خلق الله آدم وحواء.خلقهما الواحد تلو الآخر.الواحد للآخر،هكذا كان الأمر منذ بداية الخليقة وفي هذه الرواية الملفوحة برياح المحيط الهاديء،تلتقيهما من جديد..آدم و...روبين،هو موسيقي اصيبت يداه في حادث ففضل الأنعزال ومراقبة الطيور في تلك الجزيرة النائية،وهي ارسلها القدر ذات ليلة الى الشاطئ وهي قاب قوسين او ادنى من الموت.
لكن كيف ستكون ردة فعلها حين تعلم ان الزواج هو الحل الوحيد لبقائها في الجزيرة!
وهل ستستطيع ان تتزوج رجلا مشهورا يضع فنه فوق كل شيء.
في جزيرة آدم صراع وشبح امرأة يطل من الماضي...
الفصل الأول
1- الغريقه
كانت جزيرة الزينا ترقد ناعسه تحت السماء العميقه, واشعة الشمس الأخيره تتخلل السحب القاتمه وتنشر اللون الناري في الأفق الممتد فوق المحيط. ومن تلك المسافة البعيده كانت المداخل الشماليه للمحيط الهادي تبدو ساكنه كالحرير, الا أن هدير الأمواج, تتكسر فوق الصخور عند مدخل الخليج المائي اث
فردت ليه وما زال لونها شاحيا وقالت:
" لا تقلق, لن اعود لزيارتك مرة اخرى. وحالما تجف ملابسي سأتركك بسلام "
فرد عليها في سخرية وهو يسكب الحساء في اناء وقال:
" والى اين انت ذاهبه؟ ومن اين اتيت؟ "
" ذاهبه الى القريه, كنت في طريقي اليها عندما دفعت بي امواج المد واجبرتني على النزول هنا...واصيبت قدمي...ورأيت ضوء الكشاف الذي كنت تحمله...وعندئذ...."
وصاح بها في دهشه:
" كنت ذاهبه الى الطرف الاخر من الجزيرة؟ لا افهم! هل كنتي تسبحين؟ "
فهزت رأسها قائله:
" استغرقت حوالي الساعتين في السباحه, كان التيار عنيفا و كنت...."
واخذ الشك يساوره فيما تقول وصمم ان يعرف الحقيقة وقال لها:
" هل امضيت ساعتين في الماء؟ انني لا اصدق هذا, اخبرني الحقيقة, فأنت تعلمين تماما انه لا وجد هنا اي قريه "
فهت رأسها في حدة وبدا عليها الخوف من جديد وقالت:
" الا توجد اي قرية هنا؟ ولكن هناك بعض القرى فعلا, رأيتها هناك ابنية وساحة كبيره بجوارها, ولا يمكن أن يكون هذا سوى فندق, وهذا ما جعلني..."
فقاطعها ببرود قائلا:
" انها محطة للرصد الجوي وهي قاعدة امريكيه ولا يوجد هنا اي فندق أو قريه وانت تعرفين ذلك كما اعرفه والان عليك ان تطقي بالحقيقه "
فنظرت اليه وقد شعلات بصدمه وقالت وأصابعها ترتعد بصورة اوشكت معها أن تدلق الشاي:
" لا يوجد اي فندق؟ ولكن لابد أن يكون هناك فندق....لا بد ان يون هناك فندق "
واصيبت فجأة بانهيار واخذت شفتاها ترتعشان وهي تغالب دموعا. واصابتها حالة من اليأس جعلتها تتلمس أي شيء يطمئنها بأنها لم تقع فريسة لكابوس, واخذتت تتمتم قائله:
" يا الهي! ما الذي فعلته؟ "
واخذ حدق فيها للحظات طوال وهو منزعج ويشعر بأنه مقدم على مأساة. انها تعاني من ورطة كما انها تعاني من التعب والانهاك ولو صح انها ظلت في الماء لمدة ساعتين ـ وهو لا يستطيع أن يجد تفسيرا اخر لظهورها المفاجئ امام بيته ـ فإنه لامر غريب انها ما زالت على قد الحياة. ولابد أن تكون جاءت من ذلك اليخت. ولك كيف؟ هل سقطت عنه! كلا فهذا تفكير مضحك. ولكن لو كان ذلك قد حدث لكانت غرقة وسط الانواء. وهذا اليخت ليس لعبه فهو سفينةحديثه عابره للمحيطات ومزوده بأحدث الاجهزه ولها قاربها الخاص الذي يسر بمحرك. ومن يملك هذا اليخت لابد ان كون من طبقة الفن او احد اثرياء النفط.
وعندما نطق رغما عنه ببعض الكلمات التي اظهرت تعاطفه معها. تحركت ونظرت اليه وتوقفت الكلمات في حلقه وماتت. وبدا كالملهوف وهو ينظر اليها بشعرها غير المنظم الذي بدأ يجف, وتلاشت صورتها من امام عينيه لتظهر مكانها صورة ستيلا التي تخيلها جالسة مكانها وذقنها يلمس احدى كتفيه وهي ترمقه بعينيها الارجوانيتين. ثم تخيلها بعد ذلك وهي تميل برأسها....كلا....انها لا تريده وهي لم تنتظره ولن تفعل ذلك ابدا اذا هو عاد يوما الى الوطن.
وسيطرت عليه حالة من الثوره العنيفه عندما اخذت تلك الصوره الذهنيه تعذبه وتبعث فيه ميلا شديدا لكراهية النساء اللواتي يتصفن بخيانة الوعد لمجرد الرغبة في التدمير وامتلأت نفسه بغضب جامح ضد الفتاة التي اقتحمت عليه مأواه, وكيف دفعت بها الاقدار في طريقه. انها تذكره بالمرأة التي ظنها تنتظره حتى يأخذ مكانه في الحياة من جديد وتضمد جراحه بخبها....
ونهض وتقدم خطوة واحده واخذ فنجان الشاي من يد الفتاة المرتعشه وقال لها:
" استحلفك بالله ان تفضي الي بما فعلته؟ ولماذا جئتي الى هذا المكان؟ "
ار انطباعا مفعما بالخطر, ارتسم على وجه الرجل الذي وقف ساكنا في شرفة اليت المطل على الخليج, وهو يغالب مشاعر الغضب المعتمله في نفسه.
ولم يكن هناك اسم معروف لهذا البيت المكون من اربعة جدران خشبيه وسقف. وتحرك الرجل اخر الامر, وانعكس الضوء الصادر من النافذه الخلفية على المخطوطة البيضاء التي كان يحملها في يده وانحنى فوقها يعيد قراءة سطورها برغم انه حفظها على ظهر قلب, وهي سطور تتسم بالتناسق والجمال كاليد التي خطتها. وفجأة طوى المخطوطه وألقى بها فوق الناباتات المتسلقه المزينه الزهور القرمزيه الزاحفة على سفح التل كبساط يضيق به المكان.
واشعل سيكاره بالولاعه التي اهدتها هي اليه, واخذ الشرر المتطاير من عينيه يعكس مدى عمق الاحساس بالاحباط الذي اصابه اذ حامل قارب البريد الاخير رساله لستيفنز الذي يعمل في محطة الارصاد الجويه في الجزيره مما ذكره بعلاقته مع ستيلا, فزم شفتيه بمراره وهو لا يكاد يصدق.
اختفى قرص الشمس وبدأ الظلام يلف المحيط وصمتت أصوات الطيور مع مغيب الشمس, وعادت الجزيره الى وحدتها وعزلتها. وبدأ يألف شيئا فشيئا ليالي الوحده
الجمعة أغسطس 09, 2024 11:00 pm من طرف ملاك الطيف
» "حمــال أفقه منك يا حســن
الجمعة أغسطس 09, 2024 10:54 pm من طرف ملاك الطيف
» المسلسلات لا تمثل قيما الدينة
الجمعة أغسطس 09, 2024 10:46 pm من طرف ملاك الطيف
» فتفقدوا أحبابكم.
الجمعة أغسطس 09, 2024 10:20 pm من طرف ملاك الطيف
» اتركوا المنتدى حالا
الأربعاء يوليو 17, 2024 5:06 pm من طرف ملاك الطيف
» اب يرسل ابنته للدعارة !!!
الثلاثاء يوليو 16, 2024 2:57 pm من طرف ملاك الطيف
» | صلـــة الرحـم |
الثلاثاء يوليو 16, 2024 12:48 am من طرف ملاك الطيف
» ما سبب ارتفاع نسب الطلاق
الثلاثاء يوليو 16, 2024 12:40 am من طرف ملاك الطيف
» لســت مجبـــراً أن أفهــم الآخريــن مـن أنـــا..
الثلاثاء يوليو 16, 2024 12:33 am من طرف ملاك الطيف