" أدولـــــــف "
تأليف: د.هـ لورانس
تأليف: د.هـ لورانس
عندما كنّا صغاراً، كان والدنا يعمل في الليل، أغلب الأحيان. ومرةً، في ربيع إحدى السنين، عاد إلى البيت مُتعباً وشاحب اللون، كعادته. كنّا في الطابق السفلي من البيت مانزال بثياب النوم، نستقبل الصباح بفرح وضجة. ربّما كان من المؤلم لأبي أن يرانا مسرورين، ونحن نستقبل الصباح الذي يأتي ليجد أبي في حالةٍ من التعب.
لم يكن أبي يذهب للنوم في صباحات أيام الربيع المشرقة على الرغم من عمل ليل طويل، بل اعتاد أن يجلس معنا. وفي ذلك اليوم، بالذات، كان أبي فرحاً لأنّه عاد مشياً على قدميه بين الحقول. فهو يحبّ الصباح المشرق بعد ليل المنجم الطويل. كان يراقب العصافير المبتهجة، والأشجار الندية، ويحاول تقليد زقزقة العصافير، بما يماثل صوتها. وكان يردّد دائماً أنّه يتمنى أن يفهم لغة الطيور.
في ذلك الصباح المشمس عاد والدي ليجدنا متحلقين حول الطاولة الكبيرة. كان يتثاقل في مشيته، ولقد أزعجتنا خطواته الثقيلة وهي تحدث ضجةً تعكّر هدوء الصباح، وتضع حدّاً لهرجنا الصباحي.
ذهب إلى المطبخ، ثم عاد، بعد قليل. لم يتكلم أحدّ منّا بحضوره. لكننا شعرنا أنّه يريد أن يخبرنا شيئاً ما.
- "أعطوني شيئاً ما لأحتسيه....!! قال لنا.
وضعت أمي الشاي أمامه، على الفور، فصبها لنفسه في الفنجان. ولكنه بدلاً من أن يتناول فنجانه ويأخذ رشفةً كبيرةً منه، كعادته، مدّ يده إلى جيبه الكبير المنتفخ وأخرج منه شيئاً ما أسود وضعه على الطاولة بين الفناجين.
كان ذلك الشيء الأسود أرنباً صغيراً!!
جلس الأرنب بين الفناجين وأرغفة الخبز، جامداً، وكأنّه تمثال ليس أكثر....!!
- "أرنب...؟؟!! من أعطاك إياه يا أبي؟!".
ضحك وراح يخلع معطفه. بينما قفزنا جميعنا باتجاه الأرنب.
"أهو حيّ... هل نحسّ ضربات قلبه..؟!".
سحب والدي فنجانه ومطّ شفتيه من تحت شاربيه السوداوين وأخذ رشفةً كبيرة.
- "من أين جئت به يا أبي؟؟! " سألناه.
- " لقد التقطته...." قال وهو يمسح فمه ولحيته بيده.
- "أين....؟!" عدنا نسأل ثانيةً.
وجاء صوت أمي هادراً وبسرعة:
- "إنّه أرنب بريّ متوحش!!"..
" نعم . هو كذلك" أجاب أبي.
- لماذا أحضرته إلى هنا... ما شأننا به؟!". صرخت أمي باحتجاج.
- "نحن نريده... نحن نريده" صرخنا أنا وإخوتي.
- "بالتأكيد أنتم تريدونه.....!!" قالت أمي وهي تهزّ رأسها.
لكن صوتها تلاشى بسبب الضجة التي كنا نقوم بها فرحين بهذا المخلوق الصغير.
في طريقه، بين الحقول، عائداً إلى البيت، وجد أبي الأرنب.
وقربه كانت الأرنب -الأم- ميتةً مع ابنيها أما هذا الثالث فقد بقي حياً لوحده.
- "لكن من قتل الأرانب يا أبي؟!" سألناه بدهشةٍ ممزوجةٍ بالحزن.
- "لا أعرف. ربّما يكونوا قد تناولوا سُماً مع طعامهم فماتوا... عدا هذا الأرنب الصغير الذي وجدته في غيبوبة....".
- " لماذا جلبته..... ربّما يسبب لنا متاعب...." عاد صوت أمي يهدر بغضب.
لم يجب أبي بشيءٍ. لكن كنّا جميعنا غير موافقين على ما قالته أمي.
الجمعة أغسطس 09, 2024 11:00 pm من طرف ملاك الطيف
» "حمــال أفقه منك يا حســن
الجمعة أغسطس 09, 2024 10:54 pm من طرف ملاك الطيف
» المسلسلات لا تمثل قيما الدينة
الجمعة أغسطس 09, 2024 10:46 pm من طرف ملاك الطيف
» فتفقدوا أحبابكم.
الجمعة أغسطس 09, 2024 10:20 pm من طرف ملاك الطيف
» اتركوا المنتدى حالا
الأربعاء يوليو 17, 2024 5:06 pm من طرف ملاك الطيف
» اب يرسل ابنته للدعارة !!!
الثلاثاء يوليو 16, 2024 2:57 pm من طرف ملاك الطيف
» | صلـــة الرحـم |
الثلاثاء يوليو 16, 2024 12:48 am من طرف ملاك الطيف
» ما سبب ارتفاع نسب الطلاق
الثلاثاء يوليو 16, 2024 12:40 am من طرف ملاك الطيف
» لســت مجبـــراً أن أفهــم الآخريــن مـن أنـــا..
الثلاثاء يوليو 16, 2024 12:33 am من طرف ملاك الطيف