| قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:00 pm | |
| الفصل الخامس
90 قناع من الخداع
الفصل الخامس
قال ليسنزو بضيق : " لا تحملي نفسك اكثر من قدرتك . " كان يبدو عليه التوتر مثلها تماماً ، فاعصابه مشدودة كالأسلاك . مصدومة جداً ، لا قدرة لها على الكلام من شدة الغضب ، مدت بيدها المرتجفة المغلف اليه ، وبتعابير قريبة من الشفقة امسك به . ساد صمت طويل وهو يقرأ . رفع رأسه بعد ان عمل على اخفاء كل انفعالاته . بدأ بالقول : " ميرديث ... " قالت بصوت اجش : " لا تتكلم معي ! " وبقوة ضربت يده ، لتسقط الاوراق التي تعلن عن تغير اسم ابيها . همست : " والدي كان ايطالياً . " صحح لها بحزن : " بل فينيسي . " شعرت بغضب مجنون : " وما الفرق ؟ " قال بنعومة : " بالنسبة لشخص من فينيسيا ، هناك فرق كبير . " قالت بمرارة : " انت تتلاعب بالاسماء ، ولقد اكتشفت للتو ان اسم والدي كان انطونيو كورزيني ! كورزيني ! " بدأ الكلام يضج في رأسها ، قالت بضعف : " الابتزاز ، اه ، لا استطيع تحمل ذلك ! " " ليس لديك اي خيار . لقد جلبت هذا لنفسك . " غطت وجهها بيديها ، بعد سمعها لملاحظته الخالية من اي احساس بالرأفة ، فلقد ارادت ابعاد عينيها عن نظراته الحاقدة .
قناع من الخداع 91
ترقرقت الدموع في عينيها ، ولم تقم بشيء لمنعهم من التساقط على خديها عبر اصابعها . لوالدها ماضي عمل كثيرا كي يخفيه . ربما ماض سيء ... والا لما قام على التهرب منه ؟ فكرت بيأس ، كما انه كذب عليها . لقد كذبوا جميعا عليها . قالت وهي تتنهد : " حياتي كلها ... بنيت على كذبة . " لا عجب انها لم تشاهد له يوماً صوراً عن ماضيه . لا عجب انه كان يتهرب دوماً عندما كانت تسأله اي سؤال عن طفولته . قالت بصوت يرتجف من العاطفة : " كيف يمكنه ان يفعل كل ذلك بي ؟ " قال بخشونة : " ربما اراد ان يحميك . " سألت : " مما ؟ " وسالت دموعها بغرازة : " ماذا ايضاً لم يخبروني به ؟ " بكت بمرارة في ذلك المستودع البارد . لم يحاول ليسنزو ان يخفف عنها . كان وكأنه قد تحول الى لوح من الثلج . سيطر عليها حزن قوي ، فجلست على الارض تبكي وضعها البائس بينما وقف ليسنزو يراقبها بدون اي تأثير . كان بارداً كالحجر الذي تجلس عليه . هذا ما فكرت به بحزن . فأي رجل عادي كان سيحاول التهدئة والتخفيف عن كل من يمر بوضعها . فجأة ، وبدون سابق انذار تحول حزنها الى غضب عارم ، فعدم اهتمام ليسنزو جعلها تصرخ : " والدي ! كنت تعرف كل ذلك الوقت ، اليس كذلك ، انه كان من فينيسيا ؟ " " نعم . " كان جوابه القاسي كحمام من الماء المثلج . " كيف يمكنك
92 قناع من الخداع
ان تكون بكل هذه القسوة ؟ كان عليك ان تخبرني بالحقيقة . لدي الحق في ان اعرف ، الحق بمعرفة الحقيقة ! " في ثورة غضبها ، نهضت واخذت تضرب بقوة صدره . كانت الدموع الحارة تتساقط على وجهها . بعد فترة ادركت انها تضربه بقوة كافية لتسبب له الألم ومع ذلك لم يرفع يده ليمنعها . شعرت بالخجل من فقدانها السيطرة على نفسها تماماً ، مررت يدها فوق عينيها ونظرت اليه . قال بصوت اجش : " استمري . اضربيني ان كنت تشعرين بالحاجة لذلك . لا تهتمي لما اشعر به . " صرخت : " اه ! ايها المتوحش ! انك تسخر مني . انت عديم الاحساس والشعور ! كيف يمكنك ان تبقى بارد الاعصاب بينما حياتي تتمزق امام عيني ؟ كان بامكانك ان تحضرني لهذا ... " قاطعها قائلاً : " لا ، قد أكون شككت بالامر ، لكن فقط حاملي مفتاح الامانات يعلمون ما في داخل صناديقهم . " قالت ميرديث : " كورزيني لا يعلم ايضاً ؟ " هز رأسه نافيا . " لكنك كنت تدرك انه وابي على علاقة ما ، أليس كذلك ؟ " " نعم . " ارتجفت ميرديث من اعترافه ، وظهر ألم قوي على وجهها . قالت ببطء : " الان فهمت ! هذا ما كانت تحاول غران اخباري اياه ، جدتي الغالية . لا عجب انها اصيبت بالرعب ! كانت تريد اخباري عن ابي . " تأوهت بحزن واخذت رأسها . لابد ان الامر كان مخيفاً لها ، ان تشرح العلاقة بينه وبين بلاده الاصلية . قال ليسنزو بلهجة قاسية كالفولاذ : " ميرديث ، لا ترفضي ما يحدث . قد يغير ذلك كل حياتك . "
قناع من الخداع 93
رفعت رأسها بغضب وبسرعة قصوى جعلت شعرها الاحمر يتطاير على كتفيها . بحثت عيناها بقلق عن اي عاطفة في وجه ليسنزو . ولم تجد اي اثر لذلك . " لقد غيرت حياتي بالفعل ! فأنا لم اعد ذات الفتاة التي حضرت الى هنا . اولاً ، انا الان نصف ايطالية . وانتمي الى عائلة لا اعرف شيئاً عنها كما وانني لم اعد اشعر بالامان والثقة . " تابعت وهي تسأل بضيق : " ماذا تريد ان تخبرني ؟ هل هناك جماجم في خزانتي ؟ هل هناك في عائلة كورزيني ما يخجل به ؟ " صرخ بقسوة : " لا ! " " حسناً ، هناك شيء ما يثير عاطفتك . " لمع وجهه بنور غريب من الغضب ، لكنه تمتم : " اعتبري ان شيئاً لم يحدث . احتفظي بالذكريات الجميلة . " صرخت بحرارة : " لا ، لقد تبعثرت الان . الا ترى ذلك ؟ اية فكرة في التراجع الان اصبحت مستحيلة . ساعدني ! هذا اهم شيء جدث معي طوال عمري ... " قال بسرعة : " اه ، طبعا ، فكري في المال الذي قد تحصلين عليه ! هذا ما تفكرين به الان ، اليس كذلك ؟ " تابع بخشونة : " لقد اخذت جدتك الكثير من المال من كورزيني لمدة عشر سنوات . قد يكون عملها مثيراً للشك ، لكن المال الان اصب حلك . يمكنك الاحتفاظ بكل هذه الاموال لتحقيق طموحك الصغير ... " قالت بغضب ، وهي متفاجئة من قوة غضبها : " توقف عن ذلك ! " تعلم ان لديها احساس قوي بالعاطفة ، لكنها فجأة اخذت تفكر بحياتها . لقد قيل لها ان هذا طبع اهل ويلاش . لكنها ايضاً ايطالية . من فينيس بالتحديد . نظرت بقوة الى ليسنزو . انها من ذات البلد . الرغبة في معرفة كل شيء | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:00 pm | |
| 94 قناع من الخداع
ظهرت واضحة على وجهها ، ببطء ، وبقوة ، وجدت شعاعاً من الامل في كل هذا الوضع الغريب ، شيء ما يعوض كل هذا الألم الكبير ، اكتشاف ان لديها جذور كانت تجهلها . ان لديها عائلة هنا ، في فينيس ! ابتسمت ، متمنية ، عبر دموعها المنهمرة . قال ليسنزو بسخرية : " اه ، ها قد عدت . تغير واضح للوصول ، لقد عادت ابتسامتك ! الى طبيعتك ميرديث ! لن تحاولي جري في عملية خداع ، لذلك وفري ما ستقولينه . " بقوة ، حاولت استعادة صبرها . فهو يعرف الكثير عن عائلتها وهو مهم جداً لها . " ليسنزو ، اعلم انك تدين بالولاء الكامل لموكلك ، وأنا اكن لك شديد الاعجاب ... " " وفري علي كلامك المنمق . " قالت بهدوء : " لا سبب لديك لتشك بي ؟ " قال : " حقاً ؟ " قالت برقة : " انني معتادة على التعامل مع أناس من ذات الطبقة الاجتماعية ، وانا لا افهم اولئك الطبقات الارستقراطية . لكنني اعلم ما الذي اريده . انت تريد الافضل والاحسن لزبونك . وانا ايضاً ، انه قريب لي . " ابتسمت بلطف وتابعت : " قريب حي . " " انه يريد منك ان تدعيه بسلام . " قالت بهدوء : " لكن ذلك لأنه لا يعرفني ، كما وانه لا يعرف مقاصدي . " توتر ليسنزو ، ولمعت عيناه بالخطر وكأنه ينذرها : " وما هي مقاصدك ؟ " " ان اجمع العائلة ثانية . يجب ان لا تعيش العائلات
قناع من الخداع 95
منفصلة . " رأت غضبه يزداد فأسرعت بتوضيح كلامها : " اسمع انا لا اهتم مطلقا للمال ، لقد اخبرتك بذلك من قبل . سأعيد كل فلس . هل تفهم ، لقد وجدت شيئا اكثر قيمة بكثير . " لمعت عيناه باتجاه القارب ، سأل بخشونة : " مثل ماذا ؟ " ضمت يديها الى بعضهما بفرح ، كل ما فيها يدل على سعادتها ، اجابت بلطف ، وضحكتها الدافئة تنير وجهها كله : " كل ما اردت معرفته دائماً . " نظر اليها ليسنزو غير مقتنع بما تقوله فتابعت : " الا تفهم ؟ لقد أصبح حلمي أمراً واقعياً ! " قال بسخرية : " لا استطيع المراهنة على ذلك . " تنهدت : " اتمنى ان لا اصبح ساخرة مثلك . انا لا اشعر بالخجل ، انني متأثرة لاكتشافي بوجود اقارب لي . هذا ما كنت اريده دائماً . كل لحظة في كل ايامي . كنت اشتاق للحب والامان الذي كنت اعيشها سابقاً . " تابعت بعاطفة : " هناك اناس خارجاً قد يعلمون او لا يعلمون بوجودي ، أناس استطيع ان اقول لهم ... " قال بنعومة : " او أناس سترغبين لو انك لم تقابلينهم يوماً . " غاب الفرح الذي كان يغمرها بكلامه : " ماذا تحاول ان تقول لي ؟ " نظر اليها بحدة ، ومرت لحظة او اكثر قبل ان يتكلم : " لما تعتقدين قد تركهم والدك قبل كل شيء ؟ " " انا ... انا لا اعرف ! " ملاحظته جعلتها تفكر بوضوح اكثر . قالت غاضبة : " ربما كان هناك شجار ما ، يمكنك ان تخبرني . "
96 قناع من الخداع
قال بهدوء : " ميرديث ، لقد أمر والدك ان تحرق كل ما يملكه . كل شيء يدل على هويته الحقيقية . الا يخبرك ذلك شيئاً ؟ " تمتمت بدون ارادة منها : " نعم . لا بد من وجود شجار كبير . " لكنها لا تريد ان تفسد فكرة ارتباطها بعائلتها من جديد . ليسنزو يفعل المستحيل لذلك ، وهي منزعجة جداً من تدخله . قال بخشونة : " او انه لا يريد ان يواجه ظروفاً معينة . " اتسعت عيناها على الفور : " هل تعتقد انه كان هارباً ؟ " هز رأسه ، برم شفتيه باستخفاف وقال : " انه هارب من شيء ما ، اليس هذا معقولاً ؟ " " لا ! والدي كان محباً . اريد ان اكون جزء من هذه العائلة . سأعمل على ايجادهم . ولا اي شيء ستقوله سيردعني . ان الشجار الذي حدث هو من الماضي ، وانا سأعمل على شفاء كل الجروح . استطيع ان انقل الجبال . " انهت كلامها وهي ترفع رأسها بعناد وتصميم قوي . وضع اصبعه على ذقنها المرفوع وقال : " ميرديث ، انت فتاة مليئة بالمفاجآت . " نظر اليها بمكر واضح وتابع : " لكن لا يمكنك العمل ضد ارادة والدك , فهو لم يرد ابداً ان تقابلي احداً من اقاربك هنا . " رفعت وجهها الشاحب اليه ، تلعثمت قائلة : " اشعر وكأنني فتحت صندوقا باندورا . " قال بخشونة : " انه تشبيه مناسب ، لقد فتحت صندوقاً من المشاكل لنفسك . " تابعت عنه : " والأمل ايضاً . " متذكرة ما الذي سمعته عن تلك القصة .
