[rtl]"أترك بيوتي؟" لم يكن السؤال نوعاً من الجواب. مررت أصابعها عبر الشعر الطويل بلون القهوة بالحليب، ولكن الكلب لم يحرك ذيله قط مثلما كان من شأن كلب عادي أن يفعل. نخر مثل رجل عجوز أزعجه النادل في النادي: "كل قوانين الحجر الصحي تلك... لماذا لا يقوم أعضاء مجلس الشيوخ لديكم بفعل شيء ما حول ذلك؟" [/rtl]
[rtl]"نحن ندعوهم بأعضاء البرلمان"، قال الرجل بطريقة ظننتها تحمل كرهاً خفياً. [/rtl]
[rtl]"لا يهمني ما تدعونهم به فهم يعيشون في القرون الوسطى. أستطيع الذهاب إلى باريس وفيينا والبندقية... عجباً، أستطيع الذهاب إلى موسكو لو أردت، دون أن أترك بيوتي في سجن رهيب مع كل تلك الأنواع من الكلاب الرهيبة." [/rtl]
[rtl]أعتقد أنه سيحفظ في..." تردد بكل الكياسة الانكليزية المثيرة للإعجاب التي كان يزن بها الكلمة المطلوبة بالميزان: "أيقول زنزانة؟ وجار؟ حجرة تخصه وحده؟" [/rtl]
[rtl]"فكر في الأمراض التي قد يصاب بها." رفعته عن حافة النافذة بسهولة كما من شأنها أن ترفع دثاراً من الفرو، ثم ضغطته بعزم على ثديها الأيسر. لم ينخر حتى. انتابني إحساس بشيء متملك بالكامل. كان يمكن لطفل أن يتمرد على الأقل... فترة من الزمن. يا للطفل المسكين. لا أعرف لِمَ لم أستطع الشعور بالشفقة على الكلب. ربما كان جميلاً أكثر من المعتاد. [/rtl]
[rtl]قالت: "بيوتي المسكين ظمآن." [/rtl]
[rtl]قال الرجل: "سأحضر له بعض الماء." [/rtl]
[rtl]"نصف زجاجة من مياه إيفيان لو سمحت. لا أثق بماء الصنبور." [/rtl]
[rtl]عند ذلك تركتهم لأن السينما في ساحة ديغول تفتح أبوابها في التاسعة. [/rtl]
[rtl]*** [/rtl]
بعد الحادية عشرة خرجت ثانية. وبما أن الليل كان جميلاً باستثناء ريح باردة قادمة من جبال الألب، فقد درت من حول الساحة. وبما أن الأسوار كانت مكشوفة جداً، فقد اتخذت الشوارع الضيقة القذرة انطلاقاً من "بلاس ناسيونال" نحو "شارع دوساد" و"شارع دي بان." كانت كل صناديق القمامة قد أفرغت من محتوياتها وقامت الكلاب بالتغوط على الأرصفة والأطفال بالتبول في البلاليع المحاذية للطرقات. كانت هناك بقعة بيضاء اللون ظننتها في البدء قطة تتحرك خلسة على امتداد الواجهات الأمامية للبيوت، ثم توقفت. وعندما اقتربت تسللت كالحية خلف صندوق قمامة. وقفت مندهشاً ورحت أراقب. كان شكل من النور عبر أضلاع مصراع إحدى النوافذ قد رسم خطوطاً على الطريق بشكل جلد نمر مخطط أصفر اللون، وها هو بيوتي يتسلل خارجاً من