نسمة طيف
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
منتديات نسمة طيف ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله
ونرجوا أن تفيد وتستفيد منا
وشكراً لتعطيرك المنتدى بباقتك الرائعة من مشاركات مستقبلية
لك منا أجمل المنى وأزكى التحيات والمحبة
نسمة طيف
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
منتديات نسمة طيف ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله
ونرجوا أن تفيد وتستفيد منا
وشكراً لتعطيرك المنتدى بباقتك الرائعة من مشاركات مستقبلية
لك منا أجمل المنى وأزكى التحيات والمحبة
نسمة طيف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عربي يشمل جميع المواضيع اهلا بيكم في منتدى نسمة طيف
 
الرئيسيةدخولأحدث الصورالتسجيل
المواضيع الأخيرة
»  عندما عاملناه بأصلنا خان ، و عندما عاملناه بأصله صان
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyاليوم في 1:08 am من طرف ملاك الطيف

» فاظفر بذات الدين تربت يداك.. ????
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyأمس في 2:06 pm من طرف ملاك الطيف

» رسالة لك أيتها الدرة المصونة..
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyأمس في 1:50 pm من طرف ملاك الطيف

» رسالة الى كل شاب
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyأمس في 1:47 pm من طرف ملاك الطيف

» قصة مؤثرة وللعبرة
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyأمس في 10:38 am من طرف ملاك الطيف

» الحمد لله على نعم الله
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالجمعة أغسطس 09, 2024 11:00 pm من طرف ملاك الطيف

» "حمــال أفقه منك يا حســن
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالجمعة أغسطس 09, 2024 10:54 pm من طرف ملاك الطيف

» المسلسلات لا تمثل قيما الدينة
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالجمعة أغسطس 09, 2024 10:46 pm من طرف ملاك الطيف

» فتفقدوا أحبابكم.
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالجمعة أغسطس 09, 2024 10:20 pm من طرف ملاك الطيف

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ملاك الطيف
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_rcapقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Voting_barقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_lcap 
رغد
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_rcapقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Voting_barقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_lcap 
روايات انسان
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_rcapقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Voting_barقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_lcap 
زهرة الياسمين
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_rcapقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Voting_barقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_lcap 
دموع الورد
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_rcapقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Voting_barقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_lcap 
المحب
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_rcapقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Voting_barقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_lcap 
البرنسيسه
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_rcapقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Voting_barقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_lcap 
دموع انسان
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_rcapقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Voting_barقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_lcap 
محمد15
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_rcapقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Voting_barقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_lcap 
نسمة طيف
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_rcapقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Voting_barقناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Vote_lcap 

 

 قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:00 pm

الفصل الخامس



90 قناع من الخداع

الفصل الخامس

قال ليسنزو بضيق : " لا تحملي نفسك اكثر من قدرتك . "
كان يبدو عليه التوتر مثلها تماماً ، فاعصابه مشدودة
كالأسلاك . مصدومة جداً ، لا قدرة لها على الكلام من شدة
الغضب ، مدت بيدها المرتجفة المغلف اليه ، وبتعابير قريبة
من الشفقة امسك به . ساد صمت طويل وهو يقرأ . رفع رأسه
بعد ان عمل على اخفاء كل انفعالاته .
بدأ بالقول : " ميرديث ... "
قالت بصوت اجش : " لا تتكلم معي ! " وبقوة ضربت يده ،
لتسقط الاوراق التي تعلن عن تغير اسم ابيها . همست : " والدي
كان ايطالياً . "
صحح لها بحزن : " بل فينيسي . "
شعرت بغضب مجنون : " وما الفرق ؟ "
قال بنعومة : " بالنسبة لشخص من فينيسيا ، هناك فرق
كبير . "
قالت بمرارة : " انت تتلاعب بالاسماء ، ولقد اكتشفت للتو ان
اسم والدي كان انطونيو كورزيني ! كورزيني ! " بدأ الكلام
يضج في رأسها ، قالت بضعف : " الابتزاز ، اه ، لا استطيع تحمل
ذلك ! "
" ليس لديك اي خيار . لقد جلبت هذا لنفسك . "
غطت وجهها بيديها ، بعد سمعها لملاحظته الخالية من اي
احساس بالرأفة ، فلقد ارادت ابعاد عينيها عن نظراته الحاقدة .


قناع من الخداع 91


ترقرقت الدموع في عينيها ، ولم تقم بشيء لمنعهم من
التساقط على خديها عبر اصابعها . لوالدها ماضي عمل
كثيرا كي يخفيه . ربما ماض سيء ... والا لما قام على
التهرب منه ؟ فكرت بيأس ، كما انه كذب عليها . لقد كذبوا
جميعا عليها .
قالت وهي تتنهد : " حياتي كلها ... بنيت على كذبة . " لا عجب
انها لم تشاهد له يوماً صوراً عن ماضيه . لا عجب انه كان
يتهرب دوماً عندما كانت تسأله اي سؤال عن طفولته . قالت
بصوت يرتجف من العاطفة : " كيف يمكنه ان يفعل كل ذلك
بي ؟ "
قال بخشونة : " ربما اراد ان يحميك . "
سألت : " مما ؟ " وسالت دموعها بغرازة : " ماذا ايضاً لم
يخبروني به ؟ "
بكت بمرارة في ذلك المستودع البارد . لم يحاول ليسنزو
ان يخفف عنها . كان وكأنه قد تحول الى لوح من الثلج . سيطر
عليها حزن قوي ، فجلست على الارض تبكي وضعها البائس
بينما وقف ليسنزو يراقبها بدون اي تأثير . كان بارداً
كالحجر الذي تجلس عليه . هذا ما فكرت به بحزن . فأي رجل
عادي كان سيحاول التهدئة والتخفيف عن كل من يمر
بوضعها .
فجأة ، وبدون سابق انذار تحول حزنها الى غضب عارم ،
فعدم اهتمام ليسنزو جعلها تصرخ : " والدي ! كنت تعرف كل
ذلك الوقت ، اليس كذلك ، انه كان من فينيسيا ؟ "
" نعم . "
كان جوابه القاسي كحمام من الماء المثلج . " كيف يمكنك



92 قناع من الخداع


ان تكون بكل هذه القسوة ؟ كان عليك ان تخبرني بالحقيقة .
لدي الحق في ان اعرف ، الحق بمعرفة الحقيقة ! "
في ثورة غضبها ، نهضت واخذت تضرب بقوة صدره .
كانت الدموع الحارة تتساقط على وجهها . بعد فترة ادركت
انها تضربه بقوة كافية لتسبب له الألم ومع ذلك لم يرفع
يده ليمنعها . شعرت بالخجل من فقدانها السيطرة على
نفسها تماماً ، مررت يدها فوق عينيها ونظرت اليه .
قال بصوت اجش : " استمري . اضربيني ان كنت تشعرين
بالحاجة لذلك . لا تهتمي لما اشعر به . "
صرخت : " اه ! ايها المتوحش ! انك تسخر مني . انت عديم
الاحساس والشعور ! كيف يمكنك ان تبقى بارد الاعصاب
بينما حياتي تتمزق امام عيني ؟ كان بامكانك ان تحضرني
لهذا ... "
قاطعها قائلاً : " لا ، قد أكون شككت بالامر ، لكن فقط حاملي
مفتاح الامانات يعلمون ما في داخل صناديقهم . "
قالت ميرديث : " كورزيني لا يعلم ايضاً ؟ " هز رأسه نافيا .
" لكنك كنت تدرك انه وابي على علاقة ما ، أليس كذلك ؟ "
" نعم . "
ارتجفت ميرديث من اعترافه ، وظهر ألم قوي على وجهها .
قالت ببطء : " الان فهمت ! هذا ما كانت تحاول غران اخباري
اياه ، جدتي الغالية . لا عجب انها اصيبت بالرعب ! كانت تريد
اخباري عن ابي . " تأوهت بحزن واخذت رأسها . لابد ان الامر
كان مخيفاً لها ، ان تشرح العلاقة بينه وبين بلاده الاصلية .
قال ليسنزو بلهجة قاسية كالفولاذ : " ميرديث ، لا ترفضي
ما يحدث . قد يغير ذلك كل حياتك . "




قناع من الخداع 93


رفعت رأسها بغضب وبسرعة قصوى جعلت شعرها
الاحمر يتطاير على كتفيها . بحثت عيناها بقلق عن اي
عاطفة في وجه ليسنزو . ولم تجد اي اثر لذلك . " لقد غيرت
حياتي بالفعل ! فأنا لم اعد ذات الفتاة التي حضرت الى هنا .
اولاً ، انا الان نصف ايطالية . وانتمي الى عائلة لا اعرف شيئاً
عنها كما وانني لم اعد اشعر بالامان والثقة . " تابعت وهي
تسأل بضيق : " ماذا تريد ان تخبرني ؟ هل هناك جماجم في
خزانتي ؟ هل هناك في عائلة كورزيني ما يخجل به ؟ "
صرخ بقسوة : " لا ! "
" حسناً ، هناك شيء ما يثير عاطفتك . "
لمع وجهه بنور غريب من الغضب ، لكنه تمتم : " اعتبري ان
شيئاً لم يحدث . احتفظي بالذكريات الجميلة . "
صرخت بحرارة : " لا ، لقد تبعثرت الان . الا ترى ذلك ؟ اية
فكرة في التراجع الان اصبحت مستحيلة . ساعدني ! هذا اهم
شيء جدث معي طوال عمري ... "
قال بسرعة : " اه ، طبعا ، فكري في المال الذي قد تحصلين
عليه ! هذا ما تفكرين به الان ، اليس كذلك ؟ " تابع بخشونة : " لقد
اخذت جدتك الكثير من المال من كورزيني لمدة عشر سنوات .
قد يكون عملها مثيراً للشك ، لكن المال الان اصب حلك . يمكنك
الاحتفاظ بكل هذه الاموال لتحقيق طموحك الصغير ... "
قالت بغضب ، وهي متفاجئة من قوة غضبها : " توقف عن
ذلك ! " تعلم ان لديها احساس قوي بالعاطفة ، لكنها فجأة
اخذت تفكر بحياتها . لقد قيل لها ان هذا طبع اهل ويلاش .
لكنها ايضاً ايطالية . من فينيس بالتحديد . نظرت بقوة الى
ليسنزو . انها من ذات البلد . الرغبة في معرفة كل شيء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:00 pm

94 قناع من الخداع


ظهرت واضحة على وجهها ، ببطء ، وبقوة ، وجدت شعاعاً من
الامل في كل هذا الوضع الغريب ، شيء ما يعوض كل هذا
الألم الكبير ، اكتشاف ان لديها جذور كانت تجهلها .
ان لديها عائلة هنا ، في فينيس ! ابتسمت ، متمنية ، عبر
دموعها المنهمرة .
قال ليسنزو بسخرية : " اه ، ها قد عدت . تغير واضح
للوصول ، لقد عادت ابتسامتك ! الى طبيعتك ميرديث ! لن
تحاولي جري في عملية خداع ، لذلك وفري ما ستقولينه . "
بقوة ، حاولت استعادة صبرها . فهو يعرف الكثير عن
عائلتها وهو مهم جداً لها . " ليسنزو ، اعلم انك تدين بالولاء
الكامل لموكلك ، وأنا اكن لك شديد الاعجاب ... "
" وفري علي كلامك المنمق . "
قالت بهدوء : " لا سبب لديك لتشك بي ؟ "
قال : " حقاً ؟ "
قالت برقة : " انني معتادة على التعامل مع أناس من ذات
الطبقة الاجتماعية ، وانا لا افهم اولئك الطبقات
الارستقراطية . لكنني اعلم ما الذي اريده . انت تريد الافضل
والاحسن لزبونك . وانا ايضاً ، انه قريب لي . " ابتسمت بلطف
وتابعت : " قريب حي . "
" انه يريد منك ان تدعيه بسلام . "
قالت بهدوء : " لكن ذلك لأنه لا يعرفني ، كما وانه لا يعرف
مقاصدي . "
توتر ليسنزو ، ولمعت عيناه بالخطر وكأنه
ينذرها : " وما هي مقاصدك ؟ "
" ان اجمع العائلة ثانية . يجب ان لا تعيش العائلات




قناع من الخداع 95



منفصلة . " رأت غضبه يزداد فأسرعت بتوضيح
كلامها : " اسمع انا لا اهتم مطلقا للمال ، لقد اخبرتك بذلك
من قبل . سأعيد كل فلس . هل تفهم ، لقد وجدت شيئا اكثر قيمة
بكثير . "
لمعت عيناه باتجاه القارب ، سأل بخشونة : " مثل ماذا ؟ "
ضمت يديها الى بعضهما بفرح ، كل ما فيها يدل على
سعادتها ، اجابت بلطف ، وضحكتها الدافئة تنير وجهها
كله : " كل ما اردت معرفته دائماً . " نظر اليها ليسنزو غير
مقتنع بما تقوله فتابعت : " الا تفهم ؟ لقد أصبح حلمي أمراً
واقعياً ! "
قال بسخرية : " لا استطيع المراهنة على ذلك . "
تنهدت : " اتمنى ان لا اصبح ساخرة مثلك . انا لا اشعر
بالخجل ، انني متأثرة لاكتشافي بوجود اقارب لي . هذا
ما كنت اريده دائماً . كل لحظة في كل ايامي . كنت اشتاق للحب
والامان الذي كنت اعيشها سابقاً . " تابعت بعاطفة : " هناك
اناس خارجاً قد يعلمون او لا يعلمون بوجودي ، أناس
استطيع ان اقول لهم ... "
قال بنعومة : " او أناس سترغبين لو انك لم تقابلينهم يوماً . "
غاب الفرح الذي كان يغمرها بكلامه : " ماذا تحاول ان
تقول لي ؟ "
نظر اليها بحدة ، ومرت لحظة او اكثر قبل ان يتكلم : " لما
تعتقدين قد تركهم والدك قبل كل شيء ؟ "
" انا ... انا لا اعرف ! " ملاحظته جعلتها تفكر بوضوح اكثر .
قالت غاضبة : " ربما كان هناك شجار ما ، يمكنك ان
تخبرني . "


96 قناع من الخداع



قال بهدوء : " ميرديث ، لقد أمر والدك ان تحرق كل ما يملكه .
كل شيء يدل على هويته الحقيقية . الا يخبرك ذلك شيئاً ؟ "
تمتمت بدون ارادة منها : " نعم . لا بد من وجود شجار
كبير . " لكنها لا تريد ان تفسد فكرة ارتباطها بعائلتها من
جديد . ليسنزو يفعل المستحيل لذلك ، وهي منزعجة جداً من
تدخله .
قال بخشونة : " او انه لا يريد ان يواجه ظروفاً معينة . "
اتسعت عيناها على الفور : " هل تعتقد انه كان هارباً ؟ "
هز رأسه ، برم شفتيه باستخفاف وقال : " انه هارب من
شيء ما ، اليس هذا معقولاً ؟ "
" لا ! والدي كان محباً . اريد ان اكون جزء من هذه العائلة .
سأعمل على ايجادهم . ولا اي شيء ستقوله سيردعني . ان
الشجار الذي حدث هو من الماضي ، وانا سأعمل على شفاء
كل الجروح . استطيع ان انقل الجبال . " انهت كلامها وهي
ترفع رأسها بعناد وتصميم قوي .
وضع اصبعه على ذقنها المرفوع وقال : " ميرديث ، انت
فتاة مليئة بالمفاجآت . " نظر اليها بمكر واضح وتابع : " لكن
لا يمكنك العمل ضد ارادة والدك , فهو لم يرد ابداً ان تقابلي
احداً من اقاربك هنا . "
رفعت وجهها الشاحب اليه ، تلعثمت قائلة : " اشعر وكأنني
فتحت صندوقا باندورا . "
قال بخشونة : " انه تشبيه مناسب ، لقد فتحت صندوقاً من
المشاكل لنفسك . "
تابعت عنه : " والأمل ايضاً . " متذكرة ما الذي سمعته عن تلك
القصة .


قناع من الخداع 97


" انك مصممة بقوة لرؤية الجانب الايجابي ! لقد كان والدك
في مشكلة حقيقية . لماذا اذن أنكر مكان ولادته ؟ لا احد لديه
عقل كاف يترك هذه المدينة الا اذا كان مجبراً . "
اتكأت الى الجدار ، منهارة العزائم ، ثم قالت بصوت
مخنوق : " أتعني جريمة ؟ اه ، سرقة القوارب الصغيرة ! كان
متورطاً ... "
قاطعها قائلاً : " من يعلم ؟ "
تضاربت الافكار ، والعواطف في رأسها ، هل هذا ما يعرفه
ليسنزو كحقيقة ، ام انه يحاول ان يحبط عزائمها ... تطبيقاً
لمصلجة زبونه ؟ بدت خيبة الأمل واضحة على وجهها .
قالت بيأس : " اريد ان اصبح جزء من العائلة مجدداً ، ارى
نفسي اجلس الى طاولة كبيرة للعشاء محاطة بأجيال عدة ...
تماما كالافلام الايطالية التي اشاهدها . "
تمتم قائلا : " تقصدين فلم العراب ؟ "
اغمضت عينيها وتمسكت بالحائط محتاجة للمساعدة ،
باحثة في عينيه لترى ان كان هناك تهديد واضح . لكنه يمسك
بكل المفاتيح للصناديق التي تريد فتحها ، ومهما كانت تشك
به ، ومهما تكن حذرة منه ، فعليها ان تقنعه ان يساعدها .
قالت بحزن ، وقد قررت اقناعه : " ليسنزو ، انت تحب
عائلتك ، اليس كذلك ؟ عائلتك من لحمك ودمك ؟ "
عض بأسنانه البيضاء على شفته بقوة ، وبدا وكأنه يفكر
جيداً قبل ان يقول : " ليس لدي عائلة ، لقد ترعرعت مع عائلتي
الجديدة . "
نظرت اليه بصمت متعجبة وقد احمرت خجلاً من الاحراج ،
متذكرة ما الذي قالته عن حضانة الاطفال . قالت بصوت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:01 pm

98 قناع من الخداع



اجش : " اه ، اني آسفة ، اعذرني ... انه موضوع حساس . كنت
عديمة التفكير عما قلته سابقاً . لكنك تشعر بالحب والاهتمام
لعائلتك هذه ، اليس كذلك ؟ "
بدا عليه الشرود وكأنه يفكر بهم : " نعم ، لقد قلت انه
بامكانك ان تنقلي الجبال . اما انا فقد بنيت جبالاً ، للمرأة التي
ربتني واعبترتني ابنها . "
لم يكن هناك مجال للشك من صدق عاطفته نحو عائلته .
شعرت بالراحة قليلا . قالت : " ليسنزو ، اتوسل اليك ، ارجوك
تكلم مع كورزيني . انه أحد اقاربي . وانت حائز على ثقته ،
اليس كذلك ؟ اقنعه ان يراني . آخر ما اريه ان اسبب الازعاج
له او للعائلة ... انا لا اتحمل رؤية الاذى لأحد ، يمكنك ان تقول
له ذلك . "
تمتم : " هل استطيع ؟ هل انت حقاً غير مؤذية ؟ " نظر اليها
بحزن : " يبدو لي انك اشد خطورة من غابة مليئة بالحيوانات
المفترسة . "
امسكت بذراعه بسرعة : " هذا كلام سخيف . " تابعت وقد فقدت صبرها : " لقاء فقط . انا لا اطلب المزيد . لا يمكنك ان
تنكر علّي ذلك . "
قال بتشنج : " لا يمكنني خيانة ال كورزيني ، المطلوب مني
ان ابعدك عنهم . "
قالت بمحبة : " اذا كان تصرفك هذا عائد لولائك وتلبية
لطلب عائلتي ، فانني اعذرك . "
ضحك متعجباً ، وقال بالرغم عنه : " ارجوك ، ميرديث ، لا
استطيع ان اتحمل المزيد من طبيعتك الجيدة . انت تسيطرين
علّي بسبب مبادئك العالية . "