قناع من الخداع 97
" انك مصممة بقوة لرؤية الجانب الايجابي ! لقد كان والدك في مشكلة حقيقية . لماذا اذن أنكر مكان ولادته ؟ لا احد لديه عقل كاف يترك هذه المدينة الا اذا كان مجبراً . " اتكأت الى الجدار ، منهارة العزائم ، ثم قالت بصوت مخنوق : " أتعني جريمة ؟ اه ، سرقة القوارب الصغيرة ! كان متورطاً ... " قاطعها قائلاً : " من يعلم ؟ " تضاربت الافكار ، والعواطف في رأسها ، هل هذا ما يعرفه ليسنزو كحقيقة ، ام انه يحاول ان يحبط عزائمها ... تطبيقاً لمصلجة زبونه ؟ بدت خيبة الأمل واضحة على وجهها . قالت بيأس : " اريد ان اصبح جزء من العائلة مجدداً ، ارى نفسي اجلس الى طاولة كبيرة للعشاء محاطة بأجيال عدة ... تماما كالافلام الايطالية التي اشاهدها . " تمتم قائلا : " تقصدين فلم العراب ؟ " اغمضت عينيها وتمسكت بالحائط محتاجة للمساعدة ، باحثة في عينيه لترى ان كان هناك تهديد واضح . لكنه يمسك بكل المفاتيح للصناديق التي تريد فتحها ، ومهما كانت تشك به ، ومهما تكن حذرة منه ، فعليها ان تقنعه ان يساعدها . قالت بحزن ، وقد قررت اقناعه : " ليسنزو ، انت تحب عائلتك ، اليس كذلك ؟ عائلتك من لحمك ودمك ؟ " عض بأسنانه البيضاء على شفته بقوة ، وبدا وكأنه يفكر جيداً قبل ان يقول : " ليس لدي عائلة ، لقد ترعرعت مع عائلتي الجديدة . " نظرت اليه بصمت متعجبة وقد احمرت خجلاً من الاحراج ، متذكرة ما الذي قالته عن حضانة الاطفال . قالت بصوت | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:01 pm | |
| 98 قناع من الخداع
اجش : " اه ، اني آسفة ، اعذرني ... انه موضوع حساس . كنت عديمة التفكير عما قلته سابقاً . لكنك تشعر بالحب والاهتمام لعائلتك هذه ، اليس كذلك ؟ " بدا عليه الشرود وكأنه يفكر بهم : " نعم ، لقد قلت انه بامكانك ان تنقلي الجبال . اما انا فقد بنيت جبالاً ، للمرأة التي ربتني واعبترتني ابنها . " لم يكن هناك مجال للشك من صدق عاطفته نحو عائلته . شعرت بالراحة قليلا . قالت : " ليسنزو ، اتوسل اليك ، ارجوك تكلم مع كورزيني . انه أحد اقاربي . وانت حائز على ثقته ، اليس كذلك ؟ اقنعه ان يراني . آخر ما اريه ان اسبب الازعاج له او للعائلة ... انا لا اتحمل رؤية الاذى لأحد ، يمكنك ان تقول له ذلك . " تمتم : " هل استطيع ؟ هل انت حقاً غير مؤذية ؟ " نظر اليها بحزن : " يبدو لي انك اشد خطورة من غابة مليئة بالحيوانات المفترسة . " امسكت بذراعه بسرعة : " هذا كلام سخيف . " تابعت وقد فقدت صبرها : " لقاء فقط . انا لا اطلب المزيد . لا يمكنك ان تنكر علّي ذلك . " قال بتشنج : " لا يمكنني خيانة ال كورزيني ، المطلوب مني ان ابعدك عنهم . " قالت بمحبة : " اذا كان تصرفك هذا عائد لولائك وتلبية لطلب عائلتي ، فانني اعذرك . " ضحك متعجباً ، وقال بالرغم عنه : " ارجوك ، ميرديث ، لا استطيع ان اتحمل المزيد من طبيعتك الجيدة . انت تسيطرين علّي بسبب مبادئك العالية . "
قناع من الخداع 99
ابتسمت : " اذن ، لابد ان لها مكافأة خاصة بها . " قال ببطء : " يبدو ذلك . " وبدأ التوتر والقلق يبتعدان عنه بالتدريج . قالت ، وهي تنظر بعينيها الزرقاوين بفرح اليه : " اعلم ان الامور ستسير على ما يرام . هل ستساعدني ؟ " نظر اليها للحظات معدودة : " هل يعني ذلك الكثير لك ؟ " فأومأت برأسها . رفع كتفيه ليزفر بقوة . تمتم : " كيف يمكنني ان أقاوم الاخلاص ؟ " هذا ما افرحها ، لكنه كان يتذمر . لمعت عيناها كلمعان الماء تحت اشعة الشمس قال : " ياللمصيبة ، سأفكر بالامر . " " رائع ! اه ، لن تندم على ذلك ... " قال بخشونة : " اعتقد انني سأندم . " قالت بسعادة عارمة : " لا ، انت وكورزيني ستكونان سعيدان . اعدك بذلك ، شكراً لك ، شكراً لك ! " قال والضيق واضح عليه : " لقد قلت فقط انني سأفكر بذلك ، ميرديث ، براءتك ستؤثر على الشر بذاته . " ضحكت بفرح ، فهي سعيدة جداً لتهتم بأي شيء آخر غير ان رحلتها قد جلبت لها مفاجأة لا تحلم بها . مهما كانت الصعوبات التي تعانيها ، سيصبح كل ذلك جزء من الماضي . كانت تعلم انه سيفعل ذلك في نهاية الامر . قالت وهي تبتسم : " حسناً ، هذا فيما يخصك ، ماذا عن كورزيني ؟ " قال وقد نظر الى البعيد : " يمكنك ان تؤثري عليه ايضاً . " قالت بفرح : " اكاد ان اضحك ! " تمتم قائلا ً: " لا اعتقد ان ذلك سيكون تصرفاً حكيماً . اعتقد
100 قناع من الخداع
انني بحاجة الى عدة فناجين من القهوة المرة ، سنذهب الى البيزا ، احضري القارب والقناع هيا . " ابتسمت : " اه ، نعم ، واخيراً اصبح لدي شيء من والدي . هل يمكنك ان تحضر لي حقيبة ؟ هذا القناع سيقع من يدي . " ما ان رفعته قليلاً ، حتى سقط منه على الارض اوراقاً ذهبية ، ولدهشتها ، رأت ليسنزو يلتقط الورقة بدقة متناهية . رأى نظرتها فهز كتفيه وقال : " عادة ، احب النظافة بشكل كبير . " بالكاد سمعته ، فقد كان فكرها منشغلاً بأمورها الخاصة ، ليسنزو هو الرابط الوحيد بينها وبين عائلة والدها ... تلك التي اسمها ، بالطبع ، كورزيني . ميرديث كورزيني . ابتسمت وهي تفكر . كيف هم ؟ وما الذي يفعلونه ؟ وتساءلت بقلق ، هل ان والها الشريف ق قام بعمل سيء ؟ بدلاً من ان تحل مشكلة ، لقد اكتشفت مشاكل اخرى . لكنها تريد بقوة ان ترى عائلتها وان تقنعهم بأن ينسوا الاحداث التي قسمت العائلة ، عليها ان تقنع ليسنزو ليعطيها عنواناً لهم . بسعادة كبيرة ، سارت مع ليسنزو عبر الحشد الكبير ، الموسيقى تملأ شوارع فينيس ، اصبحت تشعر بالألفة مع الوجوه المرحة والاماكن والمباني . لقد اصبحت الان جزء من ميراثها ، وهي تنظر اليهم بعينين مليئتين بالفرح . وصلت الى ضفة القناة ، تعلقت عيناها على الفور بمنظر اربعة اشخاص يرتدون شعور مستعارة وينتظرون القارب . كانوا يتحدثون وهم يحملون مظلات ملونة . همست باعجاب : " ليسنزو ! لم ار في حياتي ثيابا مثل هذه ! كيف يمكنهم ان يحتفظوا بها هكذا ؟ انه اعجوبة . "
قناع من الخداع 101
" انه ليس كرنفالاً عادياً ، ميرديث ، انه ببساطة افضل كرنفال في العالم تمضي الناس ستة اشهر لتصنع الثياب . هذه جيدة ، لكنك ستشاهدين افضل منها في بيزا . " قالت بشوق ، وهي تنظر الى شخص يرتدي كاهرلكان يقترب منهم . " انا اصنع الثياب بنفسي . " ضحك مثل هارلكان من دهشتها ، فضحكت له بسعادة . قال ليسنزو غاضباً : " قلت لي انك كنت تعملين في دور حضانة . " " بالطبع ، كانت دار الحضانة في مصنع . ولقد ساعدني اهل الاطفال في تصميم عدد كبير من الازياء لأجمع المال للمتقاعدين في حفلة العيد الكبير . " تمتم بخشونة : " كان علي ان احزر ، هل هناك اعمال خير اضافية قمت بها وتودين ذكرها ؟ " " لقد نظمت مهرجاناً من اجل اوكس فام لمساعدة دور العجزة . " قالت ذلك وهي تفكر بهم بحب . رفع حاجبيه ، فادركت ان ليسنزو كان ينظر اليها باهتمام : " لقد اثرت بي . لابد انك ماهرة في ذلك . " قالت بدون اي غرور او خجل : " انني عملية جداً ، اقوم بأعمال كثيرة بينما لا يزال الاخرون يتحدثون عنها . " ضحكت قبل ان تتابع : " لقد اقمت وليمة لمئة رجل ! ولقد استمريت بالطهو لأسبوع كامل لكن الامر يستحق التعب . " نظرت اليه وابتسمت : " يبدو وكأنك تقدم لي عملاً ما . " تهجم وجهه وادار محرك القارب بعصبية ظاهرة مما جعلها تصطدم به وتكاد تقع على الارض . | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:02 pm | |
| 102 قناع من الخداع
قال بحدة : اسف ، هل تأذيت ؟ " ابتسمت ، فهي سعيدة جداً ، " لا بأس ، اعذر تصرفي ، انني اشعر بسعادة كبيرة واود ان اقفز وأرقص . انني سعيدة جداً ، عندما اقابل العائلة ويصبح لدينا فرصة لنعرف بعضنا البعض . لن يجدوا سبباً للاستمرار بهذا الخصام . " ضحك بسخرية : " تبدين الامر وكأنه بسيط جداً . " " انه كذلك ، اعدك بذلك . " ابتسامتها المشعة جعلت القناع البارد على وجهه يذوب ، نظر اليها ، فابعدت عينيها عنه لتخفي اضطرابها . كانت الرحلة عبر القناة الكبرى رائعة لها . كان الثلج ينهمر بغزارة يضيف على المكان الساحر جمالا لا يوصف بينما كان القارب يسير من ضفة الى ضفة ، كانت سعيدة انه كان يتوقف في كل محطة . كانت تضغط أنفها على زجاج النافذة في القارب كي ترى كل قصر جميل ، منتظرة ان يخرج منه شخص ما او رجل ذو مركز مسؤول . كل مكان كانت تنظر اليه تتفاجأ بزي الناس ، بعضهم يخفي وجهه تحت قناع ثعلب ، او قناع موزات ، ونساء ترتدين فساتين ذات تنانير واسعة . تنهدت بعمق : " كيف استطاع والدي ان يغادر هذا المكان ؟ انه كالحلم . " تضارب العواطف على وجه ليسنزو ، اخيراً ابعد عينيه عنها لينظر الى المناظر امامه . قال : " انظري ، سانتا ماريا ، سننزل عنده . " تابع بحنان وكأنه شعر بالسعادة من اهتمامها بجمال البناء . " بما انك لم تشاهدي شيئاً بعد كسائحة ، سآخذك الى
قناع من الخداع 103
بالازو دوكال ... وقصر دوغاز في بيزا سان ماركو . " كان الحشد كبيراً . شعرت ميرديث بالسعادة بقربه . فلقد كانت تمر الناس بينهم تتدافع وهي تضحك وتتسامر . لفت انتباهها شخصان يرتديان قناعان وقبعتان يغطيان كامل وجهيهما بينما كان الاول يحمل وردة والثاني مرآة . قالت : " من هما هذان الشخصان ؟ ممثلان ؟ " نظر الى وجهها وهز كتفيه : " لست ادري ، هذا هو اهمية التنكر . محامون ، امراء ، لصوص ، من يدري ؟ يعطي الكرنفال فرصة للفقراء ليختلطوا بالاغنياء . اذا لم يتحدثوا ابداً ، قد يتمكنوا من الذهاب الى اي مكان يريدونه . " قالت وهي تضحك : " كم هو أمر شيق . " " بالطبع في اوقات الكرنفال لا شيء يبدو كما هو في الحقيقة . " قالت بحزن : " في فينس ، في اي وقت ، لا شيء يبدو كما هو في الحقيقة . " قال باهتمام : " لقد اصبحت الفتاة البريئة حذرة وناقدة لا تتغيري ميرديث . هناك الكثير المتشائمين في هذا العالم فلا داع للانضمام اليهم . يجب ان نتكلم ، ستكون المقاهي العادية مليئة بالناس . لما لا نسرع بالذهاب الى فلوريان ؟ يمكننا ان نرتدي اقنعة . ولا احد سيتمكن من معرفتنا . " قالت : " انا اعرف عمال المقاهي . يمكنهم التعرف على المتزيفين على بعد أميال . سينظرون نظرة واحدة الى ثيابي ويعلمون انني فقيرة جداً . " قال مقترحاً : " سأشتري لك قناعاً غالياً وبذلك نثير ارتباكهم . " بينما كان ليسنزو ينظر الى عربة مليئة بالحاجات ،
104 قناع من الخداع
اخرجت ميرديث بلطف قناع والدها الذهبي من الورقة التي لفها ليسنزو به . ورفعته الى وجهها ، وجدت أنه مغلف من الداخل بقماش من الحرير الفاخر . وانه يغطي كل وجهها ، مخفياً كل معالمها وواسع جداً على ذقنها . كانت تحاول ان تربط شرائط المخمل خلف رأسها عندما امسك ليسنزو بيدها بقوة . قال بسرعة : " انزعيه على الفور ! " قالت معترضة : " لماذا ! اشعر وكأنني مختلفة . اه ! ليسنزو انك تكسر عظامي ! " قال بحدة : " اذا ارتدتيه ، ستدمرين اخر الاشياء القليلة التي يملكها والدك . انه دقيق الصنع . اعيديه الى مكانه . ارتدي هذا . " بقي يشد على يدها حتى نزعت الشرائط . اخذ القناع واستبدله بقناع من اللون الازرق اختاره بنفسه . قالت بامتنان : " انك على حق . شكراً . يمكنك ان تكون مفيداً احياناً . " وهي متعجبة من شدة انفعاله . قال وهو يضع القناع لها بصوت حنون : " جميلة ، رائعة . " ارتجفت عيناها ، ثم ضحكت ، مدركة ما الذي يعنيه : " شكراً ، لحظة ما اغطي وجهي ، اصبح جميلة ؟ " وضع على وجهه قناعاً اسود من المخمل ، فقط شعره الذهبي وعيناه المشعتان تفضحان شخصيته . تمتم : " لا . انت جميلة مهما فعلت لنفسك . " لم تكن ترى تعابير وجهه ، فلم تشعر بالرضى . قالت وهي تتنهد : " انك تجاملني ، تشبه كثيراً كازانوفا . " قال وهو يشير لها بيده : " انه مسكين ، لقد سجن هناك ، تحت هذا السقف النحاسي . " اقتربت منه اكثر لتشاهد قصر دوغاز الابيض والزهري اللون .
قناع من الخداع 105
قالت مبتسمة : " اراهن انه تنهد برحلته الاخيرة من المحكمة الى السجن ، فوق جسر التنهدات . " قال منتقداً : " كان لديه معرفة تامة بطبع النساء . وكان يحبهن كثيراً . ولا شيء اصعب من ذلك . " قالت متعاطفة معه : " لقد سببت لك النساء الكثير من خيبات الامل ، يوما ما ستقابل امرأة تحب ان تشاركك حياتك . الزواج ليس بالسجن ... " قال بهدوء : " انه كذلك بالنسبة لي . فهناك الكثير من الاعمال علي القيام بها ، وليس لدي الا ساعات قليلة من النهار امضيها مع زوجتي . المرأة التي سأتزوجها تحتاج لكثير من الاخلاق العالية لتتمكن من العيش بسعادة مع حياتي المتطلبة . فهي تحتاج الى الحكمة ، وحب التضحية ، والمساعدة ، وحب كل انواع واصناف الناس في الحياة ... " " هل لديك عمل اضافي لا اعرفه ؟ " ضحكت وهي تتابع : " هل انت امير فينيس مثلا ؟ " قال مقاطعاً : " تعالي ، احتاج كثيراً لفنجان قهوة . "
ذهلت ميرديث بالكلام المختصر عن حياته ، وارادت ان تسأله لماذا عليه الزواج من امرأة مميزة . بعدها تذكرت كيف كان يبدو عندما تكلم عن اشراف فينيس . " ليسنزو ... " امسك بيدها عبر الحشد الكبير ماشياً أمامها ليبعد الناس عن طريقه . اخذت تفكر كم يرهق نفسه من اجل مصلحة عائلته التي حضنته . ربما شعر انه مدين لهم باشياء كثيرة . المركز الاجتماعي المهم مثلاً ... مهما يكن ، تنهدت ، وربما هم سعداء جداً لمجرد وجوده معهم . | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:02 pm | |
| 106 قناع من الخداع
اعلن ليسنزو : " هذه هي بيازا سان ماركو ، رافعاً صوته ليطغى على اصوات الاجراس والموسيقى . رأت الوان مختلفة تتدفق من كل جانب ، فضحكت ميرديث ، فقال بعدما اقترب منها : " قال نابوليون ان هذه اجمل قاعة في اوروبا كلها . " قالت وهي تضحك : " لقد نسي البناؤون السطح . " ابتسم ، وهو يعلم لما تتعمد الضحك ، استدار نحوها ، وقال بنعومة : " نعم ، فينيس ، انت ، وانا ، حب العظمة عند البشر ، حب تحقيق الذات . اليس هذا يؤثر فيك او يسعدك ؟ " نظرت الى الساحة الواسعة ، المليئة بمختلف الانواع من البشر ، ومزينة بكل الالوان والاشكال . وطبقات البيزا العالية بنعومة وكأنها كعكة العرس . وحولها الناس ترقص وتضحك وبجانبها ليسنزو يحيطها بعناية وكأنه يهتم بسلامتها . قالت : " لا استطيع الكلام . " " امر مؤسف . احب كثيراً ما تتفوهين به . " نظرت اليه بدهشة ورأت انه يعني ما يقوله . ابتسمت بفرح ، تحت القناع السميك ، لقد اصبح ليسنزو اكثر رقة ساعة بعد ساعة ، فالوقت الذي تمضيه معه يساعده على نسيان حقده الكبير الذي يغلف وجهه بشكل دائم . كانت تريد ان تقول له ان الحياة تصبح رائعة بلا كره او حقد . لكنها عوضاً عن ذلك قالت ببطء : " اشعر بالفخر لأن والدي من هذه المدينة ، وانا احسدك على العيش في هذا المحيط الرائع . " " لقد كانت مناسبة جداً لماركو بولو . فهي اذاً مناسبة لي . " وضحك . وفكرت بسعادة ، انه حقاً سعيد برفقتها .
قناع من الخداع 107
احست بالسعادة انها بقربه ، فسألته : " هل تتضايق من وجود السواح ؟ " " ماذا نفعل بدونهم ا ؟ اشهر الرسامين ، والموسيقين والكتاب اختاروا العيش والعمل في فينيس عوضا عن اية مدينة في العالم . يأتي السواح من كل انحاء العالم ليشاهدوا عظمة شعب التيتان ، لسماع فيفالدي ، ليروا اين كان يعيش لورد بايرون ... " تابعت عنه ميرديث : " وليروا منزل همنغواي . " ضحك ليسنزو : " وهذا ايضاً . " قالت : " اريد ان ابقى ، هناك الكثير لأكتشفه . " قال بلهجة محذرة : " لكنك قد تتأذين بسهولة . " قالت بحزم : " اذا حاول احدهم ، سيكتشف على الفور انني املك قدرة قوية للدفاع عن النفس . انا لست جبانة ، ولا اخاف ابداً من مواجهة المشاكل . انني اعتمد جدا على نفسي ليسنزو ، لذلك لا تنسى لا انت ولا كورزيني ذلك . " نظر اليها بقوة ، وقال : " لن افعل . " احست ميرديث ان ابتسامته قد دخلت قلبها ، شعرت بالامتنان ان قناعها يخفي عواطفها . اخذت تنظر باهتمام الى كل ما يجري حولها . اصوات الضحك ، والثرثرات ، وعدد كبير من الناس يغني . رأت الناس ترقص في كل الامكنة ، بعضهم يرتدي ازياء مختلفة والبعض الآخر يرتدي ثياباً سميكة ليتدفأ في هذا الطقس البارد . سارت ميرديث بجانب ليسنزو ، بدون كلام ، وهي ترى بائع الكستناء حيث ألسنة النار ورائحة الكستناء ترتفع في
108 قناع من الخداع
الأجواء ، الفوضى الرائعة ، الناس السعيدة تمر تحت الجسر المؤدي الى بروكريت نيوف . قال ليسنزو بفرح : " هذه هي البيزا الحقيقية ، مليئة بالناس في فترة الكرنفال . احب فينيس في هذا الوقت . انظري ، هناك . " رأت ستة اشخاص يرتدون ثياباً لماعة ، ويضعون على وجوههم اقنعة سميكة وكأنهم ينتمون الى كواكب اخرى . كانوا يرفعون ايديهم بطريقة جعلت الانوار تعكس على الجواهر في ثيابهم وكأنهم في متجر خاص . قالت : " لا أفهم لماذا يرتدون أشكال غريبة ، هل هم هكذا في حياتهم العادية ام ماذا ؟ " هز ليسنزو رأسه : " انهم اشخاص لديهم احلام خاصة ، رغبة في العيش كالحلم في فترة الكرنفال . يجب ان تجربي ذلك . انه أمر ممتع الابتعاد عن الواقع لفترة . " قالت بتهجم : " انا دائما افعل ما اريده ، ماذا عنك ؟ هل تتظاهر بشخصية غير شخصيتك الحقيقية . " شعرت به يضطرب فنظرت الي وجهه ، ناسية انه مقنع . قال بنعومة ، متجاهلاً السؤال : " لقد ارتديت ازياء غريبة في الكرنفال . " قالت بسعادة : " عليك ان ترتدي ثياباً كنبلاء فينيس . ستبدو رائعا بشعر مستعار وجاكيت مذهبة . انت تسير دائماً وكأنك مسؤول فخور بنفسه . " تمتم قائلاً : " قد تكون المظاهر خداعة . " رأت مجموعة من الناس تمر امامها مرتدية ثياباً سوداء وحمراء ، وتحي الجميع بفرح وسعادة . ضحكت وهي تبعد
قناع من الخداع 109
شعرها الى الوراء ، قالت : " اليس هذا رائعاً ؟ كل المدينة تحتفل ... وتعيش بحلم كأنها في القرن الثامن عشر ! " نظر اليها بفرح ، وقال بصوت اجش : " يسعدني انك تتمتعين بما تشاهدينه . " تردد قليلاً قبل ان يتابع : " انني سعيد بالتأكيد . لنذهب الى فلورين لنتناول بعض الفطائر الشهية . " رأت في الداخل ، عدداً من الغرف الصغيرة مليئة بالارستقراطيين يرتدون الحرير ويضعون جواهر مزيفة . فتحت ميرديث فمها تحت القناع وهي تسير مع ليسنزو نحو المقعد ، الذي اشار اليه الخادم باهتمام كبير . همست قائلة : " يبدو انك مشهور ، لم ينزعجوا ابداً من وجودي . " قال بخشونة : " التصرف كالنبلاء امر طبيعي بالنسبة لشخص ولد في فينيس . " نزع قناعه ، وعلى الفور وصلت القهوة لهما ، ومعها صحن كبير مليء بالفطائر الشهية . تابع قائلا : " فلورين مشهورة جداً . انهم يقدمون القهوة هنا منذ ثلاثمئة سنة . " همست : " لا عجب ان يبدو تعب على العمال هنا . " ابتسم ليسنزو وحمل بيده كعكه محلاة بالشوكولا . تراجعت الى الوراء ، تضغط بنفسها على الكرسي المريح ، اخذت تنظر اليه عبر المرآة امامها ، كان هناك شيء غريب جذاب فيه كيفما يتحدث وكيفما يتحرك . قال مقترحاً : " اخبريني ما هي اغنيتك المفضلة . سنطلب من الاوكسترا خارجاً ان تعزفها . " قالت مترددة : " احب الكثير من الاغاني ! احب " الذكريات " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:03 pm | |
| 110 قناع من الخداع
اعتقد انك ستقول ان ذلك سخيف ، لكنني عاطفية بشكل لا يصدق . " " لا ، على الاطلاق . لقد عرفت نساء يخترن اغنيات تقليدية ليؤثرن بي ... ويجلسن في عذاب كبير من الممل خلال تلك الاغاني . يسعدني انك لا تحاولين ان تتصرفي بعكس طبيعتك . " قال ذلك وهو يشير الى احد الخدم الذي كان يتكئ على الباب متعباً ، طلب ليسنزو منه الاغنية ، وكان على وشك ان يضع في يده المال عندما اوقفته . نظر اليها الرجلان مستفهمان . قالت بنعومة الى ليسنزو : " انه متعب ، سأذهب واطلب بنفسي الاغنية . " سأل متعجباً : " وتحرمين الرجل من هذا المال ؟ " " اه ، حسناً ، اعطه المال اذا كنت تريد ، لكنني سأذهب مكانه . " اضطرب ليسنزو ، غطى فمه وادار رأسه بلطف . اتسعت عينا الخادم ، ونظر الى ليسنزو متعجباً قال : " السنيورة لطيفة جداً لتفكر بتعبي . مهما يكن ، يسعدني ان اقوم بهذه الخدمة ... مجاناً ، من كل قلبي . " ابتسامة ميرديث الحارة جعلت الرجلين يتجاوبان معها بابتسامة مماثلة ، بعدها غار الخادم نحو فرقة الاوركسترا . قالت : " هل تعلم ، انت لست بحاجة لدفع المال دائما للناس . أنا لا افعل ذلك ابداً ... لا مال لدي للقيام بذلك . يسعدهم ان يخدموك اذا انت طلبت ذلك بلطف . " قال ، وهو يضحك : " لكنني ، لا املك حسك المرهف نحو الجميع . "
قناع من الخداع 111
وصلت الى مسامعها صوت الموسيقى الرائع ، فجلست ميرديث براحة على الكرسي الواسع لتتمتع بما يحيط بها من جمال وروعة . تمتم ليسنزو وهو يراقبها : " هل انت متأثرة بما حولك من عظمة ؟ " " بالطبع ! لم ار بحياتي شيئا كهذا من قبل . " قالت وهي تحبس انفاسها : " انني اعيش قصة خيالية ، لا بد انني سأصبح برنسس ... اووه ! " صرخت ، اذ ان فنجان ليسنزو سقط من يده ووقعت القهوة على يدها . قال متضايقاً : " اسف ، قلة اهتمام مني . ماذا كنت تقولين ؟ " اخذ محرمة من جيبه المطرزة بأحرف اسمه واخذ ينشف يدها . اخذت المحرمة منه ونزعت القهوة عن يديها وعن الطاولة امامها ووضعتها جانباً : " لقد نسيت ، انني مشتتة . لا اعلم ... " قال مقاطعاً : " برنسس ؟ " ابتسمت : " اه ، نعم ! لنفكر قليلاً ، هذا أمر غير معقول . انني اشبه كثيراً سندريلا ، اليس كذلك . امضي بعض الساعات في اماكن رائعة قبل ان تعود الى تنظيف الصحون ؟ " قال بخشونة : " انا لست أمير الاحلام . " " هذا صحيح . لو انك اقصر قليلاً ، كنت اخطأت بينك وبين عبد فقير . " تحرك فمه قليلا ، فتابعت وعيناها تشعان بالنصر : " ىه ، اضحك وخلى عن هذا المظهر . " فجأة ، انفجر ضاحكاً ، وبدا وجهه سعيداً ، وقال وهو يقهقه : " ايتها الماكرة الصغيرة ، كم هو أمر صعب ان ينظر اليك المرء كعدو . "
112 قناع من الخداع
قالت بحرارة : " اتمنى ان لا تفعل . فأنا لست كذلك . لقد تخليت عن تحفظك تجاهي . مثل الثلج المتساقط على بيزا . " سمعت بالخارج دقات الساعة معلنة تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً . تنفست بعمق ، ثم قالت ووجهها يشع بقوة : " اشعر ... اشعر وكأنني قد انتقلت الى عالم آخر . " سألها بكسل : " هل يعجبك ذلك ؟ يبدو انك سعيدة جداً بهذه الاجواء . " قالت بحماس : " انني اشعر بالسعادة في اي مكان . " رفعت عينيها اليه بثقة وحزن : " الامكنة ليست مهمة ، فقط الناس . انني اشعر بالسعادة حقا عندما يكون بجانبي اشخاص احبهم . حتى بدون مساعدتك سأجد عائلتي . " تابعت بصوت منخفض : " ولن يزعجني ابداً لو انني اجبرت على البحث عن كل شخص من ال كورزيني في دليل الهاتف او ان ادق على مئات الابواب . " ساد صمت لعدة لحظات بينما حبست ميرديث انفاسها متأملة . بدا على ليسنزو انه يقرر ماذا ستفعل بشأنها ، علمت بالتأكيد ان كل شيء ترغب به يتوقف على رأيه وموقفه . قال على مهل : " نعم ، ستفعلين ذلك . لا احد يستطيع ان يتهمك بعدم الاصرار . انها تجربة مهمة . لكنك لست بحاجة للقيام بكل هذه الاعمال . " تابع بجدية : " اعطني القليل من الوقت ، تحلي بالصبر ، وثقي بي . سيأخذ الامر بعض الوقت ، وهذا ما اخشاه ، لكنني سأفعل كل ما في استطاعتي لأقنع العائلة ... بأن عليهم مقابلتك . " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:05 pm | |
| قناع من الخداع 113
الفصل السادس
لم تعد ميرديث ترى كل ما حولها . فقط ترى وجهه الصارم وعينيه الغامضتين . بعدها بدأت يداها ترتجفان وضعت قطعة الكعك من يدها ، مدركة ان وجهه مليء بالعواطف القوية ، على الرغم من الهدوء المصطنع في صوته . تثق به . هل تستطيع ؟ تنفست بعمق وقالت : " اذاً لقد قطعت الاحجية الاولى . " ابتسم بحرارة ، ووضع قناعه ثانية : " لا استطيع الاجابة بعد . " صرخت بقساوة : " ماذا علّ ان افعل ؟ ان ارفع يدي متوسلة اليك ؟ " رفع جاجبيه قائلاً: " وتدفعين كل الاشخاص في فلورين الى الضحك ؟ ميرديث ... " توقف عن الكلام ليضع يده في شعره ، ليتهرب عن الاجابة ، لكنه تابع : " ان الوضع في الحقيقة معقد قليلاً ... " قالت غاضبة : " لا ، انه ليس كذلك . انك تحاول منعي من رؤية عائلتي . " استدارت لتحمل المنديل ، وبدون ان تفكر ناولته اياه وتابعت : " وقد اتخلى عن ذلك ... " اجاب ببرودة : " اذاً لن تكوني قوية كفاية لتصبحي من عائلة كورزيني . " " من يكونون ، رجال عصابات ؟ " " لقد كانوا كذلك في بعض الاحيان . هل نخرج لنرقص ؟ "
114 قناع من الخداع
فكرت ميرديث بالرفض ، لكنها رأت انه من الافضل الا نقعل . عليها ان تحافظ على هدوئها وترقص . ابتسمت ، سترقص معه ، لكن ، فكرت بخوف ، هو ايضاً ، لسؤ الحظ ، لديه خطة ما ، وعليها ان تصل الى ما تريده . خرجت ميرديث الى الباحة لترقص معه ، اخذت تتحدث وتضحك ، تراقب الناس السعيدة والتي حولت المكان الى زمن من العصور الوسطى . ابتسمت في سرها ، لا شيء يبدو على حقيقته هنا في الواقع . " عذراً؟ " قالت ضاحكة : " اه ، انه دانديني ! " قال ليسنزو : " انه يريد ان يراقصك ، هيا سندريلا . " بفرح اخذت ترقص معه ، وتنتقل من راقص الى آخر ، سعيدة بالرقص على الثلج ، في باحة مزدانة بالألوان المختلفة الساطعة . قال ليسنزو بعاطفة صادقة ، عندما عادت اليه بعد فترة طويلة : " لقد اعتقدت انني خسرتك . " قالت بسخرية : " يا لحظي ! امير الاحلام ثانية ! " شعرت وكأنها عادت الى شخص خاص جداً لها . قالت وهي تشعر بالارتباك : " كدت حقاً ان تخسرني . ذلك الرجل الاخير ... الذي يضع شعر موزارت ولا يرتدي قناعاً ... اراد ان يأخذني الى المطعم لكنني كدت أجن من كثرة وصفه للطعام الذي يقدمه . " اقترب ليسنزو منها ، وقال بخشونة : " موزارت ، انه مليونير عجوز ويملك افضل المطاعم في فينيس . " " حقاً ؟ لقد قلت له انه يشبه بائع الحليب في قريتي ، فضحك كثيراً . "
قناع من الخداع 115
" اتخيل ذلك . لا عجب انه اراد دعوتك . انت جيدة جداً في التعامل مع الناس ، اليس كذلك ؟ لقد راقبتك تحضرين بريق الشمس الى وجوه من كان يراقصك . " سألت بقلق : " راقبتني ؟ " هذا أمر لم تفكر به او انها كانت حذرة في تصرفاتها . شعرت بالقلق انه كان يراقبها بالخفاء . لما يفعل ذلك ؟ سألت ، وهي ترفع وجهها الحزين اليه : " ليسنزو ... انت لم تدعوني هنا للرقص فقط ، اليس كذلك ؟ " توقف عن الرقص وقال بجدية : " ميرديث ... انا ... " اسرعت دقات قلبها من ارتباكه . نزع قناعه ، وببطء نزعت قناعها ايضاً ، وهي لا تزال تحدق بعينيه ، محاولة ان تقرأ ما الذي يتردد بقوله . قال صوت ناعم بقربهما : " سينزو ! اهلاً ! " رفع جاجبيه بسخرية معتذراً من ميرديث ، وابتسم بحرارة : " اهلاً كاترينا . " قبل ليسنزو كاترينا المندهشة بحرارة ثلاث قبلات على خديها . قال وهو يبتعد : " اعذريني للحظة ، ميرديث . " بقيت بمفردها ، تتأمل ثوب كاترينا الجميل تحت معطفها السميك . تبدو ثيابها غالية الثمن . سمعتهما يتحدثان بالايطالية ، فابتعدت عنهما . بعدها رأت انه قد اصبح محاطاً بالنساء وهن كلهن يرحبن به بمودة وعاطفة . مجموعة من الرجال يرتدن ثياباً حريرية انضمت لجمع ، وهم يسلمون على كاترينا ويدعونها " بالكونتيسة . " شعرت ميرديث بألم عميق في صدرها . ابتعدت عن ليسنزو الان ، تسلقت بعض الدرجات واتكأت
116 قناع من الخداع
على احد الاعمدة ، تراقب بهدوء اصدقائه الاثرياء ، مدركة تماما الهوة العميقة بينهم وبينها . انه صاحب بنك غني ، جميل ، ساحر . وينتقل في اوساط ارستقراطية ... ولديه طموح للوصول الى مركز اكبر. كما وانه يمسك مستقبلها بيديه . شعرت وهي تقف هناك ، على اعلى الدرج ، تنظر الى شعر ليسنزو الاشقر اللماع ، انها تقف على مفترق خطير في حياتها . وهو يعرف ماذا يشمل هذا التغير ، لكنه ليس متأكداً من أنها تستطيع تحمله . تنقلت بعينيها حول النساء المجتمعة حوله ، تتحدث معه بنعومة وترمقه بنظرات حلوة فقط . كاترينا الجميلة كانت هادئة ، واضعة يدها براحة على كتف ليسنزو وكأنها تتمتع بحمايته فقط هي ، التي لم تكن تتنافس على الحصول على اعجابه . عكست ألسنة من النار قربها المزيد من التوهج على شعرها الاحمر ، المنسدل على كتفيها . نظر ليسنزو الى أعلى وكأنه ادرك للتو انها قد ابتعدت ، بدا عليه الذهول وهو ينظر اليها . تلاقت عيناهما فأمسكت بالحائط بجانبها وكأنها بحاجة لمساعدة . لم تعد ترة شيئاً ا عيناه الثاقبتان ، وكأنها قد سمرت مكانها . ابقى عينيه عليها واخذ يعتذر ممن حوله ، ويسير باتجاهها . بقيت مكانها تراقب تقدمه عبر الحشد الكبير . تمتم قائلاً حين اقترب منها : " اعلم ، ان هذا آخر ما اريد حدوثه ، لكن ما ان نظرت اليك حتى شعرت اني لا استطيع التفكير الا ان اكون بقربك ... " وتقدم منها ليقبلها . | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:06 pm | |
| قناع من الخداع 117
همست متعجبة : " ليسنزو . " " اعلم انني سأندم ، لكنني لم استطيع الا ان افعل ذلك . " قالت وهي تبتعد عنه : " حان الوقت لتغادر سندريلا الحفلة . " تابعت وهي تتكلم بجدية : " انني ذاهبة الى مكتب خاص بالسواح الان ، لأرى ان كان هناك مكان استطيع البقاء فيه الليلة . " نظرت حولها فرأت كل اصدقائه ينظرون اليها بتعجب . فقالت : " اه ، اصدقاءك ! " نظر اليهم ، ليرى كاترينا تنظر اليه برعب ودهشة معاً . شعرت ميرديث بطريقة غريبة انها لمحت ومضة انتصار في عيني ليسنزو . قال : اه ! " ولم يبد انه آسف على الاطلاق . او ، على الاقل انه مندهش حتى . سألت بضيق : " ما الذي تفكر به ليسنزو ؟ " " انني في مشكلة ، اتسامر مع ... " شتم نفسه وضرب بيده على جبهته ، لكن قد فات الاوان ، لم يكن هناك من حاجة لقولها . اكملت ميرديث بصوت كالهمس : " العدو ؟ " واختفى اللون من وجهها . " اه ! ما زلت تنظر الي هكذا ؟ ماذا ستفكر عائلتي بي ... " توقفت عن متابعة الكلام ، وانهمرت دموعها بغزارة ، نظرت اليه بغضب وصرخت : " انت تحاول ان تسيء لسمعتي ؟ " قال ساخراً : " بالرقص معك ؟ " قالت تتهمه : " بأن تظهرني امام اصدقائك انني ارقص مع اي شخص لن ترغب عائلتي بالتعرف علي ! ايها الخائن ! كيف
118 قناع من الخداع
تتظاهر أنك تشعر بعاطفة نحوي ؟ بجانب ن تقف ، تكلم ؟ " اخفض ليسنزو عينيه ، وقال : " مما لا شك فيه اقف بجانب المصلحة القصوى لعائلتي . " نظرت اليه ميرديث بمرارة . انه يخدعها ثانية ودائماً ، وهي تقع بذلك دائماً أيضاً . لكن تصرفه غير معقول . قالت بغضب : " توقف عن المراوغة ! اجبني ، ليسنزو ! اجبني بصدق ولمرة واحدة ، هل تستطيع ؟ " راقبته يبحث عن الاجابة ، ازداد غضبها لأنه افسد عليها فرصة قبولها من عائلتها . قال ، وكأنه يتهرب من السؤال : " صدقاً ؟ " قالت بيأس : " نعم ! انت لا تعرف هذه الكلمة ؟ ما الذي تحاول ان تقوله ؟ " قالت كاترينا بحدة ، مقاطعة ميرديث : " سنزو ! " قال : " ليس الآن ! " اجابت كاترينا بغضب : " كيف يمكنك ؟ أين اتفاقنا ... " تابع بغضب : " اعلم ، اني اسف . انني قط قد سئمت من ... " صرخت كاترينا بحزن : " انك تلعب بمصيري ! " اجاب ليسنزو بهدوء : " وانتم جميعاً تتسلون مصيري ، مرة واحدة فقط ، لتمنى ان افعل ما اريده . احب ان ... " قاطعته بسرعة : " لا يمكنك ان تتخلى عني ! انني بحاجة لك ! " قال ليسنزو وكأنها لم تقاطعه : " تينا ، عزيزتي ، ربما حان الوقت ... " وضعت ميرديث ذراعها حول كتفي الشابة بعطف ، وقالت الى ليسنزو : " ايها القاسي ! انت لا تستحق فتاة صادقة ! هل كاترينا صديقتك ؟ " " لا تعليق . "
قناع من الخداع 119
شدت على شفتيها بقوة ، وقالت : " يجب علي ان اصفعك ، لقد كنت تسامرني وتراقصني بينما كانت تراقبك ؟ اه ! انا احتقر الرجال الذين يتلاعبون بعواطف النساء . تصرف بطريقة جيدة ، ليسنزو ! " قال بهدوء : " تذكري ما قلته لك . لا شيء كما يبدو . ولا يمكنك ان تأخذي اي شيء اقوم به بجدية . امور كثيرة تجري امامك وانت لا تعرفين شيئاً عنها ... " قالت ببرودة : " وانا لا اريد ان اعرف ، اذا كان يشمل تصرفك بحقارة مع صديقتك . " قال بغضب : " لا ... تباً . هذا وضع مستحيل ! " قالت بحرارة ، وهي تشعر بخيبة أمل ان ليسنزو يفتقد حس المسؤولية : " لا شيء مستحيل ، وبدلاً من ان تقوم بالالاعيب معنا ، عليك ان تواجه مسؤوليتك وتتقبل نتيجة اعمالك ... " اجاب غاضباً وبحدة : " انا لا العب مطلقا ! هذه حقيقتي ! لا اقوم بشيء الا التفكير باعمالي . فالاعمال تحكم حياتي ... " " ليس هذه المرة ، انت لا تفعل ذلك . " لامست شعر كاترينا بلطف . لم تفكر بنفسها ، فكاترينا تعرفه وتحبه قبلها ، وهذا أمر واضح . " ايها الشرير ! يجب ان تسجن ، كما فعلوا بكازنوفا . انظر كم هي تعيسة بسببك ! عليك الان تهدئتها وان تسوي ك الخلافات بينكما . " نظرت اليه بتحدٍ صارخ وكأنها تتحداه ان فعل العكس . " " حسناً ، لن اجرؤ على رفض ذلك ! " اجابت غاضبة : " ما كنت تجرأت على ذلك لو كنت مكانك . " ابتسم ليسنزو بنعومة ، عيناه دافئتان ومشعتان بالحب ،
120 قناع من الخداع
قال بنعومة : " ه دائماً تخوضين المعارك من اجل من تظنين انهم اضعف منك ؟ " احست بألم شديد من رقة صوته . لكنها نظرت الى كاترينا الحزينة وقال بهدوء وكبرياء : " اذا كنت حقاً سيداً ، عليك الاهتمام بكاترينا . " قال باهتمام : " وانت ؟ " رفعت رأسها غاضبة وقالت : " لقد جرحت كبريائي . لكنني سقطت على الارض مرات عدة واعرف كيف انهض بمفردي . اهتم بها . فهي بحاجة لك اكثر مني . " ودفعت كاترينا نحوه . متعجباً ، شم كاترينا ليهدأ من حزنها ، لكن عينيه لم تفارقا وجه ميرديث الذي بدا الحزن عليه على الفور ، قال بلطف : " يبدوا انك قادرة على التضحية بما تريدينه لمصلحة الاخرين . " قالت متلعثمة : " لا اعلم ما الذي تقصده . " قال ، وهو ينظر الى عينيها : " انت تتحدثين عن الخداع ، ومع ذلك تخدعين . " ابتسم عندما رفعت رأسها بعناد ، تابع بنعومة : " عودي الى شقتي . سأجد مكاناً آخر للبقاء فيه هذه الليلة . " شعرت ميرديث بغصة وهي تفكر بليسنزو وكاترينا معاً ، قالت ، وهي تتمنى لو انها لا تشعر بكل هذا السوء : " حسناً ، اوافق على عرضك . " ابتعدت عنهما وهي تفكر انها فقدت كل أمل بمساعدته لايجاد كورزيني ، تنهدت بعمق وألم . " ميرديث ! " كان ليسنزو بقربها على الفور ، نظر اليها وكأنه حبيبها ، ابتعدت عنه ، غير قادرة على تحمل عذابها . فهو يسيء اليها بتظاهره الحب لها بسهولة وبعفوية . | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:06 pm | |
| قناع من الخداع 121
قالت وهي تسيطر على شعورها : " انني ابكي لأنني لا استطيع التفكير انني لن اجد عائلتي ، وليس بسببك . " قال بقلق : " لم اتخيل ابداً ذلك ، ابقي في شقتي لعدة أيام وتمتعي بوقتك واحضري ما شئت من الكرنفال . خذي هذا هو المفتاح . " اتسعت عيناها وهي تمسك المفتاح منه . امسك بيدها ، وكأنه لا يريد ان يدعها تذهب . قالت بسرعة ، وهي مدركة لنظرت كاترينا عليهما " دعني اذهب ، ولا تقف هنا طويلاً . " بدا عليه التوتر ، وقال : " فقط للحظة . هل انت بحاجة للمال ؟ " رفعت رأسها بكبرياء : " لا ! لا اقبل المال من احد . " قال بهدوء : " كما تشائين ، لكن اذا كنت تريدين شراء طعام رخيص ، اذهبي الى بيزا او تراميزني . لا تشتري الطعام من أماكن قرب سان ماركو واقترح عليك التنقل بغايورتي ، والتي هي رخيصة ... " قالت بعصبية : " شكراً لك ، انا لست حمقاء بالواقع . لقد اشتريت دليل سياحي من المكتبة . سأتدبر أمري . " قال : " سأقوم بكل ما استطيعه فيما يتعلق بآل كورزيني . " لم يكن الامر مهم ان صدقته ام لا . فربما كان يتظاهر انه يريد مساعدتها لينقذ موقفه امام كاترينا او ربما ليؤثر فيها لشدة لطفه . مهماً كان السبب ، لم يكن هناك شيء تستطيع القيام به ، غير الامل . ابعدت عينيها عنه وسارت بين احشد الكبير ، وكل ما ترغبه هو ان تبعد اكثر مسافة ممكنة بينها وبين ليسنزو . فكرت بقلق لقد وصلت الى لعبة الانتظار الان . واذا كانت ستبقى هنا فعليها الخروج لشراء الطعام . ابتسمت على مهلٍ ،
122 قناع من الخداع
عليها العودة الى طبيعتها . فالحياة تستمر ، مهما جلبت معها من خيبات أمل . في هذا الوقت ستتعرف على فينيس فهذه هي مدينة والدها ، بالرغم من كل شيء .
*** لم تنجح تماماً بنسيان ليسنزو ، على الرغم من كل الحماس والجمال في الكرنفال . ملأت ايامها ولياليها بأعمال كثيرة ولم تكن تنم الا ساعات قليلة ، شاعرة بخيبة أمل لأن ليسنزو لم يتصل . لقد افتقدته كثيراً ، وهذا ما اعترفت به بحزن . وفي يوم السبت ، قبل ان ينتهي السواح من تناول الفطور ، سارت وهي تشعر بالدفء نحو ساحة سان ماركو ، اغلقت الدليل الذي في يدها على الفور فقد طرأت على بالها فكرة بسرعة فالشك ما زال يزداد كلما استمرت بالعيش في تلك الشقة . لم تكن تلك شقة ليسنزو . والشيء المميز اكثر . ان لا احد يعيش هناك لأن المياه لا تصل الى المطبخ . وهذا يفسر كيف انه لم يكتشف زر النور عندما وصلا . يبدو ان الخداع طريقة للعيش بالنسبة اليه . " ميرديث ! تعالي ! " تجمدت اوصالها من سماع صوته . قالت عندما رأته : " يا للحظ الجيد ، امير الاحلام يعود ثانية ! " نظرت بدهشة نحو ثيابه . كان يرتدي جاكيت مطرزة ومذهبة مع حذاء طويل كبارون في القرن الثامن عشر ، قالت : " اشعر وكأنني ارتدي ثياباً بالية . " قال ضاحكاً : " للأسف ، انت كذلك . "
قناع من الخداع 123
نظرت الى البعيد وهي تريد ان تسأله عن الغموض الذي يلف الشقة ، عندما رأت مجموعة من الاطفال في ثياب رائعة وحولهم عدد من الاهل . عادت الرقة الى وجهها على الفور . وهي تشعر بالعاطفة القوية نحوهم . عندما استدرات لتسأل ليسنزو ، شعرت بغصة من الاحساس الرقيق الظاهر في عينيه . بعد لحظة ، نظر اليها وهو يبتسم بحرارة وفرح ، وحبه الشفاف للاطفال قد هزها بقوة . قال بنعومة ، وهو يشير الى مقعد بجانبهما : " لقد اتوا للمشاركة باستعراض الاطفال ، إنهم جميعاً من دار الايتام الذي كنت فيه . " سألت باهتمام : " كم كان عمرك ، عندما حضنتك عائلتك ؟ " قال وهو يشير الى احد الاولاد ، الذي كان فخوراً بزيه المذهب : " كنت في الرابعة من عمري ، وشعرت على الفور بالمسؤولية . " قالت وهي تتنهد : " كم هو جميل ، اه ، انني حقاً افتقد الاطفال في دار الحضانة . " " لقد تخليت عن شيئ تحبينه كثيراً من اجل الاهتمام بجدتك ، اليس كذلك ؟ " قالت : " كانت جدتي بحاجة لي . فكيف لي ان اختار ؟ " اجاب : " شابت كثيرات بعمرك كنّ قد فعلن العكس تماماً . " اثار انتباهه الحركة القوية التي قام بها الاطفال عندما اسرعت فتاة صغيرة بملاحقة حمامة ، كانت ترفع يديها الصغيرتين في الهواء ووجهها مليء بالفرح ، بدا عليه وكأنه سيضم الطفلة اليه .
124 قناع من الخداع
سألت ميرديث بحرارة : " انت تحب الاطفال كثيراً ، اليس كذلك ؟ " قال بحذر : " نعم ، احبهم . " كن من خلال صوته الجاد احست بالشوق في صوته وتمنت لو تستطيع ان تكسر كل الحواجز القائمة بينهما لتصل الى نفسه الحقيقية ، تابع : " اعتقد ان هذا جزء من شخصية كل ايطالي . " نظر الى وجوه الاطفال ، وبدأ يتكلم وكأنه يعبر عن عاطفته : " انهم جميعاً ابرياء ، لا مشاكل لديهم ، ويتقبلون العالم كما هو ويسعدون دائماً . عندما يضحكون يفعلون ذك بفرح حقيقي . مثلك تماماً . " ارتجفت عيناها ، هل يمدحها ؟ قالت : " اعلم انني ساذجة ... " قال مصححاً لها : " بريئة ، نقية . حتى الان . " قالت تتحداه : " حتى الان ... هل تعتقد انك تفسد براءتي . " قال : " قد افعل . " قالت بحزن : " يجب ان تحاول ان تكون مثل هؤلاء الاطفال الذين تحبهم ، بدلاً ان تكون مخادعاً . تلك ليست شقتك ، اليس كذلك ؟ " اجاب بحدة : " لا . م اتوقع ان السيد ميرديث وليمز سيبقى . لذلك جهزتها بسرعة واستمريت في التظاهر انها بيتي لأنني لم ارد ان يعرف اين اعيش ؟ " " واين تعيش ؟ " " سآخذك الى هناك . " قالت غاضبة : " لا ، شكراً . " " اذن ، اسمعي اخباري الجديدة . " امسكت بكم جاكتته . وقالت محاولة ان تسخر ، لكنها كانت | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:07 pm | |
| قناع من الخداع 125
مضطربة اشد الاضطراب : " ليسنزو ، هل اقنعت عائلتي انني لست برأسين ولا ذيل لي ؟ " قال على مهل : " لقد حدثتهم عنك . المعارض الاساسي هي أم كورزيني . انها تكرهك بشدة . " سألت ميرديث وهي تدفع شعرها الى الوراء : " لماذا ؟ " حرك ليسنزو شفتيه منتقداً : " من البداية ، كانت مخطوبة لوالدك الذي تخلى عنها . وكاتفاق شرف ، قرر انه يجب ان تتزوج من لوغي اخ والدك . " قالت مستفهمة : " لدي عم ؟ " قال بضيق : " كان لديك عم . قد مات ، مات وهو حزين من والدك لأنه اجبره على الارتباط بزواج مدبر . " قالت تدافع عن والدها : " هذه لم تكن غلطة والدي . " رفع رأسه وهو ينظر اليها بقوة : " كان مسؤولاً عن اعماله ، لقد اختار أمك على واجباته . " تذكرت ميرديث والديها واحست بشوق قوي لهما . قالت غاضبة : " قالت امي انهما تقابلا في الجامعة ... " " هذا صحيح كان انطونيو يدرس ادارة الاعمال هناك . وكانت امك تمثل في مسرحية بالقرب من الجامعة . وعندما رآها تعلق بها على الفور ، لكنها رفضت ان تترك وطنها . " قالت : " وهكذا كان ابي مجبراً على الاختيار بين أمي ، وبين خطيبته وفينيس . " لمعت عيناها من مجرد التفكير بقوة الحب وقدرته . انفجر ليسنزو غاضباً : " كان هناك مسؤوليات جمة عليه تحملها ، كالأبن الاكبر في العائلة . هناك واجبات اهم بكثير من تلك التي كانت لخطيبته . "
126 قناع من الخداع
قالت بهدوء : " تابع ، اريد ان اعرف كل شيء . " " شعرت العائلة بالعجز عندما عاد والدك ليقول انه لا يستطيع العيش بدون أمك . تلك ... الممثلة ، تلك المرأة في المسرح . " قالت ميرديث معترضة : " م تكن أمي تهتم للمال مطلقاً ، مع انني استطيع ان افهم موقف والديه ، وكم احسوا بالأسى لخسارة ابنهم ... انه لأمر مريع . " قال ليسنزو : " اتحاد العائلة أمر مقدس . " اجابت : " كل شخص يرى الامور من وجهة نظره ، كان ابي يبحث عن الحب ولم يرد التخلي عنه . قد تجد من الصعوبة ان تصدق ان هناك شخص يرفض ما تحلم به دائماً . " قال : " انك على حق . وانت تفهمين الناس جيداً ، اليس كذلك ؟ ونادراً ما تدينين . على العكس ، تحاولين ان تفهمي لما فعلوا ذلك ، وكل تفكيرك مرتكز على الحب والعاطفة . " تأثرت ميرديث من النعومة في صوته . كانت تحاول جاهدة ان ترى الوجه الجيد في شخصيته ، وبالنسبة لشخص مغرور ربما تكون هذه هي المجاملة الوحيدة التي يقولها لها . قالت : " احاول ان اضع نفسي مكانهم . تخيل العذاب الذي كان يعيشه ابي ، وهو يعم انه من المحتمل ان لا يرى فينيس ثانية . " " قد عاد مرة واحدة اعتقد عندما وضع تلك الاغراض في صندوق الامانات . " قالت بعاطفة : " انني اعرفه ، اتوقع انه اراد ان يتخلص من كل شيء يذكره بابتعاده عن عائلته . لا عجب انه كان يبدو احياناً شارداً . ما الذي جعله يعود تلك المرة ؟ "
قناع من الخداع 127
قال بحزن : " موت شقيقه . لقد كان لوغي في الواحد والثلاثين فقط من عمره . كان يمتطي الخيل وسقط عنه ميتاً . " تنهدت : " كم هو أمر محزن ، هل لديه اولاد ؟ " ارتفع صدر ليسنزو متنهداً وكأنه متأثراً جداً على خسارة ال كورزيني ، وهذا ما أثر فيها كثيراً ، قالت : " اه ، طبعاً . " تابعت وهي تضحك : " بالطبع لديه اولاد . بما ان لوغي قد مات ، فلا شك ان ابنه من كتب الرسالة الى جدتي ، يطلب منها ان تعيد المفتاح لصندوق الامانات . انه كورزيني الذي سأقابله . " " استنتاج جيد ، نعم ، هو كذلك . " وتابع فجأة : " هل تحبين ان تشاهدي اين كان يعيش والدك ؟ " شدت على ذراعه بقوة واختفى القلق من وجهها على الفور : " احب كثيراً . " فكرت للحظة بالمرأة الحزينة التي هجرها والدها فقررت الاختيار الثاني المناسب لها . لم تكن لتفعل ذلك هي مطلقاً . نظرت اليه وقالت : " خذني الى هناك ، بسرعة . " قال بضيق : " احضري امتعتك ويمكنك البقاء هناك طالما انت في فينيس . " فرح عميق لمع في عينيها : " هل تسكن فيه ... عائلة كورزيني ؟ " " ستقابلينه . " شعرت بسعادة عميقة في داخلها ، قالت بحرارة : " شكراً لك ، شكراً لك لأنك صدقتني ، لأنك اعطيتني فرصة . قد حضرت لي هذا اللقاء ولا يمكنني ان اشكرك كفاية . انني سعيدة جداً لأنك فعلت الانسب ... "
128 قناع من الخداع
عاد التجهم السابق الى وجهه وكأنه رأى ان امتنانها غير مريح . قال : " هيا اذهبي ، احضري امتعتك وقابليني بجانب منحوتة الاسد في بازيتيا هل تعلمين اين ؟ " قالت ، محاولة ان تهدأ نفسها : " الاسد المجنح في فينس ، انت تعلم . انني اتعرف سريعاً الى معالم المدينة . ابرستو . " قالت ذلك وهي تبتسم بسعادة . لم يرد عليها ، فأسرعت الى الشقة لتضع ثيابها في الحقائب ، وعادت ادراجها بسرعة لتجد ليسنزو يسير ذهاباً واياباً بجانب الاسد المجنح ، بدا علي الغضب . فسارت ببطء ، وهي تفكر ان ليسنزو يسيطر على كل الوضع . فتحقيق احلامها كلها امام عينيها مع ذلك لديه القدرة على تدمير كل شيء . قال بحدة : " لنذهب الى قناة باغليا . " وسار نحو جسر مصنوع من الاغصان حيث هناك الكثير من القوارب الآلية . انحنى ليسنزو ليتحدث مع صاحب احد القوارب . بينما كانت تنتظر ، اخذت تحدق بحزن في جسر التنهدات الذي يبعد مسافة غير بعيدة عنها وفكرت بالسجناء الذين قضوا حياتهم في السجن ، وهم ينظرون للمرة الاخيرة الى كل هذا الجمال في فينيس . ارتجفت من الخوف على الرغم من حرارة الشمس المشرقة . " هيا اصعدي . " قال بسرعة : " لقد اخبرتك الى منزل كورزيني . علينا ان نقطع البحيرة . اسرعي فالقوارب الاخرى تريد ان تنق المسافرين . "
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:08 pm | |
| قناع من الخداع 129
تابع بغضب فجأة : " تباً لك ، اذا كنت لا تثقين بي اذن عودي الى بلادك ! لا تأتب ! استطيع العيش بدون كل هذا التعب . لدي الكثير من الاعمال ... " سألت : " لديك اكثر من عمل واحد ! " قال ساخراً : " انني اقوم بدور حاضنة الاطفال . الم تلاحظي ذلك ؟ " توقفت ميرديث عن الحركة ، فهي لم يعجبها ما يقوله . فإن كان هو يقوم بدور حضانة الاطفال ، فلا بد أنها الطفل المشاغب ، لكنها لم تجرؤ على الرد عليه . عليها ان تلطف الامور بينهما . قالت بهدوء : " انني آسفة لأنني اغضبتك . واسفة لأنني استغل وقتك الثمين ، لكن انظر الى الامر من الناحية الايجابية . ما ان تجمعني انا وكورزيني يمكنك ان تتخلص من رؤيتي الى الابد ، اليس كذلك ؟ " قفزت الى القارب المطلي ، الذي يقوده بحار بزي خاص ، محاولة ان لا تفكر بالوقت الذي سيخرج ليسنزو فيه من حياتها . فهي لا تريد ذلك ، قد اصبح مهما لها كالتنفس ، على الرغم من غموضه . قال ليسنزو كلمات بالايطالية الى صاحب القارب ، وامسك بالمقود وكأنه يريد ان يتولى القيادة بمفرده . لم يسعدها ذلك ، لكن لا قدرة لها على الاعتراض . ساعدت ميرديث صاحب القارب ليضع حقائبها الرخيصة وكأنها حقائب نادرة وشكرته بإبتسامة . فتح الرجل فمه لكن ليسنزو كلمه بالايطالية فشعرت ميرديث انه يطلب منه ان لا يتكلم معها . تمتم ليسنزو بالايطالية : " شكراً كثيراً ، بيانتو . " وهو يأخذ من يده مفتاح المحرك .
130 قناع من الخداع
" شكراً ، أمير . " تنهد ليسنزو بضيق وبدا على البحار انه شعر بالندم ، لكنه ترك القارب قبل ان تفكر ميرديث بما سمعته . امير ، شعرت بالغضب ، بينما ادار ليسنزو المحرك وخرج من موقف سانت مارك وكأنه في سرعة قصوى . أمير ! تذكرت كيف رفع رجال القوارب قبعاتهم عندما مرّ بهم ليسنزو ، نعم ، انه أمير . حدقت بعينيها الزرقاوين الى وجه ليسنزو . الكبرياء واضح في كل ملامح شخصيته . فكرت بالطريقة التي يصدر فيها الاوامر ، وكيف حظي بالاحترام لمجرد وصوله الى فلورين ، ومع ذلك يقول انه عاش يتيما وقد ربته عائلة . كم هو أمر غريب . قالت بصوت عال طغى على صوت المحرك : " انت امير ! " نظر اليها بعينين غامضتين بعدها رسم ابتسامة باردة على شفتيه وقال : " نعم ، انا أمير . " بسرعة تمكن من ان يمر بين عدة قوارب . كان معطفه الجميل يعكس الواناً على وجهه الغاضب . لمحت ميرديث بريق خيوط الذهب في معطفه ، فكرت بحزن ، بالطبع ، ماذا يرتدي الامراء غير ذلك ؟ سألت بتعمد : " كم مزيد من الاسرار لديك بعد ؟ " تمتم : " الالاف . لحسن الحظ ان صاحب القارب لا يعرفها كلها . " قالت ترد عليه : " ليس هذا الموضوع للسخرية . انت تقودني الى مفترق خطر في حياتي ! وكلما اقتربت اكثر ، تهاجمني اسرارك . ما هو الامر المهم كي تخفي لقبك عني ؟ "
قناع من الخداع 131
" انني اكره المظاهر الخادعة . " قالت بعنف : " لن تحصل على ذلك مني . فالأمير ليس اكثر من لحم ودم كغيره من البشر . " تطلع اليها بعينيه الغامضتين ، مما جعل دقات قلبها تتسارع فكل ما فهي يجعلها تشعر بالاضطراب قالت لتخفي اضطرابها : " انني اتأثر بالناس ، وليس بالألقاب . " برم شفتيه مستفهماً ، وقال : " هذا ما فهمته . " " اذاً كل ذلك الكلام عن كونك فقير وانك عمت لساعات طوال كل يوم هو مجرد اقاويل ، تجعلني اشعر بالاسف نحوك ... " قال بسرعة : " انتظري لحظة ! لم يكن الامر مطلقاً . وهذه عي الحقيقة . لقد كانت عائلتي تعاني من الفقر المدقع طوال فترة شبابي ، والرخاء الذي تعيشه اليوم يعود الى مجهودنا القوي . اقسم لك . " قالت وقد خف غضبها ، فأي رجل يرق صوته عندما يذكر اسم عائلته لا يعقل ان يكون سيئاً : " اشرح لي ، لا بد ان هذه ستكون اغرب قصة للثراء السريع قد اسمعها في حياتي . " حرك نفسه ليتمكن من موازنة القارب ، وقال بقلق : " ردة فعلك مريحة ، حتى انه لا يثيرك الشكوك . " شعرت بالراحة ، لأنه لم يبد عليها الارتباك ، حتى ولو احست بالشك من لقبه ، ومنه ايضاً . فهو يقود القارب ، بقدرة قوية ، وهي متعجبة كيف يتحرك بين الالات المتحركة وعيناه تشعان بقوة . قالت تذكره بلطف : " لكنك لست أميراً حقيقياً ، فأنت لم تولد أمير . "
132 قناع من الخداع
ارتجف القارب بين يديه لأن المقود ضرب بمحرك السرعة . قال موافقاً : " نعم ، لم اولد أمير . كان علّي ان اتعلم كيف يتصرف الامراء . لق مرّ وقت طويل قبل ان أشعر ان اللقب اصبح من حقي . " برم شفتيه متذمراً : " لا احب ان يذكرني احد ان ليس هناك اية صلة دم بيني وبين عائلتي . " قالت : "انه لأمر جيد ان يتذكر الانسان حياته الاولى . كما وانك لم تفكر ابداً ان لدينا ذات الاصل المتواضع . لابد انهم فخورون جداً بك . هل هي عائلة قديمة ؟ " قال بصوت مليء بالكبرياء : " منذ القرن الثاني عشر . ولديهم دم صافٍ يكفي لحكم امبراطورية فينس بأكملها . كما ان اسم العائلة قد نقش في كتاب من ذهب ، وهو يعود الى القرون الوسطى ، وللأشراف فقط . " " انها حقاً قفزة متنوعة ، من ميتم الى المجتمعات الراقية . لا يعقل ان يكون الامر سهلاً منذ البداية . " تخيلت الطفل ليسنزو يقوم باستعراض في بيزا في معطف مذهب وحذاء لماع في سنة ، بعدها يجد نفسه يعيش حياة اسطورية في السنة التالية . " كنت صغيراً . يستطيع الاطفال التأقلم والتعلم بسرعة ، بينما يجد البالغون الامر صعباً . " قالت ببطء : " نعم ، لا بد ان التغيير صعب . " فكرت ، كيف يمكنها ان تكون غبية هكذا . فكل ما فيه يدل على مدى ثقته بنفسه ، وسيطرته على كل ما يقوم به . قالت بلطف : " اعتقد ان عائلتك التي حضنتك لم يكن لديها اطفال ، ولقد كانت بحاجة لمن يحمل اسم العائلة واللقب ، ولتمنع اي قريب من ... " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:08 pm | |
| قناع من الخداع 133
قال ليسنزو بسرعة : " نعم ، اراد والدي ان يرثه شخص يعرف جيداً فينس وتعلم ادارة الاعمال ، شخص يمكنه ان يستحق المركز . " قالت : " بكل هذه الاهمية ؟ " وشعرت بالهوة الواسعة بينهما . الان اصبحت تعرف لماذا كان يتحدث مع الكونتيسة . تنهدت بقلق : " نعم ، لدي المال والمركز والقوة . هل هذا يؤثر فيك ؟ " نظر اليها بعينين ماكرتين ، وشعرت على الفور بما يفكر به ، قال وقد خاب ظنه : " انك مثل الباقيات ، قد قمت بالقرار المناسب . " قالت بتوتر : " ما الذي تعنيه ، ليسنزو ، الى اين تأخذني ؟ اه ، ارجوك . لا تسبب الاذى لي ! " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:09 pm | |
| الفصل السابع
134 قناع من الخداع الفصل السابع
بهدوء تابع ليسنزو سيره ، موجهاً القارب الى الامام ومبتعداً من ساحة جيورجيو . اخذت ميرديث تنظر بقلق الى البحر امامها والى فينيس وراءها . الابراج القديمة والقصور العالية تترآى لها من بعيد من ضباب الصباح الكثيف . كان الهواء يتلاعب بشعر ليسنزو الاشقر ليبعده عن جبهته ويبرز التصميم القاسي في ملامح وجهه . زاد سرعة القارب اكثر واكثر ، ليمر بين جسرين من الخشب . اخذت الناس تلوح له وتصرخ ، كنه بدا وكأنه لم يلاحظ وجودهم . صرخت ، ما ان بدأ القارب يتأرجح بهما : " خفف السرعة ! ما الذي تفعله ؟ " بدا وكأنه يحاول ان يسيطر على غضبه . ومررت ميرديث يدها على شعرها الرطب ، وهي تفكر ما سبب تصرفه هذا . قال : " لو انني بكامل قواي العقلية ، لكان يجب ان ارميك في عرض البحر . " شعرت ميرديث بضعف في قدميها ، فقدت توازنها ، لكن ليسنزو اسرع ليمسك بها ، ويدفعها نحو مقعد القارب حتى تستعيد توازنها . همست : " انا لا اشكل اي تهديد ، اعتقد ان جدتي قد طلبت المال لأنها تعتقد انني املك الحق بذلك ، لكنها فعلت ذلك
قناع من الخداع 135
بسبب حبها ي وبسبب اليأس من شدة الفقر الذي نحياه ... رأيها بذلك تحقيقاً للعدالة . " قال وما زال الغموض يلف وجهه : " ما زلت مخلصة . " قالت وهي تتجنب نظراته المتفحصة : " قد كان عملها خاطئ ، لكن ابن عمي اصبح يعرف ذلك الان ، وربما انه ابن عمي ليوغو ، فهو الوريث الوحيد وانا لا اريد شيئاً . لقد انتهى الابتزاز ، يمكنه ان يتأكد من ذلك . " تمتم ليسنزو بالرغم عنه : " اتمنى لو ان الامر كذلك ! " قالت باصرار : " انه كذلك ! انه لا يستطيع ان يكرهني بسبب تصرفات جدتي بينما كل الذي اريده ، ان اشعر بالانتماء الى عائلة ، ومعرفة ان هناك اقارب لي . " شعرت بلمسة اطراف اصابعه على جبهتها ، فرفعت عينيها اليه ، وقال بصوت متأثر : " اذا كانت أمك بنصف جمالك ، وربما لديها نصف قدرتك على الاقناع ، استطيع ان افهم كيف كان لوالدك القدرة على التخلي عن كل شيء من اجل البقاء معها . " همست : " لا تقل هذا ، لا تغازلني ، تذكر كاترينا . " اوقف القارب بجانب احد الاعمدة ، ثم عاد الى ميرديث الحائرة لينظر اليها بتفكير . قال وهو يمسك وجهها بيديه : " أمر مثير ، قد اصبح لدي خيار الان . " ارتجفت عيناها بحذز لا يعقل ان يقصد الاختيار بينها وبين كاترينا . نظر الى البعد وتجهم وجهه ، ارتجفت ، خائفة من النظرة القاسية في عينيه . تنفست قائلة : " لا تقتلني ! ليس الان بعد ان اصبحت قريبة جداً من السعادة ... " لمعت عيناه من الغضب ، فابتعدت عنه بسرعة ، تنهد بعمق
136 قناع من الخداع
ليسيطر على غضبه لكن ظهرت عظام يديه لتظهر مدى انفعاله . رغم ذلك ابتسم وقال بنعومة : " انت تخافين مني ، لكن اسلافي توقفوا عن اغراق اعدائهم منذ زمن طويل ، انا استعمل وسائل مختلفة لأجعل الناس تفعل ما اريده . " عضت على شفتيها ، لقد كانت كالنعجة التي اصطادها الذئب . انه من فينيس وهو من سلالة حكمت العالم لقرون طويلة . " مثل ماذا ؟ " " اعتقد انك تعرفين . " شعرت وكأنها تجمدت . التقت عيناها الزرقاوان بعينيه الغامضتين ، لقد كانت نكرة ... مشكلة لا رغبة له فيها ، ماذا يريد ان يفعل بها ؟ حاولت ان تبتعد عنه ، كنه ضحك وهو يقترب منها اكثر . لقد كانا بمفردهما في ذلك الصباح . شعرت وكأنها سقطت في بحر من الثلج . على الرغم من مخاوفها ، رفعت رأسها بكبرياء ، ليتطاير شعرها الاحمر ثم قالت بقوة : " من الافضل ان تقول لي ماذا تريد . " همس : اريدك ، واريد كل شيء معك . " ارتجفت ميرديث من الصدمة ، قالت بيأس : " انت تعلم انه لا يمكنك الحصول علي ! " قال بثقة : " اعتقد اني استطيع . " ابتعدت عنه ، متضايقة من كبريائه الوقح انه يستطيع الحصول على كل ما يريده لأنه امير من فينيس . تذكرت كاترينا ، فقالت بغضب : " هل هكذا يستغلون الامراء سلطتهم ومراكزهم ؟ انك ترتدي كارستقراطي من القرن الثامن
قناع من الخداع 137
عشر ، فلا تتصرف مثله ! " لمعت عيناها وهي تتابع : " انت تتكلم عن قدرة الاختيار ! وانا اختار من أحب . لا رجل ولا أمير ، لديه الحرية في التقرير عني . كما ان كاترينا تحبك ... " " لا ، وأنا بالتأكيد لا احبها . مغفل من يفكر بها عندما يكون بقربك . " " لقد ... لقد تكلمت عن اتفاق بينكما ... ماذا كانت تقصد بذلك ؟ " قال : " هذا لا يعنيك . " قالت منذهلة : " انه زواج مدبر بينكما ؟ زواج بدون حب ؟ اه ، ليسنزو ، انت تخيب أملي ! " وتابعت برعب : " اذا كنت تريد المال ... " قال ساخراً : " ه تعرضين على اموالك ؟ " " انت تعلم ان لا مال لدي ... " ضحك ضحكة صغيرة : " لديك كنز صغير كما انك تملكين القناع والسفينة . " سألت متوترة : " ما الذي تقصده ، القناع والسفينة ؟ " قال ، وهو يراقب ردة فعلها بقوة : " انهما يساويان ثروة طائلة . " ابتسم ببرودة ، عندما رأى الصدمة على وجهها : " انهما من العصور الوسطى . فعائلة كورزيني كانت تتاجر بالذهب قرون طويلة . " قالت غاضبة : " لكن السفينة قد تغير لونها ، وانا اعتقد ان الذهب لا يتبدل ؟ " " معك حق ، لكن الالوان المختلفة التي في السفينة هي من جراء اضافة النحاس ، ليصبح لونها ذهبي احمر ، واضافوا | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:10 pm | |
| 138 قناع من الخداع
الحديد للون الازرق ، والفضة من اجل اللون الاخضر . كما ان القناع مغطى بورقة من الذهب ، انه غالي الثمن جداً . خذي هذه الاشياء وعودي الى بلادك . فلن تكوني بحاجة للعمل ثانية . " اضاف بنعومة : " سأوصلك في الحال الى المطار الان . " اتكأت على جدار القارب ، تفكر كيف ان ليسنزو سينفجر من الغضب لأنها وضعت القناع على وجهها ! نظرت الى الحقيبة ، حيث تضم شيئين تافهين ، وهو تؤمن انهما غاليين جداً ... فقط لأنهما يعودا الى والدها الحبيب . قات : " اريدهما . " ابتعد عنها ، فتابعت : " انهما لوالدي ، وهما كل ما أملكه من اغراضه . لكن ... ان كانا من حق العائلة ، فمهما تكن حاجتي لهما ، عليّ اعادتهما الى مكانهما الاصلي . " ادار ليسنزو وجهه اليها . فكر انه قد خاب أمله لأنها لن تعود الى ديارها ، وادركت وهي تشعر بخيبة أمل انها تريده ان يشعر بالسعادة لأنها لن تغادر . قال ، وصوته مليء بالضيق : " في هذه الحالة ، من الافضل ان نتابع . " شعرت بالراحة تتدفق فيها كأمواج البحر ، لقد قالت الكلام الصحيح . توقف ليسنزو عن الكلام ، وعاد لقيادة القارب نحو جزيرة جميلة امامها ، تشع كقطعة من الفضة خلال ضوء الشمس الخفيف من جراء الضباب القوي . ولشدة دهشتها ، ادار المقود نحو قناة تقود مباشرة الى الجزيرة ، وما ان بدأ يخفف من سرعة القارب حتى رأت اسماً محفوراً على احد الاعمدة " جزيرة كورزيني . "
قناع من الخداع 139
قالت وهي تشهق : " تملك عائلتي جزيرة ؟ " اوقف المحرك قبل ان يتكلم : " عندما كثرت أعمال كورزيني في صناعة الذهب في القرن الثالث عشر ، انتقلوا الى هنا خوفاً من خطر الهجوم عليهم وحرق منازلهم . " تابع قائلاً : " لقد فعلوا ذات الشيء مع مصنع الزجاج الذي اصبح في جزيرة ميرانو . " قالت متأثرة : " انني جزء من التاريخ . " بعيداً عنهما ، كان هناك صياد ، على بعد أميال منهما . اخذت ميرديث تحدق بالجزيرة ، ليس فيها الا قصر واحد يتعالى ببرجه الكبير . قال ليسنزو : " يعود بناء القصر الى القرن السادس عشر . " سألت بسعادة : " وكل العائلة تعيش هناك ؟ " " لا . " صمت لفترة قبل ان يقول : " اسكن فيه لوحدي . " " انت ؟ انت تعيش هناك ؟ لكنك ... قلت ... " اجتاحها رعب مخيف ، اوقفها عن متابعة الكلام ، تابعت ببرودة : " والان عد بي الى المدينة لن ابقى هنا في الجزيرة معك ! " قال بوضوح : " انها فرصتك الوحيدة لتتعرفي على عائلتك . عليك المضي بذلك . ستقابلين ابن عمك . اعدك بذلك . ما زالت أمه بحاجة الى المزيد من الاقناع . اخبريني الان ، لنفترض ان لديك الحق بأن ترثي الجزيرة والقصر ايضاً . ه تأخذين هذا الارث من ابن عمك ، الذي يعتقد انها كلها له ؟ " قالت بحزم : " لا ، ليس لي الحق بذلك . سأفعل ما اريد فعله الان ... الاتصال بالعائلة متمنية ان يرحب بي بينهم . " قال بصراحة غير مصدقاً : " ستبادلين كل هذا من اجل الحصول على ابن عم ؟ "
140 قناع من الخداع
ضحكت وقالت : " التعامل مع الناس اسهل من التعامل مع الحجارة والتاريخ ! كما وانني لا اعرف ماذا سأفعل بالقصر . " قال بخشونة : " يمكنك البدء بتغيير مفروشاته . " فكرت انه يقصد بذلك العمل المفضل للنساء ، ابتسمت كنها لم تقل شيئاً ، اخذ ليسنزو يقود على مهل كي يتوقف بدون اي ارتجاج . كان من الواضح انه يفعل ذلك كل يوم ، وهي تتخيل كم كانت الصدمة قوية عندما وصلته رسالتها وعم ان ابن انطونيو عائد ليحصل على ارثه . لابد ان وقعها كان كالكارثة ! انه أمر جيد انها فتاة ! لم يكن من الممكن ان تصل الى هنا كان ليسنزو منعها من ذلك بدون شك . رفع ذراعيه وهو لا يزال يبتسم من افكارها . وضعت يديها على كتفيه ، رفعها وكأنه لا يحم شيئاً . قال وهو يبتسم : "الامير وسندريلا . " اجابت ببساطة : " ليس هذه المرة . هؤلاء الاثنان كانا متزوجين . تذكر ذلك . " قال بضيق : " اتذكر . وعاشا بسعادة الى الابد . امسكي بيدي فالممرات غير آمنة . " سارا معاً بصمت يداً بيد . وضوء النهار الخافت يصل اليهما من بين الاشجار ، سمعت صوت العصافير تزقزق فرحة وتنساب مع صوت انحدار مياه عن بعد . تنهدت قائلة : " انها كالحلم ! انها الغابة في قصة الاميرة النائمة ! " " وصف رومانسي للغاية ، انها اسؤ من ذلك بكثير . "
قناع من الخداع 141
اسرعت ميرديث الخطى وراءه . كان يسير وكأنه فقد صبره . تحركت حيوانات صغيرة والعصافير من جراء وصولهما . قالت ، عندما رأت القصر بوضوح اكثر : " انه في حاجة ماسة لاعادة ترميم . " قال ، وهو يلمس بيده برقة جدران السياج : " الجدران بحاجة لاعادة ترميم كذلك السقوف يتسرب منها الماء عندما تمطر . " تنهدت بحزن : " لابد انه أمر مؤسف . ان يرى احد القصر يتهدم هكذا . " لم يجب ليسنزو لكنه وضع مفتاحاً كبيراً من الحديد في بوابة كبيرة . تقدمت امامه لتصل الى ارض رخامية ، نظيفة ومرتبة ، مع باقات من الازهار على الطاولات . رفعت رأسها لترى الشقوق في السقف ، لكنها رأت ابراج عالية تصل اليها عبر درج الخشب القوي ، وحفور بشكل لم تر مثله من قبل . شعرت بضيق قوي في صدرها فجلست على الفور فجأة على اقرب كرسي رأته امامها . قال متهجماً : " هل انت بخير ؟ " سيطرت على نفسها كي لا تنهمر دموعها ، قالت متلعثمة : " كان والدي يعيش هنا . انني في بيته ، أتعرف على جزء من ماضيه . انه احساس مقدس . هل تعلم كيف كان القصر انذاك ؟ " اجاب ، ووجهه جامد كالحجر : " كان مؤهلاً . لو انه بقي . لما وصل الى الحالة التي بها الان . " " لماذا تقول ذلك ؟ " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:19 pm | |
| 142 قناع من الخداع
رفع ذيل معطفه الطويل وجلس بجانبها ، اجابها : " لقد انهارت جميع الاعمال بسبب رحيل انطونيو . هل ترين ، هذا يعود الى الثقة ، الى كلمة الشرف التي يتعهد بها المرء تجاه عائلته . لم يكن لوغي ابداً بصحة جيدة ، وبذلك بدأت الاعمال تنهار واحدة تلو الاخرى ، خاصة عندما مات . " لفظ الكلمات الاخيرة ولفت وجهه مرارة قوية . سألت ميرديث ب هدوء : " ما هي علاقتك بهذه العائلة ؟ انك تكن لهم الكثير من المشاعر ... " قال مقاطعاً وبحدة : " لقد عاملوني بطريقة جيدة . " قالت بروية ، مقررة ان لا تضغط عليه اكثر : " انني اسفة ، اسفة حقاً . " لابد انهم ساعدوه عندما تعرض لأزمة ما . قال : " تعالي الى مكتبي ، سأصنع بعض القهوة . " كانت تلك الغرفة ، مؤهلة ... نظيفة ، جدرانها مغطاة باللوحات القديمة والجميلة . وعلى طاولة قديمة رأت كومبيوتر ، آلة فاكس وآلة تصوير . سألت ميرديث ، وهي تنظر الى احدى اللوحات باهتمام : " من هي هذه المرأة في الصورة ؟ " رفع ليسنزو نظره عن وعاء القهوة بحذر : " انها جدتك . " قالت : " انها شقراء الشعر ، مثلك ! " قال بسخرية : " اجدادك القدماء تركوا الكثير من الوقائع لتأكيد قوتهم . " ضحكت وهي تقول : " اتمنى لو انني استطيع المساعدة بطريقة ما ، انني ارغب في وضع كل ما املك في اصلاح هذه المقاطعة ، لكنني اعلم ان ذك سيبدو كنقطة ماء في محيط . " قال ورائحة القهوة الشهية تصل اليها : " اي عرض غريب . "
قناع من الخداع 143
اجابت بحزن : " سأفعل اي شيء لمساعدة عائلتي . " " اي شيء ؟ " استدارت لمواجهته . كان ينظر الى الاسفل ، لكنها لاحظت توتر اعصابه من ارتجاف يديه واصطكاك اسنانه . سألت برقة : " ما الامر ، ليسنزو ؟ اخبرني . " قال بقسوة : " اتمنى لو انك ترحلين ! قبل ان تتأذي . " همست ، وهي تشعر بالرعب : " ما الذي تخبئه لي ؟ " قال بصوت منخفض : " يمكنني ان اجعلك تعيسة جداً . اعطيك الفرصة كي تهربي . الفرصة الاخيرة . " قال كلامه بكل صدق . وانها كانت تثقل ضميره . قالت وهي تصرخ : " قل بصراحة ، ليسنزو ، دعني افهم كل هذا الغموض الذي يحيط كورزيني ، متى سيأتي الى هنا ؟ " قال بحزن : " سيكون هنا في احتفال العائلة بعد عدة ايام . " " وانا كذلك . " " اجلسي . " اشار الى احد الكراسي المريحة ، فجلست على الوسائد الوثيرة ، تراقبه باهتمام ، وهي ترتجف مما يخفيه عنها . احضر على صينية فضية فناجين من القهوة الصينية الصنع ، وجلس امامها . قالت بيأس : " اكره الغموض . " قال بهدوء : " حافظي على هدوئك . يجب ان تسمحي لي التصرف . هذه الحفلة ... لقد قمت بأعمال شاقة جداً للحصول على بعض الوقت لأمضيه معك . هل تساعدينني ؟ " شعرت بالغضب ، لأنه لا يزال يراوغ . سألت ، وهي تشعر
144 قناع من الخداع
بخيبة أمل لأنه لم يضع ثقته بها بعد : " كيف ؟ " وتابعت لنفسها انه دائماً يدور حول الموضوع . قال : " ساعديني بالتنظيم لهذه الحفلة . " تفاجأت ، لكنها شعرت بالسعادة ، فهو بحاجة اليها ، في النهاية . تابع قائلاً : " لا اتوقع منك ان تفهمي الان ، لكن هذا يعني ك شيء لي ، ميرديث . " تابع بفرح : " سعادتي ستتوقف عليها . سيكون هناك ضيوف من كل مكان ميلانو ، بولونيا ، روما ... ساعديني في تنظيم وترتيب كل شيء ، سيسعد أقاربك عندما يعلمون بتعاونك . " قالت وهي تحاول ان تضحك : " اشعر بالتوتر منذ الان ، من فكرة اللقاء بهم . " " ستكونون جميعاً غرباء ، ن جميع من في الحفل سيضع قناعاً على وجهه . سيكون ذلك في يوم الثلاثاء ، مارتيدا غراسو ، الليلة الاخيرة في الكرنفال ، يمكنك ان تفرحي ، وتبقي على طبيعتك كما وانك ن تعرفي ابداً مع من تتكلمين . " " لغتي ستعرف عني على الفور ... " " سيكون هناك ضيوف كثيرين من انكترا ايضاً . ستكون حفلة رائعة . موسيقى ، طعام ، رقص ... " قالت : " لقد دبرت كل شيء . " اقترب منها ، ليمسك بضفيرة شعرها ويلفها على اصبعه ، قال وهو يهمس : " سنحطم كل العراقيل التي وضعتها ام كورزيني . " تابع واعداً وهو ينظر بحب الى وجهها المشع : " كل الذي سيعرفونه انني اقدم شريكة لي لا تقاوم ، وسيقنعون بك تماماً كما حدث لي . " ساد الصمت بينهما ، فلقد شعرت ميرديث وكأنها تجمدت
قناع من الخداع 145
من مجرد التفكير فيما قاله : " اه ، ليسنزو ، انت لا تعني ... " تمتم ، وهو يجثو امامها ويمسك بيديها بعاطفة : " انني احبك بجنون . انك تحدٍ كبير . لم اقابل يوماً بحياتي فتاة مثلك . فأنت لا تعرفين الانانية وتهتمين للآخرين اكثر مما تهتمين بنفسك . " ابتسم لنفسه : " انك نقية كالذهب ، حتى انك تشعين مثله . لا شيء قادر على افسادك . انك مثالية . " اخذ يقبل اصابع يديها ، واحداً تلو الاخر ، بينما اخذت ميرديث تحدق به بيأس ، فهي تعلم انها تحبه ، احست بألم قوي وهي تفكر بكاترينا : " ارجوك لا ، ماذا عن ... " وضع اصبعه على شفتيها ، وعيناه تحذرانها بأن لا تتابع ما تقوله . سألها بلطف : " انت لا تريدينني ان اتزوج من دون حب ، اليس كذلك ؟ لقد تعارفنا منذ فترة قصيرة جداً ، لكنني اشعر بأنني اعرفك من اي شخص آخر . ه تشعرين بنفسي الشعور نحوي ؟ " تنهدت ميرديث بيأس . وقالت بحزن : " اه ، ليسنزو . " وقف وأخذ يسير بالغرفة ذهاباً واياباً ، نظر اليها ليسأل باهتمام : " هل تساعدينني في تنظيم الحفلة ؟ " أجابت وهي تشعر بالارتباك والغموض : " اذا كنت تريد ذلك ؟ " قال وابتسامة مشعة تلمع على وجهه : " شكراً لك ، ربما علينا ان نتناول الغداء الان ؟ " قالت متلعثمة : " الغداء ؟ " قال بنعومة : " انت لا تعرفين الكثير عن الرجال ، اليس كذلك ؟ انني احاول ان اسيطر على نفسي . " فكرت بالبقاء بمفردها معه ، وعلمت انها لا تستطيع ، فهي | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:20 pm | |
| 146 قناع من الخداع
بريئة وتكن له الكثير من العاطفة . قرأ الحقيقة في عينيها ، فتقدم خطوة نحوها . قالت بسرعة : " الغذاء . " توقف ليسنزو على الفور ، وقال : " نعم ، ميرديث . " لكن كان هناك ابتسامة مخيفة على وجهه الغامض ، فشعرت بالحيرة والقلق من مقصده ، فهي تشعر من داخل قلبها انها لا يمكنها مطلقاً الوثوق به .
*** قال مقترحاً بعد ان انتهيا من تناول الغذاء : " تعالي واختاري ثوباً يناسبك للحفلة . " بدا الأمر بريئاً وعادياً جداً . لكن عندما فتح باب الغرفة في الطابق العلوي ورأت بنطالاً وروب حريري على احدى الكراسي حتى علمت انها غرفته . قالت مترددة : " يجب ان لا ادخل . " نظر اليها وضحك : " ميرديث ! كل مكان في القصر هو مثل الآخر ، في المطبخ ، على الدرج ، او في غرفتي . " ابتسمت بقلق : " كلامك غير منطقي . " قال بفرح : " على العكس انه منطقي جداً . " امسك بيدها وقادها الى خزانة حديدية كبيرة ليفتح احد الصناديق بداخلها . قالت : " انها رائعة . " وامسكت بأصابعها الرقيقة القماش الناعم بينما كان يمسك بعدة فساتين مميزة لتختار من بينهم القماش الفاخر للتنانير جعلها تتمنى لو تستطيع ان ترتدي كل هذه الفساتين ، وحتى معاطف الرجال المميزة . قال موافقاً : " لا يتم انجاز الثياب بذات الطريقة في هذه
قناع من الخداع 147
الايام . " وهو يرفع بيده ثوباً نادراً من عهد الملكة فيكتوريا . رفعت يدها بسرعة : " هل تقصد ان هذه الثياب هي الاصلية ؟ " وهي تشعر بالخوف من افساد الثياب . قال : " بالطبع ، انظري . " وامسك ثوباً مطرزاً وتابع : " اللون الاخضر مذهل عليكِ . " قالت ، وهي تهز رأسها مترددة : " لا ، لا استطيع . هذه الثياب يجب ان توضع في متحف ، ليسنزو . فبدون العناية الكافية ستتمزق هذه الفساتين الى اشلاء . " " ما رأيك بهذه ؟ لقد صنعت من اجل كرنفلات احدث عهداً . هذا الثوب ، مثلاً . " ابتسمت وهي تنظر الى فستان بلون الزفير الازرق ولديه تنورة واسعة ، بينما قماشه من الدانتيل والحرير المطرز ، كذلك اكمامه الضيقة مطرزة باللؤلؤ والخيوط الفضية وقد طرزت بشكل يناسب الزهور على التنورة . احست وكأنه فستان لسندريلا بدون شك . رفعت القماش الناعم الى خدها ، وهي تغمض عينيها كالحلم . قال بصوت ناعم : " اختيار الفستان لا يكفي . احب ان اراك ترتدينه . " عمت انه من الخطر ان تفعل ذلك ، فقالت : " ربما ... من الافضل ... ان اختار زياً رسمياً اكثر ؟ " سخرت عينا ليسنزو من جبنها . وامسك بالثوب ليقربه منها وقال : " اذا كان هناك ثوب يناسبك ، فها هو . " قالت : " اريد العودة الان الى فينيس . " سار ليسنزو امامها ، فسارت وراءه ببطء ، وصل الى امام الباب الخارجي ، وهناك توقف . ما ان وصلت الى اعلى الدرج حتى قالت : " من الافضل ان نسرع ! "
148 قناع من الخداع
اجاب من دون ان يتحرك من مكانه : " لا يمكننا الذهاب في هذا الطقس . " قالت ، وهي تضع يديها على وسطها : " ماذا ؟ علّي الذهاب لا استطيع البقاء هنا معك . " تمتم بقسوة : " لا اعتقد انني أريد البقاء هنا ايضاً ، لكن لا خيار لدي . انظري تباً ضباب . انه يتكثف ليعزل الجزيرة عزلاً مطلقاً . " شعرت بالخوف من كلامه ، وقالت : " لابد انه ليس سيئاً بجانب القارب . " وتابعت سيرها نحو الممر . قبل ان تسير مسافة اطول ، علمت ان الضباب قوي جداً . حتى انه يخفي كل شيء . حدقت بيأس وخوف في الفراغ امامها وصرخت وهي تشعر بالتهديد من الوقوع اذا تابعت تقدمها : " ليسنزو . " قال بحدة : " اهدئي . انني هنا انت ترين كم ان الضباب كثيف ، اليس كذلك ؟ " سألت بمرارة : " هذا أمر مخيف . هل لديك اين نوع من الاتصال معرفة الطقس ؟ " قال : " من المفترض ان تكوني آنسة الاشراق الدائم . فبددي هذا الضباب . " استدار ليعود الى القصر ، فسارت وراءه ، وهي لا تريد ان تبقى بمفردها حيث ان الطيور قد اختفت ايضاً من الضباب . سألت : " انت غاضب ؟ " تنهد قائلاً : " لا . نعم . اه ، ليس منك . انني غاضب من نفسي ، ومن الضباب ومن كل عائلة كورزيني . الواجب والعمل ! فقط لمرة واحدة احب ان اقوم بما اريده وبما اختاره . " اغلق الباب وراءهما بقوة ، ثم التفت اليها بوجه يلمع من الغضب : " والان ... ماذا سنفعل ؟ "
| |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:22 pm | |
| قناع من الخداع 149
الفصل الثامن
في آخر الامر ، وبعد مضى وقت طويل من الصمت في المطبخ وهما يشربان القهوة ، بدأ العمل بتنظيم الحفلة . نسيت ميرديث نفسها بالعمل ، وساد جو من الهدوء بينهما لكن مع ذلك كلما سمعته يضحك كانت تشعر بألم عميق في صدرها . بعد ذلك ، تجولا معاً في القصر واخبرها عن كل ما يحتاجه من ترميم واصلاح ، وتخيلت والدها هناك ، يتزحلق على الدرج ، او في قاعة الاحتفال ، وشعرت بعاطفة قوية نحو المكان تزحف اليها كالضباب الداكن في الخارج . اشعل ليسنزو ناراً في المدفأة المصنوعة في القرون الوسطى ، وجلسا بجانبها يتدفآن . بينما كان الضباب يلف المكان . قالت وهي تنظر الى الخارج : " يبدو كأن الضباب يريد الدخول . " قال بنعومة : " لا ألومه على ذلك ، فكل ما هو جميل هنا . " استدار ينظر اليها ، والابتسامة الناعمة على وجهه جعلت قلبها ينبض بسرعة ، رأى ذلك ... بطريقة ما ... لم تدر كيف ، لأنه تابع بصوت ناعم كالعسل : " ميرديث ، انني مجنون بك . " احست من كلامه بألم في قلبها ، فهي تحبه بدون شك ، لكنه لن يعرف ذلك لأنه يملك قوة عليها جعلها ضعيفة امامه . قالت : " لا تكمل ... "
150 قناع من الخداع
قال بنعومة ، وعيناه تراقبانها بقوة : " انني احتاج اليك ، هل تحبينني ؟ " هزت رأسها موافقة ، امسك بها وابتسم برقة : " قوليها لي ، احب ان اسمعك تقولينها ، تيامو . " همست : " احبك ، ليستزو ، احبك ، تيامو . " نهض على الفور ، وقال : " سيكون هناك مفاجأة لك في الحفلة . عمت مساء ، وليلة سعيدة . " وغادر الى غرفته . بقيت جالسة بدون حراك لفترة طويلة ، تحدق بألسنة النار ، وهي مشتتة الافكار . حدس ما جعلها تشعر انه يخطط لأمر ما وهذا الامر لا يعجبها . ارتجفت من مجرد التفكير بذلك . بقى الضباب يل الجزيرة ويعزلهما عن العالم لليوم التالي . سألت : " هل اتصلت بعمال التنظيفات ؟ " وهي تنظر الى القائمة التي وضعتها ، كانت تخطط ، وهو يتصل . فكرت بأسى انهما يعملان بطريقة جيدة معاً . قال : " نعم ، كذلك المصممين لتزيين القاعات سيأتون غداً ... اذا سمح لهم الضباب ... لتعليق الستائر . " قالت وهي تضع اشارة على الورقة : " حسناً ، هل سيحضر الذين يهتمون بالحديقة بعد الظهر ؟ " تمتم : " الا نستطيع تناول الغذاء الان ؟ " بقيت ميرديث تنظر اليه بقوة فتابع ضاحكاً : " وانا اعتقدت انك لطيفة وحنونة . " ارادت ان تضمه اليها ، بينما قال متذمراً : " سأموت من الجوع هنا . " قالت بحزم : " سننتهي من عملنا اولاً . هكذا يجب ان تتم الاعمال ، لن اسمح باللهو . "
قناع من الخداع 151
قال بهدوء : " اذن من الافضل ان تضعي غطاء على وجهك ، لانني ارغب في تقبيل تلك النظرة في عينيك . " اغمضت عينيها ، محاولة ان تخفي شوقها اليه . وقالت : " ارجوك ليسنزو ، احد منا عليه ان يكون منطقياً . " قال بصوت اجش : " لأول مرة في حياتي ، لن اكون انا . " قالت باهتمام : " لقد عملت بجد لتصل الى ما انت عليه ، اليس كذلك ؟ " وقف واخذ يسير وهو يقول : " كل الاطفال كانت تخرج للعب بينما كنت امضي كل اوقاتي في العمل والدرس . كنت اعلم ان علّي ان اكون ممتازاً في كل شيء لأتمكن من انقاذ عائلتي من المشاكل المادية التي مرت بها . ولقد اقسمت ان اخوتي لن يحتاجوا لشيء ابداً . " قالت بفرح : " لم تقل لي مرة ان لك اخوة . " ابتسم بلطف : " اخوتي في الدم . لقد حضنتنا العائلة جميعاً . سيكونون في الحفلة . " قالت : " اخبرني عنهم ، ارغب في لقاء عائلتك كما ارغب في لقاء عائلتي . " ضحك : " هذا ما سيحدث !! ريزي يعمل في الارض ، وفونزي يهتم بالخيول . " تأثرت ميرديث بملامح وجهه وهو يتكلم عنهم : " انك تحبهم كثيراً . " " اواجه الموت في سبيلهم . " شعرت بحرارة شفتيه على راحة يدها . تابع بنعومة : " ان قلبك يخفق بقوة كقلبي تماماً ، انك تحبينني حقاً ، اليس كذلك عزيزتي ؟ " همست : " نعم ، احبك . " لكنها تابعت : " ليسنزو ، هناك الكثير من العمل علينا القيام به ! "
152 قناع من الخداع
قال بشيء من الندم : " عمال الحديقة . علّي ان اطلب منهم ان يقطعوا الكثير من الازهار لكي يصبح الممر اكبر ولكي لا تتمزق فساتين النساء بالاشواك . ان وجهك جميل جداً ، افكر في اجد لك قناعاً كي اتمكن من تمضية النهار . كما انني طلبت منهم ان يحضروا قارب مليء بزهور الغاردينيا . " قالت بدهشة : " لينزو ، ازهار الغاردينيا تكلف ثروة ! " " نعم ، كذلك عينيك ... " قالت محذرة : " لا تقل ذلك ّ! انك غير معقول ! اخبرني ... هذه الحفلة مهمة لك ، اليس كذلك ؟ " ظهر الحزن جلياً على وجهه وقال : " مهمة لي ولك معاً . " ولم يشرح لها ماذا يقصد بذلك ، مهما حاولت واصرت على ذلك . *** ارتفع الضباب وامتلأ القصر بعدد كبير من العمال ، بعضهم يتحدث الانكليزية ولقد وصلوا جميعاً بسبب انتظارهم لتحسن حالة الطقس . وجدت ميرديث لنفسها مترجم ... اين الطاهي ... ولقد اصبح لا يفارقها كظلها . قال ليسنزو وهو يبتسم : " انك تجدين اعمالك ، انك رائعة . " تنشقت عطره الفاخر متعمدة ان لا تنظر اليه وقالت : " انني اطير كالعصفورة . انه لعمل رائع ، ان ترى القصر تدب فيه الحياة ثانية . اتمنى لو ان لدي المال لاساعد ابن عمي على ترميمه . " قال وهو يبتعد : " فكرة جيدة . ما الذي ... " ثم التفت يتحدث الى المسؤول بلغة ايطالية . " باستا . باستا . " صرخ مدير الاعمال باهتمام ، محاولا ان يمنه ليسنزو من تحرك الطاولات . | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:23 pm | |
| قناع من الخداع 153
قال الولد الذي يعمل في المطبخ : " انه يقول له لينتبه على الطاولات . " تمتمت ميرديث : " لقد فهمت ذلك . " واستدارت نحو ليسنزو لتتابع : " ما الذي تريد القيام به . " قال بهدوء : " اريد نقل الطاولات الى هناك ، تعالي وانظري . " اقترب ليسنزو منها ، امسك ذراعها وشدها الى مدخل قاعة الرقص وقال : " انظري الى هذا المنظر . " قالت : " مدهش . " وهي تراقب البرادي الحمراء المطرزة بالذهب بينما كان بعض العمال يضعن الشموع على الجدران وآخرون يعملون على تعليق بالونات حمراء وذهبية اللون على مداخل القاعات . بدا الأمر وكأنه احتفال كبير . قالت تحدث ماريو الصغير : " تحتاج الى الكثير من الماء هنا . " قال ليسنزو غاضباً : " انتبهي لما اقوله ! لا اريد ان يرى الضيوف هذه القاعة الا بعد ان ينتهوا من تناول الطعام . دعيهم يأكلون اولاً ، ثم لدهشتهم لاحقاً بما تفعلينه . لا تدعيهم يرون كل شيء منذ البداية . " تابع وهو يبتسم : " كل شيء في وقته . " قالت بتحدٍ : " هذا ما تبدو عليه ، لكن اذا اغلقت هذه الابواب لن يتمكن احد من سماع الموسيقى الى قاعة الطعام . " " سيسمعون . لأننا سنحضر فرقتين للعزف . سيتمكن ضيوفنا من التسلية وسماع فيفالدي وهم يتناولون طعامهم . وفي الوقت المناسب ستفتح ابواب قاعة الرقص ، حيث سيذهل الجميع بشموعها المضاءة . "
154 قناع من الخداع
ضحكت وقالت : " يبدو الامر رائعاً ، سنعمل على تغيير مكان الطاولات . " لتتمكن من القيام بذلك وضعت يدها برقة على ذراع مدير الاعمال بينما كان الولد يترجم ما طلبته . عندما ظهر على الرجل الضيق ، نظرت اليه مستنكراً . لكنها ابتسمت له مواسية ، فأمر كل العمال على تغيير مكان الطاولات . قال ليسنزو معلقاً : " نظرت اليه بطريقة لا يمكنه ان يرفض ، لا عجب ان الجميع يبتسم وهو يعمل هنا . كنت اتوقع ان يكون المكان مليئاً بالفوضى ... وعلى العكس ، ارى انه واحة للسلام والهدوء . يمكنك بسهولة ادارة قصر مثل هذا . " إصطبغ وجهها باللون الاحمر من مديحه ، سعيدة ان تتمكن من انجاح هذه الحفلة . قالت بنعومة : " تعلمت تنظيم الحفلات من والدي ، حتى عندما كنت صغيرة كنت ادور حوله واساعده ، تماماً مثل ماريو هنا . " قالت ذلك وهي تضع يديها على كتفي الولد الصغير وتضمه اليها . بدا على الولد السعادة والفخر وحاول ان يلفظ كلمة علمته اياها , تجنب كل من ليسنزو وميرديث الضحك كي لا يشعرانه بالحرج . قال ليسنزو مفكراً : " انك تجيدين التعامل مع كل انواع الناس ، والناس تحب ان تعمل معك ، فأوامرك واضحة ومنطقية كما انك تلفظينها بمحبة وتواضع ، ولديك حماس قوي لكل ما تقومين به . " قالت مازحة : " انك تجاملني . " وهي تشعر بالقلق انه لا يقصد حقاً ما يقوله . لكنها تابعت : " والان ابتعد عن طريقي ، اذهب وتابع عملك . "
قناع من الخداع 155
قال : " هل استحق ان اقبل الاميرة النائمة ان فعلت ؟ اعتقد هذا ما يفعله الناس في حياتهم . " قالت وهي تضحك : " لما لا ؟ عندما اتعرف على اسرارك المخفية ؟ " حدق بها بارتباك للحظة واستدار ، جلست ميرديث وقد شعرت بالألم . الاسرار . احست برجفة في جسمها . انه يورطها في قضية تثقل ضميره . بقى طوال فترة بعد الظهر يتجنب رؤيتها ، وهي تزداد توتراً . كانت تشعر وكأن فراغ دامس سيقضى على سعادتها ، على الرغم من كل الجهود المثمرة التي كان يقوم بها العمال . نهار الثلاثاء المنتظر ، تطلعت ميرديث الى الزينة والعمل الذي قامت به بفخر . وعندما استدارت لتصعد الدرج لتهيء نفسها ، رأت ليسنزو يتكأ على احد الأعمدة ، يراقبها من مسافة قصيرة . ومهما كان يخطط له ، لم يعد يعنيها . فهي تحبه كثيراً . قالت بهدوء : " انني اشعر بسعادة لم احظ بها منذ سنين . هذا كان منزل والدي ، وانني من عائلة كورزيني ، اذا كنت سأعيش قصة كالحلم ، فلا بد انها هي . " قال بصوت اجش : " اذهبي وغيري ملابسك ، الليلة ستكونين اميرتي . " نظرا الى بعضهما ، وشعرت انه من الصعب عليها التصديق انه قد تورط بأمر سيء . ومع ذلك ، قالت بتعلثم : " ماذا سيحدث ايضاً ؟ " قال بصوت منخفض : " ستكشفين صدق مشاعري نحوك . "
156 قناع من الخداع
" يبدو الامر خطيراً . " قال ، وعيناه تلمعان بشدة : " اريدك ، واريد كل شيء . تحلي بالصبر ، حبيبتي . " ابتسم قليلاً وتابع : " هذه الليلة سننزع القناع ، لن اختبأ وراء الخداع بعد الان . " قالت بصوت مرتجف : " اتمنى ان لا تتحول من أمير الى ضفدعة . " " يمكنك تقبيلي لتعلمي . " " لا ، من الافضل ان اصعد وابدل ملابسي . " سارت مبتعدة وهي تسمع ضحكته متوترة وقلقة . اندفعت بسرعة لتنزع الستار وتنظر الى ضوء النجوم . كان الممر يلمح تحت الضوء الخافت الذي يخفي الغابة وراءه . اخذ صوت الموسيقى ينبعث بهدوء بينما بدأ الضيوف بالتوافد ، يتحدثون ويعبرون عن اعجابهم بما يرونه . بالكاد استطاعت ان ترتدي ثوبها . فلقد كانت اصابعها ترتجف من التوتر ، ربما لا تريد ان تعرف الحقيقة ربما لا تريد ان تتعرف لعلى عائلتها . ربما ... " ميرديث ! هل انتهيت ؟ " " نعم . " قال ليسنزو بحدة : " انهم بحاجة لك ! " شعرت بألم شديد ، وقالت : " بعد لحظة ! " " الان . " وفتح الباب على الفور لترى ليسنزو بكامل اناقته ، مرتدياً معطفاً مطرزاً بخيوط من الذهب ، ربطة عنقه الجميلة تناسب لونه البرونزي . ردد قائلا : " الان . " قالت بصوت ضعيف : " انني خائفة . " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:24 pm | |
| قناع من الخداع 157
قال غير مصدق : " لقد عملت على تنظيم حفلة لمئات الاشخاص ، وتشعرين بالخوف ؟ ضعي القناع ، وستشعرين بالراحة ، تبدين رائعة . " تابع برقة اكثر : " لن يكون هناك أحد بجمالك . " ابتسمت بخجل : " شكراً . " تمتم : " ابتسامتك تنير كل الغرفة ، اذا ضعفت الانوار ، سأدعك تقفين في وسط القاعة لتنيري علينا وسنرقص جميعنا حولك . " ضحكت ، وقلبها يخفق بقوة : " احمق ! " " هذا افضل ، فقط ابقي على طبيعتك . ولن يتمكن احد الا من الاعجاب بك . " امسك بقناعه وتابع : " ضعي هذا لي . " اقتربت منه ، لكنه امسك يدها ، وانحنى قليلا ، ليقبلها . قال ببساطة : " شكراً لك . " قالت بفرح : " اهلاً . " اخذت منه القناع ووضعته برقة على وجهه وربطت الاشرطة بعناية ، وضع قبعته فوق الشعر المستعار . قالت : " سألحق بك على الفور . " ترددت قليلا ثم امسكت بذراعه لتوقفه ، وقفن على رؤوس اصابعها وقبلت قناعه . قال متذمرا : " هذا القناع سيفسد اسلوبي . " ابتسمت ودفعته للخروج . شعرت بالامتنان لأنها ارتدت ثوبها باكراً . فوجوده بقربها يزيد من توترها . مع ذلك ما زالت تخاف كثيراً من الساعات القادمة . زرعت الغرفة ذهاباً واياباً ، منتظرة حتى تمتلئ القاعة بالضيوف ، كانت تسمع الموسيقى الناعمة عندما بدأت تخطو نحو الدرج . كادت ان تسرع بالهرب عندما لاحظت ان كل من في القاعة قد التفت اليها .
158 قناع من الخداع
اسرع ليسنزو اليها من بين الحشد مجتازاً درجتين في الخطوة الواحدة ، لأنه شعر بتوترها . قال ضاحكاً : " تابعي الى آخر الدرج وستحصلين على القلب الارجواني . " قالت وهي تتنفس بعمق : " سأصل الى الردهة ، آه ، انظر الى تلك الاثواب الرائعة ! " قال مشجعاً إياها : " اين هي الاثواب التي تقارن بأزياء كورزيني ؟ تذكري ، وراء هذا القناع ، لن يعلم احد اذا كنت قلقة . " ضغط قليلاً على يدها ، وتابع بسرعة : " من اجلي ، افعلي ذلك لأنك تحبينني ز " ببطء استدارت برأسها نحوه ولمعت عيناها وهي تقول له : " بالطبع . " رفعت تنورتها وسارت ببطء ، رافعة رأسها ، وكأنها تقوم بدور السندريلا في حفلتها الأولى ، محاولة ان لا تقوم بحركة مفاجئة تحرك حبات اللؤلؤ على الشعر المستعار . اسرع الرجال نحوها ، حتى انها اصبحت في وسطهم ما ان خطت الدرجة الاخيرة . شعرت بأن ليسنزو ترك يدها ضمن الحشد . فنظرت الى ازياء الرجال واقنعتهم ، واخذت تصغي الى كلامهم من غير ان تتفوه بكلمة . سارو بجانبها حتى وصلت الى كنبة واسعة فجلس حولها بعضهم ، بينما ذهب البعض الاخر ليحضر الطعام والشراب . " اتسمحين ؟ " نظرت نحو الصوت باهتمام ، بينما اخذ المصور لها صورة . وانحنى بعض الحضور لها باحترام ، ومع ذلك بقيت صامتة ، حتى عندما احضر لها احد الخدم كوباً من الشراب .
قناع من الخداع 159
اقترب شخص آخر فقد نزع قبعته ذات الريش وانحنى لها باحترام قائلا : " اميرتي . " احنت رأسها قليلاً اليه وتابعت احتساء الشراب . امسك الرجل بيدها ، ثم اخذ يتفحصها وقال ضاحكاً . " انت بريطانية ؟ " ضحكت وهي تنظر الى يدها : " اه ، نعم ! هل هذا مكتوب على يدي ؟ " " انني ماهر في معرفة النساء من خلال ايديهن . اولا اعتقدت انك ايرلندية ، فبشرتك ساطعة البياض . وانت حمراء الشعر ، اليس كذلك ، اميرتي ؟ " قالت بحزن : " نعم ز " وتابعت بحرارة الى الشباب الذين احضروا لها الطعام : " شكراً لكم ، انني لست متأكدة كيف سأتمكن من تناول الطعام . هل تعتقد انني اتمكن من تمرير الشوكة تحت قناعي ؟ " سمعت صوتا مألوفاً لديها يقول : " ابتعد ، ريزي ، اذا كان احد سيقوم بإطعام السندريلا ، فهو انا . " " سينزو ، ايها البخيل الكبير ! انت تقوم حقاً بدور الاخ الكبير ... " تمتم ليسنزو : " كاترينا في القاعة الاخرى . " " حبيبتي ؟ الف شكر ! " ولمس ذراع ليسنزو بامتنان واختفى بين الحشد . همست ، وهي تشعر بالسعادة : " هذا ريزي ، انه لطيف ، هل هو وكاترينا حبيبين ؟ " " هس ، انه ما زال سراً حتى هذه اللحظة . " شعرت بأن عبء ثقيلاً قد انزاح عن كاهلها . كاترينا هي
160 قناع من الخداع
فتاة ريزي ، وليست مرتبطة بزواج مدبر مع ليسنزو . قالت متسائلة : " كنت قاس جداً معها . " قال ليسنزو بلطف : " علي ان اكون كذلك ، انها شابة وثرية جداً ، واهلها لا يوافقون على ريزي لأنه لا يحمل دماً نبيلاً ، عرضت ان اتقدم لها وهكذا تستطيع مقابلة ريزي سراً . ولم يستطع اهلها معارضتي . " قالت بقلق : " اه ، لكن سيخرجان معاً في العلن بعد الاحيان . " قال مازحاً : " مهلك ميرديث ، هذا ما قلته لكاترينا عندما غادرت . اما ان تكون لديها الشجاعة لمواجهة اهلها او انها غير مناسبة لأخي . " قالت معترضة : " هذا أمر قاس . " هز كتفيه وقال : " نساء عائلتي يجب ان يكن كذلك . عليك الحصول على ما تريدينه في هذه الحياة . " ضحك وهو ينظر في عينيها ، مدّ ذراعه واخذ صحناً من اللازنيا بالبندق ، من غير ان يبعد نظره عنها ، قال : " افتحي فمك ، ميرديث . " كان القناع يظهره مخادعاً ، شعرت فجأة انها مع ليسنزو كمن يلعب بالنار . لقد درب نفسه على ان يكون متشبثاً برأيه ، يشق طريقه مهما كلفه الامر . سيرميها جانباً اذا لم توافق على مخططاته . ارتجفت من رأسها حتى أخمص قدميها ، ولأنها كانت تشعر بالجوع ، كانت تطيعه وهي تشعر بالاحراج ، لأنه جلس على الارض بقربها مع تحديق الضيوف به . همست : " ستتكلم الناس علينا . " قال بهدوء : " بالطبع سيفعلون . " واخذ يأكل من صحنها ثم يمسك بصحن جديد . | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:25 pm | |
| قناع من الخداع 161
قالت غاضبة : " ما الذي تنوي عليه ؟ " متمنية لو انها تستطيع رؤية وجهه . فليس هناك فائدة ولو ارتدى الرجال الاقنعة . تمتم : " سأحضر لك الصحن الثالث من المقبلات ، جربي هذا ، انه رائع . " قالت موافقة ، محاولة ان تحتفظ بهدوئها : " امبروزيا . " قال مصححاً لها : " كانستريلا . " لمعت الاضواء ، فاستدار ليسنزو ، واضعاً يده على ركبة ميرديث وقال : " ابتسمي . " نظرت الى فريق التلفزيون الذي كان يصورهم ، وادركت انها متوترة بشكل كبير ، فعادت تحتسي الشراب . كان كوبها فارغاً ، فقبلت كوباً آخر من ليسنزو . قالت متذمرة : " كان من المفترض ان اقابل عائلتك ، ولكنهم لن يلاحظن وجودي ان بقيت هنا اجبر على الاكل من قبلك . " انحنى رجل طويل امامها وقال : " اه ، اجمل امرأة في فينس . " قفز ليسنزو على رجليه ليقف على الفور . قال : " اميرتي ، هذا جوليو دو فار . انه صديقي ... وسيد بارع في صناعة الذهب . " اجبر الرجل الفرنسي بطريقة ما الشاب ان يخلو له المقعد بجانبها ، قال : " يشرفني ان اتعرف عليك ، فأنت سندريلا الحفل . " اصغت الى مجاملته ، وهي تشعر بالانزعاج ، اختفى ليسنزو لفترة ، ولم تكن تشعر بالراحة الى مجاملة الرجل الفرنسي لكنها علمت ان هذا هو اسلوبه بالتحدث . عندما بدا يمدح ليسنزو ، فاصغت اليه باهتمام كبير . سألته : " تقول ان البنك الذي يديره يتعامل بالذهب ؟ " وقد
162 قناع من الخداع
شعرت بالدهشة ، فعائلته وعائلة كورزيني مرتبطان معاً بالذهب . اخذ جوليو قطعة من باندولي ومضغها بفرح ، وقال هو يضحك : " بأي شيء آخر قد يهتم به شخص مهم كليسنزو ؟ نحن معا نحب ان نعمل بالذهب . انه رائع ومميز كالنساء . فعندما يكون حارا يكون ناعما ، لكن ، قد يصبح مطواعاً وعندما يصبح بارداً ، لكنك تعلم كيف تتعامل معه . " ضحكت بفرح من ذكائه ، وقالت : " لابد انك رجل غني اذا كانت مهارتك قديرة كلسانك . " امسكت بمحرمة كانت على جانبها لتمتص نقطة صغيرة سقطت من الشراب على ثوبها . سأل الرجل ، وقد لاحظ ان ميرديث تحدق بانذهال بالمحرمة : " هل هناك أمر ما ، اميرتي . " قالت متلعثمة : " لا ، لا شيء ، ارجوك تابع . " تابع جوليو حديثه بينما اخذ فكرها يدور حول الحقيقة انها تحمل محرمة ليسنزو مع ان الاحرف الذي عليها هي ل . ك . نظرت الى الاحرف الممهورة على صحنها . فرأت انها ذات الاحرف ليسنزو كروزيني . فشعرت وكأنها تجمدت من البرد . بقيت مذعورة تحت القناع ، واحنت رأسها لحديث جوليو . ليسنزو هو كورزيني ، هذا ما كانت تعيده على نفسها . لهذا كان شديد العداوة في البداية ، ويعلم كل شيء عن العائلة ، وهو يملك جزيرة اسولو كورزيني . هذا هو قصره ، وهو ابن عمها . رقصت مع جوليو . وتحدثت لوقت طويل الى السيدة
قناع من الخداع 163
بومبادرو ، التي اخبرتها عن ولعها بمنطقة وايلز وامطرتها بالعديد من الاسئلة . لكنها كانت في ذهول ، عيناها تبحثان دائماً عن ليسنزو ، محاولة ان تفسر وتجد العذر لأكاذيبه . لكن ذلك من المستحيل ، شعرت وكأنها لا تستطيع التركيز فشيء مهم وغامض يحيط بها ، وقبل ان تكتشفه لا تستطيع ان تعطي اي تفسير له . بعدها وبغموض سمعت اصوات صراخ وصوت جرس يقرع . استدارت جميع الوجوه الى ليسنزو ، الذي وقف على كرسي ، ويداه مرفوعتان وكأنهما تشيران الى الناس بالسكوت ، تحدث باللغة الايطالية ، لكن كلامه كان يتضمن بعض الكلمات باللغة الانكليزية ، شعرت ميرديث بالإثارة في كلامه . احست وكأنه سيعلن خبراً بغاية الاهمية . فازدادت توتراً . " ... اخي العزيز ريزي وخطوبته على الكونتيسة كاترينا فيفاريني ... " اندفع الناس بالتصفيق الحاد اعلاناً عن سرورهم ، ووجدت ميرديث نفسها تضحك وتصفق ، فليس هناك من أمر شرير . فقط السيدة بومبادور بجانبها لم تتحرك ، نظرت اليها ميرديث بتعجب عندما سمعتها تقول بصوت هامس يائس : " ليسنزو ، ليسنزو . " فكرت ميرديث برعب ، أمه ، انها أمه ! لقد كانت تتمنى لو ان كاترينا تتزوج من ليسنزو . تابع ليسنزو : " سكوت ، والان ... واعلن خطوبتي و ... " وساد هرج كبير في القاعة . شعرت وكأن الغرفة تميد بها ،
164 قناع من الخداع
انه يقصد إيذائها ، يريد ان ينتقم بسبب المشاكل التي سببتها هي وعائلتها . لقد عمل بجهد كي تقع بحبه ليتمكن من رفضها امام كل الناس . سيتخلى عنها كما تخلى والدها عن زوجة لوغي ... هذا هو دوره . صرخ ليسنزو بفرح : " الانسة ميرديث ! ميرديث كورزيني ! " اشار اليها بالتحديد . حدق بها الجميع ، فشعرت بجفاف في فمها ، وكادت ان تقع على الارض لو لم يمسك بها شابان ويسيران بها عبر تصفيق الجميع . رمت نظرة خاطفة على امه . كانت تصفق ، وترفع يديها عاليا كعلامة النصر ، والضحك والدموع تغطي وجهها . سألت بهستيرية عندما وقفت امام ليسنزو : " ما الذي يجري ؟ " قال بحب واضح : " ميرديث ، تبدين وكأنك في عالم آخر . " ارخى ببطء قناعه وقناعها ، ثم ضمها اليه برفق وقبلها . قالت وهي تتنفس بيأس : " يجب ان اتكلم معك ، في مكان خاص . " قال مبتسماً : " بالطبع ، وستكونين غاضبة مني وبعدها ستوافقين , إنها الطريقة الوحيدة للقضاء على اي احتمال للخطأ ، أليست مفاجأة رائعة ؟ " " انني ... انني اشعر بالذهول . ليسنزو ... " قال متفهماً : " تريدين ان توبخيني ، حسنا ، لننتهي من ذلك . " سمعت صوت السيدة بومبادور الدافئ : " ميرديث ، انني سعيدة جدا . اهلاً بك في العائلة . " قالت منذهلة : " سعيدة ؟ لكن ... " " ماما ، أعذرينا . هناك اشياء يجب ان نقولها لبعضنا . " | |
|
| |
روايات انسان عضو متميز
عدد المساهمات : 3434 تاريخ التسجيل : 10/02/2013
| موضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) السبت يونيو 01, 2013 7:27 pm | |
| قناع من الخداع 165
اسرع ليسنزو بأخذ ميرديث نحو باب صغير ، كانت ترتجف ، وعلى الرغم من رفضها ، كان يضحك بفرح واضح . رفعت يدها الى رأسها ، لتنزع الشعر المستعار عنه ، كل شيء يلفه الضباب من حولها . قالت بهمس : " اعتقد انني بحاجة كي اجلس . " قال باهتمام : " اه ، عزيزتي ! لم افكر ابداً ان أوذيك . " جلست على المقعد بينما اخذ ليسنزو بفك ازرار معطفها . حاولت ان تمنعه فقال : " انت بحاجة للتنفسي ، عزيزتي . " وتابع بلطف : " الا تشعرين براحة اكثر ؟ " تمتمت : " نعم . " لكنها كانت تشعر بتعب منهك . قالت غاضبة ، محاولة ان تجعل بعض المنطق في كلامها : " امك ... " قال بنعومة : " لقد اخذت الامر من دون استشارتها . انها تعلم انني مجنون بك ، ولقد اخبرتك ، هي تعلم انني احصل دائماً على ما أريده . وهي تحبني كثيراً ، فكل ما أريده ، تريده ، وهي مسرورة كي سارت الامور . مسرورة جداً . " وضع اصبعه على شفتيه وقبله ونقل القبلة اليها . سألت بقلق : " وانا ؟ ألا تهتم بكونك خدعتني ؟ " شعرت بألم في حلقها ، شربت من كوب الماء بيدها ، متمنية لو تعرف لما تشعر بكل هذا الخوف . كانت تشعر بالغموض من حولها والألم يعصرها من الداخل . لو انها تتخلى عن السيطرة على نفسها لأصيبت بالجنون . تصرخ به وتضربه ... " لما تظاهرت ان اسمك سلفياتي ، بينما انت كورزيني ؟ " ابيض لون وجهه ، فازداد خوفه ، سأل بقلق : " متى علمت بذلك ؟ "
166 قناع من الخداع
أجابت ببساطة : " منذ ساعتين . " فارتاح قليلاً ، وتابعت : " رأيت احرف اسمك على المحرمة . " نهض واخذ يسيرا في الغرفة ذهاباً واياباً : " فهمت . " " انا لم افهم شيئا . " " عزيزتي ، سلفياتي هو اسم عائلتي الحقيقي ، انا ادعو نفسي ليسنزو سلفياتي كورزيني . " قالت مرتبكة : " لوغي هو الذي حضنك ، وليس هناك من صلة دم بيننا . " " اطلاقاً . لا احمل قطرة دم واحدة من عائلة كورزيني ... " قاطعته ، وهي تحاول تفهم الامور ، ببطء : " جدتي طالبت بحصة من اموال كورزيني لي ، لانني الوريثة الوحيدة . " توقف ليسنزو عن متابعة سيره واستدار لينظر في وجهها البارد . ضاقت عيناه بحدة : " اعتقدت انه بامكانك تحمل ذلك ... " قالت بدون اي تأثر : " تابع ، اخبرني لماذا حاولت منعي من معرفة انني من عائلة كورزيني . " عض على شفتيه السفلى قبل ان يقول : " أعترف ان العائلة ارادت ان تبعدك . كنا نتوقع رجلاً ، لا تنسي ذلك ! اعتقدنا انه سيحضر ليأخذ كل ما حصلنا عليه ... كل ما تعبت من اجله لمدة طويلة ، وهو لا يستحق ذلك . كان علي منعه . انه واجبي تجاه من أحب . " " ومع ذلك غيرت رأيك . " " لا ، انت من جعلني اغير رأي . " نظر في عينيها وتابع : " بدأت ادرك ان لديك صفات رائعة ، ومع ذلك كان علّي
قناع من الخداع 167
ان اقنع أمي بأشياء اكثر من احساسي وحبي لك . لذلك وضعتك في عدة مواقف لمعرفة ذلك . " ارتجفت عيناها ، وشعرت بمزيد من الارتباك ، ثم قالت : " عذراً ؟ | " انها الطريقة الوحيدة . كان علي اكتشاف اشياء كثيرة عنك في وقت قليل . أمانتك ، مثلاً . لقد اعدت لي المال ، هل تذكرين ؟ لقد برهنت لي انك لا تسعين وراء المال ، وانك تملكين القدرة للقيام بأعمال عظيمة ، وان اخلاقك لسؤ الحظ ، اغلى ما لديك ... " صرخت ، وهي تقفز بغضب : " ايها المتوحش ، لقد اخضعتني لعد من التجارب ... " قال بصوت هادئ وهو يسير نحوها : " من اجل مصلحتك . ما كنت تعلمين ما الذي ينتظرك . " قال بلهجة آمرة : " توقف عن الكلام ! أخضعتني لتجارب وكأنني كلب سيرك يقوم بالالاعيب ليفرحك ؟ هل سأحصل على جائزة ترضية كمكافأة ؟ " لمعت عينا ليسنزو بقوة ، واصبح وجهه بارداّ كقطعة رخام وكأنه علم انه فقدها . قال بصوت اجش : " لم اجد طريقة اخرى لأحمي مصلحة عائلة كورزيني . " قالت بكبرياء : " انا هي كورزيني ! انا الوحيدة المتبقية من تلك العائلة احتفظ بجزيرتك اللعينة وبقصرك ! لم ارد شيئاً على الاطلاق ,,, " خانها صوتها . كان هناك شيء لا تفهمه . سبب ما يجعله يراقبها بحذر مع انها كانت ترتجف من الغضب . قال بغضب : " ستفعلين . من الافضل ان اخبرك ، اجلسي . "
168 قناع من الخداع
" لا اريد ... " قال بصوت كزئير الاسد : " اجلسي ! " اتخذت قدماها القرار عنها ، فجلست متراجعة ومتعبة . قال بضيق : " هذا هو السبب الذي جعلني بمنتهى الحذر ، ميرديث . لقد اخرجت كورزيني من ديون كبيرة بجعل المصرف يستعيد دوره . وهو يعود الى وريث انطونيو ... لكِ . كذلك بالازو على القناة الكبرى ... حيث امضينا الليلة الأولى من وصولك ... والذي كان مهدماً تقريباً . " " لقد قلت انه لا ينتمي الى عائلتك . " " انه كذلك ، انه يعود الى وريث انطونيو ، لكِ . كذلك المقاطعات قرب باديو حيث يعمل ريزي . والاصطبل الذي يديره فونزي . هذه الجزيرة ، وهذا القصر . انها امبراطورية ، يا ميرديث ، ولقد صنعتها بيدي ... اعتقدت انني لن اتشارك بها مع احد ، الا لأولادي . لكن لديك دم هذه العائلة ولذلك فلقد ورثت ثروة طائلة . " كانت تصغي ليه وهي تشعر بالحقيقة المرة ، واحساس بارد يلفها لحظة بلحظة ، وفجأة لم تعد مرتبكة واصبح دماغها يعمل بوضوح كلي . همست بيأس : " فهمت ، وعندما لم تتمكن من التخلص مني اخذت تعمل على تغيري كما تعمل بقطعة من الذهب ، وتديرني كما تريد ... قطعة خام تساوي الملايين ، وقعت بسهولة في راحة يدك . " " لا ، ليس الامر كذلك ... " قالت بهدوء : " انه كذلك ، كنت تعلم انني فتاة عادية وساذجة ، وكنت ذكياً كفاية لتتمكن من الوصول الي : عبر | |
|
| |
| قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة ) | |
|