك جزء من عملية الابتزاز . اين كنت تحضرين كل هذا في مختبر من الرفاهية . " انكرت بضعف : " لا ، لم يحدث ذلك . " شعرت وكأنها ستنهار " لقد قلت لك ... " لكن الشرر في عينيه لم يدعها تكمل ، والان عملت كيف شعرت جدتها ، حين ارادت ان تتكلم ولم تستطع القيام بذلك ! اصبح وجهه غاضباﱟ ما ان ترقرقت الدموع في عينيها وبدأت بالانهمار على خديها . قال بسرعة ، وقد بدا غير متأثر مطلقاﱟ : " يمكنك ان تتخلي عن ذلك ، فالحياة قد جعلتني اقوى من الشفقة . لقد ضحيت بكل انواع السعادة منذ ان كنت طفلاﱟ . لقد عملت ودرست عشرين ساعة في اليوم لأساعد عائلتي ... بينما انت ، تبا لك ، كنت تعيشين عالة على مال كورزيني ! " همست مرتعبة : " اه ، ارجوك ! لا تفكر ذلك بي ... " صرخ بغضب : " كفى ! كفى ! انك تضيعين وقتك ان كنت تتوسلين اي رأفة مني . ليس هناك اي احساس نحوك .
قناع من الخداع 29
فالجشع والاختلاس تستحقان العقوبة . " ارتجفت تحت نظراته وهو يقول : " اعترض على طريقة ارتدائك للثياب وكأنك تعملين في احد المنازل وقد اتيت تحملين اغراضك في حقائب يدوية وكأنك ذاهبة الى مكان لغسيل الثياب . " " حقيبتي ... " " نعم ، نعم ، اعرف القصة . لقد كسرت . انك تهينين ذكائي بأساليب الجشعة ! اذا كانت هذه اساليبك ، لتدخلي بطريقة مؤثرة على حياتي ، فلقد فشلت . اعلم تماماﱟ ماذا تريدين ، واني متأكد من ذلك تماما كوجودك هنا . " امسك بيدها بقساوة وكأنها سجينة وتابع ، سأمنعك من الحصول على ما تريدين . " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:30 pm | |
| | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:38 pm | |
| الفصل الثاني
30 قناع من الخداع
الفصل الثاني
تمسكت ميرديث بالمقعد ، تشعر بالرعب من العنف القوي في وجه ليسنزو . كان يبدو عليه انه جاهز ليرميها خارج السيارة ، فكرت ان عليها تهدئته . قالت له بهدوء : " كل الذي اريده هو ان احرر اسمي ، وان التخلص من ذلك الخطأ . اريد ان أقنع كورزيني ان يتوقف عن دفع هذه الاموال ... " قاطعها بنعومة : " انت تغضبينني حقاً . " التقت عيناها بعينيه المتقدتين فارتجفت ، تمنت لو تصرخ . فهذه السيطرة القوية على صوته واعصابه كانت تزيد من توترها . " انك تبالغين في الدور الذي كتبته لنفسك . " قالت والقلق ظاهر عليها : " ليس اذا كنت انا وجدتي بريئتين من عملية الابتزاز هذه . اقسم لك ، انني مندهشة تماماً ، ليسنزو . اليس هناك احتمال ان يكون هناك خطأ ما في الكمبيوتر ، ربما ؟ هل كان كورزيني يدفع المال لشخص آخر ؟ فلا جدتي ولا والدي قد زاروا مرة ايطاليا . انا اعلم ذلك ، لأن هذا ما قالته جدتي يوماً ، عندما كنت معهم على متن الباخرة مرة . انهم بالتأكيد لم يذكروا فينيس ... " " لم يفعلوا ذلك ؟ " ونظر اليها مطولاً وكأنه يدرس حقيقة ما تقوله وقد شعرت وكأن عينيه قد احترقتا رأسها . قالت بهدوء : " انني لست بكاذبة ، كيف يمكن ان اجعلك تقتنع ؟ الا تستطيع ان تمنحني بعض الشك بما اقوله ؟ لقد حدث
قناع من الخداع 31
نوع من التشابك بين الحسابات او اي شيء ما . " بدأ صوتها يرتجف . " اوقف الدفع ، اتوسل اليك ان تفعل ذلك ! " قال بصوت اجش : " لا تبالغي في هذا الدور ، فقد أنفذ ما تقولينه ... " قالت وهي تزفر : " اتمنى ان تفعل ذلك . فهذا ما اريده . " قال ببطء : " خطأ ما . " واخذ ينظر الى يديها المرتجفتين وهي تضعهما في حضنها . " يمكننا الاتفاق على ذلك ؟ " تابع بحذر : " استطيع ان اتدبر امر ايقاف الدفع لك . " احست بمدى تأثيره وتساءلت بينها وبين نفسها عن السبب ، لكنها كانت متعبة كثيراً لتفكر . قالت : " اسمع ، لو انك تعرف جدتي ، لكنت علمت لما انا حازمة بهذا الامر . " قالت باهتمام ، مدركة ان هذه فرصتها كي تقنعه . " لقد كانت مستقيمة وليس لها علاقة بأحد . استطيع ان ادع عدداً كبيراً من الناس يكتبون لك عما اقوله . مثلاً ، رجل الدين في الوادي ، انك تؤمن بصدق كلام رجل متدين ، اليس كذلك ؟ " " بالطبع . " احست ميرديث بوضوح في الرؤية في فكرها ، فقد شعرت انه اخيراً بدأ يستمع اليها حقاً . " كانت جدتي امرأة متدينة ، وتعطي عشر تقاعدها لاعمال الخير والاحسان وتقرأ في الكتاب المقدس يوميا . لم تفعل يوما ما يشين . فلقد كانت انسانه صارمة بشكل غير معقول ولديها اخلاق عالية ، تؤمن ان كل انسان يحاسب على كل ما يقوم به . هل تبدو لك هذه اخلاق من يقوم بالابتزاز ؟ " " بالطبع لا ، لكن اذا كان ما تقولينه صحيح ، على الاقل انها مذنبة لقولها المال تحت اسم خاطئ . كان عليها ان تتساءل
32 قناع من الخداع
عن الحقيقة الواضحة في حسابها المصرفي المتراكم . " عضت ميرديث على شفتها ، واعترفت بالرغم عنها : " لا استطيع تفسير ذلك ايضاً ، ربما هذا ما كانت تحاول شرحه ، بعد اصابتها بالأزمة النهائية . " قال بحدة : " اه ، انني متأكد من ذلك . لابد انها كانت صدمة عليها ، ان تدرك انها لم تقم بحساباتها على ما ارادت . " شهقت ميرديث : " ايها المغرور ! " هز كتفيه . فأجبرت نفسها على الهدوء ، وتابعت : " لم تكن جدتي يوما معتمة بالبنوك ، كما انها لم تفهم الحساب جيداً . كانت تبقي اموالها في علبة للأحذية تحت سريرها . " اضافت بتوتر : " لم يكن هناك اي سحب من تلك الاموال ، استطيع ان اريك كشف الحساب بعد قليل . " تهجم وجهه فجأة وقطب حاجبيه بشك : " لم تسحب اية اموال منها ؟ لكن ... " رأى عينيها المضطربتين فتابع : " ربما كانت توفرهم لك . " " لي ؟ انا لم اعرف ... " واختفى صوتها بينما ازدادت عينيها اتساعاً . قال بامتعاض : " نعم ؟ " غضت على شفتيها ، وقالت ، مجبرة بصدق : " لقد ... لقد قالت مرة انها متأكدة انني سأكون بألف خير . " قال بلهجة الانتصار : " والان وصلنا الى صلب الموضوع ، اريد تفسيراً محدداً ... اذا كانت فقيرة كما تدعين وان المال لم يلمس ابداً ، من دفع لك ثمن بطاقة السفر ؟ " اجابت ببساطة : " لقد دفعتها مما وفرته من أموال . " تنهدت وهي تتابع : " كل ما معي في هذا العالم . "
قناع من الخداع 33
سخر منها غير مصدق : " انك تقولين لي انك صرفت كل ما وفرته من مال لتأتي الى هنا كي تزيلي كل التباس يحيط باسم جدتك ؟ " صرخت بتأثر : " نعم ! الان تدرك كم ان هذا الامر مهم بالنسبة لي ! " قال على الفور : " كان بامكانك اخذ المال والبقاء صامتة . " قالت بتوتر : " بالطبع لا استطيع ، فبالكاد كنت انام بسبب كل هذا القلق . كان علّي القدوم ، مع انني كنت اكره مجرد التفكير بالحضور . " تابعت بسخرية : " حتى الان لم يكن الامر مسلياً . " لم يكن الابتزاز يوماً امراً مسلياً . ميرديث ، اما انت ذكية جداً ، او انك ساذجة بشكل غير معقول . لا استطيع الحكم . مهما يكن ، اذا لم يكن المال قد لمس بعد ... " هز كتفيه ، وابتسم ابتسامة خفيفة : " انني تقريباً أميل الى تصديقك . " قالت بحرارة وهي تمسك بذراعه : " اه ، ليسنزو ، شكراً لك ! " بدا متوتراً جداً ، قال بضيق : " ارجوك لا تلمسيني . " سحبت يدها بسرعة عن المعطف الناعم واصطبغ وجهها بالاحمرار من شدة الخجل اردف قائلاً : " لم اقل انني اصدقك . انا بالكاد اتحفظ بحكمي مع انني املك اقتراح يحل كل الوضع الذي نحن فيه . " قالت بسرعة : " قل لي . " مع انها كانت مندهشة من سيطرته على الوضع ، تابعت : " اي شيء تريده . " قال بفخر واعتزاز : " حسناً ، عودي الى بلادك على متن اول طائرة ، وانا سأتحدث مع كورزيني ، سأشرح له عن خطأ الابتزاز وسأتحدث بالخير عنك . انني متأكد انه سيكون | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:39 pm | |
| 34 قناع من الخداع
سعيداً جداً ليوقف الدفع ، ولن يحدث اي شيء آخر . " نظر مباشرة الى عينيها : " واذا كنت تحبين ، سأقنعه ان يترك لك المال الذي دفع سابقاً ... " قالت ، مشككة بدوافعه : " بالطبع لا ! انا لا اسمح لشخص آخر ان ينظف سجلي . من اجل راحة فكري ، علّي مواجهة الرجل وجهاً لوجه . اريد ان نفترق كاصدقاء . ولقد قلت لك سابقاً . انني لا اريد ذلك المال الملوث . كيف يمكن ان احتفظ به ان لم يكن لي ؟ " نظر الى الدهشة الواضحة على وجهها ، وابتسم ببطء : " انك تبالغين الان ، ميرديث ، انك تتخلين عن حقوق كل تلك الاموال ... وتصرفين النظر عن الذي سببه كورزيني لوفاة جدتك ... وتريدين مقابلته لتقولي له مرحباً ؟ ولكي تفترقا كأصدقاء ؟ " قالت ببساطة ، متسائلة عن سبب سخريته : " نعم ، اين الخطأ في ذلك ؟ وانت ستساعدني بذلك ، اليس كذلك ؟ " ضحك ضحكة قصيرة : " كاشتعال النار ، سأفعل ، ايتها الماكرة الصغيرة ! لابد انك تفكرين انني ما زلت احبو . " نظرت عيناه الباردتان التقتا بعينيها ، حدقت به ميرديث بخيبة : " لقد كبرت كفاية لأقع بحيلة كهذه . لديك هدف آخر لمقابلة كورزيني . " صرخت ، وقد فقدت صبرها : " لا ، لا هدف آخر لي ، انه فقط لا استطيع الاستمرار في العيش بدون ازالة كل هذه الاهانات لاسم جدتي . علّي ان اسوي كل هذه الامور . فالاحترام مهم لي اكثر بكثير من بعض المال ... " " بعض المال ؟ عزيزتي الصغيرة ، إنها ثروة ! ولا واحدة في
قناع من الخداع 35
كامل قراها العقلية تدير ظهرها لتلك الثروة ! واذا كنت تعتقدين انني أؤمن بهذا التصرف المجنون ، فلا بد انك تهينين معرفتي بطبيعة البشر . " وامسك بسخرية بوجهها وتابع : " اي شيء جميل تتظاهرين به ! سيدة الامانة ! اقدم احتراماتي ، سنيورة ! " اشتعلت ميرديث غضباً من لمعان عينيه وابتسامته الساخرة . لقد كان مقتنعاً من صحة كلامه لدرجة انها لن تجد طريقة لاقناعة ببراءتها في هذه اللحظة . لكنها ستفعل ، هذا ما فكرت به . وعندها عليه ان يعتذر منها بكل تواضع . عندها سيعض اصابعه ندامة . قالت بسرعة : " حسناً ، هكذا اذن . " وهي تشعر بالقلق من تعابير الانتصار غلى وجهه . تمتم وهو يقرب وجهه منها : " لقد استسلمت ؟ " صرخت : " لا ، لكنك لن تسمع ، ولن تثق بي وانك متأكد تماماً من نفسك ولا تعتقد مطلقاً انك قد تخطأ . لذلك سأبقى في فينيس لأجد بنفسي ما الذي يجري في كل هذه القضية . " اختفت مشاعر ليسنزو كلياً على الفور ، تمتم بابتسامة متعالية : " فينيس مشهورة بالحفاظ على اسرارها . " قالت بقلق : " انت لا تتخلى عن شيء من افكارك ، اليس كذلك ؟ " قال موافقاً : " لا ، ولا قيد انملة . اذا اصريت على البقاء . احذرك ، لن تحصلي على اية مساعدة مني . كما يمكنك العودة الى بلادك الان . " اخفض صوته ليتابع بمكر : " اقترح عليك ان تكوني منطقية وتفعلي ذلك . والا ستتورطين بوضع تتمنين لو انك لم تدخليه ابداً . "
36 قناع من الخداع