قناع من الخداع 99



ابتسمت : " اذن ، لابد ان لها مكافأة خاصة بها . "
قال ببطء : " يبدو ذلك . " وبدأ التوتر والقلق يبتعدان عنه
بالتدريج .
قالت ، وهي تنظر بعينيها الزرقاوين بفرح اليه : " اعلم ان
الامور ستسير على ما يرام . هل ستساعدني ؟ "
نظر اليها للحظات معدودة : " هل يعني ذلك الكثير لك ؟ "
فأومأت برأسها . رفع كتفيه ليزفر بقوة .
تمتم : " كيف يمكنني ان أقاوم الاخلاص ؟ " هذا ما افرحها ،
لكنه كان يتذمر . لمعت عيناها كلمعان الماء تحت اشعة
الشمس قال : " ياللمصيبة ، سأفكر بالامر . "
" رائع ! اه ، لن تندم على ذلك ... "
قال بخشونة : " اعتقد انني سأندم . "
قالت بسعادة عارمة : " لا ، انت وكورزيني ستكونان
سعيدان . اعدك بذلك ، شكراً لك ، شكراً لك ! "
قال والضيق واضح عليه : " لقد قلت فقط انني سأفكر بذلك ،
ميرديث ، براءتك ستؤثر على الشر بذاته . "
ضحكت بفرح ، فهي سعيدة جداً لتهتم بأي شيء آخر غير
ان رحلتها قد جلبت لها مفاجأة لا تحلم بها . مهما كانت
الصعوبات التي تعانيها ، سيصبح كل ذلك جزء من الماضي .
كانت تعلم انه سيفعل ذلك في نهاية الامر .
قالت وهي تبتسم : " حسناً ، هذا فيما يخصك ، ماذا عن
كورزيني ؟ "
قال وقد نظر الى البعيد : " يمكنك ان تؤثري عليه ايضاً . "
قالت بفرح : " اكاد ان اضحك ! "
تمتم قائلا ً: " لا اعتقد ان ذلك سيكون تصرفاً حكيماً . اعتقد



100 قناع من الخداع


انني بحاجة الى عدة فناجين من القهوة المرة ، سنذهب الى
البيزا ، احضري القارب والقناع هيا . "
ابتسمت : " اه ، نعم ، واخيراً اصبح لدي شيء من والدي . هل
يمكنك ان تحضر لي حقيبة ؟ هذا القناع سيقع من يدي . " ما ان
رفعته قليلاً ، حتى سقط منه على الارض اوراقاً ذهبية ،
ولدهشتها ، رأت ليسنزو يلتقط الورقة بدقة متناهية .
رأى نظرتها فهز كتفيه وقال : " عادة ، احب النظافة بشكل
كبير . "
بالكاد سمعته ، فقد كان فكرها منشغلاً بأمورها الخاصة ،
ليسنزو هو الرابط الوحيد بينها وبين عائلة والدها ... تلك
التي اسمها ، بالطبع ، كورزيني . ميرديث كورزيني . ابتسمت
وهي تفكر . كيف هم ؟ وما الذي يفعلونه ؟ وتساءلت بقلق ، هل
ان والها الشريف ق قام بعمل سيء ؟
بدلاً من ان تحل مشكلة ، لقد اكتشفت مشاكل اخرى . لكنها
تريد بقوة ان ترى عائلتها وان تقنعهم بأن ينسوا الاحداث التي
قسمت العائلة ، عليها ان تقنع ليسنزو ليعطيها عنواناً لهم .
بسعادة كبيرة ، سارت مع ليسنزو عبر الحشد الكبير ،
الموسيقى تملأ شوارع فينيس ، اصبحت تشعر بالألفة مع
الوجوه المرحة والاماكن والمباني . لقد اصبحت الان جزء
من ميراثها ، وهي تنظر اليهم بعينين مليئتين بالفرح .
وصلت الى ضفة القناة ، تعلقت عيناها على الفور بمنظر
اربعة اشخاص يرتدون شعور مستعارة وينتظرون القارب .
كانوا يتحدثون وهم يحملون مظلات ملونة .
همست باعجاب : " ليسنزو ! لم ار في حياتي ثيابا مثل هذه !
كيف يمكنهم ان يحتفظوا بها هكذا ؟ انه اعجوبة . "



قناع من الخداع 101

" انه ليس كرنفالاً عادياً ، ميرديث ، انه ببساطة افضل
كرنفال في العالم تمضي الناس ستة اشهر لتصنع الثياب .
هذه جيدة ، لكنك ستشاهدين افضل منها في بيزا . "
قالت بشوق ، وهي تنظر الى شخص يرتدي كاهرلكان
يقترب منهم . " انا اصنع الثياب بنفسي . " ضحك مثل هارلكان
من دهشتها ، فضحكت له بسعادة .
قال ليسنزو غاضباً : " قلت لي انك كنت تعملين في دور
حضانة . "
" بالطبع ، كانت دار الحضانة في مصنع . ولقد ساعدني اهل
الاطفال في تصميم عدد كبير من الازياء لأجمع المال
للمتقاعدين في حفلة العيد الكبير . "
تمتم بخشونة : " كان علي ان احزر ، هل هناك اعمال خير
اضافية قمت بها وتودين ذكرها ؟ "
" لقد نظمت مهرجاناً من اجل اوكس فام لمساعدة دور
العجزة . " قالت ذلك وهي تفكر بهم بحب .
رفع حاجبيه ، فادركت ان ليسنزو كان ينظر اليها
باهتمام : " لقد اثرت بي . لابد انك ماهرة في ذلك . "
قالت بدون اي غرور او خجل : " انني عملية جداً ، اقوم
بأعمال كثيرة بينما لا يزال الاخرون يتحدثون عنها . "
ضحكت قبل ان تتابع : " لقد اقمت وليمة لمئة رجل ! ولقد
استمريت بالطهو لأسبوع كامل لكن الامر يستحق
التعب . " نظرت اليه وابتسمت : " يبدو وكأنك تقدم لي عملاً
ما . "
تهجم وجهه وادار محرك القارب بعصبية ظاهرة مما
جعلها تصطدم به وتكاد تقع على الارض .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:02 pm

102 قناع من الخداع




قال بحدة : اسف ، هل تأذيت ؟ "
ابتسمت ، فهي سعيدة جداً ، " لا بأس ، اعذر تصرفي ، انني
اشعر بسعادة كبيرة واود ان اقفز وأرقص . انني سعيدة جداً ،
عندما اقابل العائلة ويصبح لدينا فرصة لنعرف بعضنا
البعض . لن يجدوا سبباً للاستمرار بهذا الخصام . "
ضحك بسخرية : " تبدين الامر وكأنه بسيط جداً . "
" انه كذلك ، اعدك بذلك . "
ابتسامتها المشعة جعلت القناع البارد على وجهه يذوب ،
نظر اليها ، فابعدت عينيها عنه لتخفي اضطرابها .
كانت الرحلة عبر القناة الكبرى رائعة لها . كان الثلج ينهمر
بغزارة يضيف على المكان الساحر جمالا لا يوصف بينما
كان القارب يسير من ضفة الى ضفة ، كانت سعيدة انه كان
يتوقف في كل محطة . كانت تضغط أنفها على زجاج النافذة
في القارب كي ترى كل قصر جميل ، منتظرة ان يخرج منه
شخص ما او رجل ذو مركز مسؤول .
كل مكان كانت تنظر اليه تتفاجأ بزي الناس ، بعضهم يخفي
وجهه تحت قناع ثعلب ، او قناع موزات ، ونساء ترتدين
فساتين ذات تنانير واسعة .
تنهدت بعمق : " كيف استطاع والدي ان يغادر هذا المكان ؟
انه كالحلم . "
تضارب العواطف على وجه ليسنزو ، اخيراً ابعد عينيه
عنها لينظر الى المناظر امامه . قال : " انظري ، سانتا ماريا ،
سننزل عنده . "
تابع بحنان وكأنه شعر بالسعادة من اهتمامها بجمال
البناء . " بما انك لم تشاهدي شيئاً بعد كسائحة ، سآخذك الى



قناع من الخداع 103



بالازو دوكال ... وقصر دوغاز في بيزا سان ماركو . "
كان الحشد كبيراً . شعرت ميرديث بالسعادة بقربه . فلقد
كانت تمر الناس بينهم تتدافع وهي تضحك وتتسامر . لفت
انتباهها شخصان يرتديان قناعان وقبعتان يغطيان كامل
وجهيهما بينما كان الاول يحمل وردة والثاني مرآة .
قالت : " من هما هذان الشخصان ؟ ممثلان ؟ "
نظر الى وجهها وهز كتفيه : " لست ادري ، هذا هو اهمية
التنكر . محامون ، امراء ، لصوص ، من يدري ؟ يعطي الكرنفال
فرصة للفقراء ليختلطوا بالاغنياء . اذا لم يتحدثوا ابداً ، قد
يتمكنوا من الذهاب الى اي مكان يريدونه . "
قالت وهي تضحك : " كم هو أمر شيق . "
" بالطبع في اوقات الكرنفال لا شيء يبدو كما هو في
الحقيقة . "
قالت بحزن : " في فينس ، في اي وقت ، لا شيء يبدو كما هو
في الحقيقة . "
قال باهتمام : " لقد اصبحت الفتاة البريئة حذرة وناقدة
لا تتغيري ميرديث . هناك الكثير المتشائمين في هذا العالم
فلا داع للانضمام اليهم . يجب ان نتكلم ، ستكون المقاهي العادية
مليئة بالناس . لما لا نسرع بالذهاب الى فلوريان ؟ يمكننا ان
نرتدي اقنعة . ولا احد سيتمكن من معرفتنا . "
قالت : " انا اعرف عمال المقاهي . يمكنهم التعرف على
المتزيفين على بعد أميال . سينظرون نظرة واحدة الى ثيابي
ويعلمون انني فقيرة جداً . "
قال مقترحاً : " سأشتري لك قناعاً غالياً وبذلك نثير ارتباكهم . "
بينما كان ليسنزو ينظر الى عربة مليئة بالحاجات ،



104 قناع من الخداع


اخرجت ميرديث بلطف قناع والدها الذهبي من الورقة التي
لفها ليسنزو به . ورفعته الى وجهها ، وجدت أنه مغلف من
الداخل بقماش من الحرير الفاخر . وانه يغطي كل وجهها ،
مخفياً كل معالمها وواسع جداً على ذقنها .
كانت تحاول ان تربط شرائط المخمل خلف رأسها عندما
امسك ليسنزو بيدها بقوة . قال بسرعة : " انزعيه على الفور ! "
قالت معترضة : " لماذا ! اشعر وكأنني مختلفة . اه ! ليسنزو
انك تكسر عظامي ! "
قال بحدة : " اذا ارتدتيه ، ستدمرين اخر الاشياء القليلة التي
يملكها والدك . انه دقيق الصنع . اعيديه الى مكانه . ارتدي
هذا . " بقي يشد على يدها حتى نزعت الشرائط . اخذ القناع
واستبدله بقناع من اللون الازرق اختاره بنفسه .
قالت بامتنان : " انك على حق . شكراً . يمكنك ان تكون مفيداً
احياناً . " وهي متعجبة من شدة انفعاله .
قال وهو يضع القناع لها بصوت حنون : " جميلة ، رائعة . "
ارتجفت عيناها ، ثم ضحكت ، مدركة ما الذي يعنيه : " شكراً ، لحظة ما اغطي وجهي ، اصبح جميلة ؟ "
وضع على وجهه قناعاً اسود من المخمل ، فقط شعره
الذهبي وعيناه المشعتان تفضحان شخصيته . تمتم : " لا . انت
جميلة مهما فعلت لنفسك . " لم تكن ترى تعابير وجهه ، فلم
تشعر بالرضى .
قالت وهي تتنهد : " انك تجاملني ، تشبه كثيراً كازانوفا . "
قال وهو يشير لها بيده : " انه مسكين ، لقد سجن هناك ،
تحت هذا السقف النحاسي . " اقتربت منه اكثر لتشاهد قصر
دوغاز الابيض والزهري اللون .



قناع من الخداع 105


قالت مبتسمة : " اراهن انه تنهد برحلته الاخيرة من
المحكمة الى السجن ، فوق جسر التنهدات . "
قال منتقداً : " كان لديه معرفة تامة بطبع النساء . وكان
يحبهن كثيراً . ولا شيء اصعب من ذلك . "
قالت متعاطفة معه : " لقد سببت لك النساء الكثير من خيبات
الامل ، يوما ما ستقابل امرأة تحب ان تشاركك حياتك . الزواج
ليس بالسجن ... "
قال بهدوء : " انه كذلك بالنسبة لي . فهناك الكثير من الاعمال
علي القيام بها ، وليس لدي الا ساعات قليلة من النهار
امضيها مع زوجتي . المرأة التي سأتزوجها تحتاج لكثير من
الاخلاق العالية لتتمكن من العيش بسعادة مع حياتي
المتطلبة . فهي تحتاج الى الحكمة ، وحب التضحية ،
والمساعدة ، وحب كل انواع واصناف الناس في الحياة ... "
" هل لديك عمل اضافي لا اعرفه ؟ " ضحكت وهي تتابع : " هل
انت امير فينيس مثلا ؟ "
قال مقاطعاً : " تعالي ، احتاج كثيراً لفنجان قهوة . "

ذهلت ميرديث بالكلام المختصر عن حياته ، وارادت ان
تسأله لماذا عليه الزواج من امرأة مميزة . بعدها تذكرت كيف
كان يبدو عندما تكلم عن اشراف فينيس .
" ليسنزو ... " امسك بيدها عبر الحشد الكبير ماشياً أمامها
ليبعد الناس عن طريقه .
اخذت تفكر كم يرهق نفسه من اجل مصلحة عائلته التي
حضنته . ربما شعر انه مدين لهم باشياء كثيرة . المركز
الاجتماعي المهم مثلاً ... مهما يكن ، تنهدت ، وربما هم
سعداء جداً لمجرد وجوده معهم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:02 pm

106 قناع من الخداع



اعلن ليسنزو : " هذه هي بيازا سان ماركو ، رافعاً صوته
ليطغى على اصوات الاجراس والموسيقى . رأت الوان
مختلفة تتدفق من كل جانب ، فضحكت ميرديث ، فقال بعدما
اقترب منها : " قال نابوليون ان هذه اجمل قاعة في اوروبا
كلها . "
قالت وهي تضحك : " لقد نسي البناؤون السطح . "
ابتسم ، وهو يعلم لما تتعمد الضحك ، استدار نحوها ، وقال
بنعومة : " نعم ، فينيس ، انت ، وانا ، حب العظمة عند البشر ، حب
تحقيق الذات . اليس هذا يؤثر فيك او يسعدك ؟ "
نظرت الى الساحة الواسعة ، المليئة بمختلف الانواع من
البشر ، ومزينة بكل الالوان والاشكال . وطبقات البيزا العالية
بنعومة وكأنها كعكة العرس . وحولها الناس ترقص
وتضحك وبجانبها ليسنزو يحيطها بعناية وكأنه يهتم
بسلامتها .
قالت : " لا استطيع الكلام . "
" امر مؤسف . احب كثيراً ما تتفوهين به . "
نظرت اليه بدهشة ورأت انه يعني ما يقوله . ابتسمت بفرح ،
تحت القناع السميك ، لقد اصبح ليسنزو اكثر رقة ساعة بعد
ساعة ، فالوقت الذي تمضيه معه يساعده على نسيان حقده
الكبير الذي يغلف وجهه بشكل دائم . كانت تريد ان تقول له ان
الحياة تصبح رائعة بلا كره او حقد . لكنها عوضاً عن ذلك
قالت ببطء : " اشعر بالفخر لأن والدي من هذه المدينة ، وانا
احسدك على العيش في هذا المحيط الرائع . "
" لقد كانت مناسبة جداً لماركو بولو . فهي اذاً مناسبة لي . "
وضحك . وفكرت بسعادة ، انه حقاً سعيد برفقتها .


قناع من الخداع 107


احست بالسعادة انها بقربه ، فسألته : " هل تتضايق من
وجود السواح ؟ "
" ماذا نفعل بدونهم ا ؟ اشهر الرسامين ، والموسيقين
والكتاب اختاروا العيش والعمل في فينيس عوضا عن اية
مدينة في العالم . يأتي السواح من كل انحاء العالم ليشاهدوا
عظمة شعب التيتان ، لسماع فيفالدي ، ليروا اين كان يعيش
لورد بايرون ... "
تابعت عنه ميرديث : " وليروا منزل همنغواي . "
ضحك ليسنزو : " وهذا ايضاً . "
قالت : " اريد ان ابقى ، هناك الكثير لأكتشفه . "
قال بلهجة محذرة : " لكنك قد تتأذين بسهولة . "
قالت بحزم : " اذا حاول احدهم ، سيكتشف على الفور انني
املك قدرة قوية للدفاع عن النفس . انا لست جبانة ، ولا اخاف
ابداً من مواجهة المشاكل . انني اعتمد جدا على نفسي
ليسنزو ، لذلك لا تنسى لا انت ولا كورزيني ذلك . "
نظر اليها بقوة ، وقال : " لن افعل . "
احست ميرديث ان ابتسامته قد دخلت قلبها ، شعرت
بالامتنان ان قناعها يخفي عواطفها .
اخذت تنظر باهتمام الى كل ما يجري حولها . اصوات
الضحك ، والثرثرات ، وعدد كبير من الناس يغني . رأت
الناس ترقص في كل الامكنة ، بعضهم يرتدي ازياء مختلفة
والبعض الآخر يرتدي ثياباً سميكة ليتدفأ في هذا الطقس
البارد .
سارت ميرديث بجانب ليسنزو ، بدون كلام ، وهي ترى بائع
الكستناء حيث ألسنة النار ورائحة الكستناء ترتفع في




108 قناع من الخداع


الأجواء ، الفوضى الرائعة ، الناس السعيدة تمر تحت الجسر
المؤدي الى بروكريت نيوف .
قال ليسنزو بفرح : " هذه هي البيزا الحقيقية ، مليئة بالناس
في فترة الكرنفال . احب فينيس في هذا الوقت .
انظري ، هناك . "
رأت ستة اشخاص يرتدون ثياباً لماعة ، ويضعون على
وجوههم اقنعة سميكة وكأنهم ينتمون الى كواكب اخرى .
كانوا يرفعون ايديهم بطريقة جعلت الانوار تعكس على
الجواهر في ثيابهم وكأنهم في متجر خاص .
قالت : " لا أفهم لماذا يرتدون أشكال غريبة ، هل هم هكذا
في حياتهم العادية ام ماذا ؟ "
هز ليسنزو رأسه : " انهم اشخاص لديهم احلام خاصة ،
رغبة في العيش كالحلم في فترة الكرنفال . يجب ان تجربي
ذلك . انه أمر ممتع الابتعاد عن الواقع لفترة . "
قالت بتهجم : " انا دائما افعل ما اريده ، ماذا عنك ؟ هل
تتظاهر بشخصية غير شخصيتك الحقيقية . " شعرت به
يضطرب فنظرت الي وجهه ، ناسية انه مقنع .
قال بنعومة ، متجاهلاً السؤال : " لقد ارتديت ازياء غريبة في
الكرنفال . "
قالت بسعادة : " عليك ان ترتدي ثياباً كنبلاء فينيس . ستبدو
رائعا بشعر مستعار وجاكيت مذهبة . انت تسير دائماً وكأنك
مسؤول فخور بنفسه . "
تمتم قائلاً : " قد تكون المظاهر خداعة . "
رأت مجموعة من الناس تمر امامها مرتدية ثياباً سوداء
وحمراء ، وتحي الجميع بفرح وسعادة . ضحكت وهي تبعد


قناع من الخداع 109


شعرها الى الوراء ، قالت : " اليس هذا رائعاً ؟ كل المدينة
تحتفل ... وتعيش بحلم كأنها في القرن الثامن عشر ! "
نظر اليها بفرح ، وقال بصوت اجش : " يسعدني انك
تتمتعين بما تشاهدينه . " تردد قليلاً قبل ان يتابع : " انني
سعيد بالتأكيد . لنذهب الى فلورين لنتناول بعض الفطائر
الشهية . "
رأت في الداخل ، عدداً من الغرف الصغيرة مليئة
بالارستقراطيين يرتدون الحرير ويضعون جواهر مزيفة .
فتحت ميرديث فمها تحت القناع وهي تسير مع ليسنزو نحو
المقعد ، الذي اشار اليه الخادم باهتمام كبير .
همست قائلة : " يبدو انك مشهور ، لم ينزعجوا ابداً من
وجودي . "
قال بخشونة : " التصرف كالنبلاء امر طبيعي بالنسبة
لشخص ولد في فينيس . " نزع قناعه ، وعلى الفور وصلت
القهوة لهما ، ومعها صحن كبير مليء بالفطائر الشهية . تابع
قائلا : " فلورين مشهورة جداً . انهم يقدمون القهوة هنا منذ
ثلاثمئة سنة . "
همست : " لا عجب ان يبدو تعب على العمال هنا . "
ابتسم ليسنزو وحمل بيده كعكه محلاة بالشوكولا .
تراجعت الى الوراء ، تضغط بنفسها على الكرسي المريح ،
اخذت تنظر اليه عبر المرآة امامها ، كان هناك شيء غريب
جذاب فيه كيفما يتحدث وكيفما يتحرك .
قال مقترحاً : " اخبريني ما هي اغنيتك المفضلة . سنطلب من
الاوكسترا خارجاً ان تعزفها . "
قالت مترددة : " احب الكثير من الاغاني ! احب " الذكريات "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:03 pm

110 قناع من الخداع


اعتقد انك ستقول ان ذلك سخيف ، لكنني عاطفية بشكل
لا يصدق . "
" لا ، على الاطلاق . لقد عرفت نساء يخترن اغنيات تقليدية
ليؤثرن بي ... ويجلسن في عذاب كبير من الممل خلال تلك
الاغاني . يسعدني انك لا تحاولين ان تتصرفي بعكس
طبيعتك . " قال ذلك وهو يشير الى احد الخدم الذي كان يتكئ
على الباب متعباً ، طلب ليسنزو منه الاغنية ، وكان على وشك
ان يضع في يده المال عندما اوقفته . نظر اليها الرجلان
مستفهمان .
قالت بنعومة الى ليسنزو : " انه متعب ، سأذهب واطلب
بنفسي الاغنية . "
سأل متعجباً : " وتحرمين الرجل من هذا المال ؟ "
" اه ، حسناً ، اعطه المال اذا كنت تريد ، لكنني سأذهب
مكانه . "
اضطرب ليسنزو ، غطى فمه وادار رأسه بلطف . اتسعت
عينا الخادم ، ونظر الى ليسنزو متعجباً قال : " السنيورة
لطيفة جداً لتفكر بتعبي . مهما يكن ، يسعدني ان اقوم بهذه
الخدمة ... مجاناً ، من كل قلبي . "
ابتسامة ميرديث الحارة جعلت الرجلين يتجاوبان معها
بابتسامة مماثلة ، بعدها غار الخادم نحو فرقة
الاوركسترا . قالت : " هل تعلم ، انت لست بحاجة لدفع المال
دائما للناس . أنا لا افعل ذلك ابداً ... لا مال لدي للقيام بذلك .
يسعدهم ان يخدموك اذا انت طلبت ذلك بلطف . "
قال ، وهو يضحك : " لكنني ، لا املك حسك المرهف نحو
الجميع . "


قناع من الخداع 111


وصلت الى مسامعها صوت الموسيقى الرائع ، فجلست
ميرديث براحة على الكرسي الواسع لتتمتع بما يحيط بها من
جمال وروعة .
تمتم ليسنزو وهو يراقبها : " هل انت متأثرة بما حولك من
عظمة ؟ "
" بالطبع ! لم ار بحياتي شيئا كهذا من قبل . " قالت وهي
تحبس انفاسها : " انني اعيش قصة خيالية ، لا بد انني
سأصبح برنسس ... اووه ! " صرخت ، اذ ان فنجان ليسنزو
سقط من يده ووقعت القهوة على يدها .
قال متضايقاً : " اسف ، قلة اهتمام مني . ماذا كنت تقولين ؟ "
اخذ محرمة من جيبه المطرزة بأحرف اسمه واخذ ينشف
يدها . اخذت المحرمة منه ونزعت القهوة عن يديها وعن
الطاولة امامها ووضعتها جانباً : " لقد نسيت ، انني مشتتة .
لا اعلم ... "
قال مقاطعاً : " برنسس ؟ "
ابتسمت : " اه ، نعم ! لنفكر قليلاً ، هذا أمر غير معقول . انني
اشبه كثيراً سندريلا ، اليس كذلك . امضي بعض الساعات في
اماكن رائعة قبل ان تعود الى تنظيف الصحون ؟ "
قال بخشونة : " انا لست أمير الاحلام . "
" هذا صحيح . لو انك اقصر قليلاً ، كنت اخطأت بينك وبين
عبد فقير . " تحرك فمه قليلا ، فتابعت وعيناها تشعان
بالنصر : " ىه ، اضحك وخلى عن هذا المظهر . "
فجأة ، انفجر ضاحكاً ، وبدا وجهه سعيداً ، وقال وهو يقهقه
: " ايتها الماكرة الصغيرة ، كم هو أمر صعب ان ينظر اليك
المرء كعدو . "


112 قناع من الخداع


قالت بحرارة : " اتمنى ان لا تفعل . فأنا لست كذلك . لقد
تخليت عن تحفظك تجاهي . مثل الثلج المتساقط على بيزا . "
سمعت بالخارج دقات الساعة معلنة تمام الساعة الثانية
عشرة ظهراً .
تنفست بعمق ، ثم قالت ووجهها يشع بقوة : " اشعر ... اشعر
وكأنني قد انتقلت الى عالم آخر . "
سألها بكسل : " هل يعجبك ذلك ؟ يبدو انك سعيدة جداً بهذه
الاجواء . "
قالت بحماس : " انني اشعر بالسعادة في اي مكان . " رفعت
عينيها اليه بثقة وحزن : " الامكنة ليست مهمة ، فقط الناس .
انني اشعر بالسعادة حقا عندما يكون بجانبي اشخاص
احبهم . حتى بدون مساعدتك سأجد عائلتي . "
تابعت بصوت منخفض : " ولن يزعجني ابداً لو انني اجبرت
على البحث عن كل شخص من ال كورزيني في دليل الهاتف او
ان ادق على مئات الابواب . "
ساد صمت لعدة لحظات بينما حبست ميرديث انفاسها
متأملة . بدا على ليسنزو انه يقرر ماذا ستفعل بشأنها ، علمت
بالتأكيد ان كل شيء ترغب به يتوقف على رأيه وموقفه .
قال على مهل : " نعم ، ستفعلين ذلك . لا احد يستطيع ان يتهمك
بعدم الاصرار . انها تجربة مهمة . لكنك لست بحاجة للقيام
بكل هذه الاعمال . " تابع بجدية : " اعطني القليل من الوقت ،
تحلي بالصبر ، وثقي بي . سيأخذ الامر بعض الوقت ، وهذا ما
اخشاه ، لكنني سأفعل كل ما في استطاعتي لأقنع العائلة ...
بأن عليهم مقابلتك . "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:05 pm

قناع من الخداع 113


الفصل السادس


لم تعد ميرديث ترى كل ما حولها . فقط ترى وجهه الصارم
وعينيه الغامضتين . بعدها بدأت يداها ترتجفان وضعت
قطعة الكعك من يدها ، مدركة ان وجهه مليء بالعواطف
القوية ، على الرغم من الهدوء المصطنع في صوته . تثق به .
هل تستطيع ؟
تنفست بعمق وقالت : " اذاً لقد قطعت الاحجية الاولى . "
ابتسم بحرارة ، ووضع قناعه ثانية : " لا استطيع الاجابة
بعد . "
صرخت بقساوة : " ماذا علّ ان افعل ؟ ان ارفع يدي متوسلة
اليك ؟ "
رفع جاجبيه قائلاً: " وتدفعين كل الاشخاص في فلورين
الى الضحك ؟ ميرديث ... " توقف عن الكلام ليضع يده في
شعره ، ليتهرب عن الاجابة ، لكنه تابع : " ان الوضع في
الحقيقة معقد قليلاً ... "
قالت غاضبة : " لا ، انه ليس كذلك . انك تحاول منعي من
رؤية عائلتي . " استدارت لتحمل المنديل ، وبدون ان تفكر
ناولته اياه وتابعت : " وقد اتخلى عن ذلك ... "
اجاب ببرودة : " اذاً لن تكوني قوية كفاية لتصبحي من عائلة
كورزيني . "
" من يكونون ، رجال عصابات ؟ "
" لقد كانوا كذلك في بعض الاحيان . هل نخرج لنرقص ؟ "



114 قناع من الخداع


فكرت ميرديث بالرفض ، لكنها رأت انه من الافضل الا
نقعل . عليها ان تحافظ على هدوئها وترقص . ابتسمت ،
سترقص معه ، لكن ، فكرت بخوف ، هو ايضاً ، لسؤ الحظ ، لديه
خطة ما ، وعليها ان تصل الى ما تريده .
خرجت ميرديث الى الباحة لترقص معه ، اخذت تتحدث
وتضحك ، تراقب الناس السعيدة والتي حولت المكان الى
زمن من العصور الوسطى . ابتسمت في سرها ، لا شيء يبدو
على حقيقته هنا في الواقع .
" عذراً؟ "
قالت ضاحكة : " اه ، انه دانديني ! "
قال ليسنزو : " انه يريد ان يراقصك ، هيا سندريلا . "
بفرح اخذت ترقص معه ، وتنتقل من راقص الى آخر ، سعيدة
بالرقص على الثلج ، في باحة مزدانة بالألوان المختلفة
الساطعة .
قال ليسنزو بعاطفة صادقة ، عندما عادت اليه بعد فترة
طويلة : " لقد اعتقدت انني خسرتك . "
قالت بسخرية : " يا لحظي ! امير الاحلام ثانية ! " شعرت
وكأنها عادت الى شخص خاص جداً لها . قالت وهي تشعر
بالارتباك : " كدت حقاً ان تخسرني . ذلك الرجل الاخير ... الذي
يضع شعر موزارت ولا يرتدي قناعاً ... اراد ان يأخذني الى
المطعم لكنني كدت أجن من كثرة وصفه للطعام الذي يقدمه . "
اقترب ليسنزو منها ، وقال بخشونة : " موزارت ، انه مليونير
عجوز ويملك افضل المطاعم في فينيس . "
" حقاً ؟ لقد قلت له انه يشبه بائع الحليب في قريتي ، فضحك
كثيراً . "


قناع من الخداع 115



" اتخيل ذلك . لا عجب انه اراد دعوتك . انت جيدة جداً في
التعامل مع الناس ، اليس كذلك ؟ لقد راقبتك تحضرين بريق
الشمس الى وجوه من كان يراقصك . "
سألت بقلق : " راقبتني ؟ " هذا أمر لم تفكر به او انها كانت
حذرة في تصرفاتها . شعرت بالقلق انه كان يراقبها
بالخفاء . لما يفعل ذلك ؟ سألت ، وهي ترفع وجهها الحزين
اليه : " ليسنزو ... انت لم تدعوني هنا للرقص فقط ، اليس
كذلك ؟ "
توقف عن الرقص وقال بجدية : " ميرديث ... انا ... " اسرعت
دقات قلبها من ارتباكه . نزع قناعه ، وببطء نزعت قناعها
ايضاً ، وهي لا تزال تحدق بعينيه ، محاولة ان تقرأ ما الذي
يتردد بقوله .
قال صوت ناعم بقربهما : " سينزو ! اهلاً ! "
رفع جاجبيه بسخرية معتذراً من ميرديث ، وابتسم
بحرارة : " اهلاً كاترينا . " قبل ليسنزو كاترينا المندهشة
بحرارة ثلاث قبلات على خديها . قال وهو يبتعد : " اعذريني
للحظة ، ميرديث . "
بقيت بمفردها ، تتأمل ثوب كاترينا الجميل تحت معطفها
السميك . تبدو ثيابها غالية الثمن . سمعتهما يتحدثان
بالايطالية ، فابتعدت عنهما . بعدها رأت انه قد اصبح
محاطاً بالنساء وهن كلهن يرحبن به بمودة وعاطفة .
مجموعة من الرجال يرتدن ثياباً حريرية انضمت لجمع ،
وهم يسلمون على كاترينا ويدعونها " بالكونتيسة . " شعرت
ميرديث بألم عميق في صدرها .
ابتعدت عن ليسنزو الان ، تسلقت بعض الدرجات واتكأت



116 قناع من الخداع


على احد الاعمدة ، تراقب بهدوء اصدقائه الاثرياء ، مدركة
تماما الهوة العميقة بينهم وبينها . انه صاحب بنك غني ،
جميل ، ساحر . وينتقل في اوساط ارستقراطية ... ولديه
طموح للوصول الى مركز اكبر. كما وانه يمسك مستقبلها
بيديه .
شعرت وهي تقف هناك ، على اعلى الدرج ، تنظر الى شعر
ليسنزو الاشقر اللماع ، انها تقف على مفترق خطير في
حياتها . وهو يعرف ماذا يشمل هذا التغير ، لكنه ليس متأكداً
من أنها تستطيع تحمله .
تنقلت بعينيها حول النساء المجتمعة حوله ، تتحدث معه
بنعومة وترمقه بنظرات حلوة فقط . كاترينا الجميلة كانت
هادئة ، واضعة يدها براحة على كتف ليسنزو وكأنها تتمتع
بحمايته فقط هي ، التي لم تكن تتنافس على الحصول على
اعجابه .
عكست ألسنة من النار قربها المزيد من التوهج على
شعرها الاحمر ، المنسدل على كتفيها . نظر ليسنزو الى أعلى
وكأنه ادرك للتو انها قد ابتعدت ، بدا عليه الذهول وهو ينظر
اليها . تلاقت عيناهما فأمسكت بالحائط بجانبها وكأنها
بحاجة لمساعدة .
لم تعد ترة شيئاً ا عيناه الثاقبتان ، وكأنها قد سمرت مكانها .
ابقى عينيه عليها واخذ يعتذر ممن حوله ، ويسير
باتجاهها . بقيت مكانها تراقب تقدمه عبر الحشد الكبير .
تمتم قائلاً حين اقترب منها : " اعلم ، ان هذا آخر ما اريد
حدوثه ، لكن ما ان نظرت اليك حتى شعرت اني لا استطيع
التفكير الا ان اكون بقربك ... " وتقدم منها ليقبلها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:06 pm

قناع من الخداع 117


همست متعجبة : " ليسنزو . "
" اعلم انني سأندم ، لكنني لم استطيع الا ان افعل ذلك . "
قالت وهي تبتعد عنه : " حان الوقت لتغادر سندريلا
الحفلة . "
تابعت وهي تتكلم بجدية : " انني ذاهبة الى مكتب خاص
بالسواح الان ، لأرى ان كان هناك مكان استطيع البقاء فيه
الليلة . " نظرت حولها فرأت كل اصدقائه ينظرون اليها
بتعجب . فقالت : " اه ، اصدقاءك ! "
نظر اليهم ، ليرى كاترينا تنظر اليه برعب ودهشة معاً .
شعرت ميرديث بطريقة غريبة انها لمحت ومضة انتصار في
عيني ليسنزو .
قال : اه ! " ولم يبد انه آسف على الاطلاق . او ، على الاقل انه
مندهش حتى .
سألت بضيق : " ما الذي تفكر به ليسنزو ؟ "
" انني في مشكلة ، اتسامر مع ... " شتم نفسه وضرب بيده
على جبهته ، لكن قد فات الاوان ، لم يكن هناك من حاجة
لقولها .
اكملت ميرديث بصوت كالهمس : " العدو ؟ " واختفى اللون
من وجهها . " اه ! ما زلت تنظر الي هكذا ؟ ماذا ستفكر عائلتي
بي ... " توقفت عن متابعة الكلام ، وانهمرت دموعها بغزارة ،
نظرت اليه بغضب وصرخت : " انت تحاول ان تسيء
لسمعتي ؟ "
قال ساخراً : " بالرقص معك ؟ "
قالت تتهمه : " بأن تظهرني امام اصدقائك انني ارقص مع
اي شخص لن ترغب عائلتي بالتعرف علي ! ايها الخائن ! كيف