قالت بثقة لا تشعر بها : " انا لا اهرب ابداً من مسؤولياتي . " اجاب وهو يدير ظهره لها : " اذاً لن يمر وقت طويل قبل ان تتمني لو انك فعلت . " *** كانت المسافة الطويلة من المطار ، مليئة بالقلق بسبب الصمت المتوتر السائد في السيارة . شعرت ميرديث بأعصابها مشدودة كالحبل ، وبسبب عداوة ليسنزو وطبيعته المشكلة من الصعب عليها ايجاد الحقيقة . لكن عليها رؤية كورزيني . فالرجل اما مجنون او مخطئ . لن تسمح لليسنزو برقفها . تذكرت انه تكلم بعاطفة وحنان عن عائلته ... فاذا كان يحب زوجته واطفاله لابد انه يملك قلباً حنوناً تحت تصرفه البارد . عليها ان تضع بعض الثقة فيه . اخيراً شد ليسنزو معطفه عليه ، وهي ارتدت قفازيها الصوف ما ان توقفت السيارة . قال : " هنا ، بيزال روما . الى هنا فقط تصل السيارات . لا يسمح بالقيادة بعد هذه النقطة . " اخرج من جيبه محفظة من الجلد جميلة ونظر اليها بتحدٍ وتابع : " الان عليك فع حصتك . " حركت ميرديث قدميها براحة من التشنج الذي كانت تشعر به ، سألت : " كم تريد ؟ " وهي تمد يدها على حقيبتها وتخرج القليل من النقود . سأل غاضباً : " هل هذا ك ما تملكينه ؟ " قالت : " نعم . "واضافت بكبرياء : " لكنني استطيع الحصول على المزيد من المال غداً . | امسك بأصابعه الطويلة والرشيقة بعض المال ... معظمهم . كانت منزعجة لكنه قال : " هذا جيد ، اذاً . " تابع بحدة وهو
قناع من الخداع 37
يراقب الدهشة على وجهها : " لست معتادة ان تدفعي عن نفسك . " رفعت رأسها على الفور وقالت : " مخطئ ، لكنني لست معتادة على المبالغة في المصروف . انا دائماً اذهب برحلات كثيرة . لكن اصدقائي فقراء بالنسبة لك . " رأت تعابير الارباك على وجهه فابتسمت له وقالت : " انت تعلم ، انني لا اختار اصدقائي نظراً لحجم محفظة نقودهم . " " حقاً ! " لكن من تعابير وجهه ، علمت انه كان يفكر بأنها كاذبة ، تابع : " ان قوارب النقل قريبة من هنا . " قالت : " وهي ايضاً غالية الثمن ، اني متأكدة من ذلك . السير على الاقدام ارخص . " علمت انه لم يفهم ما تقصده فتابعت : " ربما صاحب بنك يستطيع تأمين ما يطلبونه ، لكنني اراهن انني لا استطيع . " " اشعر برغبة جامحة على تركك تتنقلين في فينيس على هواك بعد هذه المحاضرة عن الفوارق الاجتماعية . " قالت وهي تبتعد عنه : " يعطيني الله القوة ! " قال : " عودي الى هنا ! انا من سيدفع هذه المرة ، اذا كان هذا سبب اعتراضك . " اصبحت عيناه اشد قساوة ومرارة : " انت لا تمانعين ان تجولت في فينيس على حسابي ، اليس كذلك ؟ " " بالطبع امانع . افعل ما يحلو لك . انا لا اقبل اي خدمات منك ولن اضيغ اموالي على اشياء غير ضرورية . سأمشي . " اخذت من جيب معطفها خريطة فينيس ، والتصميم بارز على وجهها . قال متفاجئاً : " امرأة ، تمنعني عن صرف المالى ؟ انا لا ادرى ان كنت عاملة نشيطة ، ام مجرد امرأة بخيلة . " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:40 pm | |
| 38 قناع من الخداع
تفاجأت ميرديث عن رغبته الدائمة في البحث عن دافع خفي لكل ما تقوله : " حاول ان تعرف . " تنهدت . وهي تفكر ان اهل فينيس لا يبدو عليهم الاستقامة على الاطلاق . رفع حاجبيه وهو يقول : " اذن تريدين الوصول سيراً على الاقدام ؟ " هزت رأسها . وكأن الفكرة اعجبته ، فالتقط حقائبها بينما حدق به سائق التاكسي فاغراً فمه . تمتم ليسنزو شيئاً ما للرجل ، الذي ضحك متفهماً . قالت بهدوء : " شكراً لك . " تمتم ليسنزو : " كلانا سيندم على ما نفعله . " بينما سارا يقطعان الساحة الكبرى . لم تشعر بالندم ، في البداية ، بسبب الاحساس المذهل الذي كانت تعيشه . فمن الواضح ان فينيس مدينة يجب ان تشاهد على الاقدام ، او ربما افضل بقارب يسير ببطء شديد . لأن كل شيء فيها يزيد من الاحساس بالعيش في حلم رائع بعيداً عن المدن الصاخبة . فالسير على الثلج ضمن هذه الشوارع الضيقة والمهجورة يملأك بأحساس العيش في قصص الاساطير . نظرت ميرديث الى احدى المباني المؤلفة من اربع طوابق التي تحف بالشارع . احست وكأن هذه المباني ترحب بها . نظرت الى الامام بقلق ، ادركت ان خطوات ليسنزو السريعة قد ابعدته عن نظرها . بمفردها في الشارع المظلم . شعرت بالخوف من محاولته أن يضيعها ، كي يعلمها درساً قاسياً . كل الذي تسمعه وقع خطواته على الثلج وصوت ضربات حقائبها ببعضهم . صرخت بقلق : " ليسنزو اين انت ؟ "
قناع من الخداع 39
قال ، بينما تردد صوته في الصمت : " الى اليمين ، استمري في السير . " اسرعت نحو الزاوية ، مسرورة برؤية معطفة الداكن ثانية . للحظة ما ، كان يمثل الآمان لها . قالت عندما اقتربت منه : " انها طريق طويلة . " محاولة ان تتخلص من مخاوفها ، وهي تشعر بالضيق من هذه المخاوف الغريبة . قال يذكرها : " انت من اراد السير . " قالت وهي تتنهد : " اعرف ، لكنني نسيت كم كنت متعبة . لقد رأيت ، لا أملك المال الكافي بيدي لأدفع ثمن حجز غرفة لنوم ليلة البارحة في فندق في هيت ترو عندما تأخرت الطائرة البارحة ، لذلك امضيت ليلة الامس في المطار على الارض ... " قاطعها متذمرا : " من كتب لك كل هذه الثرثرة ؟ لابد انك ستكونين ممثلة افضل بنص افضل . " قالت بعناد : " انا لست ممثلة . " منتبهة ثانية لتعليقه الماكر عن اختصاص امها . او ربما هي شديدة الشك والارتياب . قال ببرودة ، وبدون اية شفقه : " فقط خففي من كل هذه الدراما . فأنا غير مهتم . واذا كنت لا تحبين ما يحدث معك ، عليك الاتصال بأحد ليقلك الى المطار . " صرخت متعجبة : " العودة الى بلادي ؟ انا لا اتراجع ابداً . فأنا مثال في العناد . | شيء من الغضب صبغ وجهه . قال بنعومة مفتعلة : " حسناً ، أليس هذه صدفة ؟ وانا كذلك . لكنك الان في منطقتي . ولديّ حق الافضلية ، ميرديث ، وانا اقصد في استعماله ضدك . " وجدت ان عداوته مثيرة لقلق . حدقت به بعينين واسعتين ، كان الثلج يتساقط على وجهها ، قالت متهجمة : " انا لا اعلم لما لا تدفعني في القناة . "
40 قناع من الخداع
قال بصوت اجش وهو يحدق بها : " ولا انا ايضاً ، الا ، اذا كنت بالطبع ... " تابع وهو يبتسم بمكر : " أوفرك لشيء آخر . " اخفضت ميرديث رأسها لتخفي ارتباكها . شدت بالشال الصوفي حول عنقها وغطت اذنيها بالقبعة السميكة التي تعتمرها . كان قد ابتعد عنها ، ليسير عبر قناة تقود مباشرة تحت مبنى ضخم . تبعته مترددة ، وعندما انتهت من القناة ، وجدت نفسها في ساحة صغيرة وفي الحال ادركت انها بلا شك القناة الكبرى نفسها . توقفت عن المسير ، مبهورة الانفاس . قالت بانبهار وقد نسيت كل تعبها : " اه ، لم ار في حياتي مكاناً بكل هذا الجمال . " ادار ليسنزو رأسه ولمع شعره الاشقر كالذهب السائل تحت مصباح قديم معلق في احد الجدار : " بالطبع لم تفعلي . هذه فينيس . " قال ذلك بكبرياء قوي ، وواضح . قالت بأسى : " لو انني اتمكن يوماً من رؤيتها كسائحة . لكن لن تتسنى لي الفرصة والوقت ثانية . " كان الثلج ينهمر بغزارة ويغطي كل القوارب الصغيرة التي تتهادى على المياة في الظلام . كان الصمت مطبقاً . قطعت ميرديث انفاسها من الدهشة ، اخذت تنظر الى القصور التي تحف القناة ، وهي تشعر بالرهبة . فلقد كانت تبدو وكأنها وهم من العصور الوسطى . سأل ليسنزو وقد فقد صبره ، متمنياً ان يسرع : " ماذا تفعلين ؟ تتمنين ان يأتي أمير ما ويدعوك الى احد هذه القصور ؟ "
قناع من الخداع 41
ضحكت : " بالطبع لا ! انني فقط اختلس النظر . متسائلة عن الحياة في القصور واحلم . امر مذهل العيش في قصر ! " سأل باهتمام : " تشعرين بالغيرة ؟ " ضحكت واجابت : " من اشراف فينيس ؟ اراهن ان لديهم مشاكل كثيرة في حياتهم ، مثلنا . كايجاد عمال لتنظيف كل هذا الزجاج . لابد انهم شريرون . " ابتسم وقال مفكراً : " نعم ، لابد انهم كذلك . لكن فكري بالفائدة التي تجنيها كونك ارستقراطية ، القوة ، المركز الاجتماعي الكبير ، والاحترام . " قال بتأثر وكأنه يقول ذلك لنفسه . صمتت ميرديث للحظة ، يبدو ان ليسنزو لا يكفيه انه صاحب بنك ، بل هو يريد كل ما ذكره . قالت وكأنها تحلم : " اتخيل كونتيسة رائعة الجمال تشرب الكوكتيل في هذه الشرفات الرومانسية . وحيث يقدم الطعام على فرش من الزهور ... لا بد انه أمر رائع ، مراقبة العالم يطفو على الماء وانت تأكل وتشرب ما لذ وطاب . اتساءل كيف هي الحياة في قصر بني منذ خمسمئة سنة ؟ " نظر اليها وقال : " باردة ، مظلمة . " شدت على شفتيها بغضب : " انت لست رومنسياً . " قال بحدة : " لا وقت لدي للرومانسية . " راقبته بعدم رضى وقالت : " هذا منطقا رجال الاعمال . تدبير امور البنك ليس كل شيء . لابد ان تترك مجالاً للأحلام . " " لدي احلامي ولقد مت على تحقيقها . حدق في المسافات امامه حيث تلتوي القناة لتختفي عن الانظار . " لقد عملت حتى تمكنت من تحقيق ما اريده . " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:40 pm | |
| 42 قناع من الخداع
قالت بثقة : " ان لدي طوحي ، ايضاً . " اخذت تفكر بدار الحضانة التي تريد ان تملكها في يوم ما . لقد فكرت بذلك منذ زمن طويل لو انها غنية ، هذا لن يمنعها من الاهتمام بالاطفال ، ولن تأخذ مالاً من الامهات اللواتي هنّ بحاجة ماسة للعمل . اضافت بشوق كبير : " اشياء كنت استطيع القيام بها لو انني املك المال . " تمتم قائلاً : " لقد حصلت على ما يكفي ، اليس كذلك . " قالت بعناد : " لا ، لم احصل . " رفع ليسنزو رأسه الى السماء التي تلمع بالنجوم وقال : " ما هذا الجشع ! اعملي بنصيحتي . اكتفي بما حصلت عليه واستثمريه جيداً ، بعناية ، يمكنك تحقيق كل احلامك بدون حاجة لأحد . ومن الطبيعي ، انني اتوقع منك ان توقعي على اوراق . انك لن تطالبي بالمزيد من المال من كورزيني . " قالت غاضبة : " لا استطيع ان افعل ذلك . " لا يمكن ان تحتفظ بالمال . كيف يمكنها ذلك ؟ قال ليسنزو بهدوء : " لقد فهمت . شكرا لأ لاعلامي . " ابتسمت ميرديث : " حسناً ، انت محق علّي ان ابقي عيناي مفتوحتين للحصول على مليونير طالما انا هنا . " قالت : " انك مهووسة بالمال ، اليس كذلك ؟ " اعترفت بحزن : " انه دائماً في فكري . " وهي تفكر كم هو قاس عليها ان توفر اي مبلغ من المال . قال بانتقاد : " علّي ان احذر زبوني الثري . " ضحكت وهي تقول : " لا تزعج نفسك لن يهتم احد بي . انني لست ناعمة ومدللة كما يريد الفينسيون . "
قناع من الخداع 43
" همم ، اذن انت تعترفين . لكنني غير مقتنع . ها قد وصلنا . " اشار بيده الى جانب احد المباني في نهاية الساحة ، كان المبنى مضاء بقناديل تلمع تحت الثلج المتساقط . سالت بتعجب : " هل تعيش عائلتك هنا ؟ " لأنه يبدو انه كان قصراً في السابق ، فالاقواس القديمة والنوافذ على طراز القرون الوسطى وشرفات روميو وجوليت ذات الاحجار المنحوته كل ذلك يعطيها جواً من القصص والاساطير . ابتسم ليسنزو بمرارة : " لا تمتلك عائلتي البالازو . : صمت لفترة قبل ان يبل ان يتابع : " انه يتألف من عدة غرف . " اثارت تخيلاتها رؤية ليسنزو الشاب الطموح ، يعمل ويدرس من اجل امتحاناته للبنك وليبقى والداً حنوناً لأطفاله حيث يعيش هو وزوجته في شقة . نظرت اليه بحرارة ، متأثرة بتعاطفه مع عائلته ... وسعيدة من مجرد التفكير انها ستلعب مع اطفاله . قالت : " اعتقد انك محظوظ لتعيش هنا . انه ذات موقع رائع ، ولابد انه يبدو مميزاً من القناة . اتمنى ان اتمكن من رؤية واجهته من هناك . هل هو كبير جداً من الداخل ؟ " قال وهو يسخر من كثرة الشوق في كلامها : " جداً . كبير جداً ليرضيك ، لا تشغلي افكارك الشقة رائعة ، لكنها صغيرة . " ضحك من فكرة لمعت في رأسه ، وتابع : " لقد اخذ الكثير من الوقت ليصبح تماماً ما اريده . " فتح باباً جانبياً وسار ضمن قاعة صغيرة ، تبعته ميرديث عبر الدرج الرخامي ، فنظرت الى غرفة مظلمة ، وبالكاد رأت مفروشات انيقة وثريات معلقة بسقوف مرسومة . لكنها استمرت بالسير ، عبر الدرج الضيق ، ولم تعد ترى شيئاً .
44 قناع من الخداع
حمل ليسنزو حقائبها وتمتم كلمات غير مفهومة عنهم ، بينما تبعته ميرديث مجبرة جسمها المتعب على السير وراءه ، وقدميها ترتجفان بسبب السير الطويل . انتظرت ، في مكان يخيم عليه الظلام ، وهي تسمع صوت صرير المفتاح ، بعدها تعثر قليلاً ، واخذ يحدث نفسه بالإيطالية ، فقالت غاضبة : " ماذا هناك ؟ " " انا لا اجد ... اه . لقد لمسته . " وانار ضوء قوي الغرفة العالية السقف مع نوافذ طويلة وكبيرة . صرخت : " انها صغيرة ؟ " قال : " مقارنة مع ... حسناً، نعم ، اهلاً بك في غرفتي . " وانحنى لها ساخراً . ابعدت عينيها عن الثريا الزجاجية الثمينة واخذت تنظر الى محتويات الشقة . لمحة سريعة اعلمتها ان هذه المفروشات الغالية الثمن قد وصلت للتو الى الشقة . فالفرن والمغسلة قد اضيفتا في اللحظة الاخيرة على الحائط الناعم . كذلك السريران الموجودان في الغرفة . ليس هناك زوجة ترحب بها ، ولا اطفال يلعبون . ادركت على الفور ان ليس هناك عائلة على الاطلاق ، قالت متلعثمة : " اين ... اين غرفتي ؟ " ابتسم ليسنزو ، وقال بلهجة كسولة ، وهو يخلع جاكتته : " انك تنظرين اليها . ابعدت ميرديث عينيها عن قميصه الحريري ، وقالت بصوت متشنج : " انت تعني اننا ... معاً ؟ هنا ؟ " قابلت انحناء رأسه بخيبة أمل : " لكن ... عائلتك ... " قال بسخرية : " لقد رأينا كلنا انني كبير كفاية لأدبر نفسي بمفردي . "
قناع من الخداع 45
قالت غاضبة من سخريته : انت تعلم تماماً انني لا يمكن ان ابقي هنا معك . " بدا عليه السرور . افرغ محتويات الحقائب على احد الاسرة ، وقال : " ليس هناك غرف غيرها . لا تقولي انك لم تشاركي غرفة مع احد من قبل ؟ " احمر وجهها خجلاً وقالت : " لا ، بالطبع لم افعل . " قال ، غير مهتم للحرج الذي تشعر به : " حان الوقت لتفعلي . " رمى بمعطفه على احدى الكراسي المذهبة . وابتسم لها من وراء كتفه . " هذا سريري ، وهذا لك . " حدقت به برعب وصرخت : " لا يمكن ان تقصد ذلك ! لقد اعتقدت انك متزوج . لقد فهمت ذلك ، لهذا السبب اتيت معك الى هنا ... " قال بوضوح : " لا تضعي اللوم علّي من اجل تفسيرك ما كنت اقوله . " " لكن ... لم اكن افكر في مشاركتك ... ليسنزو ، هل تفعل ذلك لتجبرني على الرحيل ؟ " سأل ببرودة : " والان لماذا اريد ان افعل ذلك ؟ ميرديث ، لقد شرحت لك ، لقد اعتقدت انني سأقابل رجلاً . وبدا لي حلاً معقولاً ان اتشارك واياه هذه الغرفة . " " لماذا ؟ انك تكره فكرة لقائك لشخص هو ... " قاطعها بحزم : " اذا لم اتمكن من التخلص منه على الفور ، لذلك يجب ان ابقي عيني عليه . " ارتجفت ، فلقد كانت متعبة جداً ، وكل الذي كانت تريده هو ان تنام وتنام . لكن ليس مع ليسنزو والذي يجد فيها كل اخطاء العالم . | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:41 pm | |
| 46 قناع من الخداع
قالت يائسة : " خذني الى غرفة اخرى ، عليك ان تفعل ذلك ! " اجاب وهو يضع يديه في جيبي بنطاله وينظر الى وجهها الحزين : " لا استطيع ذلك . لقد اخبرتك عن الكرنفال عندما اجبت عن رسالتك . قلت لك انك مجنونة بالتفكير بالقدوم الى هنا في هذا الوقت . انه حدث عالمي . الا تعلمين ان فينيس مليئة بالزوار ؟ " قالت غاضبة : " لم اشاهد اياًّ منهم . " " في هذه الساعات المبكرة ؟ في هذا الطقس ؟ هم ليسوا بمجانين . لكن كل الغرف محجوزة ، اؤكد لك ذلك . حتى الحمام عليه ان يحجز قبل ان يأتي السائح الى هنا . انا أؤكد لك انه لا مجال لوجود غرفة في كل هذه المدينة . " قالت بلهفة : " يجب ان اجد غرفة . " اخذت تنظر الى اي مكان تستطيع الذهاب اليه : " ذلك الباب ... الى اين يقود ؟ " " انه ... " وللحظة ، فكرت ميرديث ، انه بسبب الغضب الواضح على وجهه ، انه ليس متأكداً .تابع متحدياً : " اعرفي لنفسك . " فعلت وقالت بخيبة أمل : " خزانة ، وذلك ؟ " هذه المرة ، بدا انه يعرف قال بفرح : " غرفة الحمام . والارض من الرخام وباردة بشكل غير معقول . " إتكأت بيأس الى الجدار ، ليس هناك مسافة كبرى بين السريرين . والغرفة مليئة بالمفروشات بحيث ليس هناك من مجال لترتيب الغرفة بشكل آخر . عضت على شفتها . لقد كان الوضع محرجاً جداً . امتلأت عيناها الكبيرتان بدموع الاحباط . اصرت بيأس : " علّي الخروج ثانية والبحث . ربما هناك مكان ما في المناطق البعيدة ... "
قناع من الخداع 47
نظر اليها وقد ظهر قليل من الاعجاب في عينيه ، ثم وعادت تحدق بوجهه المقنع ثانية . " الا تعتقدين ان الآف الزوار لم يفكروا بذلك ايضاً ؟ فكري بذلك لحظة . أي امرأة عنيدة انت ! ارى انني لن اتعامل معك بسهولة . " صرخت : " ماذا ؟ " زفر بقوة ، وقال بضيق : " ميرديث . لا اريد الوقوف هنا والتحدث بهذا الموضوع . اريد ان انام ، أنت تعلمين على ابتزازي ثانية . كما وانني غير مهتم مطلقاً بفتاة مرتدية قفازات صوفية رمادية اللون . " سخريته الواضحة جعلتها تحمر خجلاً ، خلعت معطفها لتبدو قميصها القطنية الخضراء التي تناسب بنطالها ، لاحظت انه ينظر اليها . ببطء ، وببعض الثقة ، خلعت قفزيها الصوفيتين ، ورفعت قبعتها . وكحيوان اطلق من سجنه ، شعرها النحاسي انطلق بحرية ، ليغطي بشلال احمر كتفيها الضعيفتين . على مضض مدت يديها الى شعرها لتسرحه وبعدها توقفت فجأة ، لاحظت نظرة ليسنزو الطويلة لها . رفعت ذقنها وكأنها تحذره . لكن يبدو انه فسر تصرفه كما يشاء . قال وهو يضم يديه الى صدره : " حسناً ، هذا افضل . فالتنكر قد انتهى . برافو ! مسرح حقيقي . " انكرت : " لا . " اعترض قائلاً : " ارجوك ! لا تتخاذلي الان . لديك حس قوي في التمثيل . لقد طارت الفراشة من الشرنقة ، وسندريلا تعمل على اغواء الامير . توقيت جيد ، ميرديث ، امر مدهش
48 قناع من الخداع
ما تخفيه اليس كذلك ؟ المرء لا يصدق حقاً ما يرى . شعرك رائع . هل ورثته عن والدك ؟ " ارتجفت عيناها ، وتوترها الشديد انبأها ان هناك هدف ما وراء السؤال . بدأت تكتشف ان ليسنزو يختار بدقة كلماته وانه لا يتحدث بلياقة اجتماعية مطلقاً . لكن لماذا يظهر اهتمام بلون شعر والدها ؟ احتمال واحد لمع في فكرها . انه يتخيل ان هناك معرفة بينه وبين كورزيني . اجابت ببرودة ، سعيدة ان تفشل كل ما يفكر به : " لا اعتقد ذلك مطلقاً . " سأل والتوتر واضح في صوته : " الا تعلمين ؟ " نظرت اليه باهتمام : " لا ، لا اعرف . كان شعر والدي رمادي . حتى عندما كنت صغيرة . " " رمادي . " تحركت رموشه باستغراب لكنه تابع : " من المؤكد ان صوره وهو شاب ... " " لا املك اية صورة . ولا اعتقد ان علّي التفكير ان شعره كان احمر ، لأنه تغير لونه بسهولة . ربما ، اسود ، بسبب بشرته الحنطية . " صوت صغير في داخلها اخبرها كم كان والدها كتوما في الحديث عن ماضيه ، كان دائماً يغير الحديث وبذلك لا تعرف شيئاً عنه وكأنه اتى الى امها من ملجأ ، لأنه ليس هناك اية ذكريات عن طفولته او شبابه . ارتجفت مرتعبة . ليس هناك شيء يدل على وجوده . والنار قد عملت على ذلك . قال ليسنزو : " اذاً أمك هي من حملت لك اللون الاحمر لشعرك . "
قناع من الخداع 49
قالت : " انه يدعى تيتيان . " ودفعت شعرها الى الوراء بسرعة وكأنها تنفي اي اهتمام به . قال ليسنزو بسرعة : " كان يجب ان يرسمك . تيتيان ، هذا هو . ألم يرسمك مرة ، ميرديث ؟ " رأت الاهتمام بالسؤال في حركة حاجبيه وقررت ان تشبع فضوله : " مرة ، كرسم زيتي . عندما كنت امثل دوراً في مسرحية " حلم ليلة صيف . " " انت ممثلة ! " توقفت عن الكلام ، متذكرة إتهامه لها ، فردت على مضض : " لا ! كنت في الحادية عشر من عمري ... وكنت اتعلم المسرح في المدرسة ... امي كانت ممثلة ، كما تعلم . " هز برأسه وابتسم لها ، عيناه جميلتان وغامضتان كالقهوة العربية . تمتم : " امر مثير . " ابعدت ميرديث نظرها عنه وتظاهرت بالنظر الى محتويات الغرفة ، مررت بيدها فوق احدى الكراسي القديمة باهتمام كبير . قالت مندهشة : " كرسي رائع . " واخذت تمرر بأصابعها على كل منحوته فيه . قال بنعومة : " انت تحبين ان تلمسي الاشياء الباهظة الثمن . " ابعدت ميرديث يدها بسرعة : " احب الاشياء الجميلة ، هل ورثت هذه ؟ " متمنية ان تعرف شيئاً عن ماضيه . " اخبريني عن ذلك العمل المسرحي ، كيف تمكنت من تمثيل الدور ؟ " " حسناً ، في المسرحية ، كان يفترض من باك المهرج ان | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:44 pm | |
| 50 قناع من الخداع
يقول انه سيضع قوص عظيم يحيط بالارض في مدة اربعين دقيقة ... " قاطعها ليسنزو بقسوة : " اعرف النص جيداً . " " اه ! انك تفاجئني . حسناً ، كسر بالك رجله . وظن كل واحد منا ان الناس ستنفجر ضحكاً عندما يهم باك بالمسير وهو يلف قدمه في تلك الاثناء . " انفجر ليسنزو بالضحك هو ايضاً ، وتمنت لو انه لم يفعل ، فالتغير المذهل في وحهه وصوته جعلها تشعر بالقلق . فاذا قرر ان يستعمل لطفه هذا على امرأة ، لابد انه لن يجد اية مقاومة . اقترب منها اكثر وقال : " هل انت جيدة ؟ " سألت بقلق : " بماذا ؟ " قال : " نحصر اهتمامنا الان بالتمثيل . ه حصلت على المهرة بذلك من مراقبتك لأمك ؟ " حاولت ان تتخلص من حدة نظراته اليها ، انهما فقط عينان ، هذا ما قالته لنفسها يقوة : " نعم ، اعتقد ذلك . " تمتم : " هل شعرت بالسعادة وانت تقومين بالدور ؟ " حاولت ان تسيطر على صوتها وهي تقول : " نعم ، لقد كان الامر مسلياً ، لكنني لم افكر يوماً في امتهان التمثيل كعمل ... " سأل : " كهواية ، مثلاً ؟ " قالت ، وهي تدرك القصد من سؤاله : " لا ، لم يتسن لي الوقت مطلقاً ، حتى لو اردت ذلك . كنت دائماً اعلم انني اريد العمل مع الاطفال ، لقد قلت لك ذلك . " " الاطفال ! كم هو امر رائع ! الاختيار الافضل . " قالت متعلثمة : " لا ... لا اعلم ماذا تقصد . "
قناع من الخداع 51
قال بحدة : " كاذبة ، أتمنى ان لا تسببي لي المشاكل كما فعل باك في المسرحية . " قالت وعيناها واسعتان من التوتر : " بالطبع لا . فانا لست شريرة مثله . كما وانه يملك قدرات خارقة . " ابتسم بسخرية . اغمضت عينيها بيأس . فهي بريئة بالنسبة لهذا الرجل . قال بصوت ناعم : " كلنا نملك قدرات خارقة للتأثير بالشخص المناسب . هل تعلمين ، انني سعيد جداً لأنك لست رجلاً . " ضحك وتابع : " لن تدركي ابداً كم هو مبلغ سعادتي . " قالت بصوت اجش : " اتمنى ان لا تتخيل انك تستطيع ان تستفيد مني . " رد بجفاف : " اريد ان احاول . " نظرت اليه غير مصدقة ، وهي تشعر باحساس غريب . لابد انه التعب . وهذا هو سبب الارهاق البسيط ، ايضا . ترنحت قليلاً ، واغمضت عينيها الزرقاوين المشعتين . تلعثمت يائسة وقالت : " اه ، انني متعبة جداً . " قال بصوت ناعم وهو ينظر اليها : " جملة جميلة ، حان الوقت كي ننام ، الا تعتقدين ذلك ؟ " وبدأ ببطء يفك ازرار قميصه ، وهو يحدق بها باهتمام . | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:47 pm | |
| الفصل الثالث
52 قناع من الخداع
الفصل الثالث
شعرت بارتباك قوي قبل ان تقول ميرديث : " اووه ! " احمر وجهها خجلاً وحملت حقيبتها وثياب نومها واسرعت بالذهاب الى الحمام . اغلقت الباب وهي تسمع صوت ضحكته المنخفضة . قال بصوت ساخر : " كنت امازحك قليلاً . " توقفت عن الحركة ، تصغي الى اضطراب انفاسها . كان سيخلع ثيابه بينما تقف امامه . فهو لا يخجل بذلك . رأت انعكاس وجهها الخائف على المرآة الانيقة ، فلمعت عيناها كالبرق ، من الغضب لأنها سمحت لنفسها ان تتأثر وكأنها فتاة ريفية جاهلة . وهذا ما هي عليه فعلاً ، تنهدت بيأس . لقد تغير عالمها الى حركة انتقام غريب . رفعت ذقنها بكبرياء . يجب ان يقف احد بوجهه ! ضحكت . سيموت عندما يرى قميص نومها ! استمرت ميرديث بالابتسام لنفسها بينما كانت تغتسل وترتدي قميص وروب النوم السميكين . من المؤسف انها لا تملك كريم لوجهها . لكن الان ليس الوقت المناسب لتبدو فائقة الجمال . فتحت الباب بشجاعة وسارت خارجة من الحمام . ادار رأسه عن الوسادة باتجاهها عندما دخلت الغرفة . بدا شعره الاشقر ونظرات عينيه وكأنه ما زال يافعاً . قال ضاحكاً : " اين لفافات شعرك ؟ "
قناع من الخداع 53
قالت بفرح : " لقد ضاعت مني . " وهي تفكر ان عليها ان تسير بطريقة طبيعية وان لا تتأثر بتحديقه بها . قال متذمراً : " ليست ثياب نومك قصيرة او حتى شفافة . " قالت غاضبة : " سأصاب بالبرد في هذا الطقس . " " لا اعتقد انك ستستمرين في دور الفتاة اللطيفة البريئة . الم يحن الوقت كي تبدأي باغوائي ؟ انني مصاب بخيبة أمل . " " انك شخص مشاكس . " اخذت من الوقت كي تتمكن من ترتيب اغراضها عن سريرها . وكانت مدركة ان عينيه تتبعانها في كل حركة تقوم بها ، وكأنه يبحث في اغراضها ليرى شيئاً يشير الى تواطئها . لكنه لم يجد شيئاً . بقى صامتاً لفترة ، وكأنه يقيم كل ما سمعه منها . بعدها تنهد قليلاً ، وقال متعجباً : " انا حقاً اصدق انك ترتدين هذا للنوم . " وتابع غاضباً : " و ... لدي احساس قوي انك للمرة الاولى تبقين بمفردك مع شخص ما . " اتسعت عيناها ، وصرخت غاضبة : " بالطبع كذلك . " وكأنها مندهشة انه يفكر بعكس ذلك . بدا عليه الارتباك وهو يقول : " هذا من حظي . بريئة ونقية كالثلج المتساقط . " قالت بحرارة : " ليس هناك من شيء يدعو للسخرية . هذا أمر طبيعي ، في المكان الذي اعيش فيه . فأبي سيغضب في قبره ان علم انني خرجت مع احد او انني ... " تابع عنها بخشونة : " هذا ما ستفعلينه الليلة . " أبعدت عينيها عنه وقالت : " هذا فقط بسبب ان لا خيار لدي . "
54 قناع من الخداع
وتابعت بلهجة وكأنه لن يجرؤ على معاكستها : " لكنني سأبقى كما انا عند الصباح . " قال وكأنه غير مصدق : " فتاة شريفة ، وانت ابنة ممثلة . " قالت بغضب : " راقب ما تقوله . جدتي ربت أمي على مثل عليا . ولم تكن أمي يوماً مبتذلة . " " بالتأكيد . " قالت بحزم : " بالتأكيد ، هذا ما كانت عليه أمي ، وانا ايضاً سأكون مثلها . " قال وكأنه لا يزال غير مصدق كل الذي يسمعه . " اي اعترافات مذهلة تخبريني اياها عن عائلتك المهمة . " قالت بحدة : " كنت اكلمك عن معتقداتي بالاخلاق . " " لقد كنت واضحة جداً ، لكن هناك دائماً الغد . " قالت مذهولة : " غداً ؟ " استدار على سريره وقال : " عمت مساء . " سرحت شعرها ، وبتوتر وضعت الفرشاة جانباً . اطفأت النور بجانب سريرها واستقلت على الشراشف الباردة . متوقعة ان تنام على الفور . لكنها لم تستطع ان تنسى كل ما سمعته . بقيت متوترة تفكر كيف تستطيع ان تنام وهي ... سمعت صوته يقول : " خففي عنك ، لن يلمسك احد . " قالت بثقة : " لست قلقة . " لكي تبعد تفكيرها عن ليسنزو ، حاولت ان تربط المنطق كل ما سمعته عن الابتزاز . مدت يدها الى المفتاح المعلق في عنقها . قد يكون المفتاح الذي طلبه كورزيني في رسالته . محاميها قال لها انه قد يكون لصندوق امانات في البنك في
قناع من الخداع 55
فينيس . اذا كان الامر كذلك فلا بد ان هناك بعض الحقائق في اتهام كورزيني . ارتجفت من مجرد التفكير بذلك . هذا يعني ان عليها ان تعتذر من ليسنزو . وببطء اغمضت عينيها وهي تتخيل نفسها تعتذر منه بينما وجهه المنتصر يهزء منها . بدا الليل لها مليئاً بالاحلام المزعجة ، عنها ، عن ليسنزو ، استيقظت عند الصباح وهي تشعر بالتعب والارهاق . تنفست برعب : " اه ، لا . " جلست بسرعة لتنظر الى انحاء الغرفة ، كان السرير الذي بقربها فارغاً . اعادت ترتيب شراشف السرير وحاولت ان تهديء من توترها . سمعت طرق خفيف على الباب ، نظرت الى اعلى ، وشعرها منتشر على الوسادة البيضاء كألسنة اللهب . قال ليسنزو : " ترتيب جميل ، قد بدأنا ثانية ، عزيزتي . " تابع بصوت عادي : " يمكنك ان تستعملي الحمام الان . " " شكراً لك . " وانتظرت منه ان يستدير كي تنهض ، لكنها ادركت ان التصرف الحسن ليس من طبيعته . وقف ليسنزو ينشف شعره ، بعد ان حلق ذقنه . كان يبدو نشيطاً وجذاباً وهو يرتدي قميصاً بيضاء مع بنطلون رمادي . نظر اليها وقال : " حضري نفسك لأننا سنخرج . " قالت معترضة : " لم تصبح الساعة السابعة بعد ، ولم انم الا بضع ساعات فقط . " اجاب : " اذهب الى عملي باكراً . انهضي بسرعة سنذهب لنتناول الفطور عندما تصبحين جاهزة . فهناك مطعم قريب من هنا . " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:47 pm | |
| 56 قناع من الخداع
قالت باستياء : " مطعم في هذا الوقت ؟ اي شعب انتم ؟ افضل ان اتناول الفطور هنا . كما انني سأطهو . وهذا سيوفر عليك المال . " قال : " كم انت اقتصادية . لكن الجميع يتناول الفطور هنا في المطاعم . انها عادة ونحن في ايطاليا متحضرون كفاية لنقدم القهوة والكرواسان في ساعات الصباح الباكر . كما وانه لا يوجد شيء للأكل هنا . فأنا لم آكل مرة في هذه الغرفة . " أدرات نظرها في الغرفة وتجهم وجهها . كم هو أمر غريب . من المؤكد ان لا احد يعيش فيها . فليس هناك اية ممتلكات خاصة لأحد . فقط بعش الثياب والاوراق . قد يكون ليسنزو انتقل للعيش هنا البارحة . لا يوجد حتى اية صورة لعائلته ... وفي الحمام ، تذكرت انها لم تجد شيئا من ادوات الحلاقة او ما شابه للرجال . قالت : " حتى انك لا تمضي الكثير من الوقت هنا ايضاً . " " اتنقل باستمرار . " ابقى عينيه عليها وهو يمسك بربطة عنقه . اخذت تفكر ما يعني يتنقل باستمرار بين صديقاته ، او انه يغير بيته باستمرار . وجدت ميرديث نفسها تحدق بكل حركة يقوم بها هو يعقد ربطة عنقه الحريرية . عندما انتهى ، وضع يديه في جيبه وفجأة شعرت بالذنب والحياء ، فقد ادركت انه كان سعيداً بدهشتها . ابعدت عينيها عنه وهي تقاوم رغبتها . بالضحك ، لو ان الفتيات في القرية علمن انها نامت في نفس الغرفة مع شاب لكنّ ضايقنها بلا شفقة .
قناع من الخداع 57
" اسمعي لا تحاولي اغوائي . انك الان مع رجل يتدبر بحكمة كل ما يشاهده منذ ان كان يافعاً . لقد رأيت العديد من النساء في طريقي ، ميرديث ، شقراوات ، سمراوات ، نحيلات ، وكل واحدة منهن لديها دافع قوي يحركها . هل تعلمين ما هو ؟ " همست : " الحب ؟ " قال : " على الاقل هذا شعور انساني ، واقتراحك هذا يخبرني بما تفكرين به الان . " ضحك بقسوة من الاحمرار الداكن الذي تلون به خديها ، تابع " اقول لك ماذا كن يردن . المال ويجب ان تعلمي انني دائماً تجنبت اي اهتمام بي ، حتى مع الفتيات الخجولات . " قالت بغضب : " انك مغرور ، وتتخيل اموراً غير موجودة . " قال بصوت قوي : " ربما استنتج الافكار التي اريدها لأن هذا هو الانطباع الوحيد الذي اصل اليه . والان خذي الامر كتحذير . ابقي مستقيمة معي والا سأحطمك . مفهوم ؟ " حدق بها غاضباً ، فأخفضت رأسها ، مرتعبة من غضبه الغير متوقع . تابع : " حسناً . انهضي من سريرك قبل ان أجرك منه . " حدقت بع ببرودة ، وقالت بضيق : " ليس هناك من حاجة . " نهضت من السرير بسرعة ، ووضعت يديها في جيبي روب النوم . وهي مدركة انه يحدق بها بسخرية . تمتم قائلاً : " ناعمة ، بريئة ، ونشيطة . " شدت حزام الروب حول خصرها بغضب . وقالت بحرارة : " تقريباً . " واعادت رأسها الى الوراء ليسقط شعرها على ظهرها كالموج الاحمر . قال منتقداً : " عليّ ان انسى انك بريئة . " " وتنسى انني ناعمة . "
58 قناع من الخداع
اصبحت تعابير وجهه غامضة حين قال : " سنرى ، اتمنى لمصلحتك ان تكوني انسانة صادقة . والا سأدعك ترين ماذا افعل بالنساء اللواتي تحاولن ان تجعل مني غبياً . " قالت ببساطة : " في هذه اللحظة ، انك تفعل من نفسك احمقاً ، بدون مساعدتي ... يا للهول ! هذه الغرفة بحاجة الى تغيير الهواء فيها . " تمتمت بهذه الجملة وهي تشعر بالخجل لأنها تهاجمه . امسكت بشريط الستارة ورفعتها . هدأ غضبها على الفور ، من جراء صوت غناء في احد القوارب . كانت النافذة مباشرة فوق القناة ، ابعدت الستائر كثيراً كي تتمكن من السماع اكثر . رأت البحار من خلال ضباب الصباح ، يجذف في قارب صغير مليء بالخضار الطازجة . ناداها ، عندما رآها تنحني لرؤيته : " ايتها الجميلة ، الجميلة ! " كان شعرها يتساقط على كتفيها كالشلال الاحمر . وبًعد تصرف ليسنزو القاسي معها ، احست بشعور لطيف ان ترى من يقدرها . ابتسمت له بسعادة وقالت : " شكراً لك . شكراً . " امسك ليسنزو بخصرها وقال : " انتبهي . " بقيت هادئة . فلقد علمت على الفور انه يستطيع ان يرميها بسهولة من النافذة بدون اية قوة . فتراجعت وهي تسمع صوت اغاني الحب من القارب . قالت بهدوء : " يمكنك ان تتركني . " وادارت رأسها عندما لم تعد تسمع الا صوت الصدى للغناء . " يمكنني بالطبع . " امسك بيدها وقبلها بنعومة .
قناع من الخداع 59
ابتسم ليسنزو وقال : " ما هذا الوجه الجميل وهاتان العينان الزرقاوان الواسعتان . كل هذا كي تسيطري علي ؟ " قالت بصراحة : " نعم ! لقد اردتهم من اجل ذلك ! " ابتسم ولمس شعرها . وبطريقة ما عرفت ميرديث ان ليس من السهل ان تغير له الموضوع بكلمة او نكته كما كانت تفعل مع اصدقائها . لدى ليسنزو شيء خاص غير موجود بأصدقائها في الريف . قال بصوت اجش : " أجدك مثيرة للاهتمام واعتقدت انه علّي ان اخبرك بذلك . " بعدها ابتعد عنها . اندهشت من عاطفتها القوية . سارت نحو غرفة الحمام وهي مدركة ان عينيه تراقبانها بدقة . لقد كانت دائماً تشعر بالفخر من ثقتها بنفسها ومن قوة شخصيتها . لكن يبدو الان انها بحاجة لكل ذرة منها .
***
عندما اصبحا في الشارع ، رفع ليسنزو ياقة معطفه عالياً ، وكأنه يختبئ . كممثلي الافلام البوليسية ، وهذا ما ادهشها . ربما يشعر بالخجل من السير في هذه الشوارع الممطرة مع فتاة ترتدي قبعة كبائعة الورد . ضحكت من نفسها . فأدار رأسه الذهبي لترى عينيه تحدقان بها بقوة من فوق ياقة معطفه العالية . قال غاضباً : " لديك احساس غريب بالمرح . " قالت متعمدة : " هذه هي طبيعتي . هل كل شيء جامد في فينيس ما عدا القناة ؟ " أجاب : " كل شيء ثابت وحقيقي . | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:48 pm | |
| 60 قناع من الخداع
تنهدت ، ليس هناك من مجال لتغيير هذا الرجل ، سألت بابتهاج مفتعل : " أليس هناك من فرصة لتذويب الثلج في المستقبل ؟ | نظر اليها ، وقال بحدة : " سيتحسن الطقس خلال بضعة ايام ، ستكونين قد رحلت حينها . " اجابت بخشونة : " اذا لم أمت من الجوع اولاً ، لقد مررنا امام خمسة اماكن تبيع القهوة والمعجنات ، بما فيهم المحل الموجود عند الزاوية امام شقتك . " قال بسخرية : " ربما الاسعار فيها باهظة . " اجابت بغضب : " او ربما لا تريد ان يراك احد معي . " رأت الغضب في عينيه قبل ان تتابع : " اي المغرور انت ! " قال بصوت منخفض محذراً : " لا تثيري غضبي ، فأنا لست في مزاج جيد . " ادركت ميرديث من لهجة صوته انه صادق فيما يقوله ، فم تتكلم ثانية . سار ليسنزو قلقاً امامها حتى وصلا الى ساحة واسعة ، تلمع بقوة من ضوء الثلج المتساقط . وضعت امرأة لوح خشبي لتسير عليه كي لا تقع على الثلج ، فأسرع ليسنزو ومد يده كي يساعدها على اجتياز الساحة . وافقت المرأة على مساعدته القيمة ، ابتسمت له وقالت : " شكراً لك . " نظر الى ميرديث وقال : " تابعي طريقك ، وسألحق بك يعد قليل ... " تلعثم بكلامه جراء الهواء البارد الذي كان يضرب بوجهه وهو يتابع : " الى ذلك المقهى هناك . " ضربت رياح عاصفة بشعره وهو يشير بيده الى المقهى
قناع من الخداع 61
في الجانب الاخر من الساحة . ابتعد عنها فسارت ميرديث ببطء عبر الساحة بعدها استدارت . كان يساعد بلطف المرأة العجوز على اللوح الخشبي ، اهتمامه ومساعدته جعلا ميرديث تفكر بوجه ايجابي فيه . لا يمكن ان يكون انساناً قاسياً وبدون شفقة اذا كان يحترم العجائز ويساعدهم ، تساءلت بحيرة ، وهي تشعر بالارتياح . بتفكير عميق اخذت تراقب اناقته وتصرفه اللائق ، كان شعره يتماوج مع الريح كالذهب السائل في ضوء الصباح . ببطء ، وكأنها مجبرة ، رفعت ميرديث قبعتها لتترك شعرها ينسد على كتفيها ، بينما اوصل ليسنزو المرأة العجوز الى آخر الساحة . قالت المرأة بفرح وثقة : " شكراً كثيراً . " اجاب وهو يبتسم لها بحرارة : " اهلاً ، سيدتي . " استدار ليرى ميرديث ، قد وقفت بجانب المقهى واتكأت على الحائط ، شعرها الاحمر يعكس جمالاً لا يوصف مع بشرة وجهها والثلج المتساقط على شعرها كالسكر الذي يرش على الحلوى . كانت تبتسم بحرارة ايضاً ، وجهها يدل على مدى طيبتها وسعادتها ، بسبب المنظر المؤثر لليسنزو هو والمرأة العجوز وعينيه المليئتين بالحب والعطف ، واللتين تحولتا الى ثلج بارد لمجرد رؤيته لميرديث ، تحول اللطف الواضح على وجهها الى استغراب وذهول . بدا لها الامر غريباً انه يحمل لها كل هذه العداوة . اخذت ميرديث تفكر بتركيز ووصلت الى استنتاج وحيد . انه يكره نفسه لأنه معها ، لأنه متورط شخصياً ... قالت بغضب : " هذا كورزيني . " وكأن الامر اصبح واضحاً
62 قناع من الخداع
أمامها . قد قال لها ليسنزو انه سيدافع عن عائلته حتى النهاية . لذلك ... " انك قريب له ، اليس كذلك ؟ " رفع ليسنزو حاجبيه عالياً ، قال بسخرية : " ما هذا الاستنتاج الغريب . " قالت تناقشه : " انا لا ادري لماذا ، لكن هذا يجعل الامر منطقياً . لقد قلت انك تكرس نفسك لعائلتك . لذلك افهم عداوتك نحوي اذا كنت ابن عم او شيء من هذا القبيل . " قال بدهشة : " أ ... أبن عم ؟ " قالت بصبر تشرح له : " ابن عم لكورزيني . لذلك من السهل عليه ان يوكلك بذلك . اذا كنت اكثر من مدير امواله . وعدا اللحظات التي ... " رفعت ذقنها بكبرياء امام عينيه وتابعت : " تنظر الى باعجاب ، كأنك تضمر لي العداوة والكره . " التقت عينا ميرديث بعيني ليسنزو القاسيتين والباردتين فارتجفت من جراء العاطفة القوية التي بعثرت شعرها بكل الاتجاهات . تمتم قائلاً : اية مخيلة غريبة لديك . كما وانك تركت نفسك تبردين . كان عليك الدخول وانتظاري في الداخل . " اسرع في فتح باب المقهى ، وقال : " اسرعي ، ليس هناك من حاجة لجعل الناس في الداخل يعانون من البرد مثلك . " ترنحت ميرديث قليلاً فأمسك بها كي لا تقع . ناولته معطفها وهي تنظر بقلق الى العيون المحدقة بهما بانزعاج من الاشخاص قرب الباب . قالت بلطف وهي تسير : " انني آسفة ، انه طقس بارد جداً ، اليس كذلك ؟ " هذه المرة ، كلامها اللطيف كان له مفعول غريب ، لأن كل من مرت أمامه اجاب بتمتمة وكأن الناس في
قناع من الخداع 63
المقهى علموا ماذا تقول . احساسها بالقلق تبخر بدفء الابتسامات والنظرات اللطيفة . وقفت بجانب ليسنزو وهي اكثر سعادة ، تنظر الى ما حولها . هذا ما تحبه ... عدد كبير من الناس تتحدث مع بعضها بحب وصداقة وكأنهم في حفلة عائلية كبيرة . معظمهم رجال يشربون القهوة او الشراب ، وامامهم صحون كبيرة من الحلوى والمعجنات . وأحد الاشخاص كان يأكل البيتزا ! قالت مندهشة : " طعام دسم عند الصباح وشراب قوي ! ما هذه الطريقة ليبدأ بها الانسان يومه ! " كان ليسنزو يرد على التحيات الموجهة اليه بانحناءة من رأسه الاشقر . سألت باهتمام : " تعجبني شهيتهم للأكل . هل هؤلاء الناس زبائن لديك في البنك ؟ " " لا . ان معظمهم يعملون على القوارب . " قالت بشفقه : " اتوقع انهم يحتاجون لطعام دسم كي يشعروا بالدفء في هذا الطقس المثلج . " " نعم ، الطقس بارد جداً ، خاصة عند القناة . " سألها بخشونة : " تريدين القهوة ؟ " شدت على شفتيها بامتعاض . كانت تستعد للبقاء سعيدة هنا ، وانها تحاول ان تنسى وضعها الدقيق . لذا قالت بتهذيب : " افضل الشاي ، من فضلك . " تمتم ليسنزو ، والغضب باد عليه : " الشاي ! اسكبيه على رأسك . " اجابت بجفاف : " افضل ان يكون في فنجان كبير . " اجابها بابتسامة واضحة . لقد تمكنت من اضحاكه وهذا آخر | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:48 pm | |
| 64 قناع من الخداع
ما تتمناه . تابعت بفرح اكثر : " لدي اسنان قوية . كم يبلغ ثمن فطائر الحلوى تلك ؟ " " ثروة كبيرة ! " وتابع نظراتها الجائعة الى الوعاء الكبير المليء بفطائر دونات الموضوعة بعناية وترتيب : " اطلبي ما تريدينه . كل ما تريدينه . اصرفي كما تشائين ... فالبنك يدفع . البيتزا ، المربى ، الفطائر ، عصير طازج ... " اخذ يتحدث بسرعة الى النادل بلغة ايطالية جميلة وهو ينظر الى الرجل الذي يقف عند آلة القهوة . قالت بحزم : " لا شكراً . لن اطلب الكثير من الطعام غير الضروري يمكنك ان تنفق من زبونك كما تشاء . لكنني سأدفع ثمن ما اطلبه . " قال وهو ينظر اليها بامعان : " موقف ذكي جداً يا آنسة التزمت . " لاحظت باهتمام تعليقه الساخر ، فوافقت على كلامه بمرارة : " الست كذلك ؟ قد يكونا والداي قد صرفا كل فلس قبضاه على مساعدة اصدقائهما العاطلين عن العملة. لكن جدتي عمدت على تربيتي بتقشف ولم تسمح لي يوماً ان استدين . " شمت راحة رائحة القهوة الشهية ونظرت بشك الى فنجان الشاي الخفيف . قال وهو يسخر : " امر رائع ، اعتقد انني فهمت ما تريدين قوله . انت مقتصدة . لكن البنك لن يفلس بسبب انفاقي عليك ثمن فنجان من الشاي وبعض فطائر الكرنفال . " شرب من فنجان القهوة وبعدها سكب كوباً من الماء . جربت ميرديث ان تشرب من فنجانها واشمأزت من طعمه . وبدون اية كلمة ، قدم ليسنزو لها كوباً من القهوة . كان طعم
قناع من الخداع 65
القهوة غني ولذيذ ، لا يشبه بشيء طعم القهوة في بيتها . تماماً مثل ليسنزو شربت القهوة ثم الماء ، مكتشفة بسعادة الفرق بين طعمهما المتناقض . قالت باعجاب : " هذا رائع . " اجاب بفخر : " بالطبع . فمياه فينيسيا افضل مياه في العالم اجمع ، كذلك القهوة . اننا نعمل على تصديرها منذ قرون . انها مختلفة بطعمها عن اي مكان آخر . " ابتسمت ميرديث من كبريائه وشعرت باحساس من الثقة يطغى على كل من حولها . فصاحب المقهى يخدم بفرح كل الزبائن . العمال ورجال القوارب ، كذلك الفتيات في المقهى يعملن بفرح وثقة . نظرت الى صاحب المقهى الذي كان يشرب ماء مثلجاً ، وهو يرتاح قليلاً . سألته باهتمام : " هل تتكلم الانكليزية ؟ " فأحنى رأسه ، فابتسمت له بحرارة وتابعت : " انا متأكدة انك قمت بعمل يوم كامل حتى الان . لا بد انك تنهض باكراً . " قال ، وهو يلفظ الكلام بدقة : " نعم ، كذلك زوجتي . هي من تطهو الطعام . والان تصنع فطائر السمك مع صلصة الفاصوليا . هل تريدين ؟ " قالت بحزن : " تبدو جيدة . " كن بقي وجهها يشع باللطف والصداقة . قال مشجعاً : " اه ، تذوقيه . انه جاهز ، مع قليلاً من الفليفلة الحارة ... " " اه ، لا ! لا استطيع ! في هذا الوقت من الصباح ... " " سنيورة ، في هذا اليوم البارد ، يجب ان تأكلي ما يشعرك بالدفء هنا . " ضرب بيده على معدته الكبيرة فضحكت
66 قناع من الخداع
بمرح ، وقبلت دعوته وهي تنظر بعينين واسعتين عندما سكب لها كمية كبيرة من الفليفلة الحارة في وعاء . قالت معترضة : " سأقع على الارض من شدة حره . " " هيا ، جربي . سنلتقطك عندما تقعين . " بدا ان نصف الموجودين قد نظروا اليها ليعرفوا رأيها . تذوقت الطعام ، اغمضت عينيها بسرعة ، ثم ابتسمت . بعدها اكلت كل ما في الوعاء مع بعض الخبز الساخن الذي قدمه لها صاحب المقهى . قالت وقد اصطبغ وجهها بلون زهري جميل : " رائع جداً . " دوى تصفيق قوي ، واستدارت لترى كل ما حولها بفرح . ثم صفقت مع صاحب المقهى ... لترى نفسها بين ذراعي زوجة الرجل . قالت المرأة وهي تترك ميرديث الضاحكة : " بيلا ، بيليسيما ! " تمتم ليسنزو : " انها تقول انك جميلة جداً . " تمتمت المرأة بكلام وهي تنظر الى خصلات شعرها الذهبية والحمراء . " النظر الى شعرك يشعرها بالسعادة . " شعرت ميرديث باضطراب من عمق صوته . انحنت المرأة باحترام الى ليسنزو ، الذي كان يراقب بهدوء ردة فعل ميرديث ، وعادت الى المطبخ . اعادت ميرديث اهتمامها الى ما حولها ، ثم قالت بحماس : " احب هذا المكان . " شعرت بأن ليسنزو قد ارتاح الجو السائد وها هو يتكلم مع احد الاشخاص . تابعت بفرح : " انه مليء بالحياة والفرح . فالناس عاطفيون تماماً . كسنين طفولتي .
قناع من الخداع 67
قال بحزن : " انت محظوظة . " وكأن قناع من الحزن غطى وجهها : " افتقد كثيراً لأمي وأبي ... " تلعثمت ولم تعد تستطيع ان تكمل حديثها . فلم يضمها احد الى صدره كما فعلت المرأة ، منذ سنوات عدة . وبالمقارنة مع عاطفة ابويها القوية وتزمت جدتها . وضعت يدها على ص بالضيق ظهر درها لتبعد الألم القوي الذي تشعر به . احساس بالضيق ظهر على وجه ليسنزو القاسي ، قال بخشونة : " توقفي عن اعترافاتك العاطفية . فالموضوع لا يهمني مطلقاً . " توقفت ميرديث عل الفور عن الافصاح عن عواطفها له واخذت تأكل ببطء احدى " الفطائر " بحزن . كانت محلاة بالمربى والبندق ، حاولت ان تلتقط قطعة اخرى عندما رأت ليسنزو يرفع رأسه عند سماعه صوت كلام طفل . باهتمام لاحقت نظراته . كانت عيناه الغامضتان تحدقان برجل يحمل طفلاً يرتدي ثوب مهرج . حبست انفاسها وهي تراقب النعومة واللطف اللتين ظهرتا على وجه ليسنزو . بفرح ، اخذت تنظر الى الطفل الجميل الذي كان يتكلم بفرح بينما والده المحب يحشوه بفطائر الكرنفال . كانت بحاجة لموضوع ما ليكسر الجليد بينهما . وربما قد حصلت عليه . قالت بنعومة : " حب الوالد أمر مهم جداً . " اضطرب ليسنزو ، وقال مقاطعاً : " هل هو كذلك ؟ لم اعرف والدي يوماً . " قالت وهي تشعر بالأسى : " اه ! " لمست ذراعه مواسية وقابلت عينيه الحائرتين : " اني آسفة . انه لأمر مؤلم . ولقد فكرت دوماً انني انسانة غير محظوظة . لقد توفي والدي | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:49 pm | |
| 68 قناع من الخداع
عندما كنت في سن المراهقة ، لكنهما احباني كثيراً لذلك اشعر بالامان طوال حياتي . " سألها ببطء : " ألم تشعر والدتك بالاسى لوجودك ؟ فوجود طفل لا بد ان يسبب الكثير من الفشل لحياتها الفنية ؟ " ضحكت ميرديث : " ليس لوقت طويل . فلقد كنت اذهب معها الى كل مكان . وقد استعادت شهرتها بسرعة كبيرة . " " انت تشبهينها ، اليس كذلك ؟ " قالت وهي تفكر : " اجل . عندما علمت انها حامل شعرت بسعادة كبيرة . فلقد كانت قد فقدت الامل بالانجاب ، وقد كانا يائيسين عندما ولدت . " كانت عينا ليسنزو لا تفارق الطفل بجانب والده . قالت بنعومة : " انا احب الاطفال ، لقد كنت اعمل في دار الحضانة قبل ان اتركه للاهتمام بجدتي . لقد كان عملاً رائعاً ، الاهتمام بالاطفال . افهم بما احست أمي عندما علمت انها حامل بعد فترة طويلة . تخيل كم يكون الامر مؤسفاً ، اذا كنت تريد اطفالاً لا تستطيع الحصول عليهم . " سكب ليسنزو المزيد من الماء في كوبه ، ونظر اليها بعينين ثاقبتين . راقبت ميرديث ، اصابعه الطويلة كيف كانت تضغط على الكوب حتى اصبحت بيضاء ولقد ظنت انه سيسحقه الى شظايا . تساءلت ما هي الاسرار المخبأة في رأسه ! شيء ما يزعجه ، شيء له علاقة بالاطفال ... ولقد كانت ترغب بالحاح ان تعرف ما هو . قال بلا مبالاة : " الازواج الذين لا ينجبون يستطيعون ان يحضنوا ايتاماً . " قالت بنعومة موافقة : " آه ، اعلم . وأنا سأفعل ذلك ، ان لم يكن هناك أمل من أن يكون لي عائلة . لكنها ليست تماماً كولد من
قناع من الخداع 69
لحمك ودمك ، اليس كذلك ؟ " تابعت النظر الى الخارج ولم تلاحظ الاضطراب الذي ظهر على وجه ليسنزو . ابتسمت وهي تتابع : " كانت امي سعيدة جداً ، لدرجة انها اخبرت الجمهور الذي كان يحضر حفلة فترة بعد الظهر في الاعياد ! كنها نسيت ان تخبر ابي اولاً ... لقد كان مدير اعمالها ، كما تعلم . " تمتم : " لماذا يجب ان اعلم ؟ " تابعت ، وهي مهتمة بقصتها : " حسناً ، لقد هدم المسرح اذ ركض نحوها كالعاصفة ورفعها عن الارض كالمجنون ! " ضحكت وهي تتابع : "انهمرت دموع كل الحاضرين . " أنها قصة أخبرتها بها أمها بحب وفرح . دائماً وتكراراً ، وفي كل مرة كان وجهها الجميل يطفح بفرح الذكرى . وهذا الفرح ينعكس على وجه ميرديث الان . ابرز ليسنزو اسنانه وهو يقول : " لا اريد ان أصبح مستمعاً مرتبطاً بقصة طفولتك . " قالت معتذرة : " اني اسفة . " فلقد احست بالألم من كلامه القاسي . فقصتها سبب له الألم لأنه لم يعش لحظة واحدة من حياتها السعيدة . ترددت قليلاً ، بعدها قررت ان تعترف له : " انني افهم تماماً شعورك . " " اشك في ذلك . " " اعلم ذلك . هل تعرف ، فالآن بعد وفاة جدتي لم يعد لدي أحد ، اشعر بالوحدة والفراغ .اتمنى ... ان يكون لدي عائلة اكثر من اي شيء آخر في العالم . " قال بغضب : " لما لا تتزوجيني . " " لا ، ليس الامر كذلك ... اريد عمات واعمام ، اولاد عم وعدد كبير من الاحفاد والحفيدات ... "
70 قناع من الخداع
قال مقاطعاً : " سنغادر الان . " غير متأثر على الاطلاق بأحلامها السخيفة : " لقد قدمت لك فطوراً . ولن تحصلي على شيء آخر مني . لذا يمكنك الذهاب الى مكتب الاستعلامات في سان ماركو لتحجزي للسفر في الطائرة التالية . فأنت لن تجدي كورزيني بنفسك . " شيء ما جعلها تعض على اسنانها ، فلقد كانت تريد اخباره ان لديها صندوق امانات ، لكنها علمت انه سيضع العراقيل في طريقها . وافقته بهدوء : " قد يكون من المستحيل علّي ذلك . " تابعت وهي تبعد شعرها : " انت تعتقد ان علّي العودة الى بلادي ؟ " تمتم ليسنزو : " اعتقد انه الافضل لك ولكورزيني ان تنسيا بعضكما البعض . " " فهمت الان ... " علمت ميرديث ان عليها ان لا تبدو حذرة جداً لتفهم كل مخططه . فقالت مقترحة : " اعتقد انني استطيع التجول قليلاً قبل الذهاب . " ولأول مرة في حياتها ، لم تستطع ان تتكلم بصراحة ، وتبعت كلامها بوخز ضمير ، لكن هذا الامر مهم جداً : " اين هو البنك الذي تعمل فيه ؟ هل استطيع السير معك اليه وبعدها اجد طريقي بنفسي الى سان ماركو ؟ " قال بخشونة : " اذا كنت تريدين ذلك . " لكن ميرديث لمحت ابتسامة واضحة من النصر على وجهه . قال وهو يضع في يدها بعض الاوراق النقدية : " ادفعي للرجل على صندوق المحاسبة ، هل تفعلين ؟ هذا مال يكفي وهذه الفاتورة . فأنا اريد اتحدث مع احد الاشخاص . " سار نحو مجموعة من الرجال تعمل على قوارب النقل تجلس نحو طاولة دائرية ، بينما ذهبت ميرديث تدفع المال ، وهي تنظر الى كمية المبلغ في الفاتورة ، وبصورة اوتوماتيكية
قناع من الخداع 71
نظرت الى المال الذي اعطاها اياه . تطلعت بغضب ، ثم تحققت من الامر ثانية ، اتسعت عيناها مندهشة . لقد اعطاها خمس مئة باوند اكثر من المطلوب . بالنسبة لصاحب بنك فهو لا يهتم ابدا للمال المطلوب منها . امسك معطفه ووضعه على كتفه . قالت : " ليسنزو ، انظر ! لقد اعطيتني اكثر من المطلوب بكثير ! " بدت عليه خيبة الامل وهو يأخذ ما تبقى من المال : " هذه الاموال لي ؟ انني متعجب من شدة نزاهتك . كان بامكانك الاحتفاظ بالمال بسهولة . " نظرت اليه متسائلة : " لكنه مالك ! " نظر اليها محدقاً للحظات طويلة . فرفعت حاجبيها مستفهمة ، ان قالت شيئا يجعله يتهمها به . قال : " تعالي معي . " تابع بدون اي تعبير في وجهه او صوته : " اني ذاهب باتجاه جسر ربلاتو ، يمكنك العودة بواسطة اكسراتو ، انه قارب بطيء ، يسير في القناة الكبرى . وهو يسير بالاتجاهين ، ويتوقف في اماكن كثيرة وبذلك يمكنك الحصول على رحلة رخيصة في القناة . " قالت بحزن : " امر رائع ، انظر بشوق لذلك . " وعندما وصلت الى البنك ، فكرت ، انها اقتربت من الموضوع الاهم ، وهو صندوق الامانات . احست باضطراب في معدتها . فلقد تعرضت لكل هذه الاهوال لتجد حقيقة عائلتها ، والان اصبحت قريبة جداً من الحصول على الجواب ولم تعد متأكدة ان كانت حقاً تريد ان تعرف ... | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:50 pm | |
| الفصل الرابع 72 قناع من الخداع
الفصل الرابع
كانت القناة الكبرى ملئ بالمراكب من كل الانواع : بعض المراكب للنقل ، بعضها الآخر محمل بالخضار الطازجة ، وكلها متعددة الاشكال والالوان ... بع قليل من الوقت نسيت ميرديث كل شيء الا المنظر الرائع المدهش امامها . ابتسمت وهي تقول : " كل هذه الحركة والجمال تجعلني أشعر بالابتهاج ! " عندما وصلت الى آخر القناة ، رأتها تعج بالناس التي تصعد او تنزل من القوارب السريعة الذي تمر بجانبها ، جميع الوجوه تبدو كأنها تعود الى العصور الوسطى وكأنهم خرجوا على الفور من كتب التاريخ . قال ليسنزو ، وهو يراقبها ببرودة مصطنعة : " انها ساعة مليئة بالعمل والحركة . " نظرت ميرديث اليه بحماس ، فهي تشعر بالفرح من كل هذه الضجة ، الثلج ، المراكب الرائعة الجمال ، قالت بفرح : " الا تشعر بالبهجة من جراء ذلك في كل يوم بحياتك ؟ " " الابتهاج ! " تجاهلت طريقة تعبيره بعدم الاهتمام . كانت تعلم تماماً انه يخبئ حقيقة احساسه بالحياة ما ان وصل الى الشارع المليء بالناس . لقد كان يشعر بالفرح مثلها تماماً . قالت وهي تشير الى الناس التي تمر بقارب متحرك : " لا اعرف كيف تستطيع الناس ان تقرأ الجرائد وهي تمر بمنظر بهذا الجمال . "
قناع من الخداع 73
نظر ليسنزو باقتضاب حوله وقال : " الجمال يخبو بعد فترة ... الا ، اذا كان بالطبع ، هناك شيء اجمل واعمق فيه ليثير الاهتمام . " قالت موافقة : " هذا أمر مؤكد . " تساءلت كم هنّ الجميلات اللواتي سببن خيبة أمل له . وتابعت : " لكن هناك الكثير في فينيس الذي يصادفك ولا تلاحظه فقط بعينيك ، اليس كذلك ؟ انه اكثر بكثير من الجمال الذي يحيط بك ، واكثر من مجرد جمال زائف . " قال ، بينما لاح اهتمام خفيف في عينيه الغامضتين : " انك تشكين في أمر ما ، ماذا ترين وراء القناع التي تقدمه فينيس لزوارها ؟ " قالت بنعومة : " الغموض . " واخذت تحدق بالنوافذ الطويلة والستائر التي تبقي العالم خارجاً وتخفي العواطف والانفعالات الحقيقية في الداخل : " كل هذه الابهة الفارغة ... هي واجهة للعواطف الحقيقية ولأحزان الناس لأسراري في مكان ما . لابد من وجود اسرار اخرى ، وانه لأمر رائع ان يتمكن المرء من اكتشافها ... " قال وهو يمسك بكتفها : " ماذا تعنين بأسرار اخرى ؟ " ابتسمت وقالت : " لست ادري ! " لفت نظرها مجموعة من الاشخاص يرتدن ثياباً إيطالية جميلة يركبون مركب صغير . بدا لها انهم يقومون بنزهة لأنهم يتنقلون من جانب الى آخر في القناة وهو واقفون ، مثل الناس التي تحتشد في وسائل النقل في لندن . لمعت عيناها بفرح وقالت : " فينيس قديمة جدا ليكون لديها الآف الاسرار : جرائم ثأر ... اطفال
74 قناع من الخداع
غير مشردة ، عمليات احتيال ... خاصة انها كانت عاصمة المال في العالم لمئات من السنين . " نظرت اليه بجرأة : " انتم موظفو البنوك تعرفون جيداً بهذه الاعمال . " " انت ، بالطبع ، ستغادرين قريباً . " شعرت بالشك في كلامه فقالت : " قد لا ارحل على الفور ... " للحظة لم يستطع ان يسيطر على غضبه . فقال بغضب : " هل ستبقين ؟ " وامسك بها بقوة . صرخت : " لا ، هل ستدفعني الى القناة ؟ " ابتسم وقال : " لا ، لن أرميك ، ليس قبل الليلة ، هذا كل ما في الامر . " شهقت وقالت : " اه ! لا ! لا استطيع البقاء في شقتك . لا استطيع ! " " اه ، عزيزتي . اذن انت تودعينني الان . انت بالتأكيد ستعودين الى بلادك . " تنهد بأسى ، لكن عينيه كانتا تراقبانها باهتمام . كيف يمكنها ان تكذب عليه . لو انها تستطيع التفكير ... قالت : " لا ... لا ليس بالتحديد ... " " اذا بقيت هنا ، ميرديث ، اذا ذهبت الى اي مكان في فينيس ، سأعثر عليك وسأضع حصاراً حولك . " همست : " لا يمكنك ان تقصد ما تقوله . " ضحك بمكر : " لا ؟ " وتابع وهو يتودد اليها : " ابقي ام اذهبي . تريدينني ام لا . قرري الان . مفهوم ؟ " " انا ... انا . " شعرت بغصة في حلقها تابعت بضعف : " انك تتصرف بحقارة معي ! " سمعت صوت اضطراب اعصابها في أذنيها . انه يعاملها
قناع من الخداع 75
كفتاة رخيصة . امتلأت عيناها بالدموع فها هو يتكلم معها كلام مهين امام الناس ، بينما نصف شعب فينيس يسير بجانبها في القناة . اغمضت عينيها بخجل . سأل بخشونة : " اذن ستذهبين ؟ " سمعت صوتاً يصرخ : " سنزو ! كوزو ؟ " ابتعد عنها بسرعة ، وبغضب شديد صرخ قائلاً : " ولا كلمة . " مرر يده بشعره الاشقر وكرر قائلاً : " ولا كلمة . " بحزن نظرت ميرديث الى المرأة الجميلة التي ظهرت فجأة ، من الواضح انها صديقة لكنها لم تتمكن من رؤيتهما بسبب دموعها المنهمرة سمعته يقول : " مي لايس ان باس . " سمعت صوت المرأة يقول بشك : " ابرستو . كايو . " تمتمت ميرديث : " ماذا كنت تقول لها ؟ " قال بخشونة : " لقد قلت لها ان تدعني بسلام . " قالت مستفهمة : " تدعك بسلام ؟ وماذا عني ؟ كيف يمكنك ؟ " عادت لتبكي وهي ترتجف من الغضب والخجل معاً . عندها شعرت بذراع ليسنزو يلتف حولها ويقول لها بصبر : " ترانكيلو ، ترانكليو . " شعرت وكأنها تجمدت فجأة ، ذكرى قاسية مرت ببالها : " مرة حاول والدها تهدئتها عندما كانت تبكي بجنون لفقدانها كلبها الصغير . قال لها يومها " ترانكليو ، اي اهدئي . " شعرت وكأنها اصبحت باردة كالثلج وان قدميها اصبحتا كالرصاص . لأنها الان تعلم ان والدها كان يتكلم الايطالية . همست : " اه ، لا . " لقد استعمل والدها تلك الكلمة بصورة لا شعورية . لقد كان منزعجاً . لكن تلك الكلمة نطقها بصورة طبيعية .
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:51 pm | |
| 76 قناع من الخداع
رفعت ميرديث وجهها المليء بالدموع . ان هناك صلة بين والدها وبين ايطاليا . جالت تلك الفكرة في خاطرها ، مانعة اياها عن الحركة . قال ليسنزو بقوة ، وهو يهزها : " ميرديث ! ميرديث ! " ببطء شديد ركزت انتباهها عليه ، قالت بحزن شديد : " اه ! ليسنزو ! " وجدت نفسها لا تقوى على الكلام مع الخوف القوي المسيطر عليها ، لأن حياتها كلها قد بنيت على كذبة كبيرة . هذا ما كانت تفكر فيه . فوالدها كان دائماً يلبس ثياباً انيقة ، ولا يأكل الا الطعام الجيد والغالي الثمن ، يحب الموسيقى ، والاشياء الجميلة ... بأت الشكوك التي تتجمع في فكرها تنذرها . ربما لدى ليسنزو سبب وجيه لمعاملتها بازدراء . ربما عائلتها قد ابتزت المال ... فجأة شعرت ان قدميها لم تعد تحملانها ، اسرع ليسنزو بامساكها كي لا تقع . تمتم قائلا : " هل يعقل ان تكوني هكذا ؟ " " ارجوك ، لا استطيع ... " لم تستطع ان تكمل ما تقوله ، كان هناك الكثير من الضجة حولها لكن كل ما كانت تستطيع فعله هو البكاء . قال : " لم يكن الامر محرجاً ، حسناً . اذا كنت تريدين البكاء ستفعلين ذلك في مكان خاص . سآخذك الى البنك . " قال ذلك بصوت منخفض وتابع : " انه في شارع غولد سميث بالقرب من هنا . فما زال الوقت باكرا كي نفتح ، وبذلك يمكنك البقاء بمفرك لفترة . فكرت ميرديث انها تسمع بعض اللطف في كلماته ، وهذا ما اشعرها بالراحة ، لكنه بع ذلك افسد
قناع من الخداع 77
الامر تماماً اذ قال بعصبية : " وحتى نصل الى هناك ، اعملي معروفاً واوقفي هذا الفيضان . " الكبرياء هو ما جعلها تلبي طلبه وليس الرغبة في طاعته ، مع انها سعيدة بمساعدته لها . انه أمر مثير للسخرية ، خاصة انه يعمل على تحطيم حياتها كلها امام عينيها . كان يحميها كحبيب لها ، يحميها من العيون الفضولية بينما كانا يصعدان الدرج لرايلتو بريدج مع متاجره الفاخرة على الجانبين . ازدياد الضجة ونظرة الى الخضار الطازجة والنادرة جعلتها تدرك انها في الاسواق وقد بدا لها امراً غريبا ان ليسنزو يقوم برد التحية على المارة بصورة دائمة . اخيراً قام بفتح باب كبير منحوت ، وبعد لحظة رأت ميرديث انه يقودها الى مكتب كبير ذو مفروشات رائعة وسقف مميز بلوحاته الملونة والثريات الرائعة . بوجه جامد كالحجر اجلسها على مقهد جلدي وجثى امامها ، ممسكاً بيدها ، قال بسخرية : " لقد اعتقدت ان دموعك لن تتوقف لقد سالت كالنهر . انك جيدة بذلك حتى انك تنجحين كممثلة رئيسية في مسرح عالمي . " قالت بحزن : " لا تعجبني وسائلك . " لمعت عيناه بقوة : " أستعمل أية وسيلة اريدها لأحصل على ما أريه ، عندما اريد . " سألت بغضب : " هل هذا ينطبق في العمل ومع النساء . " ابتسم ابتسامة صغيرة وقال بثقة واضحة : " لم أفشل يوماً في الحصول على ما اريده ، ان كان في العمل او في الحب . " قالت بسرعة : " اذن استعد لصدمة قوية . " نظر اليها بقوة : " لم اتوقف عن ذلك مطلقاً . "
78 قناع من الخداع
قالت متعمدة ان تخفي اضطرابها : " هل يمكنك ان تحضر لي بعض الماء ، من فضلك ؟ " ابتسم بسخرية : " بالتأكيد . " راقبت خطواته الكبيرة فوق البلاط الرخامي . عندما خرج ، تراجعت الى الوراء ، اغمضت عينيها محاولة ان تهدأ نفسها . لديها الكثير كي تفكر به ، الكثير من المشاكل . ترانكيلو ، فكرت بذلك ، وعاد الحزن والتعب واضح على وجهها . تأوهت بيأس . هي تريد ان تعرف الرباط بين والدها وفينيس كما تريد رصاصة في رأسها . وتأوهت بصوت عال . اتى ليسنزو وقال بصوت قاي : " اشربي هذه . " اعطاها كوباً من الماء المثلج وبدأ يسير عبر الغرفة بتوتر ظاهر . شربت الماء وهي تراقبه من تحت رموشها . في هذه الغرفة الرائعة ، يبدو وكأنه في عالمه الخاص ، فوجهه يحمل تعابير ارستقراطية وكأنه من طبقة النبلاء . احست بالقلق انها قد لا تستطيع الاستمرار معه . كيف توقعت ان تتعامل مع شخص بقوة ليسنزو سلفاتي ... رجل لديه الكثير من الحيلة والخداع في دمه ... وهي تتوقع ان تقف بوجهه ؟ توقف ليسنزو ، ونظر غاضباً الى ورقة اعمال على المكتب . سألت بصوت هادئ : " هذا هو مكتبك ،اليس كذلك ؟ هل انت المدير هنا ؟ " لم يتكلم ، بدا عليه انه يحاول التفكير امام النافذة الحديدية . كانت اشعة الشمس تشع عبر الزجاج الملون على وجهه . قال وكأنه وصل الى قرار يريد اخبارها به : " لست المدير . " انتظرت وقلبها يخفق بقوة في صدرها . وتابع : " انا صاحب هذا البنك . "
قناع من الخداع 79
حدقت به بهدوء ، متسائلة كم هناك من الاسرار بعد وراء هذه المظاهر القوية . بدأ جسمها يرتجف . اذا كان هو بهذه الاهمية ، فلابد ان كورزيني اكثر قوة وأهمية من ليسنزو . بدأت بالقول : " لو انك اخبرتني فقط ... " سأل بسخرية : " وهل هذا يشكل فرقاً لديك ؟ " " نعم . " رفع رأسه بكبرياء ، أشعة الشمس حولت شعره الذهبي الى اللون الابيض ، وغطت وجهه . قال بنعومة : " انا اريدك ، اذا بقيت هنا ، سأحصل عليك ... هذا وعد . هذا ما تريدينه ايضاً ؟ انت فقيرة ، وانا غني ... " قالت غاضبة وبسرعة : " هل تقترح عملية تبادل معي ؟ " " اتفاق . " همست : " انت تدفعني الى الجنون من الغضب . " اجاب بنعومة : " نعم ، هذه هي طريقتي . " صرخت به : " هذا امر مشين ! ليس هناك فرق بين من انت او ما تملك . فاذا لم تكن الرحل الذي احب واذا لم تكن تحبني ، عندها لا يعقل ان اكون لك . " ساد الصمت بينهما واخذ ليسنزو يحدق بها وعلمت انه يفكر اذا ما كانت تستحق المحاولة او انه يقرر خطة شريرة اخرى . قال : " حسناً . " وسار نحو مكتبه ووصل الى الهاتف : " لقد استسلمت . وقبل ان اندم على طبيعتي الجيدة المؤقتة عليك ان تتركيني اجري بعض الاتصالات وبعدها سأعمل ما في وسعي لاعادتك الى بلادك اليوم . " فكرت ميرديث بسرعة . لم يكن طبع ليسنزو افضل من الان ، | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:53 pm | |
| 80 قناع من الخداع
بدا عليه انه قلق بصورة غير طبيعية ليتخلص منها . وهذا لا يعود لأنها رفضته . ومن المؤكد انه لا يحاول ان يحميها من قدر أسوء من الموت . ابتسمت ابتسامة صغيرة . وقررت ان تحارب على الرغم من كل شيء . قالت متوسلة : " فقط اعطيني لحظة من وقتك . " ارتجفت يده قليلا مما جعلته يسقط سماعة الهاتف ، انتظر ريثما تنتهي من شرب الماء . قالت بصدق : " ما زلت متوترة قليلاً . " حاولت جاهداً ان تنظر باهتمام حولها في المكتب ، لقد كان فعلا جميلا وتظاهرها هذا تحول الى اعجاب واضح . قالت معلقة : " يبدو ان أعمالك تسير بشكل جيد . " ابتسم بالرغم عته : " بصعوبة . انت تحبين هذه الاعمال ؟ كان البنك يقوم بأعمال مع تامبكيتو في العصور الوسطى ، عندما كان الذهب الافريقي هو الافضل . " ارادت ان تعرف المزيد ، لكنها علمت ان عليها ان تسيطر على الوضع اولاً : " لابد انك تتمتع بكل هذه السلطة . " زم شفتيه متيرماً وامسك بيده دليل الهاتف ، بدا عليه انه فقد صبره ، لكنها تابعت : " ما عدا بعض الاعمال المملة ، مثل بداية العمل ، التأكد من سلامة صناديق الامانات وهكذا . " اخذت تتعلم بعض الحيل التي يقوم بها . كان بالكاد يسمعها : " لا اهتم لذلك . " فلقد كان مهتماً بالاتصال بأحد الارقام . قالت بصوت عالٍ وواضح ، مع ان قلبها كان يخفق بقوة من توترها الخفي : " حسناً ، بما انك تملك المفاتيح وانا زبونة لديك ، اريد منك ان تأخذني الى المستودع ، ارجوك . "
قناع من الخداع 81
جمد فجأة وصرخ غاضبا : " زبونة ؟ المستودع ؟ ليس هناك شيء فيه ... " تابعت عنه : " ما عدا صناديق الامانات . " اعاد سماعة الهاتف مكانها بغضب وضرب بقوة المكتب الزجاجي . وشتم بصوت عالٍ . لكن عندما نظر اليها ثانية كان وجهه قد اصبح هادئا وقد تمكن من اخفاء ردة فعله . ادركت كم هو ماهر باخفاء مشاعره الخاصة : " انه ليس بالمكان المناسب للسياحة ... " قالت بحزم : " انا لا اقوم بالتنزه هنا ، انا اقوم بعمل واضح . " سأل بنعومة : " وما هي امكانية العمل لديك في مستودعنا ؟ " قد يكون كلامه ناعماً ، لكن ميرديث شعرت وكأنها اصيبت بضربة خنجرين من عينيه . انحنى نحو مكتبه . لسبب ما ، هو لا يريدها ان تدخل المستودع . يجب ان تحافظ على شجاعتها لتواصل ما تريده . " لقد ورثت محتويات صندوق امانة . وانا اعتقد انه احد الصناديق في هذا البنك . " صرخ ليسنزو برعب : " ورثت ، شيء خاص بك ؟ " قالت : " وصية منفذه . " واخرجتها من حقيبتها . رفعت ذقنها وتابعت بكبرياء : " وصية لوالداي وجدتي . في ما خص جدتي لديها دين لصندوق امانة في بنك دو أورو . قال لي مدير بنك محلي هذا يعني انها تستأجر صندوق امانة هنا . اريد ان ارى ما في داخله . " " لكنك بحاجة الى مفتاح للصندوق ، ولقد قلت بنفسك ان عمل كورزيني هو مجرد خطأ في الكومبيوتر . " ضاقت عيناه وهو يحدق بوجهها المليء ثقة بالنفس .
82 قناع من الخداع
حركت رأسها بتعب ، فهي تخاف من الدقائق القليلة المقبلة . " هذا صحيح ، بالرغم من ذلك . لدي مفتاح وقد يفتح احد صناديق الامانات لديك . " صرخ ليسنزو متهماً : " لقد قلت انك لا تملكين شيئا يعود لوالدك ! " سألت غاضبة : " والدي ؟ لقد اعتقدت هذا المفتاح يخص جدتي ... لقد كان بين اغراضها . على ما اعلم فهي اما قد رمت او أحرقت كل ممتلكات والدي ... " اقترب ليسنزو منها صارخاً : " هي ... ماذا ؟ " وعيناه التاقبتان تحدقان بها بقوة . همست بحزن : " لقد تخلصت من كل شيء . لم يبق من حاجاته اي شيء . " اغمض ليسنزو عينيه ثم اعاد فتحها بسرعة ، وقال بعضب : " اللعينة ! لماذا ، لماذا ؟ " حدقت ميرديث منذهلة : " انها رغبة والدي . لقد رأيت الوصية ، لقد تخلصت جدتي من كل شيء في اللحظة التي علمت بوفاة والدي . " تنهد بعمق : " يا للهول ! " امتلأت عينا ميرديث بالدموع : " اتمنى لو انني املك شيئاً من أغراضه ! لقد تم الامر وكأنه مسح عن وجه الارض كلياً . " تمتم ليسنزو ، متأثرا : " أمر غريب ! ان يصل الى هذا الحد من الرغبة كي يدمر ... " سمعت ميرديث كلامه الغريب ، لكنه لم يضف اية كلمة اخرى ... اخذ يسير في الغرفة ذهاباً واياباً وكأنه كان في السجن ولا أمل له في الخروج منه ، جمدت ميرديث مكانها واخذت تحدق به بتركيز ، شعرت بالخوف
قناع من الخداع 83
من فكرة مرعبة جالت في فكرها : " انت لا تعتقد ... ان هناك شيء ما ... معيب في ماضيه وانه كان يحاول ان يتخلص منه ، هل تفكر هكذا ؟ " لم يجب للحظة ، ولقد بدا وكأنه يحاول السيطرة على عواطفه وانفعالاته . ومع قدرته الغريبة على الخداع ، بدا القلق والتوتر عليه بوضوح : " لا تسأليني . " قالت بصعوبة : " انني أفعل ! ما الذي تعرفه ؟ هل تحاول ان تخفي شيئاً ما عني ؟ انت تعلم اشياء عن والدي . اليس كذلك ؟ " انتظرت جوابه وهي تعاني من عذاب كبير من الشك . قال ، وكأنه يحتفظ بمعلوماته لنفسه : " لقد بدا الامر وكأنه يريد ان ينتهي من ماضيه . " هزت رأسها متعجبة : " لكن لماذا ؟ لقد كان رجلاً جيداً ، ليسنزو ، كان يحب عائلته كثيراً ... " قاطعها قائلاً : " ارحلي حالاً عن فينيس ، اتركي الامور على حالها . قد يكون او لا يكون هناك شيء يريد ان يخفيه . انت لا تريدين ان تعرفي ماضي والدك . احتفظي بذكرى جميلة منه . " ارتجفت خائفة من كلامه القاسي ، ومن ان تكتشف شيئاً معيباً عن والدها الرائع لكنها قررت ان تواجه الحقيقة مهما كلفها ذلك . قالت بصعوبة : " لقد فات الاوان ، يجب ان اعلم الحقيقة ، يجب ان ارى اذا كان هذا المفتاح يطابق صندوق الامانات هنا واذا كان هناك شيء ما يلقي الضوء على عائلتي . " امسكت السلسلة التي حول عنقها وامسكت بالمفتاح ، تابعت ببطء : " هذا حقي ، ولا يمكنك منعي . خذني الى المستودع . " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:54 pm | |
| 84 قناع من الخداع
شد على اسنانه بقوة ، كان يرغب بمنعها . اكتشفت فجأة ميرديث ان القناع الذي على وجهه اصبح أقسى . نظر اليها بعينين اشد غموضاً من قبل . إنه يخبئ شيء ما ، سر بالتأكيد ، وهو مصمم على ان لا يشاركها اياه . بينما كانت تتحرق شوقا لمعرفته . سارت على بضع درجات انيقة لتصل الى مستودع البنك المبني في القرون الوسطى ، ومحمي بأبواب كبيرة من الحديد . اضطربت ميرديث من رائحة الهواء المسيطر هناك . تساءلت كم هو عدد التجار الذين خزنوا ثرواتهم هنا في الماضي ، واسرارهم ايضاً . شعرت بالخوف ان يكون والدها ايضاً . لا ، لا يعقل . لقد احب أمها كثيراً ، ولقد تزوجا عندما كان في العشرين من عمره ... من المؤكد انه كان صغيرا جدا ليكون له ماضي ؟ قالت بقلق : " انه يشبه السجن . " دخلت لتصل الى البوابة الاخيرة حيث هناك صفوف من الصناديق المنظمة الموجودة ضمن الجدران . اخل ليسنزو المفتاح في القفل الاخير لتسمع صرير الباب الحديدي يفتح امامها . قال : " هيا يمكنك الدخول . " نظرت بقلق ، غير متأكدة من دعوته الغامضة . كان هناك مكر واضح في صوته . قالت وهي تتظاهر بالضحك . كي تخفي قلقها : " يمكنك ان تتركني هنا ولا احد يعلم بذلك . " اجابها : " استطيع ذلك . " احست برجفة صغيرة في جسمها . رأت الصناديق داخل المستودع تبدو مثيرة وهي تريد بقوة ان تعرف ما الذي يوجد في الصندوق الذي يحمل الرقم سبعة واربعون ، لكن
قناع من الخداع 85
هذا لا يعني انها ستدخل الى تلك الغرفة بمفردها . فليسنزو يملك هذا البنك . فهو يمكنه ان يفعل ما يشاء فيه . قالت اخيراً ، واعصابها مشدودة كالأسلاك : " يجب ان تدخل انت ايضاً . " قال بابتسامة ساخرة : " كنت راغباً بذلك . " فكرت ميرديث ان ضحكته تشبه ضحكة هرة وجدت وجبة شهية . توقفت على السير للحظة ، بعدها استجمعت قواها وسارت بقوة مصطنعة . قال ليسنزو : " عليك ان تشعري بالكبرياء لعدم خوفك . " قالت متحدية : " من المؤكد ان ليس هناك ما اخافه ؟ " " اذا كان هناك ما سيخيفك ، فستعرفينه قريباً . " ارتعبت ، لكنها استجمعت قواها واخذت تنظر الى الصناديق لتجد الرقم الصحيح . في نهاية المستودع وجدته ، وبعد وقت طويل ، وقفت امام الصندوق تتأمل . بعدها تنهدت بعمق . ليس هناك من حاجة لجعل فترة العذاب اطول . حاولت ان تفتح القفل بأصابع مرتجفة . كان هناك صوت قوي من جراء صرير المفتاح مما جعل ميرديث تشد على اسنانها لكن القفل لم يفتح . قالت بخيبة أمل : " انه عالق بشدة . " " أمر مؤسف . " لكن صوته لم يحمل اي أسف على الاطلاق . " ربما هذا المفتاح لا يعود لنا يمكنك ان تحاولي في بنك آخر . " رمته بنظرة سريعة . كان يستند الى الجدار القريب منها وعيناه تراقبانها بشدة . اتجه نحوها ، وابتسامة واثقة تعلو وجهه .
86 قناع من الخداع
تراجعت ميرديث ، لكنها استجمعت قواها وعادت تحاول بلطف ان تفتح الصندوق . قال : " دعيني افعل ذلك . " وضع يده الكبيرة على يدها ، فأبعدت يدها ، امسك المفتاح وقال : " لنحاول ان نفتحه بقوة قليلاً ، اليس كذلك ؟ " لم تكن غبية فشعت عيناها بقوة . لاشك انه يبتسم لسبب خاص . نظرت برعب الى يده ، لترى انه يحاول ان يضغط بقوة على المفتاح . امسكت بيده وصرخت برعب : " توقف عن ذلك ! لا تفعل ! ارجوك . ستكسر المفتاح . وان كان هو المفتاح الصحيح ، فلن اتمكن ابداً من رؤية ما في داخله . " قال بعناد : " اشعر به يتحرك ، انتظري لحظة . " " لا ، اتركه على الفور . " " اكاد انتهي . " دهشت ميرديث انه لا يدرك ان المفتاح سينكسر من جراء الضغط القوي عليه . بعدها ادركت انه يتعمد ان يفعل ذلك كي يكسر المفتاح في داخل القفل . بسرعة ، دفعت نفسها بين يديه وبين القفل ودفته بقوة . ترنح ، ليضرب ظهره بالجدار المقايل . نظرة الغضب التي لمعت في عينيه جعلتها تتوقف مندهشة . قال ، تبرر ما فعلته : " انني اسفة ، لكنك جعلتني ... " وتوقفت عن اكلام . لم يكن ينظر اليها على الاطلاق ، كانت عيناه مسمرتان على كل شيء خلف اذنها مباشرة. قال باندهاش : " مادونا ! " استدارت بسرعة لترى ما الذي يحدث : " لقد فتح الباب
قناع من الخداع 87
الحديدي للصندوق ... وفي داخله . شيء يلمع . صرخت بشوق : " اه ، انه المفتاح المناسب . " نسيت وجوده على الفور . " كم هو أمر غريب ! هناك قارب صغير في داخله . " تمتم ليسنزو : " أمر مهم ، قارب مزيف . " " ماذا تعني قارب مزيف ؟ " بعناية قصوى رفعته من الصندوق وجدت انه بالنسبة لحجمه ثقيل الوزن ، حتى انها كادت توقعه ارضاً ، اسرع ليسنزو بوضع يده تحت يديها لحمله . اخذ القارب منها وتفحصه جيداً ، قال بكبرياء واضح : " كان هناك العديد من هذه القوارب في الاسواق عام 1950 . ولقد بيعت الى الاثرياء كالكعك الطازج . ولقد صنعوا من الرصاص المدهون . " قالت بغضب : " انه يبدو حقيقياً جداً لي . " قال بسخرية : " من المحتمل ان يبدو حقيقياً لملايين من الناس ايضاً . الا تدركين ان الذهب لا يتغير ابداً . ولا يفقد لمعانه ، حتى لو دفن تحت البحار لسنين ، او تحت الارض ؟ انظري ، هناك بعض الالوان كالزهر والاخضر هنا . " اخذ يشير بأصبعه الى مناطق مختلفة تغيرت الوانها . قالت : " مزيف . أمر مؤسف . " واخذت تلمس بيدها الدهان القوي عليه . " هل هو غالي الثمن ؟ " هز كتفيه باستخفاف : " قد تهتم به الناس لقيمته المعنوية . " انحنت تتفحص القارب الرائع الصنع : " انه مصنوع بشكل جميل جداً . " برم شفتيه بسخرية : " صانع ماهر . " اعاد القارب بعناية الى ركن صغير في صندوق الامانات . | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 6:55 pm | |
| 88 قناع من الخداع
رفعت عينيها اليه : " و ... والدي ؟ " " هل كان ماهراً بصناعة الاشياء الدقيقة ؟ " ضحكت بقسوة : " لا ، اطلاقاً . " " اذن ليس هناك ما قيمة له في كل ما يحدث . " اقترب اكثر ليغلق الصندوق لكنها امسكت ذراعه . " لا تفعل هذا ، ما زلت ارى شيئاً آخر . " مدت ميرديث يديها في عمق الصندوق وامسكت بقناع فينيسي ، له حجم الوجه . شرائطه الحريرية اصبحت بالية ، لكنه مما لاشك فيه كان قناعا جميلاً خصوصاً باللؤلؤ المتدلي على اطراف الوجه . قالت ، وهي تضععه بعناية بجانب القارب : " ما هذه الاشياء الغريبة لتوضع في صندوق امانات ! " قال موافقاً : " معك حق ، حسناً ، أقترح ان نعيد هذه الاشياء ونغلق الصندوق . فمن الواضح انهما لا يغنيان شيئا لك ، لذلك يبدو الامر اكثر بأكثر انه مجرد خطأ كبير . ربما والدك حصل بطريقة خاطئة على المفتاح . " اقترب منها اكثر ليغلق الصندوق ، اضطربت من الاحساس بقربه ، لكن ما زالت ترى اشياء اخرى ، شيء ابيض ، يشبه المغلف . فشعرت بأمل جديد . قالت بحدة : " ابتعد عن الصندوق . " حبست انفاسها ، وهي تتساءل ان كان سيرفض . وللحظة طويلة التقت عيناهما وكأنهما في معركة . قال بصوت ناعم خلف اذنها مباشرة : " هذه الصناديق قد اعدت لحقائب ملئ بالذهب في القرون الوسطى . ولأشخاص لديهم ايادي اطول من يديك . دعيني احضره لك . " قالت : " لقد ... حصلت ... عليه تقريباً . "
قناع من الخداع 89
همس قائلا بعدما لمست يده عن طريق الخطأ : " اجل ، لقد حصلت عليه ، وعلي ايضاً . " صرخت : " لا ، ليسنزو سيلفاتي ، انك تتصرف بطريقة غير مشرفة . اتركني وشأني . " نظر اليها بغرابة وقال : " ميرديث ، اخرجي من هنا بسرعة ! اهربي قبل ... " صرخت قائلة : " انا لا اهرب ابداً من احد . " ضاقت عيناه فجأة وحدق بالصندوق المفتوح وراءها ، شعرت ميرديث بالضيق على الفور ، علمت ان كل كلامه المعسول كان يحاول به التظاهر لكي تهرب من المستودع ولا تتعرف حقا على اسراره . صرخت : " ايها الشرير ، كنت تحاول ان تبعد انتباهي عما في داخل الصندوق ! ايها المغرور الشرير ! " وبسرعة كالبرق ، ادخلت يديها داخل الصندوق لترفع مغلف من الورق رأته هناك . وبصمت فتحته بسرعة . غاب اللون عن وجهها . اخيراً علمت ما الذي كان مخفيا عنها سابقاً . وكادت ان تتمنى لو انها حقا هربت من كل ذلك . | |
|
| |
| قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) | |
|