118 قناع من الخداع


تتظاهر أنك تشعر بعاطفة نحوي ؟ بجانب ن تقف ، تكلم ؟ "
اخفض ليسنزو عينيه ، وقال : " مما لا شك فيه اقف بجانب
المصلحة القصوى لعائلتي . "
نظرت اليه ميرديث بمرارة . انه يخدعها ثانية ودائماً ، وهي
تقع بذلك دائماً أيضاً . لكن تصرفه غير معقول . قالت
بغضب : " توقف عن المراوغة ! اجبني ، ليسنزو ! اجبني بصدق
ولمرة واحدة ، هل تستطيع ؟ " راقبته يبحث عن الاجابة ،
ازداد غضبها لأنه افسد عليها فرصة قبولها من عائلتها .
قال ، وكأنه يتهرب من السؤال : " صدقاً ؟ "
قالت بيأس : " نعم ! انت لا تعرف هذه الكلمة ؟ ما الذي تحاول
ان تقوله ؟ "
قالت كاترينا بحدة ، مقاطعة ميرديث : " سنزو ! "
قال : " ليس الآن ! "
اجابت كاترينا بغضب : " كيف يمكنك ؟ أين اتفاقنا ... "
تابع بغضب : " اعلم ، اني اسف . انني قط قد سئمت من ... "
صرخت كاترينا بحزن : " انك تلعب بمصيري ! "
اجاب ليسنزو بهدوء : " وانتم جميعاً تتسلون مصيري ، مرة
واحدة فقط ، لتمنى ان افعل ما اريده . احب ان ... "
قاطعته بسرعة : " لا يمكنك ان تتخلى عني ! انني بحاجة لك ! "
قال ليسنزو وكأنها لم تقاطعه : " تينا ، عزيزتي ، ربما حان
الوقت ... "
وضعت ميرديث ذراعها حول كتفي الشابة بعطف ، وقالت
الى ليسنزو : " ايها القاسي ! انت لا تستحق فتاة صادقة ! هل
كاترينا صديقتك ؟ "
" لا تعليق . "


قناع من الخداع 119

شدت على شفتيها بقوة ، وقالت : " يجب علي ان اصفعك ، لقد
كنت تسامرني وتراقصني بينما كانت تراقبك ؟ اه ! انا احتقر
الرجال الذين يتلاعبون بعواطف النساء . تصرف بطريقة
جيدة ، ليسنزو ! "
قال بهدوء : " تذكري ما قلته لك . لا شيء كما يبدو . ولا يمكنك
ان تأخذي اي شيء اقوم به بجدية . امور كثيرة تجري امامك
وانت لا تعرفين شيئاً عنها ... "
قالت ببرودة : " وانا لا اريد ان اعرف ، اذا كان يشمل
تصرفك بحقارة مع صديقتك . "
قال بغضب : " لا ... تباً . هذا وضع مستحيل ! "
قالت بحرارة ، وهي تشعر بخيبة أمل ان ليسنزو يفتقد
حس المسؤولية : " لا شيء مستحيل ، وبدلاً من ان تقوم
بالالاعيب معنا ، عليك ان تواجه مسؤوليتك وتتقبل نتيجة
اعمالك ... "
اجاب غاضباً وبحدة : " انا لا العب مطلقا ! هذه حقيقتي ! لا
اقوم بشيء الا التفكير باعمالي . فالاعمال تحكم حياتي ... "
" ليس هذه المرة ، انت لا تفعل ذلك . " لامست شعر كاترينا
بلطف . لم تفكر بنفسها ، فكاترينا تعرفه وتحبه قبلها ، وهذا
أمر واضح . " ايها الشرير ! يجب ان تسجن ، كما فعلوا
بكازنوفا . انظر كم هي تعيسة بسببك ! عليك الان تهدئتها وان
تسوي ك الخلافات بينكما . " نظرت اليه بتحدٍ صارخ وكأنها
تتحداه ان فعل العكس . "
" حسناً ، لن اجرؤ على رفض ذلك ! "
اجابت غاضبة : " ما كنت تجرأت على ذلك لو كنت مكانك . "
ابتسم ليسنزو بنعومة ، عيناه دافئتان ومشعتان بالحب ،



120 قناع من الخداع



قال بنعومة : " ه دائماً تخوضين المعارك من اجل من تظنين
انهم اضعف منك ؟ "
احست بألم شديد من رقة صوته . لكنها نظرت الى كاترينا
الحزينة وقال بهدوء وكبرياء : " اذا كنت حقاً سيداً ، عليك
الاهتمام بكاترينا . "
قال باهتمام : " وانت ؟ "
رفعت رأسها غاضبة وقالت : " لقد جرحت كبريائي . لكنني
سقطت على الارض مرات عدة واعرف كيف انهض بمفردي .
اهتم بها . فهي بحاجة لك اكثر مني . " ودفعت كاترينا نحوه .
متعجباً ، شم كاترينا ليهدأ من حزنها ، لكن عينيه لم
تفارقا وجه ميرديث الذي بدا الحزن عليه على الفور ، قال
بلطف : " يبدوا انك قادرة على التضحية بما تريدينه لمصلحة
الاخرين . "
قالت متلعثمة : " لا اعلم ما الذي تقصده . "
قال ، وهو ينظر الى عينيها : " انت تتحدثين عن الخداع ، ومع ذلك
تخدعين . " ابتسم عندما رفعت رأسها بعناد ، تابع بنعومة : " عودي
الى شقتي . سأجد مكاناً آخر للبقاء فيه هذه الليلة . "
شعرت ميرديث بغصة وهي تفكر بليسنزو وكاترينا معاً ،
قالت ، وهي تتمنى لو انها لا تشعر بكل هذا السوء : " حسناً ،
اوافق على عرضك . " ابتعدت عنهما وهي تفكر انها فقدت كل
أمل بمساعدته لايجاد كورزيني ، تنهدت بعمق وألم .
" ميرديث ! "
كان ليسنزو بقربها على الفور ، نظر اليها وكأنه حبيبها ،
ابتعدت عنه ، غير قادرة على تحمل عذابها . فهو يسيء اليها
بتظاهره الحب لها بسهولة وبعفوية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:06 pm

قناع من الخداع 121

قالت وهي تسيطر على شعورها : " انني ابكي لأنني لا
استطيع التفكير انني لن اجد عائلتي ، وليس بسببك . "
قال بقلق : " لم اتخيل ابداً ذلك ، ابقي في شقتي لعدة أيام
وتمتعي بوقتك واحضري ما شئت من الكرنفال . خذي هذا
هو المفتاح . "
اتسعت عيناها وهي تمسك المفتاح منه . امسك بيدها ،
وكأنه لا يريد ان يدعها تذهب . قالت بسرعة ، وهي مدركة
لنظرت كاترينا عليهما " دعني اذهب ، ولا تقف هنا طويلاً . "
بدا عليه التوتر ، وقال : " فقط للحظة . هل انت بحاجة للمال ؟ "
رفعت رأسها بكبرياء : " لا ! لا اقبل المال من احد . "
قال بهدوء : " كما تشائين ، لكن اذا كنت تريدين شراء طعام
رخيص ، اذهبي الى بيزا او تراميزني . لا تشتري الطعام من
أماكن قرب سان ماركو واقترح عليك التنقل بغايورتي ،
والتي هي رخيصة ... "
قالت بعصبية : " شكراً لك ، انا لست حمقاء بالواقع . لقد
اشتريت دليل سياحي من المكتبة . سأتدبر أمري . "
قال : " سأقوم بكل ما استطيعه فيما يتعلق بآل كورزيني . "
لم يكن الامر مهم ان صدقته ام لا . فربما كان يتظاهر انه
يريد مساعدتها لينقذ موقفه امام كاترينا او ربما ليؤثر فيها
لشدة لطفه . مهماً كان السبب ، لم يكن هناك شيء تستطيع
القيام به ، غير الامل . ابعدت عينيها عنه وسارت بين احشد
الكبير ، وكل ما ترغبه هو ان تبعد اكثر مسافة ممكنة بينها
وبين ليسنزو .
فكرت بقلق لقد وصلت الى لعبة الانتظار الان . واذا كانت
ستبقى هنا فعليها الخروج لشراء الطعام . ابتسمت على مهلٍ ،


122 قناع من الخداع



عليها العودة الى طبيعتها . فالحياة تستمر ، مهما جلبت معها
من خيبات أمل . في هذا الوقت ستتعرف على فينيس فهذه هي
مدينة والدها ، بالرغم من كل شيء .

***
لم تنجح تماماً بنسيان ليسنزو ، على الرغم من كل
الحماس والجمال في الكرنفال . ملأت ايامها ولياليها
بأعمال كثيرة ولم تكن تنم الا ساعات قليلة ، شاعرة بخيبة
أمل لأن ليسنزو لم يتصل . لقد افتقدته كثيراً ، وهذا ما
اعترفت به بحزن .
وفي يوم السبت ، قبل ان ينتهي السواح من تناول الفطور ،
سارت وهي تشعر بالدفء نحو ساحة سان ماركو ، اغلقت
الدليل الذي في يدها على الفور فقد طرأت على بالها فكرة
بسرعة فالشك ما زال يزداد كلما استمرت بالعيش في تلك
الشقة .
لم تكن تلك شقة ليسنزو . والشيء المميز اكثر . ان لا احد
يعيش هناك لأن المياه لا تصل الى المطبخ . وهذا يفسر كيف
انه لم يكتشف زر النور عندما وصلا . يبدو ان الخداع طريقة
للعيش بالنسبة اليه .
" ميرديث ! تعالي ! "
تجمدت اوصالها من سماع صوته . قالت عندما
رأته : " يا للحظ الجيد ، امير الاحلام يعود ثانية ! " نظرت بدهشة
نحو ثيابه . كان يرتدي جاكيت مطرزة ومذهبة مع حذاء
طويل كبارون في القرن الثامن عشر ، قالت : " اشعر وكأنني
ارتدي ثياباً بالية . "
قال ضاحكاً : " للأسف ، انت كذلك . "




قناع من الخداع 123


نظرت الى البعيد وهي تريد ان تسأله عن الغموض الذي
يلف الشقة ، عندما رأت مجموعة من الاطفال في ثياب رائعة
وحولهم عدد من الاهل . عادت الرقة الى وجهها على الفور .
وهي تشعر بالعاطفة القوية نحوهم .
عندما استدرات لتسأل ليسنزو ، شعرت بغصة من
الاحساس الرقيق الظاهر في عينيه . بعد لحظة ، نظر اليها
وهو يبتسم بحرارة وفرح ، وحبه الشفاف للاطفال قد هزها
بقوة .
قال بنعومة ، وهو يشير الى مقعد بجانبهما : " لقد اتوا
للمشاركة باستعراض الاطفال ، إنهم جميعاً من دار الايتام
الذي كنت فيه . "
سألت باهتمام : " كم كان عمرك ، عندما حضنتك عائلتك ؟ "
قال وهو يشير الى احد الاولاد ، الذي كان فخوراً بزيه
المذهب : " كنت في الرابعة من عمري ، وشعرت على الفور
بالمسؤولية . "
قالت وهي تتنهد : " كم هو جميل ، اه ، انني حقاً افتقد
الاطفال في دار الحضانة . "
" لقد تخليت عن شيئ تحبينه كثيراً من اجل الاهتمام بجدتك ،
اليس كذلك ؟ "
قالت : " كانت جدتي بحاجة لي . فكيف لي ان اختار ؟ "
اجاب : " شابت كثيرات بعمرك كنّ قد فعلن العكس تماماً . "
اثار انتباهه الحركة القوية التي قام بها الاطفال عندما
اسرعت فتاة صغيرة بملاحقة حمامة ، كانت ترفع يديها
الصغيرتين في الهواء ووجهها مليء بالفرح ، بدا عليه وكأنه
سيضم الطفلة اليه .




124 قناع من الخداع



سألت ميرديث بحرارة : " انت تحب الاطفال كثيراً ، اليس
كذلك ؟ "
قال بحذر : " نعم ، احبهم . " كن من خلال صوته الجاد احست
بالشوق في صوته وتمنت لو تستطيع ان تكسر كل الحواجز
القائمة بينهما لتصل الى نفسه الحقيقية ، تابع : " اعتقد ان هذا
جزء من شخصية كل ايطالي . " نظر الى وجوه الاطفال ، وبدأ
يتكلم وكأنه يعبر عن عاطفته : " انهم جميعاً ابرياء ، لا مشاكل
لديهم ، ويتقبلون العالم كما هو ويسعدون دائماً . عندما
يضحكون يفعلون ذك بفرح حقيقي . مثلك تماماً . "
ارتجفت عيناها ، هل يمدحها ؟ قالت : " اعلم انني
ساذجة ... "
قال مصححاً لها : " بريئة ، نقية . حتى الان . "
قالت تتحداه : " حتى الان ... هل تعتقد انك تفسد براءتي . "
قال : " قد افعل . "
قالت بحزن : " يجب ان تحاول ان تكون مثل هؤلاء الاطفال
الذين تحبهم ، بدلاً ان تكون مخادعاً . تلك ليست شقتك ، اليس
كذلك ؟ "
اجاب بحدة : " لا . م اتوقع ان السيد ميرديث وليمز سيبقى .
لذلك جهزتها بسرعة واستمريت في التظاهر انها بيتي لأنني
لم ارد ان يعرف اين اعيش ؟ "
" واين تعيش ؟ "
" سآخذك الى هناك . "
قالت غاضبة : " لا ، شكراً . "
" اذن ، اسمعي اخباري الجديدة . "
امسكت بكم جاكتته . وقالت محاولة ان تسخر ، لكنها كانت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:07 pm

قناع من الخداع 125


مضطربة اشد الاضطراب : " ليسنزو ، هل اقنعت عائلتي انني
لست برأسين ولا ذيل لي ؟ "
قال على مهل : " لقد حدثتهم عنك . المعارض الاساسي هي
أم كورزيني . انها تكرهك بشدة . "
سألت ميرديث وهي تدفع شعرها الى الوراء : " لماذا ؟ "
حرك ليسنزو شفتيه منتقداً : " من البداية ، كانت مخطوبة
لوالدك الذي تخلى عنها . وكاتفاق شرف ، قرر انه يجب ان
تتزوج من لوغي اخ والدك . "
قالت مستفهمة : " لدي عم ؟ "
قال بضيق : " كان لديك عم . قد مات ، مات وهو حزين من
والدك لأنه اجبره على الارتباط بزواج مدبر . "
قالت تدافع عن والدها : " هذه لم تكن غلطة والدي . "
رفع رأسه وهو ينظر اليها بقوة : " كان مسؤولاً عن اعماله ،
لقد اختار أمك على واجباته . " تذكرت ميرديث والديها
واحست بشوق قوي لهما .
قالت غاضبة : " قالت امي انهما تقابلا في الجامعة ... "
" هذا صحيح كان انطونيو يدرس ادارة الاعمال هناك .
وكانت امك تمثل في مسرحية بالقرب من الجامعة . وعندما
رآها تعلق بها على الفور ، لكنها رفضت ان تترك وطنها . "
قالت : " وهكذا كان ابي مجبراً على الاختيار بين أمي ، وبين
خطيبته وفينيس . " لمعت عيناها من مجرد التفكير بقوة
الحب وقدرته .
انفجر ليسنزو غاضباً : " كان هناك مسؤوليات جمة عليه
تحملها ، كالأبن الاكبر في العائلة . هناك واجبات اهم بكثير
من تلك التي كانت لخطيبته . "



126 قناع من الخداع



قالت بهدوء : " تابع ، اريد ان اعرف كل شيء . "
" شعرت العائلة بالعجز عندما عاد والدك ليقول انه
لا يستطيع العيش بدون أمك . تلك ... الممثلة ، تلك المرأة في
المسرح . "
قالت ميرديث معترضة : " م تكن أمي تهتم للمال مطلقاً ، مع
انني استطيع ان افهم موقف والديه ، وكم احسوا بالأسى
لخسارة ابنهم ... انه لأمر مريع . "
قال ليسنزو : " اتحاد العائلة أمر مقدس . "
اجابت : " كل شخص يرى الامور من وجهة نظره ، كان ابي
يبحث عن الحب ولم يرد التخلي عنه . قد تجد من الصعوبة ان
تصدق ان هناك شخص يرفض ما تحلم به دائماً . "
قال : " انك على حق . وانت تفهمين الناس جيداً ، اليس كذلك ؟
ونادراً ما تدينين . على العكس ، تحاولين ان تفهمي لما فعلوا
ذلك ، وكل تفكيرك مرتكز على الحب والعاطفة . "
تأثرت ميرديث من النعومة في صوته . كانت تحاول جاهدة
ان ترى الوجه الجيد في شخصيته ، وبالنسبة لشخص مغرور
ربما تكون هذه هي المجاملة الوحيدة التي يقولها لها .
قالت : " احاول ان اضع نفسي مكانهم . تخيل العذاب الذي
كان يعيشه ابي ، وهو يعم انه من المحتمل ان لا يرى فينيس
ثانية . "
" قد عاد مرة واحدة اعتقد عندما وضع تلك الاغراض في
صندوق الامانات . "
قالت بعاطفة : " انني اعرفه ، اتوقع انه اراد ان يتخلص من
كل شيء يذكره بابتعاده عن عائلته . لا عجب انه كان يبدو
احياناً شارداً . ما الذي جعله يعود تلك المرة ؟ "





قناع من الخداع 127



قال بحزن : " موت شقيقه . لقد كان لوغي في الواحد
والثلاثين فقط من عمره . كان يمتطي الخيل وسقط عنه
ميتاً . "
تنهدت : " كم هو أمر محزن ، هل لديه اولاد ؟ " ارتفع صدر
ليسنزو متنهداً وكأنه متأثراً جداً على خسارة ال كورزيني ،
وهذا ما أثر فيها كثيراً ، قالت : " اه ، طبعاً . " تابعت وهي
تضحك : " بالطبع لديه اولاد . بما ان لوغي قد مات ، فلا شك ان
ابنه من كتب الرسالة الى جدتي ، يطلب منها ان تعيد المفتاح
لصندوق الامانات . انه كورزيني الذي سأقابله . "
" استنتاج جيد ، نعم ، هو كذلك . " وتابع فجأة : " هل تحبين ان
تشاهدي اين كان يعيش والدك ؟ "
شدت على ذراعه بقوة واختفى القلق من وجهها على
الفور : " احب كثيراً . " فكرت للحظة بالمرأة الحزينة التي
هجرها والدها فقررت الاختيار الثاني المناسب لها . لم تكن
لتفعل ذلك هي مطلقاً . نظرت اليه وقالت : " خذني الى هناك ،
بسرعة . "
قال بضيق : " احضري امتعتك ويمكنك البقاء هناك طالما
انت في فينيس . "
فرح عميق لمع في عينيها : " هل تسكن فيه ... عائلة
كورزيني ؟ "
" ستقابلينه . "
شعرت بسعادة عميقة في داخلها ، قالت بحرارة : " شكراً لك ،
شكراً لك لأنك صدقتني ، لأنك اعطيتني فرصة . قد حضرت
لي هذا اللقاء ولا يمكنني ان اشكرك كفاية . انني سعيدة جداً
لأنك فعلت الانسب ... "





128 قناع من الخداع



عاد التجهم السابق الى وجهه وكأنه رأى ان امتنانها غير
مريح . قال : " هيا اذهبي ، احضري امتعتك وقابليني بجانب
منحوتة الاسد في بازيتيا هل تعلمين اين ؟ "
قالت ، محاولة ان تهدأ نفسها : " الاسد المجنح في فينس ،
انت تعلم . انني اتعرف سريعاً الى معالم المدينة . ابرستو . "
قالت ذلك وهي تبتسم بسعادة .
لم يرد عليها ، فأسرعت الى الشقة لتضع ثيابها في
الحقائب ، وعادت ادراجها بسرعة لتجد ليسنزو يسير ذهاباً
واياباً بجانب الاسد المجنح ، بدا علي الغضب . فسارت ببطء ،
وهي تفكر ان ليسنزو يسيطر على كل الوضع . فتحقيق
احلامها كلها امام عينيها مع ذلك لديه القدرة على تدمير كل
شيء .
قال بحدة : " لنذهب الى قناة باغليا . " وسار نحو جسر
مصنوع من الاغصان حيث هناك الكثير من القوارب الآلية .
انحنى ليسنزو ليتحدث مع صاحب احد القوارب .
بينما كانت تنتظر ، اخذت تحدق بحزن في جسر التنهدات
الذي يبعد مسافة غير بعيدة عنها وفكرت بالسجناء الذين
قضوا حياتهم في السجن ، وهم ينظرون للمرة الاخيرة الى
كل هذا الجمال في فينيس .
ارتجفت من الخوف على الرغم من حرارة الشمس
المشرقة .
" هيا اصعدي . "
قال بسرعة : " لقد اخبرتك الى منزل كورزيني . علينا ان نقطع
البحيرة . اسرعي فالقوارب الاخرى تريد ان تنق المسافرين . "

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:08 pm

قناع من الخداع 129


تابع بغضب فجأة : " تباً لك ، اذا كنت لا تثقين بي اذن عودي
الى بلادك ! لا تأتب ! استطيع العيش بدون كل هذا التعب . لدي
الكثير من الاعمال ... "
سألت : " لديك اكثر من عمل واحد ! "
قال ساخراً : " انني اقوم بدور حاضنة الاطفال . الم تلاحظي
ذلك ؟ "
توقفت ميرديث عن الحركة ، فهي لم يعجبها ما يقوله . فإن
كان هو يقوم بدور حضانة الاطفال ، فلا بد أنها الطفل
المشاغب ، لكنها لم تجرؤ على الرد عليه . عليها ان تلطف
الامور بينهما . قالت بهدوء : " انني آسفة لأنني اغضبتك .
واسفة لأنني استغل وقتك الثمين ، لكن انظر الى الامر من
الناحية الايجابية . ما ان تجمعني انا وكورزيني يمكنك ان
تتخلص من رؤيتي الى الابد ، اليس كذلك ؟ "
قفزت الى القارب المطلي ، الذي يقوده بحار بزي خاص ،
محاولة ان لا تفكر بالوقت الذي سيخرج ليسنزو فيه من
حياتها . فهي لا تريد ذلك ، قد اصبح مهما لها كالتنفس ، على
الرغم من غموضه .
قال ليسنزو كلمات بالايطالية الى صاحب القارب ، وامسك
بالمقود وكأنه يريد ان يتولى القيادة بمفرده .
لم يسعدها ذلك ، لكن لا قدرة لها على الاعتراض . ساعدت
ميرديث صاحب القارب ليضع حقائبها الرخيصة وكأنها
حقائب نادرة وشكرته بإبتسامة . فتح الرجل فمه لكن ليسنزو
كلمه بالايطالية فشعرت ميرديث انه يطلب منه ان لا يتكلم معها .
تمتم ليسنزو بالايطالية : " شكراً كثيراً ، بيانتو . " وهو يأخذ
من يده مفتاح المحرك .


130 قناع من الخداع



" شكراً ، أمير . "
تنهد ليسنزو بضيق وبدا على البحار انه شعر بالندم ، لكنه
ترك القارب قبل ان تفكر ميرديث بما سمعته . امير ، شعرت
بالغضب ، بينما ادار ليسنزو المحرك وخرج من موقف سانت
مارك وكأنه في سرعة قصوى .
أمير !
تذكرت كيف رفع رجال القوارب قبعاتهم عندما مرّ بهم
ليسنزو ، نعم ، انه أمير . حدقت بعينيها الزرقاوين الى وجه
ليسنزو . الكبرياء واضح في كل ملامح شخصيته . فكرت
بالطريقة التي يصدر فيها الاوامر ، وكيف حظي بالاحترام
لمجرد وصوله الى فلورين ، ومع ذلك يقول انه عاش يتيما
وقد ربته عائلة . كم هو أمر غريب .
قالت بصوت عال طغى على صوت المحرك : " انت امير ! "
نظر اليها بعينين غامضتين بعدها رسم ابتسامة باردة
على شفتيه وقال : " نعم ، انا أمير . " بسرعة تمكن من ان يمر
بين عدة قوارب .
كان معطفه الجميل يعكس الواناً على وجهه الغاضب .
لمحت ميرديث بريق خيوط الذهب في معطفه ، فكرت بحزن ،
بالطبع ، ماذا يرتدي الامراء غير ذلك ؟
سألت بتعمد : " كم مزيد من الاسرار لديك بعد ؟ "
تمتم : " الالاف . لحسن الحظ ان صاحب القارب لا يعرفها
كلها . "
قالت ترد عليه : " ليس هذا الموضوع للسخرية . انت
تقودني الى مفترق خطر في حياتي ! وكلما اقتربت اكثر ،
تهاجمني اسرارك . ما هو الامر المهم كي تخفي لقبك عني ؟ "




قناع من الخداع 131



" انني اكره المظاهر الخادعة . "
قالت بعنف : " لن تحصل على ذلك مني . فالأمير ليس اكثر
من لحم ودم كغيره من البشر . " تطلع اليها بعينيه
الغامضتين ، مما جعل دقات قلبها تتسارع فكل ما فهي
يجعلها تشعر بالاضطراب قالت لتخفي اضطرابها : " انني
اتأثر بالناس ، وليس بالألقاب . "
برم شفتيه مستفهماً ، وقال : " هذا ما فهمته . "
" اذاً كل ذلك الكلام عن كونك فقير وانك عمت لساعات
طوال كل يوم هو مجرد اقاويل ، تجعلني اشعر بالاسف
نحوك ... "
قال بسرعة : " انتظري لحظة ! لم يكن الامر مطلقاً .
وهذه عي الحقيقة . لقد كانت عائلتي تعاني من الفقر المدقع
طوال فترة شبابي ، والرخاء الذي تعيشه اليوم يعود الى
مجهودنا القوي . اقسم لك . "
قالت وقد خف غضبها ، فأي رجل يرق صوته عندما يذكر
اسم عائلته لا يعقل ان يكون سيئاً : " اشرح لي ، لا بد ان هذه
ستكون اغرب قصة للثراء السريع قد اسمعها في حياتي . "
حرك نفسه ليتمكن من موازنة القارب ، وقال بقلق : " ردة
فعلك مريحة ، حتى انه لا يثيرك الشكوك . "
شعرت بالراحة ، لأنه لم يبد عليها الارتباك ، حتى ولو
احست بالشك من لقبه ، ومنه ايضاً . فهو يقود القارب ، بقدرة
قوية ، وهي متعجبة كيف يتحرك بين الالات المتحركة
وعيناه تشعان بقوة .
قالت تذكره بلطف : " لكنك لست أميراً حقيقياً ، فأنت لم تولد
أمير . "



132 قناع من الخداع


ارتجف القارب بين يديه لأن المقود ضرب بمحرك
السرعة . قال موافقاً : " نعم ، لم اولد أمير . كان علّي ان اتعلم
كيف يتصرف الامراء . لق مرّ وقت طويل قبل ان أشعر ان
اللقب اصبح من حقي . " برم شفتيه متذمراً : " لا احب ان
يذكرني احد ان ليس هناك اية صلة دم بيني وبين عائلتي . "
قالت : "انه لأمر جيد ان يتذكر الانسان حياته الاولى . كما
وانك لم تفكر ابداً ان لدينا ذات الاصل المتواضع . لابد انهم
فخورون جداً بك . هل هي عائلة قديمة ؟ "
قال بصوت مليء بالكبرياء : " منذ القرن الثاني عشر .
ولديهم دم صافٍ يكفي لحكم امبراطورية فينس بأكملها .
كما ان اسم العائلة قد نقش في كتاب من ذهب ، وهو يعود الى
القرون الوسطى ، وللأشراف فقط . "
" انها حقاً قفزة متنوعة ، من ميتم الى المجتمعات الراقية .
لا يعقل ان يكون الامر سهلاً منذ البداية . " تخيلت الطفل
ليسنزو يقوم باستعراض في بيزا في معطف مذهب وحذاء
لماع في سنة ، بعدها يجد نفسه يعيش حياة اسطورية في
السنة التالية .
" كنت صغيراً . يستطيع الاطفال التأقلم والتعلم بسرعة ،
بينما يجد البالغون الامر صعباً . "
قالت ببطء : " نعم ، لا بد ان التغيير صعب . "
فكرت ، كيف يمكنها ان تكون غبية هكذا . فكل ما فيه يدل
على مدى ثقته بنفسه ، وسيطرته على كل ما يقوم به .
قالت بلطف : " اعتقد ان عائلتك التي حضنتك لم يكن لديها
اطفال ، ولقد كانت بحاجة لمن يحمل اسم العائلة واللقب ،
ولتمنع اي قريب من ... "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:08 pm

قناع من الخداع 133


قال ليسنزو بسرعة : " نعم ، اراد والدي ان يرثه شخص
يعرف جيداً فينس وتعلم ادارة الاعمال ، شخص يمكنه ان
يستحق المركز . "
قالت : " بكل هذه الاهمية ؟ " وشعرت بالهوة الواسعة بينهما .
الان اصبحت تعرف لماذا كان يتحدث مع الكونتيسة .
تنهدت بقلق : " نعم ، لدي المال والمركز والقوة . هل هذا يؤثر
فيك ؟ "
نظر اليها بعينين ماكرتين ، وشعرت على الفور بما يفكر
به ، قال وقد خاب ظنه : " انك مثل الباقيات ، قد قمت بالقرار
المناسب . "
قالت بتوتر : " ما الذي تعنيه ، ليسنزو ، الى اين تأخذني ؟ اه ،
ارجوك . لا تسبب الاذى لي ! "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:09 pm

الفصل السابع


134 قناع من الخداع
الفصل السابع

بهدوء تابع ليسنزو سيره ، موجهاً القارب الى الامام
ومبتعداً من ساحة جيورجيو . اخذت ميرديث تنظر بقلق الى
البحر امامها والى فينيس وراءها . الابراج القديمة
والقصور العالية تترآى لها من بعيد من ضباب الصباح
الكثيف . كان الهواء يتلاعب بشعر ليسنزو الاشقر ليبعده عن
جبهته ويبرز التصميم القاسي في ملامح وجهه .
زاد سرعة القارب اكثر واكثر ، ليمر بين جسرين من
الخشب . اخذت الناس تلوح له وتصرخ ، كنه بدا وكأنه لم
يلاحظ وجودهم .
صرخت ، ما ان بدأ القارب يتأرجح بهما : " خفف السرعة !
ما الذي تفعله ؟ "
بدا وكأنه يحاول ان يسيطر على غضبه . ومررت
ميرديث يدها على شعرها الرطب ، وهي تفكر ما سبب
تصرفه هذا .
قال : " لو انني بكامل قواي العقلية ، لكان يجب ان ارميك في
عرض البحر . "
شعرت ميرديث بضعف في قدميها ، فقدت توازنها ، لكن
ليسنزو اسرع ليمسك بها ، ويدفعها نحو مقعد القارب حتى
تستعيد توازنها .
همست : " انا لا اشكل اي تهديد ، اعتقد ان جدتي قد طلبت
المال لأنها تعتقد انني املك الحق بذلك ، لكنها فعلت ذلك



قناع من الخداع 135


بسبب حبها ي وبسبب اليأس من شدة الفقر الذي نحياه ...
رأيها بذلك تحقيقاً للعدالة . "
قال وما زال الغموض يلف وجهه : " ما زلت مخلصة . "
قالت وهي تتجنب نظراته المتفحصة : " قد كان عملها
خاطئ ، لكن ابن عمي اصبح يعرف ذلك الان ، وربما انه ابن
عمي ليوغو ، فهو الوريث الوحيد وانا لا اريد شيئاً . لقد انتهى
الابتزاز ، يمكنه ان يتأكد من ذلك . "
تمتم ليسنزو بالرغم عنه : " اتمنى لو ان الامر كذلك ! "
قالت باصرار : " انه كذلك ! انه لا يستطيع ان يكرهني بسبب
تصرفات جدتي بينما كل الذي اريده ، ان اشعر بالانتماء الى
عائلة ، ومعرفة ان هناك اقارب لي . "
شعرت بلمسة اطراف اصابعه على جبهتها ، فرفعت عينيها
اليه ، وقال بصوت متأثر : " اذا كانت أمك بنصف جمالك ،
وربما لديها نصف قدرتك على الاقناع ، استطيع ان افهم كيف
كان لوالدك القدرة على التخلي عن كل شيء من اجل البقاء
معها . "
همست : " لا تقل هذا ، لا تغازلني ، تذكر كاترينا . "
اوقف القارب بجانب احد الاعمدة ، ثم عاد الى ميرديث
الحائرة لينظر اليها بتفكير . قال وهو يمسك وجهها بيديه :
" أمر مثير ، قد اصبح لدي خيار الان . "
ارتجفت عيناها بحذز لا يعقل ان يقصد الاختيار بينها
وبين كاترينا . نظر الى البعد وتجهم وجهه ، ارتجفت ، خائفة
من النظرة القاسية في عينيه . تنفست قائلة : " لا تقتلني ! ليس
الان بعد ان اصبحت قريبة جداً من السعادة ... "
لمعت عيناه من الغضب ، فابتعدت عنه بسرعة ، تنهد بعمق




136 قناع من الخداع



ليسيطر على غضبه لكن ظهرت عظام يديه لتظهر مدى
انفعاله . رغم ذلك ابتسم وقال بنعومة : " انت تخافين مني ،
لكن اسلافي توقفوا عن اغراق اعدائهم منذ زمن طويل ، انا
استعمل وسائل مختلفة لأجعل الناس تفعل ما اريده . "
عضت على شفتيها ، لقد كانت كالنعجة التي اصطادها
الذئب . انه من فينيس وهو من سلالة حكمت العالم لقرون
طويلة .
" مثل ماذا ؟ "
" اعتقد انك تعرفين . "
شعرت وكأنها تجمدت . التقت عيناها الزرقاوان بعينيه
الغامضتين ، لقد كانت نكرة ... مشكلة لا رغبة له فيها ، ماذا
يريد ان يفعل بها ؟ حاولت ان تبتعد عنه ، كنه ضحك وهو
يقترب منها اكثر . لقد كانا بمفردهما في ذلك الصباح .
شعرت وكأنها سقطت في بحر من الثلج .
على الرغم من مخاوفها ، رفعت رأسها بكبرياء ، ليتطاير
شعرها الاحمر ثم قالت بقوة : " من الافضل ان تقول لي ماذا
تريد . "
همس : اريدك ، واريد كل شيء معك . "
ارتجفت ميرديث من الصدمة ، قالت بيأس : " انت تعلم انه لا
يمكنك الحصول علي ! "
قال بثقة : " اعتقد اني استطيع . "
ابتعدت عنه ، متضايقة من كبريائه الوقح انه يستطيع
الحصول على كل ما يريده لأنه امير من فينيس .
تذكرت كاترينا ، فقالت بغضب : " هل هكذا يستغلون الامراء
سلطتهم ومراكزهم ؟ انك ترتدي كارستقراطي من القرن الثامن




قناع من الخداع 137


عشر ، فلا تتصرف مثله ! " لمعت عيناها وهي تتابع : " انت تتكلم
عن قدرة الاختيار ! وانا اختار من أحب . لا رجل ولا أمير ، لديه
الحرية في التقرير عني . كما ان كاترينا تحبك ... "
" لا ، وأنا بالتأكيد لا احبها . مغفل من يفكر بها عندما يكون
بقربك . "
" لقد ... لقد تكلمت عن اتفاق بينكما ... ماذا كانت تقصد
بذلك ؟ "
قال : " هذا لا يعنيك . "
قالت منذهلة : " انه زواج مدبر بينكما ؟ زواج بدون حب ؟ اه ،
ليسنزو ، انت تخيب أملي ! " وتابعت برعب : " اذا كنت تريد
المال ... "
قال ساخراً : " ه تعرضين على اموالك ؟ "
" انت تعلم ان لا مال لدي ... "
ضحك ضحكة صغيرة : " لديك كنز صغير كما انك تملكين
القناع والسفينة . "
سألت متوترة : " ما الذي تقصده ، القناع والسفينة ؟ "
قال ، وهو يراقب ردة فعلها بقوة : " انهما يساويان ثروة
طائلة . "
ابتسم ببرودة ، عندما رأى الصدمة على وجهها : " انهما من
العصور الوسطى . فعائلة كورزيني كانت تتاجر بالذهب
قرون طويلة . "
قالت غاضبة : " لكن السفينة قد تغير لونها ، وانا اعتقد ان
الذهب لا يتبدل ؟ "
" معك حق ، لكن الالوان المختلفة التي في السفينة هي من
جراء اضافة النحاس ، ليصبح لونها ذهبي احمر ، واضافوا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:10 pm

138 قناع من الخداع


الحديد للون الازرق ، والفضة من اجل اللون الاخضر . كما ان
القناع مغطى بورقة من الذهب ، انه غالي الثمن جداً . خذي هذه
الاشياء وعودي الى بلادك . فلن تكوني بحاجة للعمل ثانية . "
اضاف بنعومة : " سأوصلك في الحال الى المطار الان . "
اتكأت على جدار القارب ، تفكر كيف ان ليسنزو سينفجر
من الغضب لأنها وضعت القناع على وجهها ! نظرت الى
الحقيبة ، حيث تضم شيئين تافهين ، وهو تؤمن انهما غاليين
جداً ... فقط لأنهما يعودا الى والدها الحبيب .
قات : " اريدهما . " ابتعد عنها ، فتابعت : " انهما لوالدي ،
وهما كل ما أملكه من اغراضه . لكن ... ان كانا من حق
العائلة ، فمهما تكن حاجتي لهما ، عليّ اعادتهما الى مكانهما
الاصلي . "
ادار ليسنزو وجهه اليها . فكر انه قد خاب أمله لأنها لن
تعود الى ديارها ، وادركت وهي تشعر بخيبة أمل انها تريده
ان يشعر بالسعادة لأنها لن تغادر .
قال ، وصوته مليء بالضيق : " في هذه الحالة ، من الافضل
ان نتابع . "
شعرت بالراحة تتدفق فيها كأمواج البحر ، لقد قالت الكلام
الصحيح .
توقف ليسنزو عن الكلام ، وعاد لقيادة القارب نحو جزيرة
جميلة امامها ، تشع كقطعة من الفضة خلال ضوء
الشمس الخفيف من جراء الضباب القوي . ولشدة دهشتها ،
ادار المقود نحو قناة تقود مباشرة الى الجزيرة ، وما ان بدأ
يخفف من سرعة القارب حتى رأت اسماً محفوراً على احد
الاعمدة " جزيرة كورزيني . "




قناع من الخداع 139


قالت وهي تشهق : " تملك عائلتي جزيرة ؟ "
اوقف المحرك قبل ان يتكلم : " عندما كثرت أعمال
كورزيني في صناعة الذهب في القرن الثالث عشر ، انتقلوا
الى هنا خوفاً من خطر الهجوم عليهم وحرق منازلهم . " تابع
قائلاً : " لقد فعلوا ذات الشيء مع مصنع الزجاج الذي اصبح
في جزيرة ميرانو . "
قالت متأثرة : " انني جزء من التاريخ . "
بعيداً عنهما ، كان هناك صياد ، على بعد أميال منهما .
اخذت ميرديث تحدق بالجزيرة ، ليس فيها الا قصر واحد
يتعالى ببرجه الكبير .
قال ليسنزو : " يعود بناء القصر الى القرن السادس عشر . "
سألت بسعادة : " وكل العائلة تعيش هناك ؟ "
" لا . " صمت لفترة قبل ان يقول : " اسكن فيه لوحدي . "
" انت ؟ انت تعيش هناك ؟ لكنك ... قلت ... " اجتاحها رعب
مخيف ، اوقفها عن متابعة الكلام ، تابعت ببرودة : " والان عد
بي الى المدينة لن ابقى هنا في الجزيرة معك ! "
قال بوضوح : " انها فرصتك الوحيدة لتتعرفي على عائلتك .
عليك المضي بذلك . ستقابلين ابن عمك . اعدك بذلك . ما زالت
أمه بحاجة الى المزيد من الاقناع . اخبريني الان ، لنفترض ان
لديك الحق بأن ترثي الجزيرة والقصر ايضاً . ه تأخذين هذا
الارث من ابن عمك ، الذي يعتقد انها كلها له ؟ "
قالت بحزم : " لا ، ليس لي الحق بذلك . سأفعل ما اريد فعله
الان ... الاتصال بالعائلة متمنية ان يرحب بي بينهم . "
قال بصراحة غير مصدقاً : " ستبادلين كل هذا من اجل
الحصول على ابن عم ؟ "




140 قناع من الخداع




ضحكت وقالت : " التعامل مع الناس اسهل من التعامل مع
الحجارة والتاريخ ! كما وانني لا اعرف ماذا سأفعل
بالقصر . "
قال بخشونة : " يمكنك البدء بتغيير مفروشاته . "
فكرت انه يقصد بذلك العمل المفضل للنساء ، ابتسمت كنها
لم تقل شيئاً ، اخذ ليسنزو يقود على مهل كي يتوقف بدون اي
ارتجاج .
كان من الواضح انه يفعل ذلك كل يوم ، وهي تتخيل كم كانت
الصدمة قوية عندما وصلته رسالتها وعم ان ابن انطونيو
عائد ليحصل على ارثه . لابد ان وقعها كان كالكارثة ! انه أمر
جيد انها فتاة ! لم يكن من الممكن ان تصل الى هنا كان
ليسنزو منعها من ذلك بدون شك .
رفع ذراعيه وهو لا يزال يبتسم من افكارها . وضعت يديها
على كتفيه ، رفعها وكأنه لا يحم شيئاً .
قال وهو يبتسم : "الامير وسندريلا . "
اجابت ببساطة : " ليس هذه المرة . هؤلاء الاثنان كانا
متزوجين . تذكر ذلك . "
قال بضيق : " اتذكر . وعاشا بسعادة الى الابد . امسكي بيدي
فالممرات غير آمنة . "
سارا معاً بصمت يداً بيد . وضوء النهار الخافت يصل
اليهما من بين الاشجار ، سمعت صوت العصافير تزقزق
فرحة وتنساب مع صوت انحدار مياه عن بعد .
تنهدت قائلة : " انها كالحلم ! انها الغابة في قصة الاميرة
النائمة ! "
" وصف رومانسي للغاية ، انها اسؤ من ذلك بكثير . "




قناع من الخداع 141


اسرعت ميرديث الخطى وراءه . كان يسير وكأنه فقد
صبره . تحركت حيوانات صغيرة والعصافير من جراء
وصولهما .
قالت ، عندما رأت القصر بوضوح اكثر : " انه في حاجة
ماسة لاعادة ترميم . "
قال ، وهو يلمس بيده برقة جدران السياج : " الجدران
بحاجة لاعادة ترميم كذلك السقوف يتسرب منها الماء عندما
تمطر . "
تنهدت بحزن : " لابد انه أمر مؤسف . ان يرى احد القصر
يتهدم هكذا . "
لم يجب ليسنزو لكنه وضع مفتاحاً كبيراً من الحديد في
بوابة كبيرة . تقدمت امامه لتصل الى ارض رخامية ، نظيفة
ومرتبة ، مع باقات من الازهار على الطاولات . رفعت رأسها
لترى الشقوق في السقف ، لكنها رأت ابراج عالية تصل اليها
عبر درج الخشب القوي ، وحفور بشكل لم تر مثله من
قبل . شعرت بضيق قوي في صدرها فجلست على الفور فجأة
على اقرب كرسي رأته امامها .
قال متهجماً : " هل انت بخير ؟ "
سيطرت على نفسها كي لا تنهمر دموعها ، قالت
متلعثمة : " كان والدي يعيش هنا . انني في بيته ، أتعرف على
جزء من ماضيه . انه احساس مقدس . هل تعلم كيف كان
القصر انذاك ؟ "
اجاب ، ووجهه جامد كالحجر : " كان مؤهلاً . لو انه بقي .
لما وصل الى الحالة التي بها الان . "
" لماذا تقول ذلك ؟ "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:19 pm

142 قناع من الخداع


رفع ذيل معطفه الطويل وجلس بجانبها ، اجابها : " لقد
انهارت جميع الاعمال بسبب رحيل انطونيو . هل ترين ، هذا
يعود الى الثقة ، الى كلمة الشرف التي يتعهد بها المرء تجاه
عائلته . لم يكن لوغي ابداً بصحة جيدة ، وبذلك بدأت الاعمال
تنهار واحدة تلو الاخرى ، خاصة عندما مات . " لفظ الكلمات
الاخيرة ولفت وجهه مرارة قوية .
سألت ميرديث ب
هدوء : " ما هي علاقتك بهذه العائلة ؟ انك تكن
لهم الكثير من المشاعر ... "
قال مقاطعاً وبحدة : " لقد عاملوني بطريقة جيدة . "
قالت بروية ، مقررة ان لا تضغط عليه اكثر : " انني اسفة ،
اسفة حقاً . " لابد انهم ساعدوه عندما تعرض لأزمة ما .
قال : " تعالي الى مكتبي ، سأصنع بعض القهوة . "
كانت تلك الغرفة ، مؤهلة ... نظيفة ، جدرانها مغطاة
باللوحات القديمة والجميلة . وعلى طاولة قديمة رأت
كومبيوتر ، آلة فاكس وآلة تصوير .
سألت ميرديث ، وهي تنظر الى احدى اللوحات
باهتمام : " من هي هذه المرأة في الصورة ؟ "
رفع ليسنزو نظره عن وعاء القهوة بحذر : " انها جدتك . "
قالت : " انها شقراء الشعر ، مثلك ! "
قال بسخرية : " اجدادك القدماء تركوا الكثير من الوقائع
لتأكيد قوتهم . "
ضحكت وهي تقول : " اتمنى لو انني استطيع المساعدة
بطريقة ما ، انني ارغب في وضع كل ما املك في اصلاح هذه
المقاطعة ، لكنني اعلم ان ذك سيبدو كنقطة ماء في محيط . "
قال ورائحة القهوة الشهية تصل اليها : " اي عرض غريب . "




قناع من الخداع 143



اجابت بحزن : " سأفعل اي شيء لمساعدة عائلتي . "
" اي شيء ؟ "
استدارت لمواجهته . كان ينظر الى الاسفل ، لكنها لاحظت
توتر اعصابه من ارتجاف يديه واصطكاك اسنانه .
سألت برقة : " ما الامر ، ليسنزو ؟ اخبرني . "
قال بقسوة : " اتمنى لو انك ترحلين ! قبل ان تتأذي . "
همست ، وهي تشعر بالرعب : " ما الذي تخبئه لي ؟ "
قال بصوت منخفض : " يمكنني ان اجعلك تعيسة جداً .
اعطيك الفرصة كي تهربي . الفرصة الاخيرة . "
قال كلامه بكل صدق . وانها كانت تثقل ضميره . قالت وهي
تصرخ : " قل بصراحة ، ليسنزو ، دعني افهم كل هذا الغموض
الذي يحيط كورزيني ، متى سيأتي الى هنا ؟ "
قال بحزن : " سيكون هنا في احتفال العائلة بعد عدة
ايام . "
" وانا كذلك . "
" اجلسي . "
اشار الى احد الكراسي المريحة ، فجلست على الوسائد
الوثيرة ، تراقبه باهتمام ، وهي ترتجف مما يخفيه عنها .
احضر على صينية فضية فناجين من القهوة الصينية
الصنع ، وجلس امامها .
قالت بيأس : " اكره الغموض . "
قال بهدوء : " حافظي على هدوئك . يجب ان تسمحي لي
التصرف . هذه الحفلة ... لقد قمت بأعمال شاقة جداً
للحصول على بعض الوقت لأمضيه معك . هل تساعدينني ؟ "
شعرت بالغضب ، لأنه لا يزال يراوغ . سألت ، وهي تشعر




144 قناع من الخداع


بخيبة أمل لأنه لم يضع ثقته بها بعد : " كيف ؟ " وتابعت لنفسها
انه دائماً يدور حول الموضوع .
قال : " ساعديني بالتنظيم لهذه الحفلة . " تفاجأت ، لكنها
شعرت بالسعادة ، فهو بحاجة اليها ، في النهاية . تابع
قائلاً : " لا اتوقع منك ان تفهمي الان ، لكن هذا يعني ك شيء
لي ، ميرديث . " تابع بفرح : " سعادتي ستتوقف عليها . سيكون
هناك ضيوف من كل مكان ميلانو ، بولونيا ، روما ...
ساعديني في تنظيم وترتيب كل شيء ، سيسعد أقاربك عندما
يعلمون بتعاونك . "
قالت وهي تحاول ان تضحك : " اشعر بالتوتر منذ الان ، من
فكرة اللقاء بهم . "
" ستكونون جميعاً غرباء ، ن جميع من في الحفل سيضع
قناعاً على وجهه . سيكون ذلك في يوم الثلاثاء ، مارتيدا
غراسو ، الليلة الاخيرة في الكرنفال ، يمكنك ان تفرحي ،
وتبقي على طبيعتك كما وانك ن تعرفي ابداً مع من تتكلمين . "
" لغتي ستعرف عني على الفور ... "
" سيكون هناك ضيوف كثيرين من انكترا ايضاً . ستكون
حفلة رائعة . موسيقى ، طعام ، رقص ... "
قالت : " لقد دبرت كل شيء . "
اقترب منها ، ليمسك بضفيرة شعرها ويلفها على
اصبعه ، قال وهو يهمس : " سنحطم كل العراقيل التي
وضعتها ام كورزيني . " تابع واعداً وهو ينظر بحب الى
وجهها المشع : " كل الذي سيعرفونه انني اقدم شريكة لي لا
تقاوم ، وسيقنعون بك تماماً كما حدث لي . "
ساد الصمت بينهما ، فلقد شعرت ميرديث وكأنها تجمدت




قناع من الخداع 145



من مجرد التفكير فيما قاله : " اه ، ليسنزو ، انت لا تعني ... "
تمتم ، وهو يجثو امامها ويمسك بيديها بعاطفة : " انني
احبك بجنون . انك تحدٍ كبير . لم اقابل يوماً بحياتي فتاة مثلك .
فأنت لا تعرفين الانانية وتهتمين للآخرين اكثر مما تهتمين
بنفسك . " ابتسم لنفسه : " انك نقية كالذهب ، حتى انك
تشعين مثله . لا شيء قادر على افسادك . انك مثالية . "
اخذ يقبل اصابع يديها ، واحداً تلو الاخر ، بينما اخذت
ميرديث تحدق به بيأس ، فهي تعلم انها تحبه ، احست بألم
قوي وهي تفكر بكاترينا : " ارجوك لا ، ماذا عن ... "
وضع اصبعه على شفتيها ، وعيناه تحذرانها بأن لا تتابع
ما تقوله . سألها بلطف : " انت لا تريدينني ان اتزوج من دون
حب ، اليس كذلك ؟ لقد تعارفنا منذ فترة قصيرة جداً ، لكنني
اشعر بأنني اعرفك من اي شخص آخر . ه تشعرين
بنفسي الشعور نحوي ؟ "
تنهدت ميرديث بيأس . وقالت بحزن : " اه ، ليسنزو . "
وقف وأخذ يسير بالغرفة ذهاباً واياباً ، نظر اليها ليسأل
باهتمام : " هل تساعدينني في تنظيم الحفلة ؟ "
أجابت وهي تشعر بالارتباك والغموض : " اذا كنت تريد
ذلك ؟ "
قال وابتسامة مشعة تلمع على وجهه : " شكراً لك ، ربما
علينا ان نتناول الغداء الان ؟ "
قالت متلعثمة : " الغداء ؟ "
قال بنعومة : " انت لا تعرفين الكثير عن الرجال ، اليس
كذلك ؟ انني احاول ان اسيطر على نفسي . "
فكرت بالبقاء بمفردها معه ، وعلمت انها لا تستطيع ، فهي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:20 pm


146 قناع من الخداع


بريئة وتكن له الكثير من العاطفة . قرأ الحقيقة في عينيها ،
فتقدم خطوة نحوها .
قالت بسرعة : " الغذاء . "
توقف ليسنزو على الفور ، وقال : " نعم ، ميرديث . " لكن كان
هناك ابتسامة مخيفة على وجهه الغامض ، فشعرت بالحيرة
والقلق من مقصده ، فهي تشعر من داخل قلبها انها لا يمكنها
مطلقاً الوثوق به .

***
قال مقترحاً بعد ان انتهيا من تناول الغذاء : " تعالي
واختاري ثوباً يناسبك للحفلة . "
بدا الأمر بريئاً وعادياً جداً . لكن عندما فتح باب الغرفة في
الطابق العلوي ورأت بنطالاً وروب حريري على احدى
الكراسي حتى علمت انها غرفته .
قالت مترددة : " يجب ان لا ادخل . "
نظر اليها وضحك : " ميرديث ! كل مكان في القصر هو مثل
الآخر ، في المطبخ ، على الدرج ، او في غرفتي . "
ابتسمت بقلق : " كلامك غير منطقي . "
قال بفرح : " على العكس انه منطقي جداً . "
امسك بيدها وقادها الى خزانة حديدية كبيرة ليفتح احد
الصناديق بداخلها .
قالت : " انها رائعة . " وامسكت بأصابعها الرقيقة القماش
الناعم بينما كان يمسك بعدة فساتين مميزة لتختار من بينهم
القماش الفاخر للتنانير جعلها تتمنى لو تستطيع ان ترتدي
كل هذه الفساتين ، وحتى معاطف الرجال المميزة .
قال موافقاً : " لا يتم انجاز الثياب بذات الطريقة في هذه



قناع من الخداع 147


الايام . " وهو يرفع بيده ثوباً نادراً من عهد الملكة فيكتوريا .
رفعت يدها بسرعة : " هل تقصد ان هذه الثياب هي
الاصلية ؟ " وهي تشعر بالخوف من افساد الثياب .
قال : " بالطبع ، انظري . " وامسك ثوباً مطرزاً وتابع : " اللون
الاخضر مذهل عليكِ . "
قالت ، وهي تهز رأسها مترددة : " لا ، لا استطيع . هذه الثياب
يجب ان توضع في متحف ، ليسنزو . فبدون العناية الكافية
ستتمزق هذه الفساتين الى اشلاء . "
" ما رأيك بهذه ؟ لقد صنعت من اجل كرنفلات احدث عهداً .
هذا الثوب ، مثلاً . "
ابتسمت وهي تنظر الى فستان بلون الزفير الازرق ولديه
تنورة واسعة ، بينما قماشه من الدانتيل والحرير المطرز ،
كذلك اكمامه الضيقة مطرزة باللؤلؤ والخيوط الفضية وقد
طرزت بشكل يناسب الزهور على التنورة .
احست وكأنه فستان لسندريلا بدون شك . رفعت القماش
الناعم الى خدها ، وهي تغمض عينيها كالحلم .
قال بصوت ناعم : " اختيار الفستان لا يكفي . احب ان اراك ترتدينه . "
عمت انه من الخطر ان تفعل ذلك ، فقالت : " ربما ... من
الافضل ... ان اختار زياً رسمياً اكثر ؟ "
سخرت عينا ليسنزو من جبنها . وامسك بالثوب ليقربه منها
وقال : " اذا كان هناك ثوب يناسبك ، فها هو . "
قالت : " اريد العودة الان الى فينيس . "
سار ليسنزو امامها ، فسارت وراءه ببطء ، وصل الى امام الباب
الخارجي ، وهناك توقف .
ما ان وصلت الى اعلى الدرج حتى قالت : " من الافضل ان نسرع ! "




148 قناع من الخداع


اجاب من دون ان يتحرك من مكانه : " لا يمكننا الذهاب في
هذا الطقس . "
قالت ، وهي تضع يديها على وسطها : " ماذا ؟ علّي الذهاب
لا استطيع البقاء هنا معك . "
تمتم بقسوة : " لا اعتقد انني أريد البقاء هنا ايضاً ، لكن
لا خيار لدي . انظري تباً ضباب . انه يتكثف ليعزل الجزيرة
عزلاً مطلقاً . "
شعرت بالخوف من كلامه ، وقالت : " لابد انه ليس سيئاً
بجانب القارب . " وتابعت سيرها نحو الممر . قبل ان تسير
مسافة اطول ، علمت ان الضباب قوي جداً . حتى انه يخفي كل
شيء . حدقت بيأس وخوف في الفراغ امامها وصرخت وهي
تشعر بالتهديد من الوقوع اذا تابعت تقدمها : " ليسنزو . "
قال بحدة : " اهدئي . انني هنا انت ترين كم ان الضباب
كثيف ، اليس كذلك ؟ "
سألت بمرارة : " هذا أمر مخيف . هل لديك اين نوع من
الاتصال معرفة الطقس ؟ "
قال : " من المفترض ان تكوني آنسة الاشراق الدائم . فبددي
هذا الضباب . "
استدار ليعود الى القصر ، فسارت وراءه ، وهي لا تريد ان
تبقى بمفردها حيث ان الطيور قد اختفت ايضاً من الضباب .
سألت : " انت غاضب ؟ "
تنهد قائلاً : " لا . نعم . اه ، ليس منك . انني غاضب من نفسي ، ومن
الضباب ومن كل عائلة كورزيني . الواجب والعمل ! فقط لمرة واحدة
احب ان اقوم بما اريده وبما اختاره . " اغلق الباب وراءهما بقوة ، ثم
التفت اليها بوجه يلمع من الغضب : " والان ... ماذا سنفعل ؟ "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:22 pm

قناع من الخداع 149



الفصل الثامن

في آخر الامر ، وبعد مضى وقت طويل من الصمت في
المطبخ وهما يشربان القهوة ، بدأ العمل بتنظيم الحفلة .
نسيت ميرديث نفسها بالعمل ، وساد جو من الهدوء بينهما
لكن مع ذلك كلما سمعته يضحك كانت تشعر بألم عميق في
صدرها .
بعد ذلك ، تجولا معاً في القصر واخبرها عن كل ما يحتاجه
من ترميم واصلاح ، وتخيلت والدها هناك ، يتزحلق على
الدرج ، او في قاعة الاحتفال ، وشعرت بعاطفة قوية نحو
المكان تزحف اليها كالضباب الداكن في الخارج .
اشعل ليسنزو ناراً في المدفأة المصنوعة في القرون
الوسطى ، وجلسا بجانبها يتدفآن . بينما كان الضباب يلف
المكان .
قالت وهي تنظر الى الخارج : " يبدو كأن الضباب يريد
الدخول . "
قال بنعومة : " لا ألومه على ذلك ، فكل ما هو جميل هنا . "
استدار ينظر اليها ، والابتسامة الناعمة على وجهه جعلت
قلبها ينبض بسرعة ، رأى ذلك ... بطريقة ما ... لم تدر كيف ،
لأنه تابع بصوت ناعم كالعسل : " ميرديث ، انني مجنون بك . "
احست من كلامه بألم في قلبها ، فهي تحبه بدون شك ، لكنه
لن يعرف ذلك لأنه يملك قوة عليها جعلها ضعيفة امامه .
قالت : " لا تكمل ... "


150 قناع من الخداع

قال بنعومة ، وعيناه تراقبانها بقوة : " انني احتاج اليك ، هل
تحبينني ؟ "
هزت رأسها موافقة ، امسك بها وابتسم برقة : " قوليها لي ،
احب ان اسمعك تقولينها ، تيامو . "
همست : " احبك ، ليستزو ، احبك ، تيامو . "
نهض على الفور ، وقال : " سيكون هناك مفاجأة لك في
الحفلة . عمت مساء ، وليلة سعيدة . " وغادر الى غرفته .
بقيت جالسة بدون حراك لفترة طويلة ، تحدق بألسنة النار ،
وهي مشتتة الافكار . حدس ما جعلها تشعر انه يخطط لأمر
ما وهذا الامر لا يعجبها . ارتجفت من مجرد التفكير بذلك .
بقى الضباب يل الجزيرة ويعزلهما عن العالم لليوم
التالي .
سألت : " هل اتصلت بعمال التنظيفات ؟ " وهي تنظر الى
القائمة التي وضعتها ، كانت تخطط ، وهو يتصل . فكرت
بأسى انهما يعملان بطريقة جيدة معاً .
قال : " نعم ، كذلك المصممين لتزيين القاعات سيأتون
غداً ... اذا سمح لهم الضباب ... لتعليق الستائر . "
قالت وهي تضع اشارة على الورقة : " حسناً ، هل سيحضر
الذين يهتمون بالحديقة بعد الظهر ؟ "
تمتم : " الا نستطيع تناول الغذاء الان ؟ " بقيت ميرديث تنظر اليه
بقوة فتابع ضاحكاً : " وانا اعتقدت انك لطيفة وحنونة . "
ارادت ان تضمه اليها ، بينما قال متذمراً : " سأموت من
الجوع هنا . "
قالت بحزم : " سننتهي من عملنا اولاً . هكذا يجب ان تتم
الاعمال ، لن اسمح باللهو . "

قناع من الخداع 151

قال بهدوء : " اذن من الافضل ان تضعي غطاء على
وجهك ، لانني ارغب في تقبيل تلك النظرة في عينيك . "
اغمضت عينيها ، محاولة ان تخفي شوقها اليه . وقالت : "
ارجوك ليسنزو ، احد منا عليه ان يكون منطقياً . "
قال بصوت اجش : " لأول مرة في حياتي ، لن اكون انا . "
قالت باهتمام : " لقد عملت بجد لتصل الى ما انت عليه ، اليس كذلك ؟ "
وقف واخذ يسير وهو يقول : " كل الاطفال كانت تخرج
للعب بينما كنت امضي كل اوقاتي في العمل والدرس . كنت
اعلم ان علّي ان اكون ممتازاً في كل شيء لأتمكن من انقاذ
عائلتي من المشاكل المادية التي مرت بها . ولقد اقسمت ان
اخوتي لن يحتاجوا لشيء ابداً . "
قالت بفرح : " لم تقل لي مرة ان لك اخوة . "
ابتسم بلطف : " اخوتي في الدم . لقد حضنتنا العائلة جميعاً .
سيكونون في الحفلة . "
قالت : " اخبرني عنهم ، ارغب في لقاء عائلتك كما ارغب في
لقاء عائلتي . "
ضحك : " هذا ما سيحدث !! ريزي يعمل في الارض ، وفونزي
يهتم بالخيول . "
تأثرت ميرديث بملامح وجهه وهو يتكلم عنهم : " انك تحبهم
كثيراً . "
" اواجه الموت في سبيلهم . " شعرت بحرارة شفتيه على
راحة يدها . تابع بنعومة : " ان قلبك يخفق بقوة كقلبي تماماً ،
انك تحبينني حقاً ، اليس كذلك عزيزتي ؟ "
همست : " نعم ، احبك . " لكنها تابعت : " ليسنزو ، هناك الكثير
من العمل علينا القيام به ! "


152 قناع من الخداع



قال بشيء من الندم : " عمال الحديقة . علّي ان اطلب منهم ان
يقطعوا الكثير من الازهار لكي يصبح الممر اكبر ولكي
لا تتمزق فساتين النساء بالاشواك . ان وجهك جميل جداً ،
افكر في اجد لك قناعاً كي اتمكن من تمضية النهار . كما
انني طلبت منهم ان يحضروا قارب مليء بزهور الغاردينيا . "
قالت بدهشة : " لينزو ، ازهار الغاردينيا تكلف ثروة ! "
" نعم ، كذلك عينيك ... "
قالت محذرة : " لا تقل ذلك ّ! انك غير معقول ! اخبرني ... هذه
الحفلة مهمة لك ، اليس كذلك ؟ "
ظهر الحزن جلياً على وجهه وقال : " مهمة لي ولك معاً . "
ولم يشرح لها ماذا يقصد بذلك ، مهما حاولت واصرت على
ذلك .
***
ارتفع الضباب وامتلأ القصر بعدد كبير من العمال ، بعضهم
يتحدث الانكليزية ولقد وصلوا جميعاً بسبب انتظارهم
لتحسن حالة الطقس . وجدت ميرديث لنفسها مترجم ... اين
الطاهي ... ولقد اصبح لا يفارقها كظلها .
قال ليسنزو وهو يبتسم : " انك تجدين اعمالك ، انك رائعة . "
تنشقت عطره الفاخر متعمدة ان لا تنظر اليه وقالت : " انني اطير
كالعصفورة . انه لعمل رائع ، ان ترى القصر تدب فيه الحياة
ثانية . اتمنى لو ان لدي المال لاساعد ابن عمي على ترميمه . "
قال وهو يبتعد : " فكرة جيدة . ما الذي ... " ثم التفت يتحدث
الى المسؤول بلغة ايطالية .
" باستا . باستا . " صرخ مدير الاعمال باهتمام ، محاولا ان
يمنه ليسنزو من تحرك الطاولات .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:23 pm

قناع من الخداع 153

قال الولد الذي يعمل في المطبخ : " انه يقول له لينتبه على
الطاولات . "
تمتمت ميرديث : " لقد فهمت ذلك . " واستدارت نحو ليسنزو
لتتابع : " ما الذي تريد القيام به . "
قال بهدوء : " اريد نقل الطاولات الى هناك ، تعالي
وانظري . "
اقترب ليسنزو منها ، امسك ذراعها وشدها الى مدخل
قاعة الرقص وقال : " انظري الى هذا المنظر . "
قالت : " مدهش . " وهي تراقب البرادي الحمراء المطرزة
بالذهب بينما كان بعض العمال يضعن الشموع على
الجدران وآخرون يعملون على تعليق بالونات حمراء
وذهبية اللون على مداخل القاعات . بدا الأمر وكأنه احتفال
كبير . قالت تحدث ماريو الصغير : " تحتاج الى الكثير من
الماء هنا . "
قال ليسنزو غاضباً : " انتبهي لما اقوله ! لا اريد ان يرى
الضيوف هذه القاعة الا بعد ان ينتهوا من تناول الطعام .
دعيهم يأكلون اولاً ، ثم لدهشتهم لاحقاً بما تفعلينه . لا
تدعيهم يرون كل شيء منذ البداية . " تابع وهو يبتسم : " كل
شيء في وقته . "
قالت بتحدٍ : " هذا ما تبدو عليه ، لكن اذا اغلقت هذه الابواب
لن يتمكن احد من سماع الموسيقى الى قاعة الطعام . "
" سيسمعون . لأننا سنحضر فرقتين للعزف . سيتمكن
ضيوفنا من التسلية وسماع فيفالدي وهم يتناولون
طعامهم . وفي الوقت المناسب ستفتح ابواب قاعة الرقص ،
حيث سيذهل الجميع بشموعها المضاءة . "


154 قناع من الخداع

ضحكت وقالت : " يبدو الامر رائعاً ، سنعمل على تغيير مكان
الطاولات . " لتتمكن من القيام بذلك وضعت يدها برقة على
ذراع مدير الاعمال بينما كان الولد يترجم ما طلبته . عندما
ظهر على الرجل الضيق ، نظرت اليه مستنكراً .
لكنها ابتسمت له مواسية ، فأمر كل العمال على تغيير مكان
الطاولات .
قال ليسنزو معلقاً : " نظرت اليه بطريقة لا يمكنه ان يرفض ،
لا عجب ان الجميع يبتسم وهو يعمل هنا . كنت اتوقع ان يكون
المكان مليئاً بالفوضى ... وعلى العكس ، ارى انه واحة
للسلام والهدوء . يمكنك بسهولة ادارة قصر مثل هذا . "
إصطبغ وجهها باللون الاحمر من مديحه ، سعيدة ان تتمكن
من انجاح هذه الحفلة . قالت بنعومة : " تعلمت تنظيم الحفلات
من والدي ، حتى عندما كنت صغيرة كنت ادور حوله
واساعده ، تماماً مثل ماريو هنا . " قالت ذلك وهي تضع يديها
على كتفي الولد الصغير وتضمه اليها .
بدا على الولد السعادة والفخر وحاول ان يلفظ كلمة علمته
اياها , تجنب كل من ليسنزو وميرديث الضحك كي لا يشعرانه
بالحرج .
قال ليسنزو مفكراً : " انك تجيدين التعامل مع كل انواع
الناس ، والناس تحب ان تعمل معك ، فأوامرك واضحة
ومنطقية كما انك تلفظينها بمحبة وتواضع ، ولديك حماس
قوي لكل ما تقومين به . "
قالت مازحة : " انك تجاملني . " وهي تشعر بالقلق انه
لا يقصد حقاً ما يقوله . لكنها تابعت : " والان ابتعد عن طريقي ،
اذهب وتابع عملك . "


قناع من الخداع 155

قال : " هل استحق ان اقبل الاميرة النائمة ان فعلت ؟ اعتقد
هذا ما يفعله الناس في حياتهم . "
قالت وهي تضحك : " لما لا ؟ عندما اتعرف على اسرارك
المخفية ؟ "
حدق بها بارتباك للحظة واستدار ، جلست ميرديث وقد
شعرت بالألم . الاسرار . احست برجفة في جسمها . انه
يورطها في قضية تثقل ضميره .
بقى طوال فترة بعد الظهر يتجنب رؤيتها ، وهي تزداد
توتراً . كانت تشعر وكأن فراغ دامس سيقضى على سعادتها ،
على الرغم من كل الجهود المثمرة التي كان يقوم بها العمال .
نهار الثلاثاء المنتظر ، تطلعت ميرديث الى الزينة والعمل
الذي قامت به بفخر . وعندما استدارت لتصعد الدرج لتهيء
نفسها ، رأت ليسنزو يتكأ على احد الأعمدة ، يراقبها من
مسافة قصيرة . ومهما كان يخطط له ، لم يعد يعنيها . فهي
تحبه كثيراً .
قالت بهدوء : " انني اشعر بسعادة لم احظ بها منذ سنين . هذا
كان منزل والدي ، وانني من عائلة كورزيني ، اذا كنت سأعيش
قصة كالحلم ، فلا بد انها هي . "
قال بصوت اجش : " اذهبي وغيري ملابسك ، الليلة
ستكونين اميرتي . "
نظرا الى بعضهما ، وشعرت انه من الصعب عليها التصديق
انه قد تورط بأمر سيء . ومع ذلك ، قالت بتعلثم : " ماذا
سيحدث ايضاً ؟ "
قال بصوت منخفض : " ستكشفين صدق مشاعري
نحوك . "


156 قناع من الخداع

" يبدو الامر خطيراً . "
قال ، وعيناه تلمعان بشدة : " اريدك ، واريد كل شيء . تحلي
بالصبر ، حبيبتي . " ابتسم قليلاً وتابع : " هذه الليلة سننزع
القناع ، لن اختبأ وراء الخداع بعد الان . "
قالت بصوت مرتجف : " اتمنى ان لا تتحول من أمير الى
ضفدعة . "
" يمكنك تقبيلي لتعلمي . "
" لا ، من الافضل ان اصعد وابدل ملابسي . "
سارت مبتعدة وهي تسمع ضحكته متوترة وقلقة . اندفعت
بسرعة لتنزع الستار وتنظر الى ضوء النجوم .
كان الممر يلمح تحت الضوء الخافت الذي يخفي الغابة
وراءه . اخذ صوت الموسيقى ينبعث بهدوء بينما بدأ
الضيوف بالتوافد ، يتحدثون ويعبرون عن اعجابهم بما
يرونه .
بالكاد استطاعت ان ترتدي ثوبها . فلقد كانت اصابعها
ترتجف من التوتر ، ربما لا تريد ان تعرف الحقيقة ربما
لا تريد ان تتعرف لعلى عائلتها . ربما ...
" ميرديث ! هل انتهيت ؟ "
" نعم . "
قال ليسنزو بحدة : " انهم بحاجة لك ! "
شعرت بألم شديد ، وقالت : " بعد لحظة ! "
" الان . " وفتح الباب على الفور لترى ليسنزو بكامل اناقته ،
مرتدياً معطفاً مطرزاً بخيوط من الذهب ، ربطة عنقه الجميلة
تناسب لونه البرونزي . ردد قائلا : " الان . "
قالت بصوت ضعيف : " انني خائفة . "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:24 pm

قناع من الخداع 157

قال غير مصدق : " لقد عملت على تنظيم حفلة لمئات
الاشخاص ، وتشعرين بالخوف ؟ ضعي القناع ، وستشعرين
بالراحة ، تبدين رائعة . " تابع برقة اكثر : " لن يكون هناك أحد
بجمالك . "
ابتسمت بخجل : " شكراً . "
تمتم : " ابتسامتك تنير كل الغرفة ، اذا ضعفت الانوار ،
سأدعك تقفين في وسط القاعة لتنيري علينا وسنرقص
جميعنا حولك . "
ضحكت ، وقلبها يخفق بقوة : " احمق ! "
" هذا افضل ، فقط ابقي على طبيعتك . ولن يتمكن احد الا من
الاعجاب بك . " امسك بقناعه وتابع : " ضعي هذا لي . " اقتربت
منه ، لكنه امسك يدها ، وانحنى قليلا ، ليقبلها . قال
ببساطة : " شكراً لك . "
قالت بفرح : " اهلاً . " اخذت منه القناع ووضعته برقة على وجهه
وربطت الاشرطة بعناية ، وضع قبعته فوق الشعر المستعار .
قالت : " سألحق بك على الفور . " ترددت قليلا ثم امسكت بذراعه
لتوقفه ، وقفن على رؤوس اصابعها وقبلت قناعه .
قال متذمرا : " هذا القناع سيفسد اسلوبي . "
ابتسمت ودفعته للخروج . شعرت بالامتنان لأنها ارتدت
ثوبها باكراً . فوجوده بقربها يزيد من توترها . مع ذلك
ما زالت تخاف كثيراً من الساعات القادمة .
زرعت الغرفة ذهاباً واياباً ، منتظرة حتى تمتلئ القاعة
بالضيوف ، كانت تسمع الموسيقى الناعمة عندما بدأت تخطو
نحو الدرج . كادت ان تسرع بالهرب عندما لاحظت ان كل من
في القاعة قد التفت اليها .


158 قناع من الخداع

اسرع ليسنزو اليها من بين الحشد مجتازاً درجتين في
الخطوة الواحدة ، لأنه شعر بتوترها . قال ضاحكاً : " تابعي
الى آخر الدرج وستحصلين على القلب الارجواني . "
قالت وهي تتنفس بعمق : " سأصل الى الردهة ، آه ، انظر الى
تلك الاثواب الرائعة ! "
قال مشجعاً إياها : " اين هي الاثواب التي تقارن بأزياء
كورزيني ؟ تذكري ، وراء هذا القناع ، لن يعلم احد اذا كنت
قلقة . " ضغط قليلاً على يدها ، وتابع بسرعة : " من اجلي ،
افعلي ذلك لأنك تحبينني ز "
ببطء استدارت برأسها نحوه ولمعت عيناها وهي تقول
له : " بالطبع . " رفعت تنورتها وسارت ببطء ، رافعة رأسها ،
وكأنها تقوم بدور السندريلا في حفلتها الأولى ، محاولة ان
لا تقوم بحركة مفاجئة تحرك حبات اللؤلؤ على الشعر
المستعار .
اسرع الرجال نحوها ، حتى انها اصبحت في وسطهم ما ان
خطت الدرجة الاخيرة . شعرت بأن ليسنزو ترك يدها ضمن
الحشد . فنظرت الى ازياء الرجال واقنعتهم ، واخذت تصغي
الى كلامهم من غير ان تتفوه بكلمة .
سارو بجانبها حتى وصلت الى كنبة واسعة فجلس
حولها بعضهم ، بينما ذهب البعض الاخر ليحضر الطعام
والشراب .
" اتسمحين ؟ "
نظرت نحو الصوت باهتمام ، بينما اخذ المصور لها
صورة . وانحنى بعض الحضور لها باحترام ، ومع ذلك بقيت
صامتة ، حتى عندما احضر لها احد الخدم كوباً من الشراب .


قناع من الخداع 159


اقترب شخص آخر فقد نزع قبعته ذات الريش وانحنى لها
باحترام قائلا : " اميرتي . "
احنت رأسها قليلاً اليه وتابعت احتساء الشراب . امسك
الرجل بيدها ، ثم اخذ يتفحصها وقال ضاحكاً .
" انت بريطانية ؟ "
ضحكت وهي تنظر الى يدها : " اه ، نعم ! هل هذا مكتوب على
يدي ؟ "
" انني ماهر في معرفة النساء من خلال ايديهن . اولا
اعتقدت انك ايرلندية ، فبشرتك ساطعة البياض . وانت حمراء
الشعر ، اليس كذلك ، اميرتي ؟ "
قالت بحزن : " نعم ز " وتابعت بحرارة الى الشباب الذين
احضروا لها الطعام : " شكراً لكم ، انني لست متأكدة كيف
سأتمكن من تناول الطعام . هل تعتقد انني اتمكن من تمرير
الشوكة تحت قناعي ؟ "
سمعت صوتا مألوفاً لديها يقول : " ابتعد ، ريزي ، اذا كان
احد سيقوم بإطعام السندريلا ، فهو انا . "
" سينزو ، ايها البخيل الكبير ! انت تقوم حقاً بدور الاخ
الكبير ... "
تمتم ليسنزو : " كاترينا في القاعة الاخرى . "
" حبيبتي ؟ الف شكر ! " ولمس ذراع ليسنزو بامتنان
واختفى بين الحشد .
همست ، وهي تشعر بالسعادة : " هذا ريزي ، انه لطيف ، هل
هو وكاترينا حبيبين ؟ "
" هس ، انه ما زال سراً حتى هذه اللحظة . "
شعرت بأن عبء ثقيلاً قد انزاح عن كاهلها . كاترينا هي


160 قناع من الخداع

فتاة ريزي ، وليست مرتبطة بزواج مدبر مع ليسنزو . قالت
متسائلة : " كنت قاس جداً معها . "
قال ليسنزو بلطف : " علي ان اكون كذلك ، انها شابة وثرية
جداً ، واهلها لا يوافقون على ريزي لأنه لا يحمل دماً نبيلاً ،
عرضت ان اتقدم لها وهكذا تستطيع مقابلة ريزي سراً . ولم
يستطع اهلها معارضتي . "
قالت بقلق : " اه ، لكن سيخرجان معاً في العلن بعد الاحيان . "
قال مازحاً : " مهلك ميرديث ، هذا ما قلته لكاترينا عندما
غادرت . اما ان تكون لديها الشجاعة لمواجهة اهلها او
انها غير مناسبة لأخي . "
قالت معترضة : " هذا أمر قاس . "
هز كتفيه وقال : " نساء عائلتي يجب ان يكن كذلك . عليك
الحصول على ما تريدينه في هذه الحياة . " ضحك وهو ينظر
في عينيها ، مدّ ذراعه واخذ صحناً من اللازنيا بالبندق ، من
غير ان يبعد نظره عنها ، قال : " افتحي فمك ، ميرديث . "
كان القناع يظهره مخادعاً ، شعرت فجأة انها مع ليسنزو
كمن يلعب بالنار . لقد درب نفسه على ان يكون متشبثاً برأيه ،
يشق طريقه مهما كلفه الامر . سيرميها جانباً اذا لم توافق
على مخططاته .
ارتجفت من رأسها حتى أخمص قدميها ، ولأنها كانت
تشعر بالجوع ، كانت تطيعه وهي تشعر بالاحراج ، لأنه جلس
على الارض بقربها مع تحديق الضيوف به .
همست : " ستتكلم الناس علينا . "
قال بهدوء : " بالطبع سيفعلون . " واخذ يأكل من صحنها ثم
يمسك بصحن جديد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:25 pm

قناع من الخداع 161


قالت غاضبة : " ما الذي تنوي عليه ؟ " متمنية لو انها
تستطيع رؤية وجهه . فليس هناك فائدة ولو ارتدى
الرجال الاقنعة .
تمتم : " سأحضر لك الصحن الثالث من المقبلات ، جربي
هذا ، انه رائع . "
قالت موافقة ، محاولة ان تحتفظ بهدوئها : " امبروزيا . "
قال مصححاً لها : " كانستريلا . " لمعت الاضواء ، فاستدار
ليسنزو ، واضعاً يده على ركبة ميرديث وقال : " ابتسمي . "
نظرت الى فريق التلفزيون الذي كان يصورهم ، وادركت
انها متوترة بشكل كبير ، فعادت تحتسي الشراب . كان كوبها
فارغاً ، فقبلت كوباً آخر من ليسنزو .
قالت متذمرة : " كان من المفترض ان اقابل عائلتك ، ولكنهم
لن يلاحظن وجودي ان بقيت هنا اجبر على الاكل من قبلك . "
انحنى رجل طويل امامها وقال : " اه ، اجمل امرأة في
فينس . " قفز ليسنزو على رجليه ليقف على الفور .
قال : " اميرتي ، هذا جوليو دو فار . انه صديقي ... وسيد
بارع في صناعة الذهب . "
اجبر الرجل الفرنسي بطريقة ما الشاب ان يخلو له المقعد
بجانبها ، قال : " يشرفني ان اتعرف عليك ، فأنت سندريلا
الحفل . "
اصغت الى مجاملته ، وهي تشعر بالانزعاج ، اختفى
ليسنزو لفترة ، ولم تكن تشعر بالراحة الى مجاملة الرجل
الفرنسي لكنها علمت ان هذا هو اسلوبه بالتحدث . عندما بدا
يمدح ليسنزو ، فاصغت اليه باهتمام كبير .
سألته : " تقول ان البنك الذي يديره يتعامل بالذهب ؟ " وقد


162 قناع من الخداع

شعرت بالدهشة ، فعائلته وعائلة كورزيني مرتبطان معاً
بالذهب .
اخذ جوليو قطعة من باندولي ومضغها بفرح ، وقال هو
يضحك : " بأي شيء آخر قد يهتم به شخص مهم كليسنزو ؟
نحن معا نحب ان نعمل بالذهب . انه رائع ومميز كالنساء .
فعندما يكون حارا يكون ناعما ، لكن ، قد يصبح مطواعاً
وعندما يصبح بارداً ، لكنك تعلم كيف تتعامل معه . "
ضحكت بفرح من ذكائه ، وقالت : " لابد انك رجل غني
اذا كانت مهارتك قديرة كلسانك . " امسكت بمحرمة كانت
على جانبها لتمتص نقطة صغيرة سقطت من الشراب على
ثوبها .
سأل الرجل ، وقد لاحظ ان ميرديث تحدق بانذهال
بالمحرمة : " هل هناك أمر ما ، اميرتي . "
قالت متلعثمة : " لا ، لا شيء ، ارجوك تابع . "
تابع جوليو حديثه بينما اخذ فكرها يدور حول الحقيقة
انها تحمل محرمة ليسنزو مع ان الاحرف الذي عليها هي ل .
ك . نظرت الى الاحرف الممهورة على صحنها . فرأت انها
ذات الاحرف ليسنزو كروزيني . فشعرت وكأنها تجمدت من
البرد .
بقيت مذعورة تحت القناع ، واحنت رأسها لحديث جوليو .
ليسنزو هو كورزيني ، هذا ما كانت تعيده على نفسها . لهذا
كان شديد العداوة في البداية ، ويعلم كل شيء عن العائلة ،
وهو يملك جزيرة اسولو كورزيني . هذا هو قصره ، وهو ابن
عمها .
رقصت مع جوليو . وتحدثت لوقت طويل الى السيدة



قناع من الخداع 163


بومبادرو ، التي اخبرتها عن ولعها بمنطقة وايلز وامطرتها
بالعديد من الاسئلة .
لكنها كانت في ذهول ، عيناها تبحثان دائماً عن ليسنزو ،
محاولة ان تفسر وتجد العذر لأكاذيبه . لكن ذلك من
المستحيل ، شعرت وكأنها لا تستطيع التركيز فشيء مهم
وغامض يحيط بها ، وقبل ان تكتشفه لا تستطيع ان تعطي اي
تفسير له .
بعدها وبغموض سمعت اصوات صراخ وصوت جرس
يقرع . استدارت جميع الوجوه الى ليسنزو ، الذي وقف على
كرسي ، ويداه مرفوعتان وكأنهما تشيران الى الناس
بالسكوت ، تحدث باللغة الايطالية ، لكن كلامه كان يتضمن
بعض الكلمات باللغة الانكليزية ، شعرت ميرديث بالإثارة في
كلامه . احست وكأنه سيعلن خبراً بغاية الاهمية . فازدادت
توتراً .
" ... اخي العزيز ريزي وخطوبته على الكونتيسة كاترينا
فيفاريني ... "
اندفع الناس بالتصفيق الحاد اعلاناً عن سرورهم ،
ووجدت ميرديث نفسها تضحك وتصفق ، فليس هناك من أمر
شرير .
فقط السيدة بومبادور بجانبها لم تتحرك ، نظرت اليها
ميرديث بتعجب عندما سمعتها تقول بصوت هامس
يائس : " ليسنزو ، ليسنزو . " فكرت ميرديث برعب ، أمه ، انها
أمه ! لقد كانت تتمنى لو ان كاترينا تتزوج من ليسنزو .
تابع ليسنزو : " سكوت ، والان ... واعلن خطوبتي و ... "
وساد هرج كبير في القاعة . شعرت وكأن الغرفة تميد بها ،


164 قناع من الخداع


انه يقصد إيذائها ، يريد ان ينتقم بسبب المشاكل التي سببتها
هي وعائلتها . لقد عمل بجهد كي تقع بحبه ليتمكن من
رفضها امام كل الناس . سيتخلى عنها كما تخلى والدها عن
زوجة لوغي ... هذا هو دوره .
صرخ ليسنزو بفرح : " الانسة ميرديث ! ميرديث كورزيني ! "
اشار اليها بالتحديد . حدق بها الجميع ، فشعرت بجفاف في
فمها ، وكادت ان تقع على الارض لو لم يمسك بها شابان
ويسيران بها عبر تصفيق الجميع .
رمت نظرة خاطفة على امه . كانت تصفق ، وترفع يديها
عاليا كعلامة النصر ، والضحك والدموع تغطي وجهها .
سألت بهستيرية عندما وقفت امام ليسنزو : " ما الذي
يجري ؟ "
قال بحب واضح : " ميرديث ، تبدين وكأنك في عالم آخر . "
ارخى ببطء قناعه وقناعها ، ثم ضمها اليه برفق وقبلها .
قالت وهي تتنفس بيأس : " يجب ان اتكلم معك ، في مكان
خاص . "
قال مبتسماً : " بالطبع ، وستكونين غاضبة مني وبعدها
ستوافقين , إنها الطريقة الوحيدة للقضاء على اي احتمال
للخطأ ، أليست مفاجأة رائعة ؟ "
" انني ... انني اشعر بالذهول . ليسنزو ... "
قال متفهماً : " تريدين ان توبخيني ، حسنا ، لننتهي من ذلك . "
سمعت صوت السيدة بومبادور الدافئ : " ميرديث ، انني
سعيدة جدا . اهلاً بك في العائلة . "
قالت منذهلة : " سعيدة ؟ لكن ... "
" ماما ، أعذرينا . هناك اشياء يجب ان نقولها لبعضنا . "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روايات انسان
عضو متميز
عضو متميز
روايات انسان


عدد المساهمات : 3434
تاريخ التسجيل : 10/02/2013

قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )    قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )  - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 01, 2013 7:27 pm

قناع من الخداع 165


اسرع ليسنزو بأخذ ميرديث نحو باب صغير ، كانت ترتجف ،
وعلى الرغم من رفضها ، كان يضحك بفرح واضح .
رفعت يدها الى رأسها ، لتنزع الشعر المستعار عنه ، كل
شيء يلفه الضباب من حولها . قالت بهمس : " اعتقد انني
بحاجة كي اجلس . "
قال باهتمام : " اه ، عزيزتي ! لم افكر ابداً ان أوذيك . " جلست
على المقعد بينما اخذ ليسنزو بفك ازرار معطفها . حاولت ان
تمنعه فقال : " انت بحاجة للتنفسي ، عزيزتي . " وتابع
بلطف : " الا تشعرين براحة اكثر ؟ "
تمتمت : " نعم . " لكنها كانت تشعر بتعب منهك .
قالت غاضبة ، محاولة ان تجعل بعض المنطق في
كلامها : " امك ... "
قال بنعومة : " لقد اخذت الامر من دون استشارتها . انها
تعلم انني مجنون بك ، ولقد اخبرتك ، هي تعلم انني احصل
دائماً على ما أريده . وهي تحبني كثيراً ، فكل ما أريده ، تريده ،
وهي مسرورة كي سارت الامور . مسرورة جداً . " وضع
اصبعه على شفتيه وقبله ونقل القبلة اليها .
سألت بقلق : " وانا ؟ ألا تهتم بكونك خدعتني ؟ " شعرت بألم في
حلقها ، شربت من كوب الماء بيدها ، متمنية لو تعرف لما
تشعر بكل هذا الخوف . كانت تشعر بالغموض من حولها
والألم يعصرها من الداخل . لو انها تتخلى عن السيطرة على
نفسها لأصيبت بالجنون . تصرخ به وتضربه ... " لما
تظاهرت ان اسمك سلفياتي ، بينما انت كورزيني ؟ "
ابيض لون وجهه ، فازداد خوفه ، سأل بقلق : " متى علمت
بذلك ؟ "



166 قناع من الخداع


أجابت ببساطة : " منذ ساعتين . " فارتاح قليلاً ، وتابعت : "
رأيت احرف اسمك على المحرمة . "
نهض واخذ يسيرا في الغرفة ذهاباً واياباً : " فهمت . "
" انا لم افهم شيئا . "
" عزيزتي ، سلفياتي هو اسم عائلتي الحقيقي ، انا ادعو
نفسي ليسنزو سلفياتي كورزيني . "
قالت مرتبكة : " لوغي هو الذي حضنك ، وليس هناك من
صلة دم بيننا . "
" اطلاقاً . لا احمل قطرة دم واحدة من عائلة كورزيني ... "
قاطعته ، وهي تحاول تفهم الامور ، ببطء : " جدتي
طالبت بحصة من اموال كورزيني لي ، لانني الوريثة
الوحيدة . "
توقف ليسنزو عن متابعة سيره واستدار لينظر في وجهها
البارد .
ضاقت عيناه بحدة : " اعتقدت انه بامكانك تحمل ذلك ... "
قالت بدون اي تأثر : " تابع ، اخبرني لماذا حاولت منعي من
معرفة انني من عائلة كورزيني . "
عض على شفتيه السفلى قبل ان يقول : " أعترف ان العائلة
ارادت ان تبعدك . كنا نتوقع رجلاً ، لا تنسي ذلك ! اعتقدنا انه
سيحضر ليأخذ كل ما حصلنا عليه ... كل ما تعبت من اجله
لمدة طويلة ، وهو لا يستحق ذلك . كان علي منعه . انه واجبي
تجاه من أحب . "
" ومع ذلك غيرت رأيك . "
" لا ، انت من جعلني اغير رأي . " نظر في عينيها
وتابع : " بدأت ادرك ان لديك صفات رائعة ، ومع ذلك كان علّي



قناع من الخداع 167

ان اقنع أمي بأشياء اكثر من احساسي وحبي لك . لذلك
وضعتك في عدة مواقف لمعرفة ذلك . "
ارتجفت عيناها ، وشعرت بمزيد من الارتباك ، ثم قالت : "
عذراً ؟ |
" انها الطريقة الوحيدة . كان علي اكتشاف اشياء كثيرة عنك
في وقت قليل . أمانتك ، مثلاً . لقد اعدت لي المال ، هل تذكرين ؟
لقد برهنت لي انك لا تسعين وراء المال ، وانك تملكين القدرة
للقيام بأعمال عظيمة ، وان اخلاقك لسؤ الحظ ، اغلى
ما لديك ... "
صرخت ، وهي تقفز بغضب : " ايها المتوحش ، لقد
اخضعتني لعد من التجارب ... "
قال بصوت هادئ وهو يسير نحوها : " من اجل مصلحتك .
ما كنت تعلمين ما الذي ينتظرك . "
قال بلهجة آمرة : " توقف عن الكلام ! أخضعتني لتجارب
وكأنني كلب سيرك يقوم بالالاعيب ليفرحك ؟ هل سأحصل
على جائزة ترضية كمكافأة ؟ "
لمعت عينا ليسنزو بقوة ، واصبح وجهه بارداّ كقطعة رخام
وكأنه علم انه فقدها . قال بصوت اجش : " لم اجد طريقة
اخرى لأحمي مصلحة عائلة كورزيني . "
قالت بكبرياء : " انا هي كورزيني ! انا الوحيدة المتبقية من
تلك العائلة احتفظ بجزيرتك اللعينة وبقصرك ! لم ارد شيئاً
على الاطلاق ,,, " خانها صوتها . كان هناك شيء لا تفهمه .
سبب ما يجعله يراقبها بحذر مع انها كانت ترتجف من
الغضب .
قال بغضب : " ستفعلين . من الافضل ان اخبرك ، اجلسي . "



168 قناع من الخداع

" لا اريد ... "
قال بصوت كزئير الاسد : " اجلسي ! " اتخذت قدماها القرار
عنها ، فجلست متراجعة ومتعبة . قال بضيق : " هذا هو السبب
الذي جعلني بمنتهى الحذر ، ميرديث . لقد اخرجت كورزيني
من ديون كبيرة بجعل المصرف يستعيد دوره . وهو يعود الى
وريث انطونيو ... لكِ . كذلك بالازو على القناة الكبرى ... حيث
امضينا الليلة الأولى من وصولك ... والذي كان مهدماً
تقريباً . "
" لقد قلت انه لا ينتمي الى عائلتك . "
" انه كذلك ، انه يعود الى وريث انطونيو ، لكِ . كذلك
المقاطعات قرب باديو حيث يعمل ريزي . والاصطبل الذي
يديره فونزي . هذه الجزيرة ، وهذا القصر . انها امبراطورية ،
يا ميرديث ، ولقد صنعتها بيدي ... اعتقدت انني لن اتشارك
بها مع احد ، الا لأولادي . لكن لديك دم هذه العائلة ولذلك فلقد
ورثت ثروة طائلة . "
كانت تصغي ليه وهي تشعر بالحقيقة المرة ، واحساس
بارد يلفها لحظة بلحظة ، وفجأة لم تعد مرتبكة واصبح
دماغها يعمل بوضوح كلي .
همست بيأس : " فهمت ، وعندما لم تتمكن من التخلص مني
اخذت تعمل على تغيري كما تعمل بقطعة من الذهب ، وتديرني
كما تريد ... قطعة خام تساوي الملايين ، وقعت بسهولة في
راحة يدك . "
" لا ، ليس الامر كذلك ... "
قالت بهدوء : " انه كذلك ، كنت تعلم انني فتاة عادية
وساذجة ، وكنت ذكياً كفاية لتتمكن من الوصول الي : عبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قناع من الخداع - سارا وود - د.ن ( كتابة/ كاملة )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» رواية "الرحلة" للكاتبة اَن ويل كتابة/كاملة
» رجل المستحيل السلسلة كاملة
» رواية أول مره تحب يا ألبي / كاملة
» رواية للخطايا ثمن / كاملة:
» زواج الغدر.. امرأة "تصطاد" زوج صديقتها ورجل يرتدي قناع "البراءة"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نسمة طيف :: الاقسام الادبية :: القصص و الروايات-
انتقل الى